محمد هلال الخالدي
عبر عدد من الاكاديميين الكويتيين عن تفاؤلهم بالمرحلة القادمة نظرا للتغيير الكبير الذي شهدته انتخابات مجلس الأمة الأخيرة خاصة بدخول أربع نساء من ذوي الكفاءة، كما اشادوا بتجديد الثقة بسمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا للوزراء، وتمنوا عبر «الأنباء» ان تتشكل الحكومة السادسة لسموه وفقا لمبدأ الكفاءة فقط بعيدا عن المحاصصة السياسية التي لم تجلب للبلاد سوى الجمود والتأزيم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية قال د.نبيل القلاف لابد ان يكون الاختيار على أساس الكفاءة وحدها، حيث ان الشعب الكويتي كله يتطلع اليوم الى نتائج تشكيل الحكومة الجديدة ويتطلع إلى أن تكون حكومة قوية بعيدة عن المحسوبيات والمحاصصة التي جربناها وشاهدنا نتائجها السلبية، وأضاف د.القلاف أن حسن اختيار الوزراء ليس كافيا للنهوض بالبلاد من عثرتها ودفع عجلة التنمية والاصلاح فلابد ان تلتزم الحكومة بوضع برنامج عمل أيضا، ففي ظل غياب برنامج عمل واضح ومتفق عليه لن يستطيع اي وزير مهما كان جيدا ان يحقق اي انجاز، كما ان وجود برنامج عمل للحكومة يقنن عملية المساءلة الدستورية التي ستكون محصورة ضمن نطاق هذا البرنامج بعد ذلك. وتابع القلاف بالقول: إنني متفائل بالمرحلة القادمة واعتقد ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يستحق أن نقف معه وندعم توجهاته ولكن ضمن شروط تشكيل الحكومة الجيدة واهمها الاختيار بناء على الكفاءة ووجود برنامج عمل للحكومة.
دستور جديد
وبدوره قال رئيس حزب الأمة د.عواد الظفيري إن مبدأ اختيار أعضاء الحكومة الجديدة يجب أن ينطلق من المبدأ الاسلامي العظيم «إن خير من استأجرت القوي الأمين» حيث ان المقصود بالقوي الأمين هو صاحب الكفاءة الذي يتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل وأمام الشعب، فهذا المعيار هو المعيار الأساسي بعيدا عن المحاصصة او الترضية التي لا تأتي بوزراء أقوياء، وأضاف: يجب ان يبتعد وزراء التأزيم وخاصة ممن يتشبثون بكرسي الوزارة على الرغم من كثرة الاخطاء وتكرارها والتي وصلت إلى حد كبير جدا، فالحقيقة ان مشكلتنا هي وجود وزراء تأزيم وليس نواب تأزيم. ولفت إلى أن الشعب الكويتي يتطلع الى حكومة قادرة على الإنجاز والعمل على زيادة الحريات الدستورية وتتعاون مع مجلس الأمة لإنجاز قانون اشهار الأحزاب السياسية وجعل الكويت دائرة انتخابية واحدة حتى نقضي على السلبيات التي باتت تحدث في كل انتخابات ومنها العزف النشاز على وتر التفرقة الطائفية والمناطقية، بل ان الوقت قد حان لأن يكون لدينا دستور جديد حيث ان تعطل مسيرة التنمية والبناء أحد أسبابه جمود مواد الدستور الحالي والتي أدت بدورها الى عدم الاستقرار السياسي الذي لمسناه خلال السنوات القليلة الماضية، ومن مظاهره الحل المتكرر لمجلس الأمة وخلق شعور مصطنع ومعاد للديموقراطية في الوقت الذي يجب ان يفتخر فيه الشعب الكويتي بمسيرته الديموقراطية، وختم د.الظفيري بالتأكيد على ضرورة تفعيل دور ديوان المحاسبة نظرا لأهمية المرحلة التي تعيشها الكويت ومن اجل ضمان الشفافية والالتزام بالقانون.
رد التحية
مساعد العميد للشؤون الطلابية بجامعة الكويت وأستاذ التاريخ د.عبدالله الهاجري اكد بدوره على أهمية المرحلة المقبلة وقال لا شك في ان الحكومة السادسة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ستكون محل اهتمام من الجميع خاصة انها تأتي بعد الانتخابات الأخيرة التي غيرت من تشكيلة مجلس الأمة وأتت بتشكيلة جديدة تتناسب مع دعوة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الذي قال للمواطنين «أعينوني وأحسنوا الاختيار»، واضاف ان الشارع الكويتي يتوقع من الشيخ ناصر المحمد ان يرد التحية بأحسن منها من خلال حسن اختيار وزراء على قدر المسؤولية، وأكمل د.الهاجري لابد من تطعيم الحكومة الجديدة بوزراء تكنوقراط للوزارات الفنية، كما اتمنى ان تضم مجموعة من ممثلي التيارات السياسية لتحظى بالدعم المطلوب داخل البرلمان، وأجزم بأن ما تمر به الكويت حاليا هو مرحلة ما قبل الأحزاب وعليه فالحكومة يجب ان تحصل على غطاء برلماني لكي تتمكن من الاستمرار.
كاريزما
أما المرشح السابق لمجلس الأمة وعضو هيئة التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.عبدالواحد الخلفان فقال بداية نهنئ سمو الشيخ ناصر المحمد بتجديد ثقة صاحب السمو الأمير به ونقول له لا شك في ان سموك تدرك خطورة المرحلة الحالية وأهميتها وتدرك تماما ما الذي جلبته علينا الحكومات السابقة والتي جاءت من أجل ارضاء التيارات السياسية وليس بناء على الكفاءة، وأكمل الخلفان انني اعتقد ان من الصعوبة القول بحكومة بعيدا عن المحاصصة السياسية ولكن اذا كان الواقع السياسي الكويتي يفرض المحاصصة فعلى الأقل يجب ان يتم اختيار الأكفأ من بين الموجودين، فالكويت بحاجة الى وزير قوي صاحب رؤية وملم بقضايا وزارته وقادر على طرح أفكار ورؤى ومشاريع والدفاع عنها ومواجهة أعضاء مجلس الأمة، وقال ان الحكومات السابقة لم تساعد الشيخ ناصر المحمد بسبب ضعف أعضائها الذين لم يكونوا قادرين على الإنجاز او المواجهة، وأكمل د.الخلفان ان المطلوب هو وزير كفؤ ولا يهم ان تكون الأسماء مشهورة ومعروفة فالمبدأ يجب ان يكون على أساس الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية والعمل بنزاهة وأمانة، الكويت تحتاج الى وزير كاريزما يستطيع ان ينجز ويدافع عن الحكومة ويقدم الحلول ويعالج المشكلات ويتعاون مع المجلس لتحقيق النهضة المنشودة.