اكد الامين العام للهيئة العالمية للفقه الاسلامي السيد ابوالقاسم الديباجي ان الاسلام بمبادئه السامية ورسالته الخالدة مؤهل لمواجهة تحديات كل عصر داعيا المسلمين الى ان يرتقوا بوعيهم وفهمهم لشموخ هذا الدين العظيم، وان يتحدوا في ظله كأمة واحدة ويستوعبوا كل الثقافات والحضارات والاديان الاخرى.
واضاف السيد الديباجي في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر الثاني للهيئة العالمية للفقه الاسلامي الذي يحمل عنوان «الفقه الاسلامي وتحديات العصر» بمشاركة 60 فقيها ومجتهدا ان تحقيق هذه الوحدة الاسلامية ومواجهة المستحدثات والتحديات يتطلبان الرجوع الى الاصالة وفتح قنوات اتصال جديدة مع الغرب.
وشدد على اهمية التمسك بالموروث الديني من الكتاب والسنّة النبوية والسعي في الاجتهاد والبحث في اصول الدين والشريعة لإيجاد الحلول الملائمة للتحديات والمستحدثات التي يواجهها الفقه الاسلامي والمسلمون، والعمل على درء أي انقسام داخلي أو صراع طائفي، مشيرا الى اهمية السعي لتوحيد كلمة المسلمين والتقريب بينهم حتى لا تتشتت صفوفنا وتضعف جبهتنا في مواجهة أي خطر يحاول المساس بمعتقداتنا وقيمنا الاسلامية.
واشار الى اهمية الحاجة لفتح قنوات اتصال جديدة وفاعلة مع الغرب حتى لا تعيش الامة الاسلامية التي تمثل ما نسبته 19% من سكان العالم بعيدا عن باقي أمم الديانات الاخرى، مشددا على انه يجب علينا التحاور مع اصحاب تلك الديانات الاخرى حتى نستطيع ان نعيش جميعا في سلام وأمان دائمين، وان نظهر للعالم أجمع من خلال التحاور والنقاش المثمر الصورة الحقيقية للاسلام، لا الصورة المضللة.
من جانبه قال مساعد الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي مفتي صيدا الشيخ محمد عسيران ان ضرورة تسليط الضوء على الاسلام بمفهومه وقيمه في مواجهة تحديات العصر أمر غاية في الأهمية لما يعيشه العالم الإسلامي في عصرنا هذا في خضم حرب حضارية باردة متعددة الجهات ومتنوعة التحديات سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي وصولا الى الصعيد الفكري والثقافي والديني.
وحذر عسيران من خطورة مفهوم العولمة التي تمثل تهديدا للثقافة الاسلامية التي تريد ان تقف في وجه التيار الغربي الجارف الذي يريد ان يطبق ثقافته في مجال السياسة والتجارة والاقتصاد والمعرفة والثقافة التي تهدف الى فصل الدين عن الدولة بحجة أن العقيدة والدين قضية فردية مبينا ان ثقافة العولمة هي في الواقع امركة العالم يتوجب على المسلمين مواجهتها بالعودة الى مفاهيم دينهم الحنيف.
وعقب ذلك ترأس د.أحمد السامرائي اولى جلسات المؤتمر «المواطنة في الفقه الاسلامي» وتمت مناقشة البحثين من قبل الداعية محمد الدحيم ود.احمد البهادلي، حيث تطرق الدحيم في بحثه الى تعريف مفهوم المواطنة في الفقه الاسلامي ومبادئها وآلياتها واوضح الدحيم ان الفكر هو الاطار الاوسع للمفهوم الذي يتحرك بفعل الفقيه ثم ممن بعده المثقف والقارئ والمستمع، مشيرا الى وجود نوع من الخلط يقع فيه البعض ويخلط بين مفهوم المواطنة بنظام الجنيبة وشروط اكتسابها موضحا ان هذا الخلط منشؤه الفكر السياسي الذي انساق وراءه بعض الباحثين في الشأن الإسلامي، ومن جهته أوضح د.البهادلي في ورقته البحثية معنى المواطنة اللغوي والعرفي والمقصود من مفهوم الوطن الاصلي والوطن الشرعي.
وفي بداية الجلسة الثانية (الديموقراطية وحقوق الانسان) شارك الاستاذ بالحوزة العلمية بالنجف الاشرف السيد محمد بحر العلوم بورقة بحثية بيّن فيها دور الامة في كل نظريات الفقة السياسي الشيعي ومدى ضمانة المنع من تحول الحاكم إلى ديكتاتور.
من جانبه اكد الشيخ حسن الصفار ان الاسلام اسس منظومة متكاملة من المبادئ والمفاهيم والاجراءات والتي تعزز حقوق الانسان.