عاطف رمضان
أكد مرشح الدائرة الأولى المحامي أحمد الشحومي ان هناك حملة شرسة ضد مجلس الأمة حيث بات يصور على انه سبب كل الأزمات التي تقع في الدولة، مشيرا الى ان هناك حربا ضد الدستور ومكتسباته وحرية الشعب التي هي بمنزلة الرئة التي يتنفس بها الإنسان.
واضاف الشحومي خلال الكلمة التي ألقاها أول من أمس بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي في منطقة بيان حيث عقد ندوة بعنوان «أي مجلس نريد؟» وسط حضور حاشد قدر بـ 6 آلاف ناخب، ان هناك من يصور مجلس الأمة على أنه سبب الفساد وعرقلة المشاريع.
واوضح ان بعض النواب ربما يكونون قد أخطأوا سواء بقصد أو من دون قصد لكن الديموقراطية لا تخطئ خاصة انه لا توجد برلمانات في العالم منزهة عن الخطأ «والخروج عن النص».
وبين ان هناك أمورا مفتعلة بقصد «تكريه» الشعب في المؤسسة التشريعية، معربا عن اندهاشه بأن الحكومة أصبحت كأنها ملائكة لا تخطئ، موضحا ان أعداء الحرية يتاجرون بموضوع «مجلس الأمة سبب الأزمة».
واعرب الشحومي عن اندهاشه أيضا من رغبة البعض في الوصول الى وجود دولة «مرتع للحرامية».
واستطرد قائلا: هل من الطبيعي ان يتم اختيار 16 وزيرا «ضعفاء» يتساقطون كما تتساقط أوراق الأشجار وعندما يخرج نائب عن النص يسحب الى أمن الدولة، فنحن سنتصدى لمن يقف ضد الكويت وأي شخص مهما علا يريد وأد الدستور سنتصدى له.
ولفت الى انه عندما كان نائبا في العام 2006 وكانت هناك جلسات متعددة صدر 44 قانونا في 52 جلسة، مقارنة بمجلس 2008 الذي «مع الأسف» قفز على كل الحقائق من أجل مصالح شخصية.
الاهتمام بالتنمية
وطالب الشحومي بضرورة اهتمام المواطنين بمواضيع التنمية والقفز أو القضاء على الخلافات.
وأردف قائلا: النواب لم يقفزوا على صلاحياتهم الدستورية ولابد ان يكون العضو ممثلا للأمة بشرف وأمانة.
وزاد قائلا: «اقول لوالدي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ اعتذر يا صاحب السمو عن اي نائب يتدخل في صلاحيات سموك، فنحن لا نتدخل في صلاحياتك ونعرف حدودنا وسنلتزم بحدودنا كافة، وكما ان موضوع اختيار رئيس الوزراء امر لا يخصنا ولا يتعلق بنا، فاذا جئت يا صاحب السمو بسمو ولي العهد كرئيس للوزراء فنحن نقول بما نملك من قوة اهلا وسهلا بسمو ولي العهد، وان جئت بالشيخ جابر المبارك كرئيس لمجلس الوزراء فأهلا وسهلا به، وان اردت ان تعيد ناصر المحمد فأيضا اهلا وسهلا به، ونحن نريد ان نوصل رسالة لهذا الشعب بأن النواب ليس من صلاحياتهم الخروج عن النص».
وذكر الشحومي ان البطولة تكمن في قول الحق في اي مكان او زمان وضد من شئت وانه ليس من الشجاعة مهاجمة شخص لشخصه.
ومضى قائلا: نعرف ماذا يريد البعض من اشعال الفتن وتحريك مشاعر الشعب بطريقة سيئة.
ولفت الشحومي الى ان البعض يحاول ان يدعي ان هناك دولا قد سبقتنا، مشيرا الى انه قد تسبقنا دول في «العضلات» ولكننا سبقناها بالحرية والعزة ورفع الرؤوس.
وبين ان الحسرة تكمن اذا حبس الكويتي دون سبب ولكننا في بلد يتمتع بالديموقراطية.
واشار الى انه قد نختلف اليوم لكن بإذن الله من اجل الكويت نتفق ومهما طال الليل فإن الكويت تتمتع برجالها القادرين على بنائها.
ومضى قائلا: فمن اي شيء تخافون، من نائب يقول الحق ام من نائب «يندس» باسم الحكمة، فهناك بعض النواب «نواب السكوت»، وهم رؤوس الفساد، ونحن لا نقول «سكوت» او «خروج عن النص» ولكننا نقول بلد يحتاج الى ان نقول كلمة حق.
وزاد: لا احبذ ان اكون مجرد رقم في مجلس الامة وشرف لي الا انجح وانا عزيز وحر مرفوع الرأس بكم، وارفض النجاح والفوز بكرسي البرلمان وبلدي يسرق وحرماتي تنتهك واسكت والتزم بالهدوء باسم الحكمة.
وبين ان بعض النواب لا يستحقون ان يدخلوا قاعة عبدالله السالم، فهناك من يفصل القوانين على مصالحه الشخصية، مشيرا الى ان هذا الدستور توارثناه من الاجداد ولا نفرط فيه وفي احدى مواد الدستور مادة رقم 121 تتضمن انه لا يجوز للنائب اثناء مدة عضويته ان يترأس مجلس ادارة شركة.. الى آخر المادة، كما ان المادة رقم 131 تلزم الوزير بأمور مهمة ولكن قلما نجد اناسا تلتزم بالتشريعات.
وقال: لقد حوربت من اجل حماية المال العام، وهناك رؤوس بدأت تحاربني عبر تجميع الجماعات، حيث ينادي بعض الشباب الموالين لهم بأن «لا تعطوا اصواتكم للمرشح احمد الشحومي» لانه مصدر تأزيم.
وذكر الشحومي انه على سبيل المثال ليست بينه وبين وزير الاعلام الاسبق محمد السنعوسي عداوة شخصية وانه يحترمه ويقدره ولكنه طبق الدستور.
واستطرد قائلا: هل تطبيق الدستور تأزيم؟ فقد كانت هناك رغبة مني لتنقية مجلس الوزراء، فالتأزيم ان نخرج عن صلاحياتنا.
وزراء دولة
وافاد الشحومي بأن الكويت تحتاج لوزراء دولة للنهوض وليس لوزراء يكونون ثقلا او حملا على عاتق رئيس الوزراء.
ومضى قائلا: نحن لا نعترض على شخص ناصر المحمد ولكننا نقول له «لابد ان يكون لديك وزراء يحملون معك المسؤولية».
واشار الى ان ناصر المحمد ليس اساس المشكلة ولكن هناك صراعا يمارسه البعض ضد الدستور وضد اشخاص في الحكم.
ومضى قائلا: نحن نعشق اسرة آل الصباح وعز الكويت بعز آل الصباح، فلماذا لا نصارح الأسرة، ونقول لها ان ناصر المحمد من ابناء الاسرة، فإن الخلافات بين الاسرة ظهرت وبدأت تطفو على السطح بشكل لم نعد نفهمه، ان واحدا من ابناء الاسرة يهاجم ابناء الاسرة علنا، فلا يحاول البعض الآخر ان يقفز على حبنا لهذه الاسرة وان يصور بشكل أو بآخر أي كلمة نقولها نقداً لبعض ابنائها ان هذه تسيء الى الاسرة، لكن اذا كان واحد من ابناء الاسرة قد عبث فقدرنا ان نوقف هذا العبث، كما ان قدرنا اذا عبث احد من عامة الشعب ان نوقف عبثه.
وزاد: ناصر المحمد عمل بإخلاص لكنه لم يملك قرارا حازما.
وتطرق الشحومي خلال حديثه الى ما يتردد عن انه تطاول على ناصر المحمد قائلا: أقسم بالله لو كنت تطاولت على ناصر المحمد لطالبت بنفسي بإحالتي الى النيابة العامة، انا رجل من اسرة علمتني التربية وأملك الشجاعة أن أعتذر، هذا الكلام لم يصدر مني وناصر المحمد يعلم ذلك جيدا.
هذا، وقد اعرب الشحومي عن أسفه لناصر المحمد لما يتردد من هذه الشائعات التي ليس لها أساس من الصحة.
وزاد قائلا: أقسم بالله انه خلال العام 2008 بعض الوزراء تآمروا على ناصر المحمد.
وتطرق الشحومي خلال حديثه مرة ثانية لموضوع عودة وزير الداخلية للوزارة المقبلة قائلا: اذا أراد رئيس الحكومة المقبل ان يعيد وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الى منصبه فسنتعاون معه.
واستغرب الشحومي من تصريحات بعض الوزراء المرشحين في بعض الدوائر حول سبب الصدام بين السلطتين بأنه عدم وجود رؤية لدى الحكومة.
وتمنى الشحومي أن تكون هناك رجالات دولة امثال انس الرشيد والروضان والمزيدي والخالدي والربعي والنصف وحمود الرقبة.
واضاف قائلا: نحتاج الى حزم الشيخ سعد العبدالله وقرار الشيخ جابر الاحمد وحكمة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد وقلب سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد.
كما اشاد ايضا الشحومي بوزير المواصلات نبيل بن سلامة، معربا عن امله ان يستمر في الحكومة المقبلة.
ولفت الشحومي الى انه لو كان نائب تأزيم كما وصفه البعض لما وقف ضد سراق المال العام، حيث وقع على احالة 7 اشخاص للنيابة العامة، مستغربا من ان البعض يحسبه على بعضهم، مؤكدا انه محسوب على أهل الكويت.
وتمنى الشحومي وجود حكومة تشعرنا بوجود طرف آخر «بجانب النواب» في قاعة مجلس الامة حكومة تشعر كما يشعر الشعب.
هويتي الكويت واهلها
واشار الى انه لو كان نائب تأزيم لأشعل النيران في مشكلة شركة امانة، كذلك لما قال داخل القاعة عندما طلب ولي الامر من النواب الهدوء «هذا ولي الأمر» اطيعوه كما أمرنا الله عز وجل.
واشار الشحومي الى ان هويته «الكويت واهلها سنة وشيعة وجميع القبائل».
واستطرد قائلا: هل تريدون هوية أعز من هذه، اعز من ابناء الدولة وشيوخها، هل هناك وطن احلى من هذا الوطن حيث نقول ما نقوله ونرجع لبيوتنا، فهذا شرف لنا.
وطالب الشحومي «من يأمر الناس بالبر وينسون انفسهم» بكشف ذممهم المالية للمواطنين.
وحول رؤياه الانتخابية، أفاد الشحومي بأن الحفاظ على المكاسب الدستورية وتطوير العمل البرلماني المنتج أمر ضروري.