دانيا شومان
ضمن انشطة البرنامج التدريبي لمسابقة فادية السعد العلمية للفتيات التي تنظمها ادارتا الفتيات وعلماء المستقبل في النادي العلمي الكويتي، عقدت اللجنة المنظمة ندوة حول مشاكل البيئة في الكويت، شارك فيها نخبة من المختصين وعدد كبير من طالبات المدارس المشاركة.
استهلت الندوة بكلمة لرئيسة اللجنة العليا ومديرة ادارة علماء المستقبل نرجس النامي، اشارت خلالها الى فكرة المسابقة واهتمام راعيتها وصاحبة فكرتها الشيخة فادية السعد البالغ، وحرصها الشديد على ان تحقق المسابقة الاهداف التي وضعت من اجلها والمتمثلة في اكتشاف الموهوبات والمبدعات والعمل على تطوير قدراتهن، وتنمية البحث العلمي والتطوير الفني لدى الفتيات، والحث على العمل الجماعي، ودراسة موارد الثروة والكشف عنها وسبل استغلالها والقاء الضوء على المشاكل التي تواجه مجتمعنا، وبث روح التعاون المثمر والبناء بين المشاركات، وتنمية الولاء الوطني من خلال دعم مشاريع وابتكارات بناءة، وتشجيع الفتاة على التميز العلمي التخصصي ودعم المشاريع المتميزة، والمساعدة على ابتكار مشاريع ذات مردود علمي وعطاء مؤثر في تطوير الحركة العلمية، والارتقاء بمستوى الوعي بالقضايا البيئية.
واستهلت الندوة بمحاضرة مدير دائرة العلوم البيئية في معهد الكويت للابحاث العلمية د.عبدالنبي الغضبان استعرض في بدايتها عناصر البيئة غير الحية والحية المنتجة والمحللة والمستهلكة، ومن ثم تناول النظام البيئي الذي من خلاله تتفاعل عناصر البيئة لاحداث التغيير.
واشار الى ذكر البيئة في القرآن وما تمثله قضية المحافظة عليها من اهمية بالغة، حفاظا على استمرارية بقاء مكوناتها وعناصرها، لافتا الى ان هناك زيادة مطردة في نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون التي كانت 0.031% عام 1950 وفي العام 1980 بلغت 0.0345%، موضحا ان خطورة زيادة هذه النسبة انها تؤدي الى ذوبان الثلوج وتحرك المياه وارتفاع منسوب مياه البحر وتعرض المدن الساحلية للغرق.
واستعرض المحاضر العديد من الأمثلة المستنزفة للبيئة والاسراف الزائد في استغلال الموارد على حساب الأضرار الناتجة عن ذلك، لافتا الى ان الاسلام دعا الى الاهتمام بالبيئة بجميع عناصرها وحمايتها.
واستعرض د.الغضبان الموارد الطبيعية والأنشطة البشرية والمشاكل البيئية الراهنة والاستراتيجية البيئية والتشريعات المرتبطة بالبيئة ودور المؤسسات في نشر التوعية البيئية، مؤكدا وجود علاقة طردية بين جودة الحياة والانتاجية او الاستثمار وجودة البيئة، مشيرا الى ان السلوك الانساني هو المعيار الذي يحدد اسلوب وطريقة تعاملنا مع البيئة واستغلال مواردها.
وقال ان للتعليم والتربية والاعلام دورا مهما في ترشيد هذا السلوك ودفعه الى الحد او التقليل من الأخطار الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد للموارد الطبيعية والعمل على الوصول للتنمية المستدامة.
واستعرض د.الغضبان المشاكل البيئية الراهنة والمتمثلة في النفايات الصلبة ووجود 15 موقعا لردم النفايات المنزلية وأنقاض البناء في الكويت والتي لا يتوافر فيها الحد الأدنى من المعايير والاشتراطات البيئية الواجب اتباعها، اضافة الى المخلفات السائلة من العديد من المنشآت الصناعية المطلة على البحر، وكذلك المخلفات الغازية والناتجة عن محطات توليد الطاقة ومصافي النفط ومحارق النفايات وغيرها.
ودعا د.الغضبان الى ضرورة تعزيز دور المعاهد العلمية في عمل الدراسات البيئية لإثراء قواعد البيانات المرتبطة بالبيئة، وتبني مركز محلي لإدارة الكوارث البيئية، وتعزيز دراسات المردود البيئي، وتضمين الدراسات البيئية مفهوم الصحة والبيئة والسلامة، وتطبيق توصيات المشاريع التي تعمل على تقليل الأثر البيئي المتوقع، وتفعيل عمل محطات انذار مبكر ودراسة التأثير الناتج عن الزيادة في عدد السيارات.
من جانبه، استعرض رئيس قسم علوم الارض في جامعة الكويت د.جاسم العوضي المشاكل البيئية التي تتعرض لها الكويت ودور الجهات المسؤولة، اضافة الى دور المواطنين، مشيرا الى وجود اسراف شديد جدا فيما يخص النفايات المنزلية التي تعد الاعلى بين دول العالم، داعيا الجميع الى ضرورة الاقتصاد في النفايات، ومحاولة فصل النفايات الصلبة التي يعاد تدويرها.
واشار الى ان الكويت تشهديا تعديا صارخا على البيئة بمختلف انواعها، الامر الذي يتطلب ضرورة اعادة النظر في التشريعات البيئية وتكثيف التوعية البيئية بين افراد المجتمع.
وعلى الصعيد نفسه استعرض كل من م.فاضل الكوت من شركة البترول الكويتية ومن الهيئة العامة للبيئة كل من: عبدالله عبدالهادي وعبدالله اليتم وفاضل الكوت العديد من المشاكل البيئية التي تتعرض لها الكويت ومصادر التلوث وانتشار الأمراض والإجراءات التي تتبعها الجهات العاملون فيها للحفاظ على البيئة، داعين الى ضرورة البحث عن حلول جادة وعملية لتلك المشاكل.