فاطمة السعيد
أكد النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 5 (الأحمدي ـ الفحيحيل) د.سعد الشريع ان الحكومة هي السبب المباشر للتأزيم وعرقلة المشاريع ولابد لها من ان تضع برنامجا مدروسا ذا مدة زمنية محددة لكي يحدث تفاعل ايجابي ومؤثر داخل المجلس. واوضح ان حل المجلس كان بسبب عدم قدرة الحكومة على مواجهة الاستجوابات بصعود المنصة واشار الى ان صعود المنصة ليس عيبا وانما هو احدى الأدوات الفاعلة دستوريا، وتابع ان الاستجوابات ليست بالكم وانما بالكيف وكثرتها ظاهرة غير صحية. ورأى د.الشريع ان علينا السمع والطاعة واحترام رغبة صاحب السمو الامير في اختيار رئيس الوزراء، مبينا ان المشكلة ليست في تعيين رئيس الحكومة وانما في برنامجها. وفيما يتعلق بالتغيير في المجلس المقبل توقع نسبة تغيير ما بين 40 و50% وذلك بسبب عدم رغبة الكثير من التكتلات السياسية في العودة الى المجلس ولجوئها الى ترشيح بعض مؤيديها على انهم نواب مستقلون.
وأبدى د.الشريع تأييده لحكومة تكنوقراط قادرة على تبني المشاريع والقيام بالمهام الموكلة اليها، «الأنباء» التقت مرشح الدائرة الـ 5 د.سعد الشريع وفيما يلي التفاصيل:
هل تعتقد ان حل المجلس هو الاختيار الأمثل لوقف التأزيم؟
حتى نضع حدا لمثل هذه الازمة السياسية كان يجب على رئيس الحكومة ان ينتقي وزراءه بحرص ويحمّل الوزارة مسؤوليات اعمالهم وما ترتب عليها من ردود افعال وبالتالي علينا منح الحكومة القدرة على تحمل مسؤولياتها امام مجلس الامة، وحل مجلس الأمة يرجع الى عدم قدرة الحكومة على مواجهة الاستجوابات من قبل اعضاء المجلس من خلال عدم ثقة الوزراء بأنفسهم، وعلينا ان نعلم ان صعود المنصة ليس عيبا وانما هو احدى الادوات الدستورية التي يجب ان يعيها الوزير وبالتالي يواجه الاستجوابات ما دامت لديه القدرة على المواجهة من خلال صفحته البيضاء.
ومن هنا اعتقد ان عدم قدرة الحكومة وعدم تحملها وعدم صبرها على مواجهة تساؤلات المجلس من خلال صعود المنصة جعل البلد في أزمة بين استقالة الحكومة وحل مجلس الامة.
سبب الأزمة
هناك تأزيم على الساحة يحمّله البعض للمجلس والبعض الآخر يتهم به الحكومة؟
الحكومة تقول ان التعسف في استخدام الادوات الدستورية من اعضاء مجلس الامة هو سبب الازمة، والنواب يرجعون السبب الى سوء ادارة الحكومة، ولكنني أرى ان بعض السلبيات ترجع لمسؤولية الاعضاء ولا تزيد على 10%. ولكن التأزيم سببه الرئيسي الحكومة بنسبة 90% فمن تجاربي السابقة اجد ان الحكومة اوجدت فراغا من خلال عدم تقديم برنامج واضح مرتبط بمدة زمنية محددة حتى تشغل الاعضاء به، وبذلك يكون هناك نشاط داخل المجلس للعمل من اجل هذا البرنامج، وكما قلت انه في كل المجالس السابقة لم تقدم الحكومة اي برنامج واضح لعملها، وبالتالي تركت النواب في فراغ مما ادى الى عدم وجود رؤية للطرح فانشغل النواب بقضايا ثانوية تؤزم البلد، وبأحداث يومية واضحة امام اعين الناس، لذا يجب على الحكومة ان تقدم برنامجا واضحا يجعل المجلس ينغمس في مناقشات جادة ويشعر الاعضاء بان هناك برنامجا وعملا وجوانب اخرى يجب ان يعمل من اجلها حتى يستطيع ان يفعّل نشاطه في مثل هذه المشاريع.
الطاعة والرضا
ما الذي تعتقد انه سيختلف في الاداء الحكومي وتعاطي البرلمان مع الحكومة فيما لو تم تعيين رئيس وزراء جديد؟
لا أستطيع ان اتحدث عن رئيس الوزراء القادم لأن هذا الأمر مرتبط بصلاحيات صاحب السمو الأمير وما علينا جميعا الا احترام امير البلاد فيما يخصه من صلاحيات وما علينا الا الطاعة والرضا وبالتالي نحن ملتزمون بمبدأ اخلاقي وهو الطاعة والرضا بما يراه سموه مناسبا لرئاسة الوزراء، ولكن لكل سياسي رأيه الذي يمكن ان يقوله فيما بعد عن رئيس الوزراء واعتقد ان المشكلة ليست تعيين رئيس الوزراء وانما برنامج الحكومة، وبالتالي يكون هذا التأزيم متواصلا ومستمرا ولا يخص رئيس الوزراء وهو مسؤولية حكومة بأكملها ومسؤولية امة نسعى كلنا لان نسير بها الى الافضل وان تظل عجلة التنمية دائرة لا تتوقف.
ما أهم اللجان التي ترغب في الانضمام اليها؟
عيني على التعليم بالدرجة الأولى لاني صاحب اختصاص، وبعدها «البيئة» و«الصحة»، حيث انني امثل اهالي المناطق المحرومة في الكويت، ويجب مساعدة اهالي المنطقة على التخلص من مخلفات المصانع التي تنفث سمومها يوميا ما الحق الضرر بصحتهم، اما الصحة فمن الملاحظ ان الدائرة الخامسة بأكملها يخدمها مستشفى واحد وهو مستشفى العدان الذي انشئ قبل 25 عاما ويخدم اليوم ما يقارب نصف مليون نسمة وما يعادل نصف سكان الكويت واعود الى البيئة واقول ان المحافظة عليها والرقابة الصارمة على كل من يحاول ان يغلَّب المنفعة الشخصية على حساب الضوابط والقوانين البيئية ونحن نتابع هذه القضية عن قرب لاننا مؤمنون بان الامن البيئي للكويت يجب الا يقل اهمية عن الامن العسكري الداخلي والخارجي.
حسن النية
ماذا تقول للسلطتين التشريعية والتنفيذية في بداية مرحلة انتخابات جديدة؟
علينا بعد الانتخابات واعلان النتائج ان نتحلى بحسن النية وإبعاد الاحكام المسبقة على الأشياء والابتعاد عن التصفيات السياسية والشخصية ويجب ان نبدأ بداية جيدة من اجل الكويت وهذا يتمثل في التعاون على ابراز القضايا المهمة في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من اجل بلدنا وتطويره اذا اردنا بحق الاصلاح والرقي والابتعاد عن تضييع الوقت في المشاحنات، وبذل الجهد والعمل في قضايا لا تؤدي الى شيء سوى تعطيل عجلة المشاريع والتطور.
هل تلحظون كثرة في الاستجوابات والخروج على المألوف ما تسبب في عدم استقرار الأمور في المجلس السابق؟
الاستجوابات ليست بالكم وإنما بالكيف، وكثرتها ظاهرة غير صحية، ولكنها جزء من حق عضو مجلس الأمة ويجب ان يمارسه ان كان لها اسباب موضوعية، أما إذا كثرت دون اسباب أو داع فلا معنى لها، وهي تسبب نوعا من الحساسية في التعامل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية واعتقد انه يجب اعادة النظر في قضية الاستجوابات وألا نستجوب وزيرا الا بعد استنفاد كل الأدوات المتاحة لعضو مجلس الأمة مثل المتابعة والرقابة والتشريع، والقانون واضح والوزير الذي يطبق القانون لا يخشى أي نائب.
البعض يتهم المجلس الماضي بأنه كان مجلس تأزيم؟
لا اعتقد ان المجلس الماضي مجلس تأزيم بل انه كان يمارس صلاحياته ضمن إطار الدستور وليس مجلس تأزيم، والتأزيم دائما يأتي من التخبط في الإدارة المتمثلة في إدارة الحكومة فلابد أن يكون لها برنامج يقودها الى بر الأمان أمام المجلس القادم. وبالتالي أقول ان مجلس الأمة السابق والذي قبله ليسا مجلسي تأزيم إنما الحكومة تتحمل مسؤولية التأزيم، حيث تم تشكيلها 6 مرات من 2006 الى 2009.
الشارع الكويتي يرى أن الصراع بين السلطتين يمكن انهاؤه بأن تكون للحكومة اغلبية نيابية داخل المجلس؟
من الممكن ان يكون هذا أحد الحلول وليس بالضرورة ان يكون صحيحا، وعندما نشاهد جميع بلدان العالم فسنجد ان بها معارضة وايضا قوة سياسية تدعم الحكومة وبرنامجها، وعندما تتبنى الحكومة النظرة العالمية يمكن ان تأتي إلى التكتلات ويعني ذلك ان يكون لأعضاء مجلس الأمة غطاء سياسي داخل المجلس وبالتالي نستطيع أن نتطور إلى الأفضل.
هل ستنتهج التكتلات في الانتخابات القادمة النهج السابق أم ستتخذ نهجا جديدا؟
الواضح الآن من الطرح السياسي في الساحة السياسية الكويتية ان كثيرا من الكتل السياسية بدأت تتبرأ من نفسها وتطرح مرشحيها على أنهم مستقلون لا محسوبون على هذا التكتل أو غيره، وذلك دليل على ان هذه الكتل لا تعمل بالشكل المطلوب.
من 40 إلى 50%
كيف ترى نسبة التغيير في المجلس؟
اتوقع نسبة التغير من 40% الى 50% ولكن كثيرا من التكتلات السياسية خرج من مجلس الأمة وليس لديه الرغبة في أن يعود مرة ثانية بل تلجأ الكتل الى ترشيح بعض مؤيديها على انهم نواب مستقلون.
ونلاحظ ان التحالف الوطني لم يلجأ الى وضع قائمة إنما وضع مرشحين مستقلين وفي المناطق الاخرى تتم الاستعانة بمرشحين لهم نفس التوجه السياسي.
هل تؤيد حكومة التكنوقراط؟ وما أهم مميزاتها؟
انني أؤيد حكومة التكنوقراط، حيث الوزراء متخصصون وقادرون على تبني المشاريع فحكومة التكنوقراط ستقوم بمهمات كبيرة من خلال الاختصاص والناس الذين لديهم القدرة والمعرفة ويمتلكون الكفاءات المتنوعة والمتعددة.
هل تتوقع دخول المرأة الكويتية الى البرلمان؟
في أعرق الديموقراطيات في العالم لو درسنا نسبة تمثيل المرأة في البرلمان نجدها قليلة وهذا لا يعني أنها مهمشة أو منبوذة ولكنها مسألة نسبة وتناسب، فالمرأة اخذت حقها السياسي كاملا ولكننا اليوم نعيش في تناقضات كثيرة بين ما كانت تطالب به المرأة بالدخول إلى المجلس وممارسة الحقوق السياسية كاملة ثم بعد ذلك تدعو الى ان تكون هناك «كوتا»، ويجب ان تعطى المرأة الحرية الكاملة لممارسة الحياة السياسية و«الكوتا» هي طريقة العاجز ولا تمت للديموقراطية بصلة مثل طريقة الانتخابات الحرة التي تذهب إليها المرأة.
أما بالنسبة لانتخابات مجلس الأمة في هذه الدورة فمن الممكن ان تدخل المرأة البرلمان رغم انني كنت أردد دائما من بداية ترشحها واعطائها حقوقها السياسية انها لن تدخل ولكن الآن اختلف الوضع ومن الممكن أن تدخل المرأة البرلمان لانها اشتركت مرتين وهذه هي الثالثة واتوقع ان يكون هناك نجاح للمرأة في دائرة على الأقل من الدوائر، وستصل المرأة للبرلمان لاننا لاحظنا المرات السابقة انها تنافس على المقاعد الـ 15 الأولى وبالتالي اتوقع دخولها مجلس الأمة فمرحبا بها في المجلس وفقا للقانون.
ما أهم ما يميز برنامجك الانتخابي؟
كوني في الدائرة الـ 5 أسعى دائما لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية ونلاحظ ان الدائرة الخامسة تعد اكبر دائرة في الكويت من حيث التعداد ورغم ذلك لم يكن لدينا غير مستشفى واحد وهو «العدان» فمحافظة مبارك الكبير لا يوجد بها مستشفى وكذلك محافظة الأحمدي رغم كثافة سكانهما، وبالتالي نقص الخدمات الصحية وكثرة المرضى والمواعيد الشهرية او نصف السنوية لمقابلة الطبيب المعالج المختص وهذا المستشفى للمقيمين والوافدين والدائرة الخامسة تعد نصف سكان الكويت ونحن نطالب بانشاء مستشفيين واحد في مبارك الكبير والآخر بمحافظة الأحمدي لكثافة سكانهما.
وقد اقترحت في المجلس السابق إنشاء ناد في محافظة مبارك الكبير وهو نادي القرين الرياضي واخذت موافقة الهيئة ووزير الشؤون عندما كنت في المجلس، ووصل الأمر الى مجلس الوزراء واتمنى ان يوافق عليه مجلس الوزراء المقبل حتى يتسنى لأولادنا والأجيال المقبلة ممارسة الرياضة بشكل جيد.
وايضا نحتاج الى خدمات كثيرة في الدائرة الخامسة بشكل عام، وبرنامجي موجه لكل قضايا الكويت لأنني جزء من الكويت ومن شعبها، لذلك انظر الى الكويت ثم الى الدائرة الخامسة.
وقد كانت لي وجهة نظر في المجلس المنحل، فيما يخص التعليم فقد كان هناك استجواب لوزيرة التربية لأنني معلم وجزء من العملية التعليمية واعمل استاذا في كلية التربية بجامعة الكويت، فالتعليم بدأ ينحدر انحدارا شديدا في جميع قضاياه.
الناخب هو الخاسر
هل اصبح المال ضروريا للوصول الى مجلس الامة؟
نسبة لا تتعدى الـ 10% هم الذين ينهجون هذا النهج، لكن الاغلبية العظمى تعتمد فقط على نزاهة الناخب الذي لا يعنيه كم يدفع المرشح بقدر ما يعنيه ماذا سيفعل هذا المرشح اذا ما وصل الى قبة البرلمان، وثقي ان الذين يفرحون بما يأخذونه من المرشح لن يجدوا منه بعد النجاح اي وعد مما وعد به.