فرج ناصر
قال النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 3 (الخالدية ـ خيطان) عادل الصرعاوي ان ثمة ردة سياسية تسببت بها مجموعة لا تفهم معاني الدستور، مشيرا الى انه بعدما كان الحديث عن الحريات والمكتسبات الدستورية أصبح الآن عن المصليات والانتخابات الفرعية.
واضاف في افتتاح مقره الانتخابي في كيفان مساء أول من أمس وفي ندوة بعنوان (لايأس الأمل مدعاة التفاؤل) الأوائل بنوا مجدهم وتاريخهم بأفعالهم وأعمالهم، والآن هناك من يحاول ان يخلق له تاريخا من خلال المال السياسي وهذا أمر لن ينطلي على الشعب وسينكشف أمره قريبا.
وأكد ان ما نمر به حاليا هو مرحلة مفصــــلية وتــــاريخية في الحياة الديمـــوقراطــــية في الكويت لأننا بدأنا بالوصول الى مرحلــــة من الـــيأس وان الدستور والديمــــوقراطية هما الثمن لأن هناك مجـــموعة لا تفهم الدستور ولا تعي معانيه، ولأن فاقد الشيء لا يعـــطيه وأصبح هناك ردة ســـياسية، فبعدما كان الحديث عـــن الحريات والدستور والديموقراطية تحول الــــى موضوع المصليات والانتخابات الفـــرعية.
وزاد ان البعض لا يفهــــمون الدستور الذي سلمنا إيــــاه آباؤنا وأجدادنا في السابق.
واشار الصرعاوي الى ان البعض لا يفهم معاني الدستور وهو ما أظهر لنا ما أسميهم بالدستوريين الجدد، الذين يتشدقون بالدستور وهم أبعد ما يكونون عنه لذلك بدأ يتسرب شعور لدى البعض بعدم المشاركة في حين ان الرهان على وعي الناخب خاسر لأن الشعب لا يمكن ان يراهن على مصدر استقراره وثباته وهو الدستور.
وحض على التداعي لمشاركة شعبية فعالة حتى نلجم من يحاول الاصطياد في الماء العكر والرهان على الديموقراطية في الكويت لأنه لا غنى لنا عن بلدنا ولا غنى لبلدنا عنا.
وأكد الصرعاوي ان الكل يتلمس اليأس ويشعر به ويتحدث عنه، بغض النظر عن مبرراته، لذلك جاءت الندوة بعنوان «لا يأس.. الأمل مدعاة التفاؤل».
وذكر ان الشعور باليأس غير مستغرب، فالبعض يتحدث عن مسؤولية المجلس والبعض الآخر عن مسؤولية الحكومة والناخب، الا انه في النهاية شعور مستحق.
واشار الصرعاوي الى انه لا يحمل المسؤولية كاملة للمجلس لكنه لا يعفيه وكذلك الأمر بالنسبة للحكومة والمواطنين، وبالتالي ما تسرب إلينا من يأس هو أمر مستحق فهـــناك بعض الممارسات كانت خارجة عن الدستور والديموقراطية والموروثات الاجتماعية.
الحديث عن التأزيم
وذكر انه في الانتخابات الماضية كان الحديث عن التنمية وبرنامج عمل الحكومة بينما الحديث الآن عن التأزيم وكيفية الخروج منه وبدأ الكثير يتساءل عن المستقبل في هذا الجانب، لذلك كانت رسالة صاحب السمو الأمير واضحة وعلى السلطتين التشريعية والتنفيذية ان تعياها، فسموه دعا الناخبين الى حسن الاختيار وكذلك هناك رسالة لرئيس الوزراء القادم بأن يحسن اختيار وزرائه في المرحلة المقبلة. وأكد ان الكويت لديها الكثير من الامكانات والطاقات لذلك من حقنا ان نأمل وان نطمح كون لدينا كل الامكانات للقفز الى المستقبل من دستور وأموال وقدرات شبابية.
واشار الصرعاوي الى انه لا يمكن ان نواجه المستقبل بالآليات التي نواجه بها الحاضر فيجب ان تتغير المفاهيم وأول تحد لدى الحكومة القادمة هو كيفية الحصول على أغلبية في البرلمان وهذا التحدي يكون إما عن طريق الترضية وهو أمر سهل لكنه مكلف أو عن طريق الإقناع وهو صعب لكن نتيجته إيجابية. وأكد ضرورة مواصلة العمل لاستعادة تجربة الماضي وتساءل عما اذا كانت ثمة ضمانات تمنع ما نعانيه في الفترة الحالية، مطالبا بمعرفة الامكانات والدور المطلوب في المرحلة المقبلة.
صراعات خارج المجلس
وقال مرشح الدائرة الـ 3 ان الكثير من الصراعات حدثت خارج مجلس الأمة عبر الصحافة ووسائل الإعلام وانتقلت الى البرلمان.
وأكد ان أول المتطلبات لمواجهة المستقبل ان تكون لدينا حكومة قادرة على المواجهة وان تكون متسلحة بالقانون والدستور حتى لا نترك أقلية تصادر حق الأغلبية في القرار داخل المجلس، مشيرا الى ان الكويت بحاجة الى حكومة تعيد الهيبة الى القرار في مجلس الوزراء ويكون الوزراء مساهمين في صنع القرار لا منفذين له.
وتحدث الصرعاوي عن تقييم الأداء البرلماني، مشيرا الى ان الحديث حول هذا الموضوع ربما يعتبره البعض غريبا على الساحة السياسية لكن اسقاطاته مهمة على الواقع السياسي لأننا بحاجة الى رقابة لمواجهة الفساد التشريعي.
ودعا جمعيات النفع العام الى ممارسة دورها في الرقابة على النواب فثمة عبث في الأسئلة البرلمانية وأعمال اللجان، فهذه الممارسات والفساد لا يمكن مواجهتها بتشريع انما عن طريق رقابة فاعلة من مؤسسات المجتمع المدني.
واكد ان المطلوب من الإعلام مضاعفة دوره في هذا الجانب وكذلك الأشخاص المهتمون وجمعيات النفع العام وغيرهم ممن يفترض بهم الرقابة على أداء المجلس.
واوضح ان هناك أكثر من مجموعة اختلفت في الطريقة لكنها اتفقت في الهدف، فالبعض كان يعادي رئيس الحكومة وآخرون ارادوا العبث بالدستور وهكذا.
الديموقراطية في مفترق طرق
ودعا مرشح الدائرة الـ 3 الى ضرورة العمل والتحرك ضد من يريد النيل من الديموقراطية والعبث بالدستور، مشيرا الى ان هناك الكثير من الشواهد لم تتم مواجهتها إلا بالدستور أبرزها الاحتلال وانتقال مسند الإمارة.
وقــــال ان الديـــموقراطية تمر بمفترق طرق فهناك مــــن يضمر لها الشر والبعض يــــناصبها العــــداء لكن لا يمكن مواجهة هؤلاء إلا بالأمل والتمسك بالدستور والوقوف ضد من يريد النيل من الكويت.
وأكد ان الشعب متمسك بالثوابت والديموقراطية وهو كفيل بتجاوز مرحلة اليأس والتذمر التي يعيشها، مشيرا الى ان الديموقراطية خيارنا الأول والأخير في مواجهة كل ما نعانيه.
وذكر انه لم يعد لدى الكويت الآن غير الدستور فبعد ان كنا نقول لدينا صحة وإسكان وتعليم لم يعد لدينا شيء إلا الدستور.