محمد هلال الخالدي
«محزن ان ترى وطنك على سرير المرض ولا تستطيع ان تفعل شيئا، عقلية الجاهلية الأولى، عقلية أعطوه 50 الف درهم لا تصنع وطنا، فالذي تعطيه الـ 50 سيطلب 500، وحفلة الابتزاز أكبر مما يتصور البعض، وعقلية النظر الى الوطن وكأنه قطعة من الحلوى توزع بين الناس على أساس الطائفة والقبيلة تجعل هذا الوطن وأبناء هذا الوطن كالأيتام على مائدة اللئام» كلمات للراحل د.أحمد الربعي تليت على الحضور خلال حفل تأبينه، رحمه الله، في الذكرى الأولى لوفاته مساء أول من امس في جمعية الخريجين وبحضور حشد من رفاق دربه السياسي والأكاديمي ومن محبيه وأسرته.
وفي هذه الذكرى خيم صمت الحزن وألقت أمين سر جمعية الخريجين كلمة الجمعية وقالت فيها: يصعب على المرء في مثل هذه المناسبات ان يقف ليؤبن صديقا ومعلما فذا بوزن المرحوم احمد الربعي، ولكن عزاءنا الوحيد هو اننا نستذكر انسانا لم يدع للحزن يوما، وكان التفاؤل هو عنوانه الدائم.
واضافت ان جمعية الخريجين تتشرف بأنها الجهة الأولى التي أبنت د.احمد الربعي بعد 40 يوما على وفاته، وهاهي اليوم تكرر التذكير به من خلال عرض فيلم وثائقي عن حياته، نأمل ان يحيط ولو بجزء صغير منها ليبقى خالدا في ذاكرة أجيال هذا الوطن.
وألقى ابراهيم المليفي رئيس اللجنة الثقافية كلمة قال فيها: في مثل هذا اليوم من العام الماضي اغمض د.احمد الربعي عينيه للمرة الأخيرة لينتقل من مرحلة الجسد الفاني الى النور الخالد الذي تكونت جزيئاته من كتابات د.احمد الربعي كلمة كلمة وحرفا حرفا.
وتابع: يقولون ان الموت يطوي الأحياء والذاكرة الشفهية ولكنه يعجز عن محو الكلمات المدونة والرسومات المنقوشة ذلك ان الكتابة تخلد أصحابها بقدر ابداعها وديمومتها.
وما خلفه الربعي من كتابات ومقالات تكفي لأن يخلده لزمن لا يعرف نهايته إلا الله، اننا لا نجتمع اليوم لكي نحزن على رجل مات ولكننا نجتمع من اجل الاحتفاء بالتفاؤل، بالحوار المتمدن، بالثورة على الجهل والتحجر، بربيع الطفولة الدائم، وكل تلك الصفات هي صفات من نجتمع من اجله اليوم.
بعد ذلك تحدث علي الربعي الشقيق الأكبر للمرحوم د.احمد الربعي والذي قدم الشكر والتقدير لجمعية الخريجين على مبادرتها الطيبة في تأبين الفقيد، كما شكر الإعلامي المميز يوسف عبدالحميد الجاسم على جهوده الكبيرة في تخليد ذكرى د.احمد الربعي من خلال اصدار كتاب وفيلم وثائقي بعنوان «وداعا يا أحمد» وغيرها من الجهود المشكورة، كما شكر كل من حضر في هذا اليوم تعبيرا عن حبهم وتقديرهم لرجل لطالما أحب الكويت وأهلها وعمل جاهدا من أجلها، واستذكر علي الربعي حادثة قال انه يرويها للمرة الأولى، حيث علم بوجود نحو 900 منزل من المنازل المجهزة للسكان في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال الاحتلال العراقي للكويت، وطلب من شقيقه د.احمد الربعي ان يسعى مع السلطات السعودية لتخصيص هذه المنازل لإيواء الكويتيين هناك، فتحرك د.احمد الربعي، رحمه الله، وبالفعل بعد 5 أيام كان الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، قد اصدر قرارا بتوزيع تلك المنازل على الكويتيين.
تم عرض فيلم «وداعا يا أحمد» من إعداد وإشراف الإعلامي الكبير يوسف الجاسم والذي تضمن صورا ولقطات ومقتطفات من كتابات الربعي ومواقفه الوطنية العديدة، وقد ساد الصمت ومشاعر الحزن والتأثر الشديد خلال عرض الفيلم بين الحضور، كما تم عرض نسخة من هذا الفيلم ونسخة من الكتاب للبيع، حيث خصص الزميل يوسف الجاسم ريعها لعلاج مرضى السرطان عبر مبرة رقية القطامي الخيرية.