أسامة أبوالسعود
في الليلة الخامسة من عاشوراء واصلت حسينيات الكويت أمس الأول عقد مجالس العزاء، وتقديم الدروس والعبر التي تلهمها هذه الذكرى.
كمــا كانـت القضيـــــة الفلسطينية والاعتداءات الوحشية على غزة حاضرة في كثير من الاحاديث، وشهدت بعض الحسينيات تبرعا بالدم لصالح سكان غزة.
وتذكر خطباء المنابر الحسينية الشهيد الامام الحسين بن علي وذكراه العطرة ونوره الذي اضاء لمن حوله وعطاءه وجهاده الذي اصبح منبرا لكل من جاء من بعده.
ففي حسينية البكاي قال امام وخطيب الحسينية السيد محمد الشوكي «تأتي عاشوراء هذه السنة ككل سنة لتذكر الامة بالقيم الرسالية التي ربما نسيت او اصابها شيء من التشوه وتأتي لتذكيرها بقيمة العزة والكرامة.
واضاف السيد الشوكي «ويأتي الحسين ايضا في هذه الايام ليجعلنا نفكر بمسألة الاصلاح في الارض، فالحسين ( عليه السلام ) انما خرج مصلحا، كما قال هو ( عليه السلام ) في وصيته لاخيه محمد بن الحنفية تلك الوصية الأولى التي حدد فيها منطلقات ثورته الكريمة ورسم فيها اهداف تلك النهضة التغييرية الكبرى حيث قال: «واني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )».
وتابع قائلا: «ان الحسين لا يريد منا ان نكون صالحين فقط ككثير من الصالحين الذين يرون المجتمع يغرق بالفساد من حولهم ولا يحركون ساكنا، انما يريد الحسين منا ان نكون صالحين ومصلحين، صالحين على مستوى الذات ومصلحين لما يحيط بنا كل بحسب دائرته التي يعيش فيها».
واردف الشوكي قائلا: «فالاصلاح مسؤولية عامة انطلاقا من حديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الذي يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
واضاف: فاذن عاشوراء هي ذكرى القيم الاسلامية الرسالية التي لابد ان نعيشها في واقعنا وينبغي ان نستلهمها من الحسين ( عليه السلام ) الذي لم يكتف باطلاقها كشعارات في الهواء لتبقى عائمة، وانما جسدها بنفسه الشريفة على جميع المستويات.
ومن جهته اكد وزير الدولة لشؤون مجلس الامة السابق عبدالهادي الصالح ان ذكرى الامام الحسين ( عليه السلام ) تتجدد في هذا الموعد من كل عام حيث يوم عاشوراء وهي زاخرة بعطائها ومن الخطأ ان يتصور البعض بأن قضية الامام الحسين قضية مأساوية انتهت في سنة 61هـ والآن نتذكرها لمجرد اجترار قصة تاريخية.
وتابع الصالح قائلا: «لان نفس رسول الاسلام محمد ( صلى الله عليه وسلم ) اعطى رسالة للامة بان هذا الحدث جوهري لعطاء الاسلام وجميع المسلمين متفقون على الاحاديث التي ذكر فيها النبي سبطه الامام الحسين قبل واثناء وبعد ولادة الامام الحسين وذلك عندما اغرورقت عيون الرسول بالبكاء فسألته ام المؤمنين عائشة وأم سلمة التي اعطاها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) تراباً وقال لها في يوم العاشر من محرم سيتحول هذا التراب الى دم عبيط وعند ذلك يكون قد قتل الحسين وتؤكد الروايات ان ام سلمة عاشت الى يوم عاشــــوراء وعندما فتحت القارورة وجـــــدت التراب تحول الى دم عبيط – كما اخبرها بذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم ).
وتابع الصالح: والنبي الكريم اكد تكرارا ومرارا امام المسلمين حديثه الشريف «حسين مني وأنا من حسين احب الله من احب حسينا»، ونحن نرى في ثورة الامام الحسين بانها امتداد للخط النبوي للرسالة السامية، ولذلك عندما نعتقد ذلك فنحن نعيش القضية الى يومنا هذا. واكد ان المجالس الحسينية تتحول الى منتديات تتحدث عن الجوانب التربوية والتوعوية وتفسير القرآن في تلك الايام من شهر محرم وتحيي تلك الذكرى العطرة لسبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).
واردف الصالح قائلا: ان رجال المقاومة في العالم ينظرون للامام الحسين على انه قدوتهم في جهادهم ضد الظلم ومنهم حزب الله وغانــــــــدي الذي قال «تعلمت من الحــــسين عندما اكون مظلوما فكيف انتـــصر».
وشدد الصالح على ان اهل غزة اليوم مطالبون بقراءة قضية الامام الحسين ليستلهموا منها الصمود والصبر والبطولة.
وعن التبرع بالدم في الحسينية قال الصالح «نحن في حسينية البكاي ارتأينا التبرع بالدم لانه وقود الحياة لكل البشر وهو قضايا رمزية لا تفرق بين البشر وتعبر عن العطاء كونه احد دروس الامام الحسين ( عليه السلام ).
واشار السيد ابراهيم القزويني في الحسينية الجعفرية العامرة بحضور الشيخ عبدالله المزيدي وكيل المراجع العظام وحشد كبير من المؤمنين والمؤمنات الى ان النبوة والامامة مهمة خاصة بالباري عز وجل وانه يختار الانبياء والائمة كما ان الاصطفاء هو ايضا يقوم بتحديدهم.
وقال ان البشرية عليهم الطاعة والانصياع للائمة والانبياء، باعتبارهم أئمة زمانهم، وانه بعد الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وسلم ) قام الائمة بهذه المهمة اي ان الامامة امتداد للنبوة والامام هو الذي يدير ادارة شؤون البلاد ويمثل الرسول في كل شيء وعليه فإن منصب الامامة هو من الله، واضاف أن قضية الامام المنتظر ترتبط بكل المسلمين.
والتأكيد على ان النبوة والامامة من اختصاص وشأن الباري عز وجل الآيات القرانية الاولى عن النبوة (يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي)، واما عن الامامه وهو يخاطب ابراهيم (اني جاعلك للناس اماما).
واوضح أن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم حدد اسماء الائمة، اضافة الى احاديث حول الامام المهدي ( عليه السلام )، موضحا ان الامام علي ( عليه السلام ) قال: قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من احب ان يكمل ايمانه ويحسن اسلامه فليتولى الحجة صاحب الزمان المنتظر.
ومن هنا كان لزاما على المسلمين اتباع امام زمانهم وهذا ما حصل مع مسلم بن عقيل حيث قام بمهمة صعبة امتثالا لامام زمانه حيث سافر الى الكوفة بمهمة سفير الامام الحسين ( عليه السلام ).
وواجه مسلم بن عقيل الغربة والوحدة والعطش والغدر في الكوفة، عندها صوبوا عليه الحجارة والرماح من فوق الاسطح واقتادوه الى قصر العمارة ثم الى فوق حيث قطع رأسه وحذفت جثته من فوق ثم ربطت رجلاه وسحبت جثته بين سكك الكوفة.
وبعد الخطبة اقيمت لطمية من احد الاشبال.