دارين العلي
ملفات عديدة وشائكة تنتظر المدير العام الجديد للهيئة العامة للبيئة د.صلاح المضحي الذي اعتمد مرسوم تعيينه امس الاول من قبل مجلس الوزراء ما يلقي على عاتقه مسؤولية للتعامل معها وهي عالقة منذ سنوات طويلة ماضية بدءا من قانون البيئة ومرورا بالتعامل مع النفايات المتزايدة وصولا الى تلوث الهواء والوعي البيئي.
ماذا ينتظر المدير الجديد؟ سؤال طرحته «الأنباء» على بعض الناشطين والمهتمين بالقضايا البيئية وكان الاجماع ان أبرز ما يجب التعامل معه هو حل أزمة النفايات والدفع باتجاه اقرار القانون البيئي وهذا يتطلب عملا جماعيا وتعاونا بين جهات الدولة المختلفة.
مدير عام الهيئة العامة للبيئة السابق د.محمد الصرعاوي تمنى التوفيق للمدير الجديد د.صلاح المضحي مهنئا إياه على تعيينه في المنصب، متمنيا على مديري الإدارات في الهيئة التعامل معه وتقديم كل التسهيلات التي يطلبها وكذلك من الوكلاء المساعدين في وزارات الدولة المعنية بالشأن البيئي وحثهم على تقديم العون للهيئة العامة للبيئة ولمديرها في الملفات المتعلقة بها، لافتا الى اهمية وجود مكاتب عمل بيئية في الوزارات بهدف الاهتمام بالملفات البيئية.
قانون البيئة
وأكد الصرعاوي ان أولى القضايا التي يجب ان يتعامل معها المضحي بجدية هي الدفع باتجاه إقرار قانون البيئة الذي مازال عالقا في مجلس الأمة منذ 6 سنوات لذلك يجب التحرك باتجاه إقرار هذا القانون تحت عنوان قانون الهيئة العامة للبيئة.
اللائحة التنفيذية
ملف آخر غاية في الأهمية أشار اليه الصرعاوي حول ما يتعلق بالنفايات الصناعية التي تسبب مشكلة كبيرة للبلاد وهو ملف بحاجة الى التعامل معه بكل دقة وكذلك التخلص من مشكلة النفايات السكانية، وذلك بالتعاون مع وزير البلدية من اجل ايجاد حلول ناجعة لهذا الملف.تطوير اللائحة التنفيذية رقم 2001/210 ايضا من ابرز الملفات التي اشار اليها الصرعاوي حيث تم إصدارها منذ 8 سنوات ولم يجر اي تعديل عليها رغم انها تنص على مراجعتها بعد 5