أحمد صبري
احتفال الشعوب بأيامها الخالدة والعزيزة على قلوبها احتفال بتاريخ طويل من الكفاح والتضحيات، وهي بذلك تؤكد العزم الأكيد والمتجدد على بناء النهضة بمختلف مظاهرها ومتطلباتها العصرية، وعندما يبزغ فجر الثامن عشر من ديسمبر يحتفل الشعب القطري بذكرى عزيزة وخالدة وهي اليوم الوطني وهو التاريخ الذي يوافق تولي مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد، ويأتي هذا الاحتفال بروح تستلهم أصالة الماضي ورؤية متفتحة على آفاق المستقبل الرحب وفكر يأخذ الواقع بعين الاعتبار، حيث تمضي دولة قطر على طريق التطور والنماء آخذة بأسباب التقدم وفق متطلبات العصر تلبية لحاجات انسانها بناء ونهضة في شتى مناحي الحياة.
ويضيف هذا الاحتفال باليوم الوطني عمقا تاريخيا لمسيرة الخير التي تعيشها قطر تحت قيادة أميرها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويؤصل الشرعية السياسية لحق المواطنة التي تدين بالفضل لمؤسسها الذي ناضل من أجل استقلالها ودافع عنه وتولى المهمة من جاءوا بعده حتى عهد صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد الذي توج هذه الشرعية بدستور دائم يعطي للمواطنة حقها ويجسدها قانونيا ويدافع عنها ويحمي الأرض الطيبة قطر من كل شر.
ويمثل احتفال دولة قطر بيومها الوطني في هذا التاريخ عودة الى جذورها واحتفاء بتاريخها ووفاء لرجالاتها الذين ظلوا عبر تاريخها المجيد يسطرون بدعم شعبهم ومباركته صفحات تاريخ ناصع في الدفاع عنها والتضحية من أجلها والعمل لرفعتها.
وجاء عهد صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتويجا لهذه المسيرة في الخير والانجازات لتدخل قطر مرحلة جديدة في جميع مناحي الحياة في ظل رؤية حكيمة وقناعة راسخة بأهمية الحداثة وضرورة مواكبة العصر ومتغيراته، تجاوبا مع طموحات الوطن ورخاء ابنائه.
وحظيت دولة قطر بفضل السياسة الحكيمة والواعية والرؤية الثاقبة لأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بمكانة مرموقة ودور إقليمي متميز وفاعل ما يضفي على التحركات الديبلوماسية والسياسية القطرية أهمية استثنائية.
وانتهجت قطر في عهد سموه سياسة خارجية ترتكز على الوضوح والصراحة في تعاملها مع قضايا الوطن والأمة والالتزام بمبادئ التعايش السلمي والتعاون الدولي والاحترام المتبادل والانفتاح على الحضارات والحرص على دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي كأولوية في السياسة الخارجية وتحقيق التضامن العربي وتعزيز قنوات الاتصال والثقة مع الدول العربية والإسلامية.
وفي ظل هذا التوجه الحكيم في السياسة الخارجية نجحت قطر في لم الشمل اللبناني ورعت المصالحة بين المتنازعين واستطاعت ان تضمد جراح الإخوة في بيروت باتفاق حظي بإعجاب العالم وحقن الخصومة في 21 مايو 2008 تحت اسم «اتفاق الدوحة» برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
كما شهدت قطر في عهد صاحب السمو الشيخ حمد طفرة اقتصادية نوعية وضعتها على خريطة الاقتصاد العالمية في قطاعات الصناعات المرتبطة بتسييل الغاز وصناعة النفط والبتروكيماويات، فضلا عن صدور القوانين المهيئة لمناخ الاستثمار وتأسيس الأجهزة والهيئات والمراكز المالية والاستثمارية التي تضمن التنمية المستدامة في قطر.
وفي قطاعي الصحية والتعليم توسعت خدمات الرعاية الصحية وانشئت مدينة حمد الطبية والعديد من المستشفيات المتخصصة والمراكز الصحية وفق رؤية واضحة تهدف للوصول الى المستويات العالمية كما شهد التعليم نهضة واسعة يشهد لها القاصي والداني.
وبمناسبة اليوم الوطني لقطر تقوم «الأنباء» بالتعرض لبعض الانجازات والتطورات الاقتصادية والسياحية والإعلامية والسياسية والرياضية التي شهدتها قطر في الأعوام الأخيرة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )