نساء الكويت دائما ما انطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، كم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزير بلا حقيبة. رغبة في إلقاء الضوء على مثل هذه التجارب الناجحة والبناءة، ومن أجل وضع نموذج يحتذى امام فتيات كويت اليوم حتى يقتدين بهن في حياتهن فيما يتعلق بالتعليم والعمل وسائر دروب النجاح، كانت هذه الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة متخصصة نتعرف من خلالها على
رائدات ومختلفات ومميزات، كل في مجالها، قامت كل واحدة منهن مقام وزير دون ان تحمل حقيبة، وساهمت بعملها، بعلمها، بتميزها، أو بنشاطها في خدمة بلدها الكويت، بل ساهمت في تغيير المجتمع إلى الافضل.
نستعرض خلال هذه الصفحة أحاديث سيدات مميزات يروين تجاربهن الخاصة، على شكل تاريخ مختصر لقصة تميز بطلتها امرأة مميزة جدا.
دانيا شومان
-
المجتمع الكويتي مازال غير مستوعب بشكل كامل الحقوق السياسية للمرأة
-
الوظيفة الحكومية تمثل الأمن والاستقرار لكثير من الخريجين إلا أنها تجعلك مقيداً بحدود وطرق لا يمكن تجاوزها
-
بالرغم من أن المرأة تمثل 52% من مجموع الناخبين إلا أنها ما زالت تبحث عن دور لها في الحياة السياسية
-
تجربة توزير المرأة لم تصدر عن قناعة كافية من الحكومة ولم تمنح المرأة الفرصة كاملة في هذا المجال
-
مهنة المحاماة تحتاج إلى صبر وجلد شديد للاستمرار فيها لما يترتب عليها من ضغوط واضطرابات ومتطلبات مادية واجتماعية
المحامية خلود الأنصاري استطاعت وفي فترة قياسية ان تصنع لنفسها اسما بارزا في عالم المحاماة في الكويت، وعن سر نجاحها السريع تقول الانصاري: «مهنة المحاماة من المهن التي تحتاج الى صبر وجلد شديد للاستمرار فيها لما يترتب عليها من ضغوط واضطرابات ومتطلبات مادية واجتماعية، وسرعة دخول المجال مساهم رئيسي في نجاحي كمحامية، وكذلك الدعم الصادر من الأسرة ومشاركتهم في تحمل الضغوط النفسية والمادية على حد سواء».
تعتبر ان خوضها مجال المحاماة الحرة تجربة ومغامرة واثباتا للذات وفرصة للبحث والتميز والابتكار. ترفض التخصص في المحاماة وتقول مبررة ذلك: «المحامي هو صوت القانون الناطق بكل المجالات فكيف يمكننا ان نصيغ خطابا قويا ومتكاملا اذا تخصصنا في مجال دون غيره، إضافة الى كون الواقع العلمي للقضايا المتداولة في المحاكم ينتج عنه التشعب والدخول في اكثر من مجال لنفس الأطراف وذلك يتطلب من المحامي ان يكون ملما بأكثر المجالات القانونية».
مهنة المحاماة مهنة شاقة.. كيف قررت خوض غمار هذه المهنة؟
٭ بعد ان تخرجت في كلية الحقوق قمت بدخول غمار هذه المهنة لرغبتي في تجربة شعور المحامي في دفاعه عن الحق وما لها من سلطة تساعد بها المظلوم، وبعد فترة وجيزة وجدت ما كنت ابحث عنه من مجال عمل غير محدود يتيح للإنسان فرصة للإبداع والبحث والابتكار.
كثير من خريجات الحقوق يطلبن العمل في الوظائف القانونية الحكومية.. لم خالفت التوجه العام وافتتحت مكتب محاماة.. أليست هذه مغامرة؟
٭ لا شك في ان الوظيفة الحكومية تمثل الامن والاستقرار لكثير من الخريجين سواء كانوا ذكورا او اناثا، غير ان طبيعة الوظيفة الحكومية تجعلك مقيدا بحدود وطرق لا يمكن تجاوزها ما يحد من طموح وابداعات الشخص وهذا ما لم ارغب فيه، وتقبلت طبيعة المهنة بصعابها وجمالها وطموحها اللامحدود، ولكل انسان طموح مغامرة يجب عليه خوضها.
استطعت وخلال فترة قياسية ان تضعي لنفسك اسما بارزا بين مئات المحامين.. كيف وصلت الى هذا النجاح السريع؟
٭ مهنة المحاماة من المهن التي تحتاج الى صبر وجلد شديد للاستمرار فيها لما يترتب عليها من ضغوط واضطرابات ومتطلبات مادية واجتماعية، وسرعة دخول المجال مساهم رئيسي في نجاحي كمحامية، وكذلك الدعم الصادر من الاسرة ومشاركتهم في تحمل الضغوط النفسية والمادية على حد سواء.
ترفضين التخصص في المحاماة ام تؤيدينه؟
٭ ارفض التخصص في مجال المحاماة بشدة، لأن المحامي هو صوت القانون الناطق بكل المجالات فكيف يمكننا ان نصيغ خطابا قويا ومتكاملا اذا تخصصنا في مجال دون غيره، إضافة الى كون الواقع العلمي للقضايا المتداولة في المحاكم ينتج عنه التشعب والدخول في اكثر من مجال لنفس الأطراف وذلك يتطلب من المحامي ان يكون ملما بأكثر العلوم التي من الممكن ان يستفاد منها.
رغم حضورك الطيب كمحامية الا انك لم تفكري في خوض الانتخابات البرلمانية... فلماذا؟
٭ فكرة الدخول في المضمار الانتخابي تحتاج الى الكثير من الترتيبات والتخطيط بالإضافة الى ان المجتمع الكويتي مازال غير مستوعب بشكل كامل للحقوق السياسية للمرأة.
ما رأيك بتجربة المرأة الكويتية في البرلمان؟
٭ حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية كاملة عام 2005 اذ كانت قبل هذا التاريخ محرومة من المشاركة في الاقتراع والترشح في مجلس الامة.
وكان البرلمان الكويتي في عام 2005 قد لاقى الكثير من الاعتراضات سواء داخل المجلس او خارجه على منح المرأة حقوقها السياسية بمقولة ان حقوق المرأة في بيتها.
ومن إقرار حق المرأة في ذلك الوقت أصبحت لها المشاركة في الحياة السياسية من خلال المشاركة في الاقتراع والترشح لمجلس الأمة.
وقد بدأت المشاركة الفعلية للمرأة في انتخابات مجلس الأمة عام 2009 وحصلت المرأة على أربعة مقاعد للمرة الأولى، بينما غابت المرأة عن برلمان فبراير 2012 المبطل بحكم المحكمة الدستورية العليا. وعادت المرأة مرة أخرى في برلمان ديسمبر 2012 وحصلت على ثلاثة مقاعد.
وبرأيك لم حصلت المرأة الكويتية في تجربتها الاولى على 4 مقاعد بينما آخر مجلس لا توجد فيه امرأة واحدة... فما السبب يا ترى؟
بالرغم من ان المرأة الكويتية تمثل 52% من مجموع الناخبين الا انه ما زالت تبحث عن دور لها في الحياة السياسية، وذلك لما يتسم به المجتمع الكويتي من اعتقاد بأن الرجل اقدر على توصيل الرسالة من المرأة وهو ما توارثناه من تقاليد وعادات. حتى ان ذلك الاعتقاد شائع لدى المرأة التي لا تثق في نظيرتها.
ولا يمكن الحكم على التجربة النسائية لقصر المدة التي شاركت فيها في الحياة السياسية بالإضافة الى طبيعة العمل الفردي داخل المجلس واعتماد البعض على الخدمات دون النظر الى الدور الأساسي للنائب عن الشعب.
ما رأيك في تجربة توزير المرأة؟
٭ من وجهة نظري فإن تجربة توزير المرأة لم تصدر عن قناعة كافية من الحكومة ولم تمنح المرأة الفرصة كاملة في هذا المجال، وإنما كانت تجربة شغل المرأة للوزارة لاثبات المشاركة السياسية للمرأة بعد المطالبات المتعددة لهذه الحقوق، ولم تمنح المرأة الفترة الكافية لاثبات جدارتها بالحقيبة الوزارية.
ماذا لو عرضت عليك الحقيبة الوزارية فأي وزارة ستختارين؟
٭ وزارة التربية، فهي ذات أهمية كبيرة في اي دولة اذ انها تمثل المستقبل حيث انها تصنع رجال ونساء الغد، فان تم بناؤهم على أسس سليمة وصحيحة فسينهض المجتمع وتستفيد الدولة.
وما اول قرار ستتخذينه في حال توليك الحقيبة الوزارية؟
٭ في حالة اذا أسندت لي حقيبة وزارية فإن من أول الأمور التي سأقوم باتخاذها الاستعانة بأهل التخصص والخبرة لمواجهة التخبط في المناهج الذي اصبح عبئا على الطالب والمدرس على حد سواء والسعي للارتقاء بمستوى المدارس الحكومية وجعلها على مستوى التطلعات مما يخفف العبء عن الأهالي ويقلل من لجوئهم الى المدارس الخاصة لتوفير مستوى تعليمي مناسب.
وراء كل رجل عظيم امرأة... والعكس صحيح من يقف وراء نجاحك؟
٭ هنالك العديد من الأشخاص الذين ساهموا في نجاحي والحمد لله، ولا يمكنني من خلال هذه الوقفة الا ان اخص شخصين عظيمين في حياتي وهما والدتي وزوجي فقد بذلا جهدا كبيرا في دعمي وتطور مسيرتي.
يصادف بعد غد اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، هل تعتقدين ان هناك عنفا يمارس ضد النساء حاليا؟
٭ في عام 1999 اعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 من نوفمبر من كل عام يوما للقضاء على العنف ضد المرأة سواء كان قانونيا أو عمليا أو جنسيا، حيث دعت الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية وغير الحكومية الى نشر الوعي الاجتماعي والقانوني حول هذه المشكلة حيث إن العنف ضد المرأة يمثل وباء في كل المجتمعات وجميع المجالات، وفي ذلك محاولة لتحقيق المساواة بين الجنسين، ما يحقق التطور والتقدم والرقي.
لماذا تم تخصيص يوم 25 نوفمبر من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة؟
٭ يرجع ذلك إلى عام 1960 عندما تمت عملية اغتيال وحشية لـ 3 شقيقات، وهناك الأخوات ميرابال في جمهورية الدومينيكان بأوامر من ديكتاتور الدومينيكان، وذلك لأنهم اعترضوا على النظام السياسي الديكتاتوري.
كلمة أخيرة؟
أتمنى ان تصبح مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية أكثر فعالية وقوة وذات اثر فعال في المجتمع وليست مشاركة صورية. فهي نصف المجتمع، وأتمنى لبلادي دوام الاستقرار والأمان.
للتواصل مع الصفحة
«وزيرات بلا حقيبة» صفحة أسبوعية تستضيف فيها إحدى السيدات اللائي يعتبرن نجوما فوق العادة، ممن لهن بصمات واضحة في خدمة مجتمعهن.
للتواصل: [email protected]