سامح عبدالحفيظ
شدد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي على تعزيز التواصل والتكامل في المجال البرلماني بين دول الخليج العربية، مشيرا الى ان دول المنطقة في أمس الحاجة الى كل الجهود المخلصة لإحلال آليات عمل فاعلة تضاف الى الآليات الحالية من خلال استمرار تواصل الامانات العامة للمجالس الخليجية من اجل الاستفادة من التجارب البرلمانية الوطنية في دعم وتفعيل العمل البرلماني. واضاف الحجي في افتتاح الاجتماع الثالث عشر للامناء العامين لمجالس الشورى والنواب والوطني والامة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اننا جميعا ندرك بصورة جلية أهمية الاجتماعات الدورية لما تضمه من نخبة من ابناء دول الخليج العربية المخلصين، مضيفا انها تمثل محطة مهمة في تدعيم العمل المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تعبر عن عمق روابط الاخاء والمحبة بينها، لاسيما في ظل ظروف ومتغيرات تمر بها المنطقة تحتم علينا جميعا هذا التعاون والتنسيق ووحدة الصف لمزيد من الاستقرار والرخاء. وقال الحجي: اننا ننظر باهتمام بالغ لأنشطة هذا الاجتماع وما سيتمخض عنه من قرارات وتوصيات، سيكون لها بإذن الله ابلغ الاثر في دعم وتعزيز التكامل والتعاون في المجال البرلماني بين دول الخليج العربية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه الى كل الجهود المخلصة لإحلال آليات عمل فاعلة تضاف الى الآليات الحالية من تواصل الامانات العامة للمجالس الخليجية من اجل الاستفادة من التجارب الوطنية في دعم وتفعيل العمل البرلماني الخليجي. وتمنى الحجي ان يكلل هذا الاجتماع بالنجاح والتوفيق لتحقيق الاهداف المرجوة لدعم مسيرة عمل المجالس البرلمانية الخليجية والسعي قدما نحو مزيد من الشورى والديموقراطية والحرية.
العمل المشترك
بدوره، قال الامين العام لمجلس الامة علام الكندري انه لمن دواعي الفخر والاعتزاز ان تحتضن الكويت الاجتماع الـ 13 للأمناء العامين لمجالس الشورى والنواب والوطني والامة. وأضاف الكندري ان مسيرة التضامن والعمل الخليجي المشترك التي أرسى قواعدها قادة دول الخليج منذ انشاء مجلس التعاون تؤكد دون شك اهمية مسؤولياتنا وتزيدنا عزما وقوة في تعزيز العمل وتنسيق التعاون المشترك بين امانات المجالس البرلمانية الخليجية، لاسيما بعد مصادقة رؤساء المجالس النيابية الخليجية على آلية عمل الاجتماعات الدورية المشتركة للبرلمانات الخليجية، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد اخيرا في مسقط مارس 2009، مشيرا الى انه من هذا المنطلق فأملنا كبير في ان يخرج اجتماعنا بصياغة رؤية مشتركة تحدد آليات العمل الاداري والاستشاري لتسهيل العمل البرلماني في الاجتماعات المرتقبة والتي سيشارك فيها اصحاب المعالي والسعادة رؤساء واعضاء البرلمانات الخليجية، اذ ان ذلك يتواكب مع تطلعات وآمال قادتنا وشعوبنا ومؤسساتنا. واكد الكندري اننا ندرك جيدا ان الطريق مازال طويلا ولا يخلو من الصعاب، الا اننا على ثقة ان شاء الله بأن الله سيوفقنا وبأن برلماناتنا ستدعمنا وتعزز جهودنا في تحقيق ما نصبو اليه من تقدم وتنمية ولن يتأتى ذلك كله الا من خلال التعاون والتنسيق المشترك، ولقد قال المولى عز وجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). وغايتنا هي الارتقاء بمستوى أداء العاملين في الامانات الخليجية وتطوير انتاجهم وتحسين مخرجات عملهم، مضيفا: ان ما تم اعداده من أوراق عمل تتناول موضوع اعمال اجتماعنا الحالي في مجال الشؤون القانونية والتشريعية، انما هو نتاج جهود متواصلة دائمة بذلناها منذ نهاية الاجتماع السابق، وقد حرصنا منذ الوهلة الاولى على ان تلبي اعمالنا في هذه المجالس طموحاتنا فيما يتعلق بتبادل الخبرات التشريعية والقانونية وصياغة القوانين وهما لب العمل التشريعي ومن خلال الاجتماعات واللقاءات التي تعقد بين الخبراء والمتخصصين في هذه المجالات نستطيع ان نوحد الوسائل والآليات التي يمكن ان تسهم في بناء قواعد التشريع القانوني.
واوضح الكندري ان اجتماع الكويت يعد محفلا برلمانيا لتبادل الرؤى والخبرات بين المشاركين من ذوي الشأن والخبرة والاختصاص، ونحن على يقين ان كل ما سيصدر عن هذا الاجتماع من قرارات وتوصيات سيطور من عمل مؤسساتنا البرلمانية ويرفع من مستوى اداء المنتسبين اليها، ذلك انه من خلال تواصل هذه اللقاءات والاجتماعات سنستطيع تعميق روابط الاخوة والمصير المشترك فيما بين ابناء دول مجلس التعاون وشعوبها.
جهد مشترك
من جانبه، قال السكرتير العام لمجلس الشورى القطري فهد الخيارين ان هذا الاجتماع مدعاة للرضا والسرور بان يلتئم جمعنا سنويا للتباحث حول العديد من المسائل البرلمانية الخليجية المشتركة، ولا شك ان ثمار هذه اللقاءات عادت بالخير والنفع على امتنا الخليجية، ولا يفوتني ان اتوجه بجليل التقدير والامتنان للاخوة الامناء العامين للمجالس البرلمانية الخليجية على تعاونهم وجهودهم المشتركة خلال العام الماضي والذي تشرفنا فيه برئاسة هذا المحفل الاداري والفني الذي يمثل عصب البرلمانات، وكان لمعاوناتهم وتنسيقهم معنا الدور الفاعل في تذليل مهامنا وتحقيق مقاصد ومتابعة قرارات الاجتماعات السابقة، فلهم منا كل الشكر والعرفان لهذا الجهد المشترك لخدمة ابناء الخليج. اما مدير ادارة شؤون المجالس التشريعية في الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عساف العساف فقال في كلمته: يسعدني ان انقل تحيات امين عام مجلس التعاون عبدالرحمن العطية وتمنياته الصادقة لاجتماعكم بالتوفيق والسداد، كما يسره ان يعبر لكم جميعا عن تقديره لجهود الخير التي تبذلونها في المجالس التشريعية والشورى والنواب والوطني والامة وحرصه الدائم على حضور الامانة العامة للمجلس اجتماعاتكم السنوية ايمانا منه بما لهذه اللقاءات من دور اساسي وفعال في تعزيز مسيرة التعاون وتقوية روح المحبة التي تجمع بين شعوب دول المجلس.
واشار العساف الى ان المطلع على بنود جدول اعمال الاجتماع يلاحظ تناولها موضوعات مهمة تستوجب استمرار التواصل وتبادل الخبرات والمعلومات والزيارات بين الامانات العامة للمجالس، ونحن على ثقة بالله سبحانه وتعالى ثم بانكم ستتوصلون الى قرارات وتوصيات وآليات فاعلة تعزز مسيرة التقارب والتعاون والتنسيق فيما بين هذه المؤسسات المرموقة.
فرصة سانحة
فيما قال الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج ان هذا الاجتماع يعطينا فرصة سانحة لتوجيه اصدق التحيات واجمل التمنيات لباني نهضة هذه البلاد وقائد مسيرتها التنموية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الذي كرس حياته للدفاع عن الكويت وشعبها الابي ولنصرة قضايا الامة العربية والاسلامية، فله منا باسم الاتحاد البرلماني العربي كل الحب والتقدير وكل المودة والاحترام، داعين المولى العلي القدير ان يديم عليه نعمة الصحة والعافية حتى يواصل رسالته المتمثلة في اسعاد الشعب الكويتي الشقيق والوصول به الى كل ما يصبو اليه من رقي وتقدم وازدهار. واكد بوشكوج انه لمن يمن الطالع ان ينعقد اجتماعكم على ارض الكويت في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لممارسة استحقاق دستوري وبرلماني بالغ الاهمية، وهو انتخاب اعضاء مجلس الامة الذين سيمثلون الشعب الكويتي لفترة برلمانية جديدة، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على رسوخ الروح الديموقراطية في البلد الشقيق والايمان بانها الطريق الامثل لتطور البلاد وسيرها على طريق التقدم. واضاف بوشكوج ان هذه الدورة الحالية تعقد في ظل تطورات دولية واقليمية بالغة الدقة والخطورة ستكون لها انعكاسات على مجمل الوضع الدولي من جهة وعلى العلاقات بين الدول من جهة اخرى، فعلى الصعيد الدولي يعيش العالم بأسره تداعيات الازمة المالية الخانقة والتي لم تكن بلادنا العربية بمنأى عن تأثيرها، وفي الشرق الاوسط ماتزال شعوبنا تتذكر مآسي العدوان الاسرائيلي الغادر على قطاع غزة في مطلع هذا العام، وكذلك تشهد معظم الساحات العربية في السودان والعراق والصومال وغيرها اوضاعا صعبة لابد ان تترك اثارها على الاوضاع العربية باكملها، وهذا ما يتطلب منا وقفة موحدة جادة لمواجهة ما يحيط بنا من تحديات واخطار.