دارين العلي
دعت رئيسة لجنة شؤون المرأة، رئيسة اتحاد الجمعيات النسائية، الشيخة لطيفة الفهد الى تشكيل لجنة متخصصة من جميع الوزارات والجهات المعنية بمعالجة الظواهر السلبية في المجتمع لوضع ضوابط ممكنة التطبيق لتفادي أي سلوك سلبي في المجتمع يمكن أن يؤدي الى الانحراف.
كلام الشيخة لطيفة جاء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته مساء أمس الأول للاعلان عن مؤتمر «أنواع الضوابط الاجتماعية الواجبة في مواجهة السلوك المنحرف» الذي تنظمه اللجنة بالتعاون مع ادارة الأسرة والطفولة في جامعة الدول العربية في الفترة بين 17 و19 فبراير الجاري في فندق الشيراتون، وذلك بحضور رئيسة لجنة الأم المثالية الشيخة فريحة الأحمد، ووكيل التعليم العالي د.رشا الصباح وعدد من الوكلاء المساعدين في وزارات الدولة والمهتمين بالشأن الاجتماعي بهدف تسليط الضوء على وجهات النظر المختلفة لبلورتها وطرحها خلال جلسات المؤتمر ومحاضراته.
وقالت الشيخة لطيفة ان موضوع المؤتمر مهم جدا ليس فقط في الكويت وانما في جميع الدول العربية حيث يجب ان يكون هناك عين ترى وتنتقد لكي تقوّم أي سلوك خاطئ يمكن ان يبدر في المجتمع، مشيرة الى ان الكويت لديها سيرة حسنة سواء من حيث رقي مجتمعها أو من حيث تمسكه بالخلق الحسن والقيم الحميدة، مؤكدة ان الأيام تتغير والأمم كذلك وذلك ناتج عن التواصل الذي أمرنا الله به مع الآخرين، مشددة على أهمية التواصل العلمي والأدبي والمعرفي وليس أي شيء آخر.
وقالت ان الكويت تعتبر من أولى الجنسيات المهاجرة والمتعاونة تجاريا وعلميا وللكويتيين صدى كبير في المجتمعات التي قصدوها وتعاونوا معها، مشيرة الى ان الهجرة مذكورة في القرآن الكريم وان الاختلاط من الأسس التي يقوم عليها تعارف الناس لاقتباس العلم والحضارة والثقافة، لافتة الى ان الشعب الكويتي يختلط بالعديد من الأمم سواء للسياحة أو التجارة أو العلم ويكتسب أمورا إيجابية من تلك المجتمعات ولكنه بالمقابل يكتسب أيضا بعض الأمور السلبية التي يجب تفاديها وأخذ ما ينفعنا ويرفع شأننا.
واضافت «ان كل الاختراعات والعلوم التي تكتشف في بلاد الغرب هي من القرآن الذي أنزل علينا نحن العرب ومازلنا في تأخر علمي كبير وبعد ان كنا في الرأس أصبحنا في المؤخرة» مشيرة الى وجود عدة ظواهر سلبية في المجتمع الكويتي يكتسبها عبر السفر وليست من أصل أخلاقه ويتحدث البعض عن هذه الظواهر في وسائل الإعلام والصحافة وعن بعض السلبيات التي تحصل هنا وهناك في غياب رصد صحيح وبيانات واضحة تظهر حجم هذه السلبيات ومدى تغلغلها في المجتمع مشيرة الى وجود عدة سلبيات قد لا يلاحظها البعض كتبرج المحجبات وغيرها.
وأكدت الشيخة لطيفة ان هذه الظواهر السلبية ليست من صميم أخلاق المجتمع ومن جذوره وانما هي مستوردة من الخارج فالشعب الكويتي شعب مسلم ومتمسك بدينه وأخلاقه ولكن البعض قد اكتسب بعض العادات والسلبيات من الغرب والتي لابد ان توضع لها ضوابط لتفادي تفشيها بين أفراد الشعب عامة ومحاربة هذه الظواهر على أرض الواقع بضوابط يمكن تطبيقها فعليا لافتة الى وجود بعض الظواهر السلبية على أغلفة المجلات ووسائل الإعلام التي تقدم المادة على الأخلاق داعية إياها الى عدم نشر أي شيء يمكن ان يسيء الى أخلاق المجتمع ونشر كل ما يمكن ان يكون قدوة لهذا المجتمع.
بدوره تحدث مستشار اللجنة احمد البستان عن محاور المؤتمر والجلسات التي ستحصل فيه والقضايا التي سيتناولها كالضوابط الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي في عالم متغير ودور مؤسسات الضبط الاجتماعي «الاسرة ـ المدرسة ـ المؤسسة الدينية» في الوقاية من الانحراف وبرامج اعادة التأهيل والتكييف الاجتماعي ودور الاعلام في التوعية وتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني لتفعيل آليات الضبط الاجتماعي وايجاد خطة عربية لتفعيل آليات الضبط الاجتماعي.
وتخللت المؤتمر مداخلات عدة ابرزها لوكيلة التعليم العالي الشيخة د.رشا الصباح التي اعتبرت ان استضافة هذا المؤتمر بأبعاده المهمة تعزز دور الكويت في سعيها المتواصل لتعزيز العمل العربي المشترك وتثبت أنها موجودة في جميع المحافل الاقليمية والدولية.
ولفتت الى ان محاور المؤتمر ممتازة، متمنية وجود اسهابات ومناقشات للمحاور الاجتماعية والاعلامية لافتة الى انه على الاعلاميين معرفة ابعاد المحاور، متسائلة عن كيفية وضعها واختيارها.
وقالت: العلم هو الركيزة الاساسية لتنمية المجتمعات وبنائها ويساهم في تطوير الاقتصاد فالعلم اساس الرفاه الاقتصادي والأمن الاجتماعي متمنية ان يهتم الاجتماع بهذا البعد «علم ـ اخلاق ـ تربية» بأن يركز على المكونات الاساسية للاهداف السامية والنبيلة التي ينشدها المؤتمر، وبدوره تحدث المستشار الاول للجنة الام المثالية صالح النهام قائلا ان القرآن افضل دستور بشري لمعالجة كل الظواهر السلبية والسلوكية، مشيرا الى ان مؤتمرات كهذه مهمة على مستوى العالم حيث تسعى لحماية المجتمع من الانحرافات، مشيرا الى ان المؤتمر سيحقق العديد من التوصيات متمنيا الا تبقى مجرد كلام بل تجد آلية للتنفيذ.