مريم بندق
التأني والانجاز والحرص على مد يد التعاون مع مجلس الامة في اطار التمسك بمبدأ الفصل بين السلطات وعدم التدخل في شؤونها التنفيذية كان العنوان الرئيسي لجلسة الحكومة امس التي ترأسها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي لم يكمل الجلسة بعد ابلاغه من قبل رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بتقديم استجواب له من قبل النواب د.وليد الطبطبائي وعبدالله البرغش ومحمد هايف.
وقد تأنت الحكومة في رفع كتاب عدم تعاون مع المجلس بالرغم من اعلان الوزراء تضامنهم ووضع استقالاتهم تحت تصرف سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ريثما تهدأ النفوس حتى يوم غد الموعد الذي حددته وزارة الداخلية لمغادرة الفالي والذي تضمن بيانها ادراج اسمه ضمن قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
وفي هذا الصدد، تحدثت مصادر مسؤولة لـ «الأنباء» عن مساع لسحب الاستجواب في اطار تسوية حكومية - نيابية.
واحالت الحكومة في جلستها امس بالرغم من حالة الامتعاض والاستياء والاحباط التي بدت على الجميع تقرير ديوان المحاسبة عن المصفاة الرابعة الى وزير النفط لدراسته، وقرر تكليف الهيئة العامة للاستثمار بانشاء محفظة استثمارية طويلة الاجل بالتعاون مع المؤسسات الحكومية الاخرى للاستثمار في البورصة، وكلفت الحكومة فريق الانقاذ الذي يترأسه محافظ البنك المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز بوضع الضوابط الفنية بتنظيم عمل المحفظة الاستثمارية.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي
في تصريح صحافي عقب الاجتماع ان المجلس استهل أعماله بالاطلاع على الرسالة التي تلقاها صاحب السمو الأمير من الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق والمتضمنة ترحيب فخامته بدعوة صاحب السمو للمشاركة في القمة الاقتصادية العربية التي ستستضيفها الكويت في يناير المقبل.
ثم استمع المجلس الى شرح قدمه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح حول نتائج المشاركة في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد في نيويورك مؤخرا ضمن الوفد الرسمي المرافق لصاحب السمو الأمير لبحث موضوع الحوار بين الحضارات مشيدا بمضامين كلمة الكويت التي ألقاها صاحب السمو الأمير والتي شدد فيها سموه على أهمية الحوار الجاد والصادق بين الشعوب والديانات المختلفة لمواجهة الظروف العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم والسعي لتقوية التواصل بين الشعوب على الحوار والتفاهم والتركيز على ما يجمع بيننا من قيم ومبادئ ونبذ ما يفرق بين الشعوب كما أشاد سموه فيها بالجهود المتميزة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لعقد هذا الاجتماع في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاحتضان الحوار وترسيخه كمبدأ ثابت في العلاقات الدولية في السعي لتحقيق السلام ومد جسور التعاون والتواصل بين الأمم والشعوب.
كما اطلع وزير الخارجية المجلس على فحوى اللقاءات والمباحثات الايجابية التي أجراها صاحب السمو الأمير على هامش الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورؤساء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تم خلالها استعراض مجمل العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في ضوء المستجدات السياسية الراهنة والقضايا موضع الاهتمام المشترك.
هذا وقد عبر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عن شكره وتقديره للمساعي الخيرة والجهود المخلصة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير بالتعاون مع رؤساء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من أجل تعزيز التقارب بين الشعوب والتعاون لتجاوز المشكلات العالمية معربا عن أمله في أن تؤدي النتائج المثمرة التي تم التوصل اليها لتحقيق السلام ومد جسور التعاون والتواصل بين الأمم والشعوب لما فيه مصلحة الجميع.
وقال الوزير الحجي ان المجلس اطلع على الرسالة التي تلقاها سمو رئيس مجلس الوزراء من رئيس مجلس وزراء جمهورية طاجكستان عاقل عاقلوف والتي تعلقت بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تنميتها في جميع المجالات والميادين.
كما استعرض المجلس أعمال المؤتمر الدولي الثالث للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد الذي افتتح أعماله يوم أمس الأول تحت رعاية صاحب السمو الأمير وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء وبمشاركة شخصيات تمثل عدة منظمات متخصصة عالمية وقد عبر مجلس الوزراء عن تقديره للجهود التي تبذلها المنظمة الدولية لمكافحة الفساد على جميع المستويات الدولية والعربية لمحاربة الفساد بجميع أشكاله كما أكد على حرص الكويت وبتوجيهات من صاحب السمو الأمير على تكريس مبدأ الشفافية ومواجهة مكامن الفساد ومعالجة أسبابه من خلال تشكيل لجان لدراسة وتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وكذلك تشكيل فريق عمل لمتابعة مشروع الحكومة ومكافحة الفساد مؤكدا على أهمية عقد مثل هذه الملتقيات بما تمثله من جهد ايجابي مشكور في مواجهة قضية حيوية ذات انعكاسات حتمية على تنمية الشعوب وتقدمها.
ثم اطلع المجلس على كتاب رئيس ديوان المحاسبة بالنيابة المتضمن تقرير ديوان المحاسبة المتضمن نتائج الدراسة التي قام بها لفحص ومراجعة جميع الاجراءات التي تم اتخاذها في مشروع المصفاة الرابعة بموجب التكليف الصادر من مجلس الوزراء بهذا الشأن للتأكد من سلامة هذه الاجراءات من الناحية القانونية وتجسيد مبدأ الشفافية المطلقة الذي تلتزم به الحكومة في جميع أعمالها.
وقد قرر المجلس احالة التقرير الى وزير النفط لدراسة مضامينه وموافاة مجلس الوزراء بمرئياته في شأنه تمهيدا لاتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا الشأن.
وقال الوزير الحجي ان المجلس أحيط علما بنتائج أعمال اجتماعات الفريق المكلف بمواجهة انعكاسات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الوطني وبالخطوات والاجراءات التي تم اتخاذها في اطار المهمة التي كلف بها وقد بارك مجلس الوزراء القرارات والتوجهات التي باشرها الفريق وقرر تكليف الهيئة العامة للاستثمار بإنشاء محفظة استثمارية طويلة الأجل بالتعاون مع المؤسسات الحكومية الأخرى للاستثمار في سوق الكويت للأوراق المالية وذلك وفق أسس استثمارية موضوعية ومهنية تحقق الأهداف المنشودة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز أجواء الثقة وتكريس دعائم استقرار السوق واحتواء التداعيات السلبية على القطاعات الاقتصادية المختلفة في البلاد.
كما كلف المجلس الفريق بوضع الضوابط الفنية والمهنية الخاصة بتنظيم عمل المحفظة الاستثمارية والأسس الكفيلة بضمان تحقيقها للأهداف والأغراض التي تم انشاؤها من أجلها وموافاة مجلس الوزراء بها.
وبمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين للعيد الوطني لسلطنة عمان الشقيقة يتقدم مجلس الوزراء بخالص التهنئة لصاحب جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والى الشعب العماني الشقيق مشيدا بمسيرة النهضة المباركة في السلطنة في كل الميادين والمجالات ليسأل المولى العلي القدير لسلطنة عمان الشقيقة المزيد من التقدم والرخاء والازدهار وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادته الرشيدة.