بيان عاكوم
«ليس من المفروض ان يكون لبنان ممرا ولا مستقرا لأي اجنبي لأن لبنان للبنانيين»، هذا ما بدأ به قائد الجيش العماد جان قهوجي كلامه خلال حفل الغداء الذي نظمه على شرفه مجلس الرعية المارونية في قاعة الشيخة سلوى الصباح اول من امس.بحضور المطران والسفير البابوي في الكويت والخليج العربي منجد الهاشم والسفير اللبناني د.بسام النعماني وحشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية.
وتابع قهوجي ما كان بدأ به راعي الكنيسة المارونية الأب يوسف فخري عن ملوك الارض الذين غزوا لبنان وكما قال «ولوا اليوم الى مزبلة التاريخ ولم تبق منهم إلا لوحات نقشت على صخور نهر الكلب تخلد همجيتهم»، حيث اضاف قهوجي على هذا الكلام بالقول: كل غاز دخل لبنان وضع ختما على صخور نهر الكلب وقال اني مررت، ولكنه نسي عند خروجه ان يضع ختما آخر ويقول «اني انزعبت».واكد قهوجي للبنانيين ان لبنان سيبقى ويستمر بقوته وسيتحسن ولا احد يستطيع ان يمحوه من على خريطة التاريخ.
وتمنى قهوجي ان توعي صخور نهر الكلب اللبنانيين والا ينظروا الى الخارج وانما يحافظون على وطنهم.ووصف الوضع السياسي بالأفضل خصوصا بعد الانتخابات، وقال «كنت قد طلبت من السياسيين تخفيض الخطاب السياسي حتى نرتاح كعسكريين، وترتيب وضعنا في التجهيز والتدريب، وأضيف على ذلك إراحة الشعب اللبناني لأن الخطاب السياسي كلما علا يؤدي إلى اثارة الشعب وكلما انخفض تنخفض الإثارة وتتحسن الأوضاع.
وقال للجالية: لدينا موسم صيفي واعد وتستطيعون التصييف في لبنان ولكن يجب ان تعودوا الى الكويت لأنها وطنكم كما لبنان لأن البلد الذي يدعكم تعيشون يعتبر وطنا كاملا.وأكد للجالية ان الوضع الأمني مستقر اقله على المدى المنظور، وقال: «لا يعني ذلك انه سيتعطل فيما بعد» متمنيا ان يستمر، كما تمنى ان يتحقق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مشيرا الى انه لديه قناعة بان الأمن مترابط ولا يمكن تجزيئه.
مؤامرات ملوك الأرض
ومن جهته، قال راعي الكنيسة المارونية الأب يوسف فخري «منذ فجر التاريخ ولبنان يعاني ويلات مؤامرات ملوك الأرض عليه».
منذ فجر التاريخ ولبنان يعاني ويلات مؤامرات ملوك الأرض عليه وغزواتهم وطمعهم في ارضه وميراثه وخيراته، من كلدانيين وبابليين وآشوريين وفرس ويونانيين ورومانيين وعثمانيين وغيرهم من الغزاة.. هم ولوا الى مزبلة التاريخ دون عودة، ولم يبق من ذكراهم وايامهم السود إلا لوحات نقشت على صخور نهر الكلب تخلد همجيتهم وكل ما مر الزمان من هناك يقهقه عليها ويهز برأسه مستهزئا ويسير الى ابديته وهو يقول لغزاة الامس: يا حيف! يا حيف! يا اصحاب المركبات والخيل والعساكر الجرارة والسيوف والرماح كيف حُطّم جبروتكم على صخور الارز وقدر لكم الموت والتلاشي وقيد للبنان البقاء والمجد والخلود، نعم يا أرباب الزمان لبنان باق لأنه اقوى من ملوك الارض ومؤامراتهم انه اقوى من الموت، فهو لا يُبلع ومن اراد ان يبلعه فليسأل التاريخ، لقد كان دوما حسكة حادة وقاتلة في حلق مغتصبيه وغزاته، فلبنان وقف الله على الارض، ومن يطمع بالوقف كما نقول في المثل الشعبي: لا يبقى على خميرته طحين!
واضاف فخري: لبنان باق ابدا بفضل الله خالقه وحارسه بفضل دم شهدائه البواسل وابنائه الميامين، بفضل ارادة شعبه الأبي بفضل جيشه وقادته المقدامين وقيادتهم الحكيمة، بفضل قائده العماد جان قهوجي مفخرة الجيش ولبنان، بفضل الصامد الاكبر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، حفظه الله ورعاه، بفضل كل الاشقاء والاصدقاء الشرفاء، لاسيما الكويت الشقيقة، وعلى رأسها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وولي العهد سمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد، وكل الرسميين والمدنيين في هذا البلد المضياف.وقال لأبناء الجالية اللبنانية في الكويت انتم مفخرة لبنان ورايته لبنان والعالم اجمع يعتز بشهامتكم، ونزاهتكم وابداعكم وتفوقكم وتضامنكم مع بعضكم البعض، فبكل حب واخلاص، ادعوكم ان نتوحد جميعا تحت راية لبنان الواحدة الممثلة بسعادة الاستاذ الدكتور بسام النعماني السفير اللبناني لدى الكويت المحترم.
وختم بالقول: ولسعادة العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني المحترم نقول: نحن معكم قلبا وقالبا فالوطن الحبيب امانة ثمينة بين ايديكم وحين يتطاول المتآمرون على الوطن: ارعهم بعصا من حديد وكإناء من خزف حطمهم.
إيجابيات واسعة
من جهته، ألقى المهندس جوزيف اسطفان كلمة المجلس الماروني وبعد توجيه شكره للكويت وايضا للرئيس اللبناني ميشال سليمان رأى انه بعد الانتخابات في لبنان برزت ايجابيات واسعة من كل الاطراف متمنيا ان تستمر لحماية لبنان من المخاطر خصوصا انه تجاوره دولة عدوة وهي اسرائيل.
وهنأ اسطفان الجيش اللبناني والقوى الأمنية على الإنجازات التي حققتها من خلال كشف العملاء، شادا على أيديهم لمتابعة كشف اي شخص يعمل لصالح قوى خارجية لا تريد الخير للبنان.
حلقات توعية وحوار
وأضاف اسطفان: نريد ان يتحول الأمن الى امان سياسي اجتماعي اقتصادي وتتحقق المصالحات الجدية بين المسؤولين والشعب الذي تعبوا من التعبئة والشحن والممارسات الطائفية والمذهبية، مشيرا الى ان ذلك يتحقق بإقامة حلقات توعية وحوار بين كل اللبنانيين.
وعبر عن ألمه ان يصادف اليوم (اول من امس) الافراح عن قاتل الملازم اول الطيار الشهيد سامر حنا، معتبرا انه بامتياز شهيد الدولة اللبنانية.
وتحدث اسطفان عن المغتربين وقال: في خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان ركّز على الاغتراب اللبناني ونحن نناشد المسؤولين المساعدة الجدية لتنفيذ هذا الطلب، مبينا استعداد الجالية للمساهمة بكل ما تملكه من إمكانيات.
وزاد «اللبنانيون اختاروا نوابهم على اساس الطهارة والمعرفة، مشيرا الى انه ليس صحيح ما يشاع ان السياسي عليه ان يكذب حتى ينجح وانما يعيش الحقيقة والصدق».
وختم بالقول: «على السياسي ان يعرف مصلحة البلد الحقيقية وعلى قدر خدمته لمصلحة الوطن العليا يحقق الراحة للمواطن».