مبارك الخالدي
قال مرشح الدائرة الاولى (الدسمة ـ السالمية) عبدالواحد العوضي ان الدورة البرلمانية المقبلة هي من أخطر الدورات التي ستشهدها البلاد لأن هناك من داس على الوحدة الوطنية ومزق البلد طائفيا وفئويا، الامر الذي جعل الدستور والديموقراطية في خطر علاوة على تسرب الاحباط واليأس الى النفوس، مشيرا الى ان الوحدة الوطنية خط احمر، مناشدا وسائل الاعلام ممارسة دورها المعهود في هذا الاتجاه دعما للوحدة الوطنية وصونا لها.
وأبدى العوضي فخره واعتزازه بقانون الاستقرار الاقتصادي مستعرضا المؤشرات الايجابية التي ظهرت على سوق الاوراق المالية، لافتا الى ان انهيار اقتصادات البلدان معناه نهاية تلك الدول، على الرغم من الحملة التي حاولت النيل من هذا القانون بشكل أو بآخر.
الكويت في أزمة سياسية
وتحدث العوضي لدى افتتاح مقره الانتخابي في الدعية مساء امس الاول وسط حضور كثيف قائلا: ان الكويت تمر بأزمة سياسية خانقة نراها بوضوح من خلال زيارتنا للدواوين ومن خلال وجوه اهل الكويت، وانا اقول وين احنا رايحين؟
واضاف العوضي: للامانة هذه سابع دورة انتخابية انافس فيها لتمثيل الامة واقولها بكل أسى انها من اخطر الدورات التي أراها، فلقد مثلت الامة في ثلاثة مجالس وهذه التجربة هي الاخطر، واستعرض العوضي اسباب شعوره بالخطر قائلا: ان اول هذه الاسباب اننا دسنا على الوحدة الوطنية ومزقنا الامة بالطبقية والطائفية والفئوية وتجار وفقراء على الرغم من ان عددنا لا يتجاوز المليون، وثاني هذه الاسباب هو تغلغل الاحباط واليأس في نفوس اهل الكويت جراء بعض الممارسات الخاطئة، وليعلم الجميع ان الدستور والديموقراطية في خطر ان لم تنصلح الاوضاع.
فأهل الخليج والوطن العربي كانت ديموقراطيتنا محل اعتزاز لهم، الآن انقلبت الصورة واليكم بعض الآراء لكتاب صحف من الدول الخليجية ماذا قالوا بعد حل المجلس، هناك من كتب ان الديموقراطية في الكويت مصدر فخر تحولت الى سيرك الامة، وثاني اخذ من اسلوب التهجم والتهكم عنوانا وثالث شبه الديموقراطية بديموقراطيات الموز والنفق التايلندي وآخرون كتبوا ان لم تحسم الكويت امرها بشكل الديموقراطية ستكون مشاكلها اخطر من مشكلة الاحتلال، وعناوين اخرى حذرت دول الخليج من أن تتحول دولهم لنسخ مشوهة للديموقراطية الكويتية، وهذا ما اصبحنا عليه من نظرة الآخرين لنا، مضيفا: والآن الناس تسأل ما الذي نفعله لتصحيح المسار، وانا اقول ان المطلوب اولا هو التفاؤل والامل، ثم الامر الاهم هو انه مطلوب من الـ 254 مرشحا ان يعرفوا ان الوحدة الوطنية خط احمر، وأتمنى من السلطة الرابعة وهي مؤسساتنا الاعلامية ان يكون لها دور كما عهدناه نحو صون هذه الوحدة والمحافظة عليها.
الاستقرار المالي
وقال العوضي ان المحور الثاني الذي اريد ان اتطرق اليه هو قانون الاستقرار المالي والذي تعرضت فيه لاتهامات باطلة والحقائق امامكم وانا افتخر بانجاز هذا القانون كرئيس للجنة الاقتصادية اذ انني كنت ارى شيئا لا يراه الآخرون من واقع حبنا للكويت والدفاع عنها، مشيرا الى انعكاسات الازمة الاقتصادية العالمية وقال انها مشكلة طاحنة ومعقدة والقت بظلالها على جميع دول العالم وهناك بنوك انهارت الامر الذي ادى الى سرعة التفاعل في هذه الدول لانقاذ اقتصاداتها لان الخطورة تكمن في شيوع الكساد والذي يعني فقد الناس لوظائفها وتاريخيا حصل ذلك مرة واحدة عام 1921 وانتهى بالحرب العالمية ولقد حضرت وسمعت في المنتديات المعنية وندوات الجامعة والحديث عن اضطرابات حصلت في دول العالم وما حصل هو شيء كبير وبعد ذلك يأتي من يقول قانون حيتان، انظروا الى دول العالم وما الذي دفعته لانقاذ اقتصاداتها ودعمها ففي اميركا وبريطانيا واليابان دفعوا ما لا يقل عن 15 تريليون دولار من اجل حماية الاقتصاد ولتخرج هذه الدول من هذه الازمة العالمية ونفس الشيء اتخذته دول العشرين حيث دفعت ما يقارب 5 مليارات دولار من اجل الانقاذ كما قامت اميركا بشراء الاصول المضطربة فحجم الانفاق لتنشيط الاقتصاد في اميركا واوروبا لانها تدرك انه اذا اصاب الاقتصاد العالمي كارثة تحل في العالم كوارث اعظم ومنذ صدور قانون الاستقرار الاقتصادي في الـ 24 من مارس الماضي انظروا الى البورصة اذ انها هي الاساس وصلب اقتـــــصاد الكويت فمؤشرها في ارتــــفاع بالرغم من ان الحكومة دفـــعت الملايين لمعالجة هذه الازمــــة الا انها لم تستطع وجاء القانون الذي تم اقراره وافتخر به.
