محمد ناصر
طغى حدث فوز 4 كويتيات بعضوية مجلس الأمة للمرة الأولى في تاريخ الكويت على ما عداه من أخبار نتائج مجلس الأمة الجديد وتحليلاتها اذ قامت الصحف العربية والعالمية بالتركيز على ذلك الحدث التاريخي الذي رأت فيه انتصارا مدويا بعد سيطرة الرجال على مجلس الأمة لعقود.
الصحف العالمية
رحبت صحيفة الاندبندنت البريطانية بفوز أول 4 كويتيات بمقاعد في مجلس الأمة المقبل.
ووصفت صحيفة «الاندبندنت» هذا التطور السياسي بالانتصار المدوي في الكويت، حيث سيطر الرجال على مجلس الأمة لعقود.
وقالت الصحيفة ان الكويت تعتبر من اوائل الدول الخليجية التي منحت شعبها الحق السياسي في الانتخاب والترشيح وآخرها إعطاء المرأة حقها السياسي عام 2005 الا انها فشلت في الوصول إلى الندوة البرلمانية في الدورتين الأخيرتين.
وأبرزت فوز النائب د.معصومة المبارك وهي أول وزيرة كويتية في تاريخ مجلس الوزراء الكويتي.
كما أشارت الى فوز د.رولا دشتي ود.اسيل العوضي ود.سلوى الجسار.
أما جريدة «التايمز» البريطانية فاعتبرت ان نساء الكويت حققن حدثا تاريخيا بفوزهن بأول 4 مقاعد في تاريخ البرلمان الكويتي.
وأبرزت الصحيفة صورة للنائب د.رولا دشتي بين انصارها وأشارت لدراستها الاميركية هي وزميلتها د.أسيل العوضي التي بحسب الصحيفة كانت تتوقع الفوز لكن لم يكن احد ليتوقع ان تحتل المركز الثاني واعتبرت ان النصر والفوز هو للمرأة الكويتية وللديموقراطية فيها.
وذكرت «التايمز» ان د.دشتي كانت من الفعاليات الاساسية والرئيسية في مسيرة نضال المرأة الكويتية لإقرار حقوق المرأة السياسية.
أما جريدة «الهيرالد» فأبرزت المناوشات والصراع الذي كان دائرا بين السلطتين ما أدى الى 3 انتخابات حيث أدى هذا الصراع الى تجميد عملية التنمية.
الصحف الأميركية
بدورها أبرزت الصحف الأميركية خبر فوز المرأة بعضوية مجلس الأمة فاعتبرت صحيفة «النيويورك تايمز» ان البارز في الانتخابات اضافة لفوز المرأة كان خسارة النواب الاسلاميين الذين فازوا فقط بـ 16 مقعدا مقابل 24 في مجلس الأمة السابق.
وأوضحت الصحيفة انه لا توجد احزاب رسمية في الكويت الا ان المرشحين ينتمون اما لجماعات سياسية او للقبائل.
اما جريدة «الشيكاغو تريبيون» فذكرت ان الانتخابات التي جرت أتت نتيجة للصراع والمواجهة القائمة والتي حدت بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على حل البرلمان والدعوة إلى التصويت للمرة الثانية خلال عام واحد.
ووصفت جريدة الـ «يو اس توداي» النائب د.معصومة المبارك بالشخصية الشيعية المستقلة وبأول وزيرة في تاريخ البلاد، والنائب د.أسيل العوضي بالشخصية الليبرالية والنائب د.رولا دشتي بالناشطة في مجال حقوق المرأة والنائب د.سلوى الجسار بالاستاذة الجامعية المستقلة.
كما احتلت اخبار وصول المرأة الكويتية للمرة الأولى الى مقاعد البرلمان الصدارة في عدد من وكالات الأنباء والشبكات الاخبارية العالمية.
ووصفت هذه الوسائل الاعلامية التي حرصت على تغطية الانتخابات الكويتية في كل موسم فوز السيدات الاربع بانه حدث تاريخي، مضيفة انه جاء بعد اربع سنوات من منح المرأة الكويتية حق التصويت في الترشح في الانتخابات.
وقال راديو «سوا» التابع للحكومة الأميركية انه لأول مرة في تاريخ الكويت حققت اربع نساء فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية لتدخل بذلك المرأة الكويتية مجلس الامة للمرة الأولى منذ انطلاق الحياة البرلمانية في عام 1962 ومنذ اعطاء النساء حقوقهن السياسية في 2005.
وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التي أعلنت فوز كل من أسيل العوضي ورولا دشتي وسلوى الجسار اضافة الى معصومة المبارك التي حلت الأولى في دائرتها الانتخابية بين عشرة فائزين.
وتمثل النساء الكويتيات نسبة 54.3% من الناخبين البالغ عددهم نحو 385 الف شخص وقد شاركن في الانتخابات مرتين خلال عامي 2006 و2008 بعد ان منحن حقوقهن السياسية في 2005 الا ان أيا منهن لم تفلح في دخول مجلس الامة في الدورتين السابقتين.
وحول فوز اربع نساء بمقاعد في البرلمان قالت شبكة الاخبار الأميركية «سي.ان.ان» على موقعها في شبكة الانترنت انه اول اختراق لاحتكار الرجال لمقاعد مجلس الأمة الكويتي منذ تأسيسه.
وأضافت ان هذه السابقة تأتي بعد اربع سنوات من منح المرأة الكويتية لأول مرة حق التصويت والترشح في الانتخابات عام 2005 الا انها أخفقت في الفوز بأي مقعد في انتخابات عامي 2006 و2008.
من جانبها، قالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «ان نتائج الانتخابات كشفت عن تراجع الإسلاميين السنة حيث فاز (التحالف السلفي الإسلامي) بمقعدين فقط في البرلمان الجديد مقارنة بأربعة مقاعد في انتخابات 2008 ».
وفيما يخص المرأة أوضحت ان 16 منهن خضن الانتخابات البرلمانية الكويتية من بين 210 مرشحين تنافسوا لشغل 50 مقعدا في مجلس الأمة.
ونقلت الاذاعة عن النائب د.رولا دشتي قولها في اتصال هاتفي ان اهل الكويت صوتوا من اجل التغيير وبناء الوطن بمشاركة المرأة.
واعتبرت دشتي ان التصويت لصالح المرأة جزء من التغيير الايجابي المطلوب، مؤكدة ان المرأة ستشارك بفاعلية في مناقشات البرلمان وتقترح حلولا للقضايا الملحة مثل التوظيف والإسكان والتعليم والصحة.
واشارت «بي.بي.سي» الى ان المرشحات الأربع درسن في الولايات المتحدة ويحملن درجات الدكتوراه في العلوم السياسية والاقتصاد والتربية.
اما قناة الجزيرة الفضائية فقالت ان المرأة الكويتية حققت فوزا كبيرا في الانتخابات النيابية حسب النتائج المعلنة وذلك لأول مرة في تاريخ انتخابات مجلس الأمة في الكويت فيما سجل تراجع للإسلاميين وتقدم للمرشحين الليبراليين والشيعة، وأظهرت النتائج تراجعا واضحا للتيارات الإسلامية وتقدما للمرشحين الليبراليين.
ويتعين على المجلس الجديد التصويت على برنامج تحفيز اقتصادي يبلغ حجمه 5 مليارات دولار يعتبر مهما لمساعدة القطاع المالي على التغلب على الأزمة المالية العالمية وهي اجراءات وافقت عليها الحكومة القائمة بالأعمال كما وافق عليها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في مارس الماضي.
ومن جانبها، قالت وكالة الأنباء البريطانية (رويترز) ان كويتيات فزن بأربعة مقاعد في مجلس الامة الكويتي ليصبحن اولى النساء اللاتي يحققن ذلك في تاريخ الكويت فيما سيمثل ضربة للإسلاميين الذين يسيطرون على المجلس منذ فترة طويلة.
ويبلغ عدد الناخبين في الكويت 384790 شخصا وتمثل النساء اكثر من نصفهم ولكن نسبة الاقبال كانت ضعيفة في ظل شعور الناخبين بقلق من ان الانتخابات لن تفعل شيئا يذكر لانهاء مواجهة مستمرة منذ فترة طويلة بين البرلمان والحكومة ما تسبب في تعطيل الاصلاحات الاقتصادية.
وأما وكالة الانباء الفرنسية (إيه.اف.بي) فقالت «انه في الوقت الذي سجلت المرأة الكويتية انتصارا تاريخيا بفوزها بأربعة مقاعد تراجع الاسلاميون السنة بشكل ملحوظ بحسب نتائج الانتخابات التشريعية الكويتية التي أظهرت ايضا تحقيق الشيعة تقدما لافتا».
وأضافت «ان النتائج الرسمية من خمس دوائر انتخابية اظهرت ان المجموعتين الرئيسيتين بين الإسلاميين السنة تلقتا صفعة قوية مع خسارة معظم القاعدة التي كانتا تسيطران عليها في البرلمان المنحل».
وأشارت الى ان «التجمع السلفي الاسلامي» فاز بمقعدين مقابل أربعة مقاعد كانت تسيطر عليها في البرلمان السابق بينما فازت «الحركة الدستورية الاسلامية» المنبثقة عن الاخوان المسلمين بمقعد واحد مقارنة بثلاثة مقاعد في البرلمان السابق.
وبينت انه وفي المقابل فقد عزز الليبراليون حضورهم في البرلمان وفازوا بمقعد اضافي وباتوا يسيطرون على ثمانية مقاعد اما الشيعة فقد ضاعفوا تقريبا حضورهم وفازوا بتسعة مقاعد مقارنة بخمسة مقاعد في البرلمان المنحل.