أسامة أبوالسعود
احيا الاخوة الشيعة في مختلف الحسينيات الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء ذكرى استشهاد سبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسيد شباب أهل الجنة وحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والذي قال عنه «حسين مني وأنا من حسين احب الله من احب حسينا».
وخيم السواد على الحضور الذي تذكروا الفاجعة الاليمة بذكرى استشهاد الإمام الحسين، لكن سلوانهم كان في الخطب التي تحدثت عن تاريخه العظيم وسيرته العطرة.
ففي مسجد فاطمة الزهراء بشرق دعا امام وخطيب المسجد الشيخ رجب علي رجب المسلمين الى ان يجعلوا الامام الحسين ( عليه السلام ) قدوة لهم في جميع أمور حياتهم حيث قال «علينا ان نجعل الامام الحسين ( عليه السلام ) قدوة لنا ونستفيد من تضحياته للاسلام وفي كل العصور وجميع القضايا سواء الجهادية أو الايمانية او العلمية وخاصة في هذه الايام التي يتعرض فيها المسلمون لأبشع الهجمات من الصهاينة والمتصهينين».
وتابع قائلا: «علينا ان نجعل الامام الحسين ( عليه السلام ) قدوة في تضحياته من اجل اعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، وكيف ضحى بنفسه وأولاده وقدمهم نصرة للاسلام وحفاظا على هذا الدين».
وبالنسبة لمواقف الامام الاصلاحية قال الشيخ رجب: «لعلنا نستذكر مقولة الامام الحسين ( عليه السلام ) الشهيرة «انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، اريد ان آمر بالمعروف وان انهى عن المنكر».
واضاف رجب «لما ذهب الامام الحسين ( عليه السلام ) من المدينة الى مكة وعرف انهم ارسلوا جماعة لقتله عند الكعبة المشرفة، فحفاظا على قدسية حرم الله وبيته الحرام خرج من مكة وتوجه الى العراق وكان هدفه انهاء المفاسد الموجودة سواء الاخلاقية او العقائدية التي بدأت بعد تسلم يزيد بن معاوية الخلافة فاراد ان يغير هذا المنهج واستعادة السنة الصحيحة لجده محمد ( صلى الله عليه وسلم )».
واردف قائلا «وبالتالي توجه للعراق بدعوة من كثير من أهل العراق بذلك ولكن الاحداث التي وقعت حالت دون وصوله للكوفة وتوجه الى كربلاء وقامت المعركة الشرسة وثبت هو وعياله عليهم السلام أجمعين».
وختم قائلا «وبالتالي فان الامام الحسين ( عليه السلام ) ضحى بنفسه وأهله من أجل القضية التي ارادها وبقيت بفضل تضحياته واكملت السيدة زينب بنت أمير المؤمنين المسيرة والامام زين العابدين عليهم السلام».
وفي حسينية بوحمد في منطقة الدعية وبحضور السيد محمد باقر المهري ألقى الشيخ حسين الفهيد خطبة حول «عظمات ومقامات ابى القاسم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وآل بيته الاطهار».
واكد ان آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مليئون بالايمان والطاعة ولم يميلوا قط الى الالحاد حتى قبل ارسال رسولنا الاكرم بالرسالة.
واضاف الفهيد: يكفينا من عظمات رسولنا الاكرم اسماءه الثلاثة احمد ومحمد ومحمود والتي بها مدحه وفضله المولى عز وجل من فوق سبع سموات.
وافتى الفهيد بجواز التبرك بنعال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وسلم ) واستشهد في ذلك بقصص وروايات اقتبسها من كتاب «فتح المتعال في مدح النعال».
واعتبر الفهيد البكاء في شهر المحرم من انبل صفات الانسان، وقد مدح الله نبيا عظيما مثل يعقوب ( عليه السلام ) بعد بكائه على ولده يوسف، وقال تعالى (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)، والقرآن يسمي البكاء الى حد العمى جمالا لأنه من اجل الحق، والرسول بكى على الشهداء وعلى ولده الحسين وولده ابراهيم وهو يقول: القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول الا ما يرضي الله، وشدد على اهمية اقامة هذه المجالس لأنها حفظ للانسان والاوطان من كل شر، واستذكر مقولة الامام الصادق بخصوص مجالس الحسين: احيوا امرنا فأنا احب تلك المجالس.