- حصة الصباح: المعرض من المعارض الفريدة من نوعها وجاء نتيجة لجهود شارك بها الأطفال مع الدار استمرت ما يقرب من ثمانية أشهر
حمد العنزي
برعاية من وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود اقيم في دار الاثار الاسلامية مساء اول من امس حفل افتتاح معرض «في قديم الزمان.. كانت حديقة للحيوان» الذي يعد المعرض الاول الموجه للاطفال المنظم من قبل اقرانهم والذي يعرض مقتنيات مختارة من «مجموعة الصباح» باستخدام 114 تحفة فنية من مجموعة الصباح الاثرية بدار الاثار الاسلامية، إذ شكل الاطفال حديقة فنية تشكيلية رائعة بطريقة عكست تخيلهم لواقع تلك التحف التاريخي في العصر الاسلامي، واستخدم الأطفال خيالهم في ربط مقتنيات المجموعة من التحف التاريخية التي تحتوى صورا لحيوانات وتقديم شرح عنها وعن علاقتها بالانسان، فضلا عن ترتيبها وفق الشكل واللون والحجم مع مراعاة الحقبة الزمنية التي تمثلها كل تحفة.
وأعرب وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود في كلمة عقب المعرض الذي اقيم بحضور وزير الثقافة والإرشاد الايراني د. علي جنتي عن اعجابه بما قدمه الاطفال والناشئة من ابداع.
واعتبر ان العرض الثقافي الذي قدمه الاطفال «عمل فريد من نوعه» يعكس الرسالة الانسانية الراقية والدور الثقافي الرفيع لدار الاثار الاسلامية على المستويين المحلي والدولي.
وذكر ان دار الاثار مؤسسة ثقافية كويتية يشار لها بالبنان من خلال تقديمها لسلسلة من المعارض العالمية وأشهرها معرض «ذخيرة الدنيا» الذي طافت من خلاله بقاع المعمورة لنشر الحضارة الإسلامية وجمال فنونها.
واوضح الشيخ سلمان الحمود ان المعرض «الذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط» على ايدي الاطفال الذين قدموا عملا ثقافيا اشرفوا على اختيار تحفه الفنية ليؤكدوا من خلاله رسالة الكويت الثقافية والإنسانية السامية.
وذكر ان اشراك دار الاثار لمجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما في تنظيم المعرض الذي يحتوي على 114 قطعة اثرية من القرن الثاني الميلادي الى القرن الـ18 الميلادي يدل على الفلسفة والمنهج الجديد في صناعة وتنظيم المعارض الثقافية الخاصة بالطفل والناشئة.
وأضاف ان هذا النهج يأتي تعبيرا وترجمة لتوجيهات صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء من خلال تقديمهم كافة أنواع الدعم والاهتمام بهذه الفئة الغالية من أبناء الكويت لبناء جيل قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية في مسيرة نهضة المجتمع وتقدم الوطن.
وقال الشيخ سلمان الحمود ان التنشئة الصحيحة والنهل المستمر من القيم الإسلامية السمحة والتقاليد العربية الاصيلة والتاريخ العربي الإسلامي «يمثلان سياجا واقيا للوطن وتعزيزا للحمته وقوة اجتماعية تغرس اسس فكر سليم وتسامحا ومحبة في نفوس ابنائنا منذ نعومة اظفارهم».
وأضاف ان دار الاثار الإسلامية منذ انطلاقها قبل 30 عاما تقوم بهذا الدور المهم عبر احتضان الطفل والناشئ وتثقيفهم بتاريخهم الإسلامي من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية ومطبوعات متميزة لتوجد لديهم فكرا مضيئا وعقلا سليما.
واعتبر احتواء المعرض على قطع فنية إسلامية جاء بعضها من شرق بلاد فارس والدول المجاورة هو بيان تاريخي لتلك الحضارات التاريخية العريقة ولتأثير الإسلام الإيجابي عليها وعلى السلوك الإنساني وتعميق الانتماء الروحي تجاه رسالة الإسلام السمحة، ما يؤكد وحدة الثقافة والفنون الإسلامية في حياة الأمم والشعوب.
من جانبها، اكدت المشرف العام لدار الاثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح ان هذا المعرض من المعارض المهمة والفريدة من نوعها وجاء نتيجة لجهود شارك بها الاطفال مع الدار استمرت ما يقرب من ثمانية اشهر.
واشارت الى ان معرض «في قديم الزمان.. كانت حديقة للحيوان» هو من صنع هؤلاء الاطفال وابتكارهم، اذ اسهمت حركتهم الدائمة اثناء تخطيطهم ومناقشتهم واختيارهم وتخيلهم «في اظهار هذا المعرض بهذه الصورة الرائعة، فإبداعهم كان واضحا للحضور والزائرين».