أسامة أبوالسعود
أكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار حسين الحريتي ان امتزاج ثقافة الوقف بطموحات الشباب وتطلعاتهم يتجلى في الملتقى الوقفي الـ 15 الذي شرفني راعي الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد بتمثيله في افتتاحه.
وقال في كلمة ألقاها خلال احتفال افتتاح الملتقى الذي نظمته الأمانة العامة للأوقاف صباح امس ان الملتقى جاء ليعزز توجهات الأمانة العامة للأوقاف في بناء مجتمع تنموي يوازن بين الموارد الاقتصادية والطاقات البشرية المؤهلة لينسج من اهدافه شعاره وليصنع من خطواته ما يوصله الى بلوغ استراتيجيته حتى صار الوقف عنصرا مندمجا في هوية الامة الاسلامية ممتزجا بخصائصها الحضارية تدل عليه ويدل عليها.
واضاف ان العناية بعنصر الشباب الذي يمثل عصب المجتمع ومستقبله الواعد ليست حكرا على مؤسسة دون اخرى حتى عقدت العزم على المساهمة في تعزيز روح الشراكة والتعاون مع هذه الشريحة الواعدة تحقيقا لرؤيتها نحو تنمية مستدامة وخير مستمر وهو ليس بالأمر المستغرب على هذا الصرح الكبير الذي تمكن من حيازة ثقة العاملين.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف د.محمد عبدالغفار الشريف «اعتادت الأمانة العامة للأوقاف على ان تقيم ملتقاها السنوي ليكون منطلقا نسعى من خلاله الى تجديد النشاط، وبث روح جديدة للعمل الوقفي تتوافق مع الاحتياجات التنموية وتواكب التطلعات المجتمعية».
وأضاف: «يجمعنا الملتقى الخامس عشر على صعيد التنمية البشرية والتي تهدف الى بذل اقصى درجات العناية بشبابنا الواعد وتذليل كل المعوقات التي تحول بينه وبين وضع بصمته الخاصة على ابواب المستقبل من خلال التوجهات الوقفية ذاتها الساعية نحو تحويل الروافد الاقتصادية والقنوات الداعمة الى ما يخدم التنمية المستدامة».
وأردف الشريف قائلا: محاور مختلفة وأنشطة تحقق معنى التكامل لتكوين بيئة جاذبة للشباب يتنفسون من خلالها هواء يملأ صدورهم تفاؤلا ويفرغ طاقاتهم بناء ويحقق طموحاتهم عطاء.
وتابع: «ان التركيبة التي بنيت عليها انشطة هذا الملتقى والتي تمتد خلال عام كامل ركزت على الشمولية في تحقيق الهدف، فحوت الانشطة المتعددة المشارب، مختلفة المقاصد لتضم الاثراء الفكري والمعرفي والتنمية الذاتية والتطوير المهني والبناء النفسي والتكوين الجسدي وسعت الى توظيف ملكات الابتكار وتهيئة المحيطات النقية والتي تقود الأسرة الى مرافئ الاستقرار، ولم تغفل ان تفتح الساحات امام المفكرين من أنحاء العالم ليشاركوا الشباب تطلعاتهم، ويحتفلوا معهم بمنجزاتهم، بالإضافة الى الاستفادة من خبرات من جندوا انفسهم لخوض هذا الميدان ليكونوا نماذج تحتذى في طريق الخير والتنمية.
ومن جانبه اكد مفتي الجمهورية اللبنانية د.محمد رشيد قباني ان نشر ثقافة الوقف امر ضروري ومهم لأنه اساس انشاء المؤسسات واستمرارها في المجتمع والوطن، والأمة على اختلاف انواعها، من المدارس والجامعات، الى المستشفيات والمراكز الصحية الى المؤسسات المهنية والاجتماعية والرعائية وغيرها كثير.
ودعا العلماء والخطباء والدعاة والباحثين ووسائل الاعلام الى خدمة المجتمع بتوعية الناس بأهمية الوقف، سعيا لإحياء هذه السنة الدينية الاسلامية العظيمة وعلى طلبة العلم انجاز مزيد من البحوث العلمية في مجال الوقف، نظرا لكونه من المواضيع المتجددة التي تحتاج الى مواصلة البحث والدراسة، ليبقى الوقف في حياتنا رافدا من روافد العمران والحضارة.
وأضاف ان دور الشباب في الحياة هو اساسي في حياة الأمم المتقدمة، وبالتالي علينا تعزيز دورهم في كل مجال، وتفعيله لبناء مجتمع سليم، كما ان لهم دورا في اصلاح النفوس وتوجيه المجتمع والمحافظة على امنه وسلامته، مشيرا الى ضرورة توجيه الشباب ورعايتهم وتفعيل طاقاتهم، لأن تماسك المجتمع وتنمية وسلامة بنيانه تتطلب اعداد جيل من الشباب يعتز بدينه ووطنه وتراث امته ويحافظ على ثوابتها، ويكون سدا منيعا يقي المجتمع والوطن والأمة مما يضرها ولا ينفعها، والشباب مثل النبتة اذا احسن الزراع رعايتها نمت واثمرت، واذا اهملها تعثر نموها، وفسد ثمرها.
وبدورها، اكدت رئيسة لجنة العمل التطوعي الشيخة امثال الاحمد ان الامانة العامة للأوقاف تقوم بدور جبار في خدمة المجتمع.
وتابعت عقب تكريمها من وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية لدورها الرائد في خدمة الكويت، اعتقد ان الاعمال التي تقدم لها الأمانة العامة للأوقاف اقوى بكثير مما تم عرضه خلال حفل الافتتاح، فهم يهتمون بالمشاريع التي تقدم عليها الامانة بمبالغ كبيرة، لكن هناك دعم اقل لمشاريع، لكن الانجاز الذي تحققه كبير وعليهم الا يميزوا بين الدعم الكبير والصغير، لأن ما يميز اي مشروع هو العمل نفسه وليس حجم الانفاق نفسه.