واستعرض العوضي نتائج اقرار القانون وقال ان المهم الاقرار بأننا امام اقتصاد وطن يجب ان نحافظ عليه وانظروا الى اصول السوق والتي ارتفعت الى 3 مليارات و300 مليون ومن المستفيد الاول والاخير من هذا الارتفاع في الهيئة العامة للاستثمار والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والتي هي اموالكم علما ان التأمينات ليس لديها اموال في السراديب لتدفع رواتب المتقاعدين ولكنها تملك 20 مليارا متواجدة في اسواق العالم ومنها سوق الكويت وهذا ضمان للمتقاعدين واستمرار تدفق معاشاتهم.
شؤون القصر
واضاف العوضي: ونفس الامر ينطبق على اموال الايتام في شؤون القصر ومن الجهات التي استفادت الوقف الخيري وبيت الزكاة وشركات اخرى و150 الف متداول كويتي كلهم استفادوا من ارتفاع اصول البورصة فلماذا نحرم هؤلاء من ان تعود البسمة لهم ونترك الاقتصاد ينهار أليسوا هم اهل الكويت وانا اتحدث بلغة الارقام ولست في مناظرة وهذه هي فائدة القانون والذي لم تساهم الدولة فيه بدينار واحد.
واتحدى من يقول غير ذلك اذن لماذا كل هذا الهجوم غير المنطقي على القانون الذي ينفع اقتصادنا واذا سقط الاقتصاد تسقط البلدان. واشار العوضي الى الورقة التي تم تداولها اثناء اجتماع اللجنة المالية قائلا وضعتها لاجل الكويت واقتصاد الوطن وان يعود اقتصاد الوطن زاهرا ونفس من اظهر هذه الورقة عاد ليكتب اجتهد العوضي وفازت الكويت وعادت الثقة الى الاسواق مجددا.
وهذا يا اخواني يؤكد اننا نعمل من اجل الكويت ومن اجل اقتصاد البلد عندما كان غيري من النواب يعودون بنا الى الخلف لانهم لا يقرأون ولا يتابعون ونحن نعلم بعودة الثقة لسوق الاوراق المالية مجددا ولكن على الحكومة ان تطرح مشاريع تنموية وتحتية للمرحلة المقبلة وعلى المجلس المقبل ان يعلم ان عليه دورا في قضية كبيرة جدا وهي وطنية بالدرجة الاولى وهي قضية القروض الاستهلاكية للمواطنين واهل الكويت وانا اقول ان هذه القضية نعرفها ونعرف مسؤولياتنا فقانون صندوق المعسرين أفاد 12 ألف مواطن وعلينا ان نقدم تعديلات عليه سأتبناها في المرحلة المقبلة فما المشكلة في ان يعطى المستفيد 60% من الراتب بدلا من 50% على ان يقترض مرة أخرى اذا سدد جزءا من القرض؟ وكذلك مشكلة المقترضين في الأعوام 2001 و2002 و2003 و2004 فكان هناك قصور في البنك المركزي والفوائد المترتبة على القروض.
وقال العوضي: يا اخوة اننا أمام مرحلة تاريخية لاعادة مجلس يستطيع خدمة الكويت وأهلها من أجل الكويت، وتناول العوضي في محوره الثالث قضايا التنمية وتردي الأوضاع الصحية فقال: كانت الكويت تستقبل المرضى من الدول العربية والخليجية واليوم نرسل مرضانا للعلاج في الخارج وكذلك مناهجنا التعليمية أصبحت مستوردة بعد ان كنا في الستينيات والسبعينيات نصدر المناهج الى الغير.
وبين العوضي ان التأخر في مشاريع التنمية في السنوات الأخيرة بسبب تعطل الحياة البرلمانية أكثر من مرة فخلال 3 سنوات هناك 3 مجالس و5 حكومات وهذا ما يدفعنا للسؤال وين احنا رايحين في هذا البلد الطيب، فالكويت لا تستحق ما يحصل لها ولا نريد ان تضيع منا الكويت بشرارة فئة تحرق الأخضر واليابس وماذا سنقول لأبناء الشهداء والذين هم خليط من السنة والشيعة والتجار والفقراء والشيوخ وهم الآن في سن النضج ماذا نقول لهم إذا شبت الشرارة نقول لهم آباؤكم أعادوا الكويت بدمائهم ونحن أضعناها بسبب قلة أرادت الوصول الى المجلس من خلال ضرب الوحدة الوطنية.
وارسل العوضي في ختام حديثه 4 رسائل أولاها الى السلطة الرابعة قائلا لهم انكم وطنيون ابعدوا من يريد ان يؤزم ويفرق من خلال عدم النظر اليهم، والرسالة الثانية باسمكم جميعا الى رئيس الوزراء المقبل، بالرغم من علمنا انها سلطة مطلقة لصاحب السمو الأمير، ان عليه اختيار رجال دولة من أجل هذا الوطن والرسالة الثالثة أوجهها الى النواب الخمسين وأقول لهم انني أقسم بالله إذا وصلت سأطرح اقتراحا برغبة بتشكيل لجنة أخلاق وقيم من أعضاء المجلس على أعضائه والرسالة الرابعة لأهل الكويت واقول لهم لا تنسوا رسالة صاحب السمو الأمير والتي وجهها من قلبه الى أبنائه فعليكم حسن الاختيار ونأمل ان تشهد المرحلة القادمة تعاونا بناء مخلصا للمحافظة على الدستور من أجل وطن يجمعنا كلنا.
ما الذي حصل في المجالس السابقة
ومن جهته تساءل مرشح الدائرة الـ 2 علي الراشد ما الذي حصل في المجالس الأخيرة وكيف نعالج هذا الخلل في المستقبل وهل يشهد المجلس المقبل تأزيما آخر وقال كفاية لقد أصبحنا في العد التنازلي فمجلس 2003 عمره 3 سنوات ومجلس 2006 عمره سنتان ومجلس 2008 عمره أقل من سنة ولا نعلم كم سيمكث مجلس 2009.
وقال الراشد: لقد كانت هناك أغلبية عاقلة في المجلس الماضي لا تقل عن 30 نائبا وجاءوا يريدون الانجاز ويعيدون سمعة المجلس ويرفعون من شأنه وكانت هناك نوايا صادقة من الغالبية ولكن هناك من لا يعجبه الانجاز ولا يريد إلا الصراخ والتأزيم وبالتالي يعيشون في هذا الجو.
واضاف الراشد: أحيانا أوجه عيني لبعض وسائل الإعلام واعذرهم من جانب آخر بحكم ان الجهاز الاعلامي يريد الاثارة ولكنه يسلط الضوء على من يريد التأزيم حتى أصبحوا يتصدرون المانشيتات في الصفحات الأولى والآخرون لا يجدون مربعا في صفحة داخلية حتى أصبحت هناك مزايدات فهناك من 10 إلى 15 نائبا يمارسون هذا الأسلوب ونحن نريد ان نحقق شيئا لهذا البلد وتعديل سمعة المجلس، والحكومة أخطأت بعدم استفادتها من الأغلبية وقامت بالتركيز على المؤزمين والصراعات التأزيمية وفكرت كيف ترضي الأقلية حتى جاءنا الاستجواب النتن الطائفي الذي قدمه البعض وحاولوا شق الصف من أجل مصالح طائفية وتطوعنا مع مجموعة من النواب لا تقل عن 30 نائبا وقلنا ان هذا الاستجواب خطر جدا ان يناقش تحت قبة عبدالله السالم ولا نضمن ما الذي سيطرح وما ردود الأفعال وحفاظا على الوحدة الوطنية طالبنا بتأجيله لمدة سنة لوأد هذا الاستجواب وكان هناك اتفاق مع الحكومة على التأجيل ولكنها للأسف انسحبت وقصت الحبل فينا وتراجعت. وتمنى الراشد ان تعود هذه الأغلبية مرة أخرى لأننا طلعنا شينة وهم الأبطال الأمر الذي ترتب عليه استقالة الحكومة.
واضاف الراشد ان هناك قلة يحاولون ان يدمروا ويخربوا لأنهم أقلية وتقدموا باستجوابات هايفة وشوهوا سمعة الكويت في الخارج حتى اصبحنا وكأننا نهدم بيوت الله علما بأن في الكويت مساجد تفوق نظيراتها من دول عديدة واصبحت الشبرات هي الهم والمحرك علما بأن المسجد مثار الجدل من 20 عاما لا أحد يصلي فيه وبجواره مسجد يصلى فيه من 10 سنوات حتى صار شغل المجلس ليش شلتوا هذه الشبرة وكل هذا علشان كراسي دون النظر لمصلحة الكويت.