دانيا شومان
تساءلت الناشطة السياسية نورية السداني عن المحنة التاريخية التي تعيشها الكويت اليوم: هل هي محنة متغيرات التاريخ ام مرحلة انسلاخ واحدة والبدء بأخرى ام هي محنة اجيال ونفوذ وسلطة ومال ام ماذا؟ جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح امس في مقر جمعية المهندسين تحت عنوان «مؤتمر التآزر الوطني» الذي تعقده «تنامي» (التجمع الوطني للنهوض بأدوار المجتمع المدني) بالتعاون مع قوى المجتمع المدني، وقالت السداني: ان هذه الاسئلة مشروعة وتحتاج لتحليل دقيق.
واكدت السداني ان تنامي لم تؤسس لتكون ظاهرة سياسية كبقية الظواهر المنتشرة والتي تفرخ في ربوع الكويت كل يوم بل انها واقع بني على قواعد تاريخية وقيادات شكلت عمق التاريخ السياسي الكويتي عبر العقود الخمسة الماضية، لافتة الى ان هذا المشهد لم يغب عن اذهان المجلس التأسيسي لتنامي، وحينما بدا المشهد المؤلم واضحا بدأت الحركة العمل والتحليل، مضيفة: كنا نتوقع كل سيناريوهات هذا المشهد العبثي الذي اصبح واقعا امامنا اليوم، وعن اهم الاهداف لهذه الحركة، قالت: اهم هدف لدينا التصالح الوطني، مشيرة الى ان خطاب صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في العشر الاواخر من رمضان الماضي جاء ليمثل عمق النظرة، حيث دعا سموه في خطابه للتآزر الوطني، لافتة الى ان مؤتمر التآزر الوطني يحمل المشقة والصعوبات، وقالت: قابلنا التيارات السياسية وقوى المجتمع المدني لنستطيع جمع القوى على طاولة واحدة حددت اهدافها بالحد الادنى، واعتبرت السداني ان هذا المؤتمر امتداد لمؤتمر جدة الذي عقد عند محنة الكويت الخارجية، مشيرة الى ان اليوم ينعقد مؤتمر التآزر الوطني عن محنة الكويت الداخلية، واصفة اياها بالمحنة الصعبة حيث يشارك فيها الجميع، وعبرت عن اسفها لما برز اليوم من خلافات انعكست سلبا على المجتمع برمته ودفعت الطبقة الوسطى الصامتة الثمن باهظا.
واضافت السداني: رغم صعوبة المشهد الا ان الامل كبير في نهاية هذه المرحلة المخيفة في تاريخ الكويت، واكدت السداني ان الكويتيين استطاعوا ان يثبتوا انهم وقت الشدة ينبذون الخلافات ويرجحون وحدتهم الوطنية، وعن مؤتمر التآزر الوطني قالت السداني: ان هذا المؤتمر لكل الكويتيين، لافتة الى انه ستشارك فيه رموز سياسية مشهود لها في تاريخ البلاد، كما ان هناك شبابا يبدأون حياتهم السياسية والمهنية والتعليمية والاقتصادية.
واشارت السداني الى ان المؤتمر سيشارك فيه لاول مرة في تاريخ الكويت شباب وسيدات من ابناء الاسرة الحاكمة، ودعت سيدات الاسرة الحاكمة الى المشاركة في مؤتمر التآزر الوطني قائلة: انطلقن الآن للمشاركة في اجتماعات الاسرة، بحيث لا تقتصر على الرجال فقط بل تضم نساء الاسرة ايضا، لافتة الى ان الحقوق السياسية للجميع مثبتة في دستور الكويت.
من جانبها، قالت الناشطة السياسية د.خديجة المحميد: منذ سنوات نادت الرغبات والاصوات الغيورة على مصالح الوطن والمواطنين لايجاد ارضية حقيقية للتصالح الوطني وايجاد الحلول الجذرية لمجموع الازمات التي نكاد نصل بها الى طريق مسدود، مشيرة الى انه على الرغم من نداءات بعض الافراد والقوى السياسية الا انه لم يترجم اي منها كعمل مشروع مؤسسي جاد وقابل للاستمرار على المدى البعيد.
وعن مؤتمر التآزر الوطني قالت المحميد: «ان التجمع الوطني (تنامي) وجه الدعوة للنهوض بادوار المجتمع كآلية لاشراك مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الفاعلة في عملية تمديد المساحة المشتركة الجامعة للقضايا الوطنية ذات الاولوية المتقدمة، لافتة الى ان هذه الخطوة اولية الهدف منها ايجاد كيان وطني ومؤسسي تتكامل فيه جهود القوى السياسية والاجتماعية لخدمة مصالح الوطن العليا وقضاياه ومـــن هــنا جــاءت تسمــيته بـ «التآزر الوطني» مشيرة الى انه سيأخذ على عاتقه النهوض بالقضايا الملحة بحسب اولوياتها واهميتها، لافتة الى التضامن مع خطاب صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الذي دعا فيه السلطتين التشريعية والتنفيذية الى التآزر والتعاون وتوحيد الرؤى لتحقيق كل ما يتطلع اليه الوطن من تنمية شاملة، تلبي طموحات الوطن والمواطنين.
وعن القضايا المستحقة التي سيعالجها المؤتمر قالت الناشطة السياسية خولة العتيقي: «ان المؤتمر الذي سيبدأ 23 الجاري ويستمر لمدة 3 ايام سيعالج قضايا مستحقة متعددة منها تحقيق الوحدة الوطنية، وتطوير الدور التاريخي للاسرة الحاكمة وتشكيل الحكومة والخطة الحكومية الاستراتيجية التنموية، تطوير نظم الانتخاب، تشريع قانون الاحزاب، تطوير الاداء البرلماني وفق قيم المال العام، محاربة الفساد، والنهوض بدور مؤسسات المجتمع المدني، مشيرة الى ان هناك محاور مرسومة للمؤتمر.
اما المستشار السياسي والاجتماعي د.علي الطراح فقال: «ان الحياة مشهد انساني يعمق في كل منا الاحساس بما يدور حوله من احداث ومؤتمر التآزر الوطني جزء من المشهد العام في دولتنا»، واشار الى ان تجمع تنامي دعا كلا من القوى السياسية الفاعلة ومؤسسات المجتمع المدني الى «مؤتمر التآزر الوطني» كآلية اولية لاشراكها في عملية تحديد المساحة المشتركة الجامعة للقضايا الوطنية ذات الاولوية المتقدمة.
واكد ان التجمع الوطني «تنامي» يدعو خلال هذا المؤتمر الى خطوة اساسية لتحقيق بنية وطنية واقعية ومتدرجة في النهوض بالقضايا المسلحة بأولوياتها واهميتها، وتمنى د.الطراح من مؤسسات المجتمع المدني والقوى الوطنية المشاركة من اجل تحقيق الهدف البعيد وهو تجمع وطني تتكامل فيه جهود القوى السياسية والاجتماعية لخدمة مصالح الوطن العليا وقضاياه المهمة للتآزر الوطني، معتبرا ان المؤتمر بداية لاسلوب مرحلي بالمشروع في معالجة قضايا وطنية بحسب اولوياتها من قبل القوى السياسية والمدنية، لتشكل ارضية ملموسة ومجربة لامكانية اقامة التجمع الوطني الذي يسمى «التآزر الوطني» وفي الختام تمنى الطراح ان يحقق «تنامي» السداني والمحميد والعتيقي ما فشل فيه الرجال وتمنى لهن النجاح.
يذكر ان مؤتمر التآزر الوطني سيبدأ الاثنين 23 الجاري.
وسيتناول في يومه الاولى محاور عدة منها: النظام السياسي والدستوري خلال ورقتي نظرة تقييمية للنظمام السياسي والدستوري بعد تجربة اكثر من 45 عاما، ومتطلبات التطوير والتفعيل والاصلاح للنظام السياسي والدستوري، وعن الامة مصدر السلطات ضمن ورقتي الدور الفاعل للامة وتعزيز الوحدة الوطنية ومستلزماته، ورؤية لمستقبل الديموقراطية في الكويت.
اما في يومه الثاني فسيناقش: السلطة التشريعية ومتطلبات الاصلاح، السلطة التنفيذية ومتطلبات الاصلاح، ادوار ومستقبل مؤسسات المجتمع المدني في الاصلاح السياسي وتعزيز الديموقراطية.
اما اليوم الثالث فسيناقش: غياب الخطة التنموية للبلاد والآثار المترتبة على ذلك، وتطوير النظام الانتخابي.