حسين الرمضان
تساءل رئيس مجلس الامة السابق ومرشح الدائرة الانتخابية الـ 2 جاسم الخرافي: هل نحن فعلا نعيش عرسا ديموقراطيا؟ وهل الاجواء الحالية تعبر عن ذلك؟ محذرا من تحول العرس الديموقراطي الى مأتم ديموقراطي.
وقال الخرافي خلال افتتاحه مقره الانتخابي في منطقة الشامية مساء امس الاول الذي جرى وسط حضور جماهيري حاشد: ان الكويت «ما تستاهل» ان نقاطع الانتخابات، داعيا الجميع الى عدم السماح لحالة الاحباط التي يمر بها البعض بالتأثير، مطالبا بضرورة التفاعل والتفاؤل لاختيار الافضل في التمثيل النيابي.
واكد الخرافي ان الاخطاء التي مرت بها المرحلة كانت مشتركة من قبل السلطتين مشددا على ان الحكومة ارتكبت اخطاء قاتلة، مستدركا، ان علاجها يكون من خلال حسن استخدام الادوات الدستورية وليس من خلال الصراخ والصوت العالي وسلوك مسلك التأزيم الذي اثر على المستوى العام في البلاد، ودعا الخرافي الى عدم الخروج على ادب الحوار، وحفظ كرامات الناس ومعالجة القضايا من خلال التعامل معها تحت قبة عبدالله السلام مطالبا الاقلية بعدم التأجيج، والاكثرية بالسعي نحو الانجاز، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ان تكون لدى الحكومة المقبلة خطة وبرنامج عمل تستطيع من خلالهما الانجاز وتمكن النواب من محاسبتها، وتمنى رئيس مجلس الامة السابق ان تسهم السياسة الاميركية الجديدة بقيادة رئيسها الجديد في استقرار الاوضاع في المنطقة وحل القضايا العالقة من خلال الحوار خصوصا في ظل وجود علاقة متميزة تجمع الكويت والولايات المتحدة الاميركية.
وعاد الخرافي ليحذر بألا تستغل اسرائيل الاوضاع وتوجه ضربة لايران كما اعتدت على غزة وأهلها الصامدين وتدخل المنطقة في اوضاع لا تعرف نهايتها، مطالبا الفلسطينيين بضرورة ايجاد حل للخلافات الداخلية للمساعدة في حل القضية الفلسطينية. وكان الخرافي بدأ ندوته قائلا:
ان صاحب السمو الامير اتخذ اجراء ورأى ان يعود للمواطنين فيما اثاره من ملاحظات حول الاجراءات التي كانت بين المجلس والحكومة حيث قبل استقالة الحكومة وحل المجلس بشكل دستوري.
واضاف: ان التساؤل الذي نسمعه ان مثل هذه المناسبات هي عرس ديموقراطي واسألكم هل نحن فعلا في عرس ديموقراطي؟ وهل الاجواء الحالية عرس ديموقراطي؟ وهل هذا العرس الديموقراطي يبعدنا عن السؤال: الى اين نحن نسير وما هو المستقبل؟ خصوصا ان الدورة البرلمانية السابقة لم يمض عليها عام واحد، ثم نقول اننا في عرس ديموقراطي! وزاد بقوله لقد رأيت الاحباط لدى المواطن من خلال جولاتي وكنت احاول دائما ان ابين وان كنت لا ألوم المواطن على هذا الاحباط لكن يجب ألا نيأس.
واوضح ان صاحب السمو الامير ارجع القرار للمواطنين، ومقاطعة الانتخابات ليست الحل، واقول ان الكويت لا تستاهل ذلك بل تستاهل ان نعالج اخطاءنا بالحكمة واختيار الافضل. والوصول الى اليأس هو الفشل بعينه.
وقال ايضا: هناك تساؤل ماذا يجري وما الاخطاء في المجلس ولدى الحكومة وكيف نعالج الاخطاء حتى نتجنبها؟ فلا يوجد احد لديه استعداد ان نبقى ندور في حلقة مفرغة دون الحديث عن الاخطاء.
وقال: لا خلاف ان الاخطاء مشتركة حكومة ومجلسا وليس من واجبي كمرشح ونائب ورئيس سابق لمجلس الأمة ان أشكو لكم أخطاء الحكومة فنحن من واجبنا معالجة أخطاء الحكومة ولدينا الوسائل المختلفة فالمواطن لم يوصل الوزراء للحكومة بل أوصل المرشحين للمجلس ومن ضمن رسالته يجب ان يعي النائب أهمية معالجة المشاكل ويقول العيب من الحكومة فأنتم سلمتمونا أمانة.
واضاف الخرافي: السؤال الآن ما العلاج ولماذا تتكرر الأزمات وأقول ان الأزمات تتكرر لأننا نبحث عن قضية ونقفز من قضية الى أخرى ثم نخلق مشكلة وتتضخم ونجد انها تفشل ثم نذهب الى مشكلة أخرى وأنتم تعرفون خلال فترة الانتخابات كم من المشاكل انتقلت إلينا والصحافة لم تقصر بالمانشيتات وتنقلنا من مشكلة الى أخرى، وجزء من ذلك صحيح تسببت فيه الحكومة وآخرها قضية الطلبة في الجامعة.
وزاد بالقول: ما العلاج وأقول العلاج في الحرص على هذا الوطن والعلاج بالحكمة في حل المشاكل ورؤية مصلحة الكويت قبل النظر لمصالحنا من خلال الوعي بكيفية معالجة المشاكل والابتعاد عن التأزيم والصوت العالي والأهم من ذلك الإيمان بالعمل الجماعي الذي يحتاج الى جهد وتنسيق للمساعدة في أسلوب معالجة مشاكل الحكومة وإعانتها على ان تعين نفسها.
واشار الخرافي الى عدم امكانية وجود إجماع فهناك 50 نائبا ولكن المؤسسات الديموقراطية تقوم على أساس الرأي والرأي الآخر والتصويت يحسم القضايا وعلى الأقلية القبول بذلك وعلى الأكثرية الاهتمام بمعالجة الأمور.
واضاف بعد ان تنتهي الانتخابات فالإثارة مرفوضة خارج قبة البرلمان والقضايا يجب ان تطرح داخل قاعة عبدالله السالم فقط.
أما بالنسبة للمعالجة والمحاسبة فالدستور واللائحة أعطتا النائب الحق في المحاسبة التي تبدأ بالمناقشة والسؤال والاستجواب وطرح الثقة لكن لا يجب الاستبداد بالرأي واخراج الاستجواب عن أهدافه ومزاياه وأفكاره التي وردت في الدستور الذي وضع في السابق.
وزاد ان الاستجواب سؤال مكثف يجب ان يكون مختصرا ولا نناقش طرح الثقة قبل الاستجواب ومناقشة، وكذلك يجب عدم الإساءة لأدب الحوار، والحصانة المعطاة يجب ان تصان فالناس لهم كرامات.
واضاف: هذا يقودنا لسؤال عند دور الرئاسة في ذلك واستعمال اللائحة وموادها وأقول مع الأسف ان من يسأل عن ذلك وبعضهم زملاء يعرفون الحقيقة وآخرون يجهلون ان اللائحة ليست بالصورة التي يتحدثون عنها حول صلاحيات الرئيس نعم هناك مواد تبدأ من الانذار وصولا الى اخراج النائب من القاعة ولكن هذه ليست من صلاحيات الرئيس بل صلاحيات المجلس من خلال التصويت وبالتالي لا يوجد أي رئيس في تاريخ وجود المجلس قام بإخراج نائب من القاعة، والصلاحية الموجودة لدى الرئيس هي رفع الجلسة إذا كان هناك شغب أو شطب الكلام لكن مع الأسف الصحافة تنشره لأنه لا يوجد ما يمنعها والرئيس يشطب الكلام من التلفزيون والمضبطة، والصحافة تكتبه وإذا كانت هناك حدة و«تلاشط» هي من يبرز المانشيتات ولكن على حساب من. أكيد هو على حساب الكويت.
وقال: يطرح سؤال أيضا ماذا فعلتم وأقول في المجلس السابق رغم قصر عمره تكونت أكثرية تحرص على المصلحة العامة والحرص وعلى أدب الحوار لكن للأسف لم يكمل المجلس ونحن نجحنا فقط في قضية تحديد الأولويات لكن بعد ذلك خرج لنا قانون شعبي يدغدغ مشاعر الناس ويخربط الجدول.
واضاف: انا بشر مثلي مثل أي واحد ولكن أؤكد انني اجتهد في تجنب الخطأ ولدي الجرأة اذا كان هناك خطأ فلا أكابر واستمر في هذا الخطأ، وزاد بقوله: ان هناك مواضيع جذرية بحاجة لعلاج لكن بعضها لا يجب ان يطرح على الملأ لكن يجب ان نعمل لمعالجتها بالحكمة والحكمة ثم الحكمة وبعد النظر دون تنازل عن الحقوق الدستورية والصلاحيات البرلمانية ويجب ألا نزيد الطين بلة ونتحلى بالحرص على الابتعاد عن الفتنة.
وقال الخرافي: سمعنا بجنون البقر وانفلونزا الطيور وهالأيام انفلونزا الخنازير وغيروها لانفلونزا الى «ا» ونحن لدينا فتنة اقتصادية وسياسية واجتماعية وللاسف لدينا حسد ليس قليلا وقيل وقال يظهر الكويت هذا البلد الصغير الطيب بأهله تظهر بصورة جعلت اقرب اقربائنا يسألوننا ماذا يحصل عندكم ولماذا لا تحافظون على ديرتكم؟ والسؤال لماذا نحتاج للفتنة ونحن اهل واهل ديرة واحدة وقالوا صفوا صفين قلنا احنا اثنين ولو ذهبنا لاي عزاء نجد ان عجوز متوفية تجمع نحو 7 عوائل، ولدينا علاقة مميزة بين الحاكم والمحكوم وارتباطنا مع هذا النظام منذ اكثر من 300 سنة ونحن من ارتضاه ولم يفرض علينا.
وعلينا النصيحة لهذا النظام، والصديق من صدق، واللغة العربية بحر نستطيع من خلالها ان نقول ما نشاء دون تجريح.
واضاف: هناك اخطاء قاتلة للحكومة علاجها من خلال المجلس لان سمو الامير يرشح رئيس الوزراء الذي يختار وزارته وليس امامنا سوى استعمال ادواتنا الدستورية بشكل سليم حتى ننجح في الرقابة، والاكثرية يجب ان تكون لصالح الوطن ليست موجهة ولا صامة بل اكثرية كويتية قلبها على الديرة وحرصها على مستقبل الكويت وهذا يكون من خلال العمل الجماعي ونحن يجب ان نحرص على مستقبل اولادنا في الصحة والاسكان والتوظيف وغيرها، ويكون حل هذه القضايا من خلال العمل الجماعي ولا نسمح لمن يريد ان يؤجج ويخلق بلبلة ومشاكل.
وقال ايضا: المواطن هو المسؤول عن الاختيار وعليه ان يسأل هل الصوت العالي هو المطلوب؟ وهل الابتعاد عن الحكمة هو الصحيح؟ وهناك من يعتقد ان هذه الطريقة هي الاصح مع انه يضيع الوقت ونحن نقول له هناك لجان تعتبر مطابخ للقضايا، لكن اللجان لا يوجد بها تلفزيون او صحافة وبالتالي نعود للحلقة المفرغة ونعود لاضاعة الوقت.
واؤكد ان هناك توجها جادا من عدد غير قليل من الزملاء وان شاء الله ينجحون للاستمرار في المهمة التي بدأت في المجلس السابق نحو الاستمرار في العمل الجماعي الذي يوفر الاكثرية في تغيير اللائحة او اخراج نائب او معالجة قضية معينة. كما اتمنى ان تأتي حكومة تؤمن بالتضامن الحكومي والتنسيق والخطة والبرنامج الذي تسير عليه والذي يسهل على الحكومة اداء عملها ثم على النائب مراقبة اداء الحكومة.
وقال الخرافي: ما اتمناه في هذه الفترة ولن اقول عرس ديموقراطي لانه ليس عرسا ديموقراطيا وان شاء الله لا يتحول الى مأتم ديموقراطي، نحن لانزال بخير واقول للمرشحين بكل محبة واحترام: ارجوكم تذكروا نحن في بلد صغير وبلدنا لا يتحمل اهانات لبعضنا او اشاعات او اساءات ومن لديه موضوع يثيره بالحجة والمنطق ولا داعي للمس بالكرامات، والانتخابات تنتهي في 16 مايو ولا يجب ان ننقل خلافاتنا الى ما بعد هذا اليوم.
وختم الخرافي قائلا: اؤكد ان الديموقراطية والحرية وانفتاح الحاكم على المحكوم نعمة نحسد عليها ونحن بلد صغير نواجه تحديات خارجية لا يمكن مواجهتها الا بالوحدة الوطنية التي هي خط الدفاع الاول ولذلك يجب المحافظة على تماسكنا وبالله لن نجد احسن من الكويت.