محمد هلال الخالدي
بأجواء مفعمة بحب الكويت والعرفان لاهل الفضل من رجالاتها واصل المؤتمر الخامس «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» انشطته وبرامجه لليوم الثاني في ساحة العلم حيث ألقي العديد من كلمات الوفاء بحق من هم اهل للوفاء من رجال صنعوا المجد ورفعوا اسم الكويت بتضحياتهم واعمالهم الخيرة.
بدأ برنامج اليوم الثاني للمؤتمر بكلمة للاعلامي الزميل يوسف مصطفى اشار فيها الى صور من سيرة الشخصيات المكرمة في المؤتمر الخامس، ثم القى د.انور النوري كلمة تحدث فيها عن مناقب عبدالله النوري رحمه الله وهو احد الشخصيات المكرمة، فقال د. النوري حسنا فعلت شركة vip جروب من اقامة مثل هذا اللقاء السنوي لتخليد ذكرى مجموعة من رجالات الكويت كان لهم دور في العمل الخيري والخدمة العامة سواء في داخل الكويت او خارجها حيث اضحى عمل الخير صفة ملازمة للكويت والكويتيين يذكر حيثما تذكر الكويت وامتد هذا العمل في ارجاء العالم سواء المتقدم منه والمتخلف والغني والفقير وهذا من نعم الله حيث هيأ للكويت واهلها القدرة على عمل الخير حيث الاجر مضاعف والحسنة بعشرة امثالها ومن انفق امواله في هذا المجال فهي تعود عليه كالسنبلة التي انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، ويسرني ويسعدني ويسعد عائلتي ان يكون من ضمن هذه الكوكبة المكرمة هذا العام والدي رحمه الله الشيخ عبدالله النوري.
وتابع: ولد الشيخ عبدالله النوري في الثالث عشر من ربيع الاول عام 1323 الموافق السابع عشر من مايو 1905 وقد حرص والده الشيخ محمد النوري والذي كان اماما وواعظا في مدينة الزبير على تعليمه وقد بدأ بتعليمه هجاء الاحرف والكلمات ثم أتبعها بتعليمه القرآن الكريم فختمه وهو في التاسعة من عمره، وكان ولعه بالقراءة وحب التعلم شديدا واخذ يقرأ كل شيء تقع يديه عليه وكان حريصا على اقتناء الكتب حيث بدأ بتكوين مكتبته منذ صغره والتي احتوت على اكثر من عشرة آلاف كتاب ومجلد عند وفاته.
وقال النوري كان الراحل مولعا بالكتابة وتدوين الملاحظات وله مؤلفات عديدة في مختلف مجالات الحياة معظمها له علاقة بالجانب الاسلامي والشرعي.
وفي السنوات العشر الاخيرة من حياته بذل جزءا كبيرا من جهده ووقته في عمل الخير داخل وخارج الكويت حيث كان يجمع التبرعات من الخيريين ليساهم بها في دعم قرية فقيرة في اندونيسيا او في الهند او في اقامة مدرسة اسلامية في استراليا، وما جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الا امتداد لنشاطه واراد اصدقاؤه وزملاؤه ومحبوه وابناؤه ان يستمر عمل الخير الذي كان يقوم به.
بعد ذلك استعرض رياض المزيني فيلما وثائقيا حول مسيرة العم عبدالعزيز وعلي يوسف المزيني، رحمهما الله، وكانت تعليقاته حول مناقبهما مشحونة بالعاطفة والدموع، حيث استذكر جهودهما في انشاء اول شركة صرافة في الكويت وكذلك العديد من اعمالهما الخيرة في دعم القضايا الاسلامية والعربية ومساعدة المحتاجين والمنكوبين في الكويت والدول الاسلامية والعربية.
الوطنية والوسطية
كما تحدث عبدالوهاب الوزان حول المواطن ومفهومي الوسطية والوطنية فقال: ان مشاركتي بهذه الكلمة تأتي من باب الوفاء بالدين لهذا الوطن الغالي ولبعض الشخصيات الكويتية الكريمة التي تركت بصمات جليلة ومناقب خيرة، وساهمت في مسيرة الخير لبناء الكويت الحديث، ان مفهوم حب الوطن الذي يجب الا يختلف عليه اثنان، يحتم علينا ان نعرف ونستوعب مفهوم الوطن بمعناه الاسمى، الذي هو ليس مجرد رقعة جغرافية تحددها خطوط طول وعرض ومياه اقليمية ومجال جوي لا مجرد شاطئ جميل وشوارع مضاءة، فهو اكبر واعظم من كل شيء لانه السحابة التي تظللنا بظلها وترافقنا في ترحالنا والنبض الذي دونه لا يمكن ان نستمر بالحياة، وهذا ما يدفعنا جميعا الى ان نتساءل، هل يولد الانسان مواطنا؟ ومتى يصير الفرد مواطنا مستنيرا، اسئلة يجب ان نعرف الاجابة عنها بتجرد ودون استحياء، وقال: وفي وقتنا الحاضر لا يمكن لأي من كان ان ينكر حقيقة وجود تحديات ماثلة تواجهنا جميعا ونحاول بين الفينة والاخرى ان تحدث شرخا في نسيج وحدتنا الوطنية، فكلنا مسؤولون ومساءلون ان اخطاءنا او قصرنا «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» تلك التحديات التي تأخذ جوانب وأبعاداً متعددة منها:
بعد اجتماع يقتضي اشاعة ثقافة المواطنة الحقة ببعديها الانساني والوطني على مستوى المجتمع عموما ولدى قطاعات الشباب خاصة.
بعد تربوي يتمثل في ضرورة غرس الاسرة لمفاهيم المواطنة في نفوس ابنائهم وقيام المدارس بالاضطلاع بدورها التربوي في ذلك.
بعد اقتصادي يتمثل في وجوب نشر ثقافة الوعي الاستهلاكي والحد من نزعة التبذير والاسراف والقبول بتحول الكويت الى مجتمع منتج.
بعد سياسي يتمثل في ترسيخ التعاون الايجابي على صعيد العلاقة التبادلية التي تحكم السلطتين التنفيذية والتشريعية والسعي حثيثا للنأي بهذه العلاقة عن سمة التأزيم المتكررة لما لها من تأثير سلبي على تماسك المجتمع وتنميته ومكافحة الظواهر السلبية الدخيلة على الممارسة الديموقراطية في البلاد.
بعد ثقافي يتمثل في التعامل العقلاني ازاء الانفتاح الثقافي غير المحدود من خلال هجمة ثقافية شرسة عبر وسائل الاعلام المختلفة.
بعد أمني يتمثل في التصدي لظواهر الاستهتار بقواعد الأمن وحفظ النظام ولتلافي تلك التحديات والتغلب عليها فإنني ارى اتباع منهجية حلول محددة مثل:
اضطلاع وسائل الاعام المختلفة بمسؤولياتها من خلال اعتماد سياسة البث الاعلامي البناء والهادف.
ترسيخ مبدأ «كل مواطن خفير» في نفوس المواطنين والحث على العمل به كل في موقعه.
قيام المؤسسات وجمعيات النفع بدورها في ترسيخ مفهوم المواطنة الحقة في نفوس النشء بحيث لا يقتصر المفهوم على أغنية يغنيها الفرد او علم يرفعه او كلمات وشعارات يرددها.
تأصيل مفاهيم المواطنة الصادقة لانها الدعامة الاساسية لحب الوطن والارتقاء به والعمل من اجله والعطاء له من دون حدود ودون انتظار مقابل، والتي من خلالها تقدم الكويت على اي اهواء او ميول ترسخ لعصبيات مذهبية او قبلية او سياسية.
ترجمة كل فرد فهمه لمعنى المواطنة الصالحة الى سلوك عملي يومي وبحيث تتجلى في يقين كل فرد منا بأنه لا احد فوق القانون وان الجميع سواسية.
تحمل أولياء الامور لمسؤولياتهم الكاملة تجاه ابنائهم وتحصينهم من الافكار الهدامة والمضللة، وايضا القائمين على المسيرة التعليمية في البلاد لمسؤولياتهم بضرورة تضمين قوانين المواطنة في المناهج الدراسية في المرحلة الثانوية ودون اغفال منا لضرورة تضمينها ايضا لذكر شهداء الكويت الابرار ولقافلة الآباء والاجداد الذين كان لهم السبق والريادة في رحلة العطاء الوطني والخيري وفاء لسيرهم الخالدة والضاربة بجذورها في تراب وثرى الكويت.
ابتعاد السلطتين التشريعية والتنفيذية في البلاد عن الخلافات وتغليب مصلحة الكويت على اي مصالح اخرى.
ضرورة الوعي بمحاولات بعض القوى العالمية وسياستها المصلحية باستبقاء بذور النزاع بين المذاهب الاسلامية وضرورة تجاوز الاشكالات التاريخية والعرقية وعدم استدعائها من جديد.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )