بشرى الزين
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان تأسيس مركز اقليمي لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت يعد حلقة من حلقات توسع هذا البرنامج الدولي منذ إنشائه في العام 1978.
وأوضح الشيخ د.محمد الصباح في كلمة القاها لدى افتتاحه المركز الاقليمي صباح امس في مقر منظمة المدن العربية: ان احتضان الكويت لأحد مكاتب الأمم المتحدة يعكس مدى ايمانها بمحورية العمل الأممي الجماعي لمعالجة قضايا الفقر والتنمية المستدامة وتحسين الظروف المعيشية لسكان العشوائيات وقضايا ليست متعلقة فقط ببلد واحد ولكن بمشاكل عابرة للحدود، مشيرا الى ان ذلك يؤكد ان الكويت بلد العمل الجماعي، خصوصا من خلال الشرعية الدولية، مبينا ان الكويت بافتتاح هذا المكتب تستكمل حلقة هذا الاهتمام بافتتاح بيت الكويت للأمم المتحدة في منطقة مشرف مطلع العام المقبل بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث سيحتضن هذا المقر جميع المنظمات والمكاتب التابعة للأمم المتحدة.
واضاف ان الحماية البيئية، والشمولية الاجتماعية حاجات أساسية لا غنى عنها في الوقت الحاضر، ما يفرض علينا تحمل المسؤولية في تقليص الفجوة القائمة في الحالة المعيشية والسكانية بين الفقراء والاغنياء في الدول النامية سواء في الريف او المدينة، مذكرا بان تأسيس واستضافة مكتب برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت يأتي تفعيلا للاتفاقية الموقعة بين الكويت والبرنامج في 23 مارس 2004، التي تخول المكتب ممارسة مهامه، ومنها التعاون مع المنظمات الاقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشركاء الآخرين والتعاون مع منظمة المدن العربية والشركاء الآخرين في الاعمال ذات الاهتمام المشترك وتنظيم ورش إقليمية ودولية ودورات تدريبية مفتوحة للمشاركة من الدول الأعضاء.
وذكر انه من اجل تحقيق هذه الاهداف وتوفير سبل النجاح للمكتب لمباشرة مهامه، قدمت الكويت كل الدعم الممكن على المستوى المادي والمعنوي، وهو دعم لا يقتصر على توفير المقر وتجهيزه بالاثاث والمعدات المطلوبة، لكن بتقديم مساهمة سنوية بمقدار 100 الف دينار خلال السنوات الخمس الاولى من تأسيس المكتب وكذلك حث الدول الاعضاء للتعاون مع المكتب في اطار مهامه وبرامجه المخططة.
واضاف الشيخ د.محمد الصباح ان الكويت تتطلع الى الاستفادة من الخبرات الاستشارية التي سيوفرها خبراء البرنامج بالتعاون مع الخبرات والكفاءات الوطنية.
وتابع: في هذا اليوم، ينظم مكتب الهبيتات الى البرامج والمنظمات الدولية الاخرى التابعة للامم المتحدة والتي تتشرف الكويت باحتضانها، وخلال الاسابيع القليلة المقبلة وبالتزامن مع احتفالات الكويت بالعيد الوطني سيفتتح بحول الله مبنى بيت الامم المتحدة في منطقة مشرف بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ويمثل تبرع الكويت لهذا المبنى الكبير والمجهز والذي سيضم كل المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة ايمانا من الكويت بدور منظمة الامم المتحدة ومبادئها الراسخة لصيانة السلم والامن الدوليين والتعاون بين الشعوب.
الكويت حاضنة للمنظمة
من جهته، اوضح الامين العام لمنظمة المدن العربية عبدالعزيز العدساني انه منذ تأسيس المنظمة كانت الكويت ولاتزال حاضنة وراعية لقضايا المدن ورفاهية المجتمعات، وكانت دائما وابدا داعما اساسيا لمنظمة المدن العربية التي تحظى بالحصانة الديبلوماسية الكاملة.
وذكر ان الاحتفال بافتتاح هذا المكتب الاقليمي الاممي يضيف جديدا الى اختيار الكويت لتكون مركزا في منطقة الخليج، حيث سيشهد مطلع العام المقبل افتتاح بيت الامم المتحدة الذي سيضم ليس فقط انشطة المنظمة الدولية وهيئاتها ووكالاتها في الكويت فحسب انما في منطقة الخليج بأكملها، مضيفا ان تلاقي النوايا الطيبة على ارض الكويت لتجد من قيادتها الرشيدة ما يترجم تلك النوايا الى انشطة حقيقية ومبادرات ايجابية تصب جميعها في خدمة قضايا التنمية المستدامة، وان منظمة المدن العربية التي تضم في عضويتها اكثر من 400 مدينة عملت ولاتزال تعمل من اجل تنمية المدينة العربية من خلال ست مؤسسات، ثلاث منها انشأتها في ثمانينيات القرن الماضي وهي المعهد العربي لانماء المدن في الرياض وصندوق تنمية المدن العربية في المقر الدائم للمنظمة في الكويت ومؤسسة جائزة منظمة المدن العربية في الدوحة، مبينا انه نتيجة لتطور المدن واتساعها وتزايد مشكلاتها انشأت المنظمة خلال الاعوام الثلاثة الماضية ثلاث مؤسسات جديدة هي مركز البيئة للمدن العربية في دبي ومنتدى نظم المعلومات في العاصمة الاردنية عمان ومؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية في تونس، مشيرا الى ان هذه المؤسسات الست تؤدي دورها بتناغم تام مع المنظمة الام لخدمة المدن والبلديات وسلطات الحكم المحلي في دولنا العربية، كما انها تعمل وبشكل ثنائي مع بعض المؤسسات المحلية والاقليمية وكذلك بصورة متعددة الاطراف مع هيئات واتحادات دولية تعنى بشؤون المدن والساكنين.
موضحا ان الشراكات التي أقمناها على المستويات المحلية والاقليمية والدولية، هي شراكات فعالة، ومقرونة بإرادة صادقة نحو خلق جو محفز للعمل، انها شراكات تأخذ في اعتبارها دور المدن كمحرك اساسي لعملية التنمية المستدامة وكحاضن لها.
التعاون مع منظمة الأمم المتحدة
مؤكدا ان التعاون بين منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المدن العربية، انطلاقا من الكويت هدفه توليد اجماع دولي حول الدور الاساسي للمدن والسلطات المحلية العربية، في مواجهة التحديات العالمية الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والبيئية والثقافية والتراثية، وتلك الناجمة عن النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية، على ضوء مبادئ والتزامات جدول اعمال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
كما اننا نهدف من هذا التعاون الى جعل قضايا المدن والسلطات المحلية العربية، المنبر التنموي الاول الذي يترجم طموحات المواطنين في تحسين ظروفهم المعيشية ورفع المستوى النوعي للحياة.
ومن جانبها أوضحت المنسق العام والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي فاليري كليف ان افتتاح مكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت والذي تستضيفه منظمة المدن العربية سيكون شريكا مع منظمة المدن العربية لتعزيز التوسع البشري الحضري لتحقيق مساكن لعدد متزايد من سكان المدن في جميع انحاء المنطقة العربية.
وذكرت كليف بالأهداف الانمائية للألفية والدعوة الى تحسين كبير ومميز لنحو 100 مليون شخص على الاقل من سكان الاحياء الفقيرة بحلول 2020 ما يعني ان ضرورة توفير استثمارات كبيرة وتوفير امكانية الوصول الى المياه والمرافق الصحية والسكن الدائم الواسع أصبحت ملحة.
واشارت الى ان برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يدعو جميع الشركاء واصحاب المصلحة الى بذل قصارى جهدهم لتحقيق هذه الامكانيات وتوفير ظروف العيش الكريم، مشيرة الى ان منظمة المدن العربية هي شبكة من البلديات من الدول العربية والتي توجد لتطوير التعاون بين المدن العربية من أجل تعزيز تنميتها مع الحفاظ على الهوية العربية.