أسامة أبوالسعود
على هامش مناقشة موضوع حوار الحضارات المنعقد الثلاثاء الماضي ضمن انشطة دورة معجم البابطين لشعراء العربية في القرني19 و 20، التي تنظمها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري في الكويت، اقيمت حلقة تلفزيونية على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي تحت عنوان «ثورة في القنوات العربية الفضائية: جسر المعرفة بين العالم العربي والغرب» شارك فيها الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مجلس امناء المؤسسة ونخلة الحاج مدير الاخبار بقناة العربية وابراهيم هلال نائب مدير تحرير قناة الجزيرة بالانجليزية، ومن خلال الاتصال الهاتفي عبر الستلايت شارك حسام السكري رئيس بي.بي.سي العربية وادار الندوة د.شفيق الغبرا استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت.
وقال البابطين ان الغرب قبل 11 سبتمبر وبعده اساء للاسلام والعرب اساءة بالغة، لذا حاولت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري اسماع صوتنا للغرب، واعتقد اننا نجحنا نجاحا لا بأس به، واقيس هذا النجاح بانه عندما قررنا الاتفاق مع جامعة قرطبة على عقد دورة ابن زيدون (الدورة التاسعة من دورات المؤسسة) رحب المسؤولون في تلك الجامعة بعقد الدورة هناك، وبعدها اجتمع رؤساء جامعات الاندلس وتجاوبوا معنا وقرروا الذهاب الى مدريد لاقرار الحكومة الاسبانية تعليم اللغة العربية في المدارس.
واوضح البابطين انه ذهب الى اسبانيا واستمع الى المرشدين السياحيين الذين كانوا يقولون كلاما غير ملائم للسياح الاجانب عن العرب، فقرر اقامة دورات تدريبية لـ 118 مرشدا سياحيا واقام كرسيا في اللغة العربية بجامعة قرطبة.
واكد ان اي امة تريد ان تنهض لابد ان تفعل ذلك من خلال الثقافة، ونحن للاسف الشديد في مؤسسة البابطين ومؤسسات اخرى نصاب بالاحباط من وسائل الاعلام التي لم تستعد لأن تنقل رسالتنا للآخرين بسبب ضعف هذه الوسائل.
وقال البابطين: انه للاسف الشديد بعض القنوات الفضائية العربية اساءت للوضع الاسلامي والعربي من خلال اثارة الفتن، وضرب مثلا بما يثار الآن حول المذهب الشيعي الموجود منذ قرون، وتساءل: لماذا تثار الفتن في هذه الآونة؟ ونصح الاعلاميين ان يتنبهوا الى الامر، وانه يجب على الاعلام ان يرتقي بأسلوب الحوار وان يدعو الى التنمية والتعايش بين الجميع.
واضاف: كنت اتمنى من الخبرات الاعلامية في «الجزيرة» و«العربية» ان تعبر عن الرغبة الاكيدة في التعايش وحوار الحضارات، واعلن ان المؤسسة قامت بدعوتهما في دورة ابن زيدون في قرطبة لكنهما لم تحضرا، بينما حضرت فضائيات اخرى واستمع الكثيرون من الغرب الينا مما شجعنا على اقامة دورة شوقي ولامارتين (الدورة العاشرة) بباريس، واوضح ان بعض المؤسسات الاعلامية في الغرب دعتنا للحوار معها.
وتمنى البابطين ان يقدم لنا شيء مفرح من خلال هذه الفضائيات حتى يستعيد الانسان العربي ثقته في نفسه. هنا وجه د.الغبرا حديثه لهلال ونخلة متسائلا: هل توافقان على ذلك؟ فقال نخلة (العربية) ان وظيفتي كإعلامي ان انقل الحدث الى المشاهد العربي وليس وظيفتي ان انقله للمشاهد الغربي، لأنه ليس مهتما اصلا بما انقله له، ونحن كاعلاميين عرب علينا ان نشرح للمشاهد العربي ما يحدث بالغرب ولا ننقل للمشاهد العربي ما يحدث هناك.
واضاف ان المؤسسات العربية تقوم بواجبها ولدينا ملاحظات على بعض هذه المؤسسات التي لا تلتزم بالاطر الاعلامية مثل الاستعانة بمفتي او امام او داعية يفتي بقتل اي مواطن غربي يدفع ضرائب لتمويل الحرب على العراق مثلا، فهذا يفهم هناك على انه تحريض مباشر على القتل ومن هنا تنشأ العداوة.
وقال هلال (الجزيرة) انه عندما بدأت الجزيرة كان لدينا المفهوم للرسالة، فهناك اكثر من شرق واكثر من غرب، فهناك شرق لا يريد الغرب، ولا يريد ان يتواصل معه، وهناك شرق يتفاعل مع الغرب، وهناك شريحة اكبر هي التي تحاول ان تفهم، وهناك اكثر من غرب ايضا، فهناك من لا يريد اصلا الشرق سواء قامت القيامة او لم تقم.
واوضح المتحدثون ان الاعلام العربي في الغرب ليس له اجندة سياسية واضحة، فهو ناقل للاخبار فقط، وان هناك اعلام الاحباط الذي دائما ما يمجد الموت والقتلة والاشرار، بينما الاعلام الحقيقي هو نشر الخبر، وان الاعلام العربي انتج نجوما بكائين من المتحدثين، وانه لا يجوز ان نقول ان كل الانظمة العربية فاسدة، وكل من ليس عربيا او مسلما متآمر علينا ويعمل ضد مصلحة الامة او الدولة، وان هناك ثقافة من التشاؤم انتجها هؤلاء البكاؤون وهو ما ينعكس على المشاهد العربي.
وتساءل د.غبرا هل صحيح أنه كلما عرفنا الغرب ازدادت الهوة بيننا وبينه؟ وضرب مثلا بموضوع اعدام ميكي ماوس.
واوضح هلال انه لابد من استخدام الاعتراف بمعناه المسيحي، فالاعتراف هو بداية تحسين العلاقة بين الشرق والغرب، وان هناك واقعا لابد من التعامل معه، وهو التعايش معا وان العولمة تجبرنا على هذا التعايش، ولا ينبغي التستر على الواقع وهذا ما يحدث في الجزيرة الانجليزية.
وقال هلال ان هناك احداثا لا يجوز كشفها، ورغم قوله هذا ضرب مثلا بوجود 700 نفق بين غزة ومصر، وذكر ان هذه المعلومة عندما تصل الى الغرب فإنه يقوم باستغلالها بطريقة سيئة.
وتساءل د.شفيق غبرا عن مدى استغلال الدين من قبل المحطات الفضائية؟
وعلى الفور أجاب نخلة بأن قناة العربية ليس لديها رجل دين يظهر عليها بانتظام، فهي كقناة اخبارية لا توجد بها برامج دينية، واوضح ان كون بعض وسائل الاعلام لها رجل دين او برامج دينية يعني ان هذه القنوات لها توجه ديني. وذكر انه يجب على الاعلام العربي ان يلتزم بميثاق اعلامي عربي لديه اخلاقيات اعلامية.
بينما اوضح هلال ان الدين مكون اساسي في الجزيرة، وان هناك برامج دينية او حوارات دينية مثل «الشريعة والحياة»، وهي برامج مهمة وليست حكرا على اشخاص معينين، واشار الى ان هناك قنواتا دينية صرفة فعندما تتهرب الجزيرة من هذه البرامج فسيلجأ المشاهد الى تلك القنوات الدينية، وانه لا يجوز اعلاميا التهرب من البرامج الدينية او الحوار الديني.
واشار هلال الى انه بعد انطلاقة الجزيرة كانت هناك اتهامات بأنها تتعامل مع الاعلام الاميركي والاسرائيلي وحتى احداث 11 سبتمبر عندما انقلبت الاتهامات علينا من الغرب واننا نرعى الارهاب ونموله.
وعبر الستالايت تحدث الاعلامي حسام السكري عن سؤال ماذا اضافت الفضائيات العربية للاعلام، فقال ان أهم اضافة ان محاولات بي بي سي العربية الأولى التي خرجت عام 1994 وانتهت عام 1996 كانت اول محاولة للتغطية الاعلامية، ولكنها كانت مجرد انطلاقة شجعت على انطلاقات اخرى.
وفي نهاية تلك الندوة الاعلامية المثيرة التي شاهدها على مسرح مكتبة ضيوف الدورة الـ 11 لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، اشار المتحدثون الى ان التعددية مفيدة للمعرفة، وان المشاهد هو الحكم، وان القنوات الممولة من حكومات أجنبية تعد هدرا للأموال.
الصفحة في ملف ( pdf )