لم يدع التطور العلمي ومخرجات التكنولوجيا الحديثة لغزا معقدا من ألغاز الحياة إلا وأوجدا له حلا، بيد أن الجانب الصحي كان أكثر استفادة، لاسيما أنه أعاد بسمة الأمل إلى وجوه الكثير من المرضى ممن لم تساعدهم معطيات الطب المتوافرة بين الأيدي على تجاوز محنهم المرضية.. وفي هذا الصدد، أكد استشاري جراحة المسالك البولية والحاصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الإسكندرية،د. عادل عيد أن الطفرات الهائلة التي شهدتها مناظير الجهاز البولي والكلى والمناظير المرنة - سواء في صغر حجمها أو اتساع قدرتها على الرؤية - مكنت الأطباء من الوصول إلى أي مكان في الجهاز البولي، وساعدتهم على التعامل مع المرض، وعلى الحصول على نتائج مميزة في علاج مشاكل الجهاز البولي والكلى لدى الإنسان، لافتا إلى أن معهد الكلى والمسالك البولية في جامعة المنصورة بجمهورية مصر، يعتبر من المراكز المتقدمة على مستوى العالم في تعليم هذه الطفرات إضافة إلى تقنيات الهندسة الوراثية للعلاج الجيني، حيث يقصده الأطباء الأوربيون والأميركيون فضلا عن العرب.
ومن خلال إجاباته عن استفسارات المتصلين من قراء «الأنباء»، أشار د.عيد إلى أنه من الممكن ممارسة بعض التمرينات الخاصة بقاع الحوض والتي تفيد في بعض الأحيان بحل مشكلة سلس البول، موضحا أن السلس له أنواع أشهرها السلس الإجهادي والذي يخرج البول فيه بمجرد الكحة أو العطسة أو الضحك.
من جانب آخر، حذر د.عيد من التساهل لدى ملاحظة التبول اللاإرادي عند الطفل إذا كان قد ولد بتشوهات خلقية كعدم التحام في العمود الفقري، أو تعرض لنقص الأوكسجين أثناء الولادة، كون هذا التأخر في الكشف الطبي يؤدي إلى مرض «المثانة البولية العصبية» والذي يعتبر خطيرا جدا، نظرا لتسببه في الإصابة بالفشل الكلوي في سن مبكرة، مشيرا إلى أن تشخيص المثانة البولية العصبية قد يكون صعبا نظرا لاشتباه الأهل بأن التبول اللاإرادي أمر طبيعي في السنوات الأولى من العمر، إلا أن المشكلة تظهر من خلال إجراء السونار على الكلى والمثانة.
وبين د.عيد أن التهابات البروستاتا عند الرجال، والمثانة عند السيدات، من أشهر العوامل التي تسبب آلاما أثناء عملية التبول، لافتا إلى أن الفشل الكلوي لا تظهر معه آلام، بخلاف المغص الكلوي والذي يكون ناتجا عن وجود بعض الحصى الصغيرة أو الانسدادات البسيطة.
كما تخلل الحوار الحديث عن تحديد جنس المولود من خلال الحقن المجهري، وعن احتباس البول، وعن الإكثار من شرب الماء، وعن احتقان البروستاتا، إلى غير ذلك من المواضيع والجوانب ذات الصلة.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )