حمد العنزي
توافدت أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين مع إطلالة أول أيام عيد الفطر السعيد لزيارة المقابر بعد أدائهم صلاة العيد مباشرة، أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركة، حيث اكتظت مقبرة الصليبخات بالزائرين الذين تواجدوا منذ الصباح من أجل زيارة بعض أهلهم وأقاربهم الذين توفاهم الله سبحانه وتعالى ليلاقوا ربهم في الدار الآخرة، للدعاء لهم والاستغفار لهم بأن يرحمهم الله برحمته الواسعة ويتقبلهم مع الأبرار وحسن أولئك رفيقا وأن يغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم انه مجيب الدعاء.
«الأنباء» حرصت على التواجد في هذا المكان الذي له طقوسه الخاصة والتقت بعض العوائل والأقارب من أهل المتوفين، حيث قال نجيب العطار: اعتبر ان تواجدي هذا اليوم في مقبرة الصليبخات لزيارة قبر والديّ اللذين توفاهما الله قبل عدة سنوات، وهذا لم يكن وليد الصدفة وإنما أحرص على زيارتهما في كل مناسبة سواء في أيام العيد أو في الأيام العادية، مشيرا الى انه لا يمكنه ان يقطع صلته بمن فقدهم من أهله، معتبرا ان ارتباطه بوالديه جعله يتواجد معهما دائما ويزورهما بين الحين والآخر من أجل الدعاء والاستغفار لهما وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم على روحهما الطاهرة، سائلا الله جلت قدرته ان يرحمهما ويتقبلهما ويجعل مثواهما الجنة مع النبيين والأخيار.
من جانبه، قال حسن القاسم: انه جاء منذ الصباح الباكر بعد أدائه صلاة العيد مباشرة الى المقبرة لزيارة قبر والدته التي توفيت مؤخرا، مشيرا إلى ان فراق والدته جعل حياته لا معنى لها حتى مع حلول أول أيام العيد الفطر المبارك، أعاده الله على المسلمين بالخير والبركة، لافتا الى انه غير متخيل ان تكون والدته بعيدة عنه في هذا العيد خصوصا انها تركت أثرا كبيرا في حياته لا يمكن ان يعوضه أي إنسان في هذه الدنيا.
بدوره، قال أسعد الحبيب: منذ عدة أعوام وأنا في كل عيد سواء كان عيد الفطر أو الأضحى أحرص على زيارة المقبرة بعد أداء صلاة العيد مباشرة، وهي عادة اكتسبتها عن والدي رحمه الله، حيث كان يأخذني معه لأداء صلاة العيد وبعدها التوجه لزيارة الموتى ومن ثم الذهاب لتهنئة الأقارب والأصدقاء، مؤكدا انه بات يشعر بأن العيد لا يمكن ان يكتمل دون زيارة القبور، مشيرا الى ان زيارة المقابر لها العديد من الفوائد تعود على أصحابها بالنفع والعظة، مبينا ان أولى الفوائد تكمن في تهذيب النفس وجعلها مرتبطة مع ربها الذي خلق كل شيء، وجعل الدنيا ليست أكبر هم لنا وكل ما عليها سيفنى ولا يتبقى إلا أعمال الإنسان التي قدمها في دنياه، ونسأل الله جلت قدرته ان يرحم موتى المسلمين ويجعل مثواهم روضة من رياض الجنة وان يتقبلهم سبحانه انه مجيب الدعاء.
بدوره، قال صلاح المطر: ان زيارة المقابر تعتبر من أهم الأمور التي يحرص عليها كل عيد، إضافة للأيام العادية، مشيرا الى ان الأجواء داخل المقابر تشعرك بمجرد ما تطأ قدماك المقبرة بأن هذا العالم بأكمله لا يساوي حجم بعوضة عند رب العالمين، وان الدنيا طريق عبور للدار الآخرة وكل من سبقونا سيأتي يوم من الأيام سواء كان قريبا أو بعيدا وستسري علينا كما سرت عليهم مشيئة الله في حكمه، مشيرا الى انه لابد من محاسبة الذات لأنه في يوم من الأيام سيرث الله الأرض ومن عليها، مبينا ان زيارة المقابر لها من الفوائد المتعددة ما يعود بالأثر الطيب على النفس البشرية لتهذيب النفس وتشعرك بأنك قريب من الله سبحانه دائما، داعيا الله ان يتغمد موتانا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع الأبرار الطاهرين.