أسامة دياب
اعتبر الباحث الإعلامي في الشرق الاوسط المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة أصوات بلا حدود العالمية د.عادل اسكندر عودته للكويت بمنزلة العودة للوطن الثاني حيث قضى اول 16 عاما من حياته فيها.
واوضح خلال الحلقة النقاشية المغلقة حول دور الصحافة الالكترونية والمدونات في تغيير المناخ الاعلامي في المنطقة العربية ان الكويت على مدار تاريخها وهي تتمتع بمناخ اعلامي مميز، وحرية غير مسبوقة وتتحلى بالشفافية في عرض قضاياها لدرجة جعلت النموذج الاعلامي الكويتي مثالا يحتذى في المنطقة بالرغم من الصعوبات التي تواجهها بسبب هذه التعددية الا ان تعددية الفكر وعرض الخبر تظل من اهم سمات الصحافة الحرة الرزينة والمهنية التي يثق فيها القارئ.
واوضح ان الصحافة الالكترونية اعلام بديل يختلف تماما في طريقة عرضه للخبر عن طريقة تحول المتلقي للخبر الى صانع له، ما يدفع اغلب الباحثين للقول ان الصحافة الالكترونية قد قلبت هرم الصحافة التقليدية، وأعرب عن أسفه لقلة الأبحاث الأكاديمية في موضوع الصحافة الإلكترونية.
وطرح مجموعة أسئلة مهمة حول الصحافة الإلكترونية على الحضور منها: كيف نعرض الصحافة الكترونية بمفاهيم جديدة؟ والى اي مدى ستؤثر على الإعلام التقليدي سواء بالسلب او بالإيجاب؟ وما السبل للتحكم في الاعلام الالكتروني؟
واوضح ان المدونات وسعت مجال المناقشة والمبادرة الصحافية والاعلامية وتناولت موضوعات غير مطروحة في الاعلام التقليدي واستطاع المدونون ان يفرضوا انفسهم على وكالات الانباء العالمية التي استعانت بما ينشرونه من قضايا أثارت جدلا واسعا مثل قضايا التعذيب في السجون المصرية وانتهاكات اخرى حدثت في الشارع المصري، وهذا ما دفع الإعلام المصري التقليدي ان يعيد النظر في هذه القضايا ويناقشها بشكل أكثر حرية، وذكر المدون المصري وائل عباس الذي فاز بأول جائزة للصحافة المدنية تمنح لمدون من قبل الاتحاد الدولي للصحافيين.
واشار الى الاهتمام المتزايد من قبل وسائل الاعلام الغربية بالمدونات والمدونين في المنطقة العربية، خصوصا الذين يكتبون باللغة الانجليزية، لدرجة جعلت منهم همزة وصل بين وسائل الاعلام الغربي والمجتمعات العربية بالرغم من عدم تمثيلهم بالمجتمعات العربية بأكملها الا ان المدونات هي عدسة مهمة لرؤية هذه المجتمعات وهذا ما ظهر جليا في تناقص عدد المراسلين الاجانب في المنطقة العربية.
وبدورها اكدت الباحثة بمركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الكويت د.ندى المطوع ان الاعلام الالكتروني اصبح من الاهمية بمكان لدرجة تجعل من الضروري على جمعية الصحافيين ان توجه اهتمامها لانتشار الصحافة الالكترونية التفاعلية في المرحلة المقبلة.
واضافت المطوع ان الاعلام الالكتروني في الكويت له اكثر من بعد، منها اولا: الرسائل الخاصة بوكالات الأنباء على الموبايل، ثانيا: الفيس بوك وهو الوسيلة الاكثر انتشارا بين الشباب ولاحظنا في انتخابات مجلس الامة الاخيرة ان اكثر من 45% من المرشحين كانت لديهم صفحات على الفيس بوك للتواصل مع الشباب واستقطاب اصواتهم، ثالثا: المدونات الكويتية الشهيرة كان لها دور كبير في فترة اصلاح القانون الانتخابي الكويتي وساهمت بالترويج لإقرار نظام الدوائر الخمس، رابعا: الصحافة التفاعلية مثل ايلاف والآن.
خامسا: الصحف الكويتية التقليدية ايضا اصبحت تفاعلية، حيث تتيح للقارئ المجال لكتابة رأيه والتعليق على الخبر في مواقعها على الانترنت، ومن هنا يتضح ان عالم الاتصال الالكتروني اصبح اكثر انتشارا في الكويت.
ولفت الكاتب الصحافي خليل علي حيدر الى تدني لغة الحوار من قبل المعلقين على المقالات التي تنشر وسوء استغلالهم للحرية التي يتمتعون بها نظرا لعدم ذكر اسمائهم، واوضح حيدر ان المشكلة تكمن في كيفية زرع الحرية والتعددية وقبول الآخر في اطار من الاحترام المتبادل والتي يجب ان تسهم فيها مؤسسات عدة.
ومن جهته، اكد د.شملان العيسى ان ما يثار عن انتشار الانترنت هو قول جانب الصواب، خصوصا ان الحقائق تشير الى ان 60% من الوطن العربي اميون، واوضح ان العرب ليسوا قراء ولكنهم ربما يكونوا متابعين جيدين للتلفزيون.
وردا على د.شملان العيسى، اكد د.اسكندر ان هناك احصاءات عديدة تفصل بين فئات المجتمع حسب الفئة العـــمرية، فالــفئة تـــحت الـ 30 عاما تكاد تختفي فيها الامية الالكترونية في المدن العربية، وعرض لإحصاءات الـ cia التي تبين ان معدل التعليم في فلسطين 90% للرجال و92% للنساء.
وردا على سؤال حول تدني لغة الحوار في بعض المدونات اشارت د.ندى المطوع الى ان المدونات تفتقر للقيادة في النقاش من اجل الحفاظ على مستوى الحوار وعدم تدنيه، وبالتالي هذا هو الفرق بين المدونات العامة والمدونات التخصصية.
وردا على سؤال للدكتورة فاطمة يوسف العلي عن صورة المرأة الكويتية في وسائل الاعلام في كندا، اوضح د.اسكندر ان هناك اهتماما خاصا بالمرأة الكويتية في الولايات المتحدة وكندا لما لها دور بارز ومميز ومعروف وهناك موقع خاص على شبكة الانترنت لمجلة اسمها ambassadors ومقرها في أوتاوا للمرأة الكويتية لها صفحة خاصة فيها تتناول إنجازاتها ودورها المميز.