استقبل العلامة السيد محمد حسين فضل الله، وفدا كويتيا يتقدمه وزير التجارة السابق عبدالوهاب الوزان، ووزير التجارة السابق د.يوسف الزلزلة وجرى عرض للأوضاع العربية والإسلامية العامة، وللوضع في الكويت بشكل خاص، لاسيما لجهة ما يثيره البعض في وسائل الاعلام والفضائيات أو في الواقع الشعبي من عصبيات وإثارات تؤثر سلبا على الوسط الكويتي وعلى علاقات المسلمين بعضهم ببعض.
وأكد العلامة فضل الله خلال اللقاء «ضرورة ان يتحمل جميع الكويتيين بجميع فئاتهم مسؤولياتهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعلى البيت الكويتي، وكذلك الحفاظ على الوحدة الإسلامية، والتصدي بشكل علمي ومدروس لكل من يحاول الإساءة الى هذه الوحدة، سواء من خلال ما قد يصدر من البعض من إساءات الى صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأمهات المؤمنين، أو ما قد يتداول به البعض من كلمات سلبية تطاول هذا المذهب أو تلك الشخصية الدينية بطريقة لا تمت الى الموضوعية والنقد البناء بصلة.
وذكر بالفتاوى السابقة التي اصدرها، والتي حرم فيها التعرض لصحابة الرسول وأمهات المؤمنين، أو الإساءة إليهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيرا الى «ضرورة تضافر جهود العقلاء من السنة والشيعة على السواء، لقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون تخريب مسيرة الوحدة الإسلامية، ومنعهم من إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي، أو في الواقع الخليجي، أو في الوسط الإسلامي عموما».
وأكد اننا لسنا ضد حرية الاعلام، ولكننا مع الاعلام المسؤول والواعي، والذي يحرص على ان يوازن بين ما تتطلبه حرية التعبير، وما تقتضيه مصالح الأمة من الحفاظ على وحدتها ووحدة مذاهبها وطوائفها في نطاق قضاياها العامة والأساسية، مشيرا الى ان ضرورة وضع حد للاعلام غير المسؤول الذي تطلقه بعض الفضائيات.
وتحدث عن وجود تيار يدعو الى «الخرافة ويحمل عناوين الغلو، لا هم له إلا تهديم جسور المحبة وقطع خطوط التواصل في الأمة»، مشيرا الى ان بعض المعاهد التي لا تخرج العقلاء، بل المتعصبين والحاقدين، مؤكدا ان على الأمة ان تعمل لمحاصرة هؤلاء، والا تفسح لهم المجال لتخريب وحدتها وكيانها من الداخل.
وقال: ان أي شخص وأية جهة تتعرض بالإساءة الى أية جهة أو فئة كويتية ولا تلتزم أسلوب النقد العلمي البناء في مخاطبة الآخرين، فانما تسيء الى نفسها والى العناوين التي تحملها، كما تسيء الى الأسرة الكويتية بأكملها، الأمر الذي يفرض ان يتحرك الجميع في مواجهة هؤلاء.
وحول الوصية التي يوصي بها المجتمع الكويتي، قال العلامة فضل الله للوفد: «لقد كانت وصايا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) للأمة ان تحافظ على وحدتها وعلى وحدة الجماعة فيها، وكانت كلمات الإمام علي ( رضي الله عنه ) ووصاياه تؤكد انه كان يسلم ما سلمت أمور المسلمين، وكان الإمام جعفر الصادق يقول لأصحابه: «ما أيسر ما رضي الناس منكم، كفوا ألسنتكم عنهم».
ونحن نؤكد على اخوتنا في الكويت، ان يحافظوا على وحدتهم الداخلية، والا يسمحوا لأي فريق أو جهة أو شخص ان يخرب عليهم وحدتهم، أو ان يسيء الى تماسكهم وتواصلهم».
من جهة أخرى، زار الوفد الكويتي نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان الذي اشاد بجهود الكويت أميرا وحكومة وشعبا في دعم لبنان، وشدد على تطوير تعايش المسلمين بالتعاون والتشاور ونبذ العنف والتزام نهج الوطنية والاعتدال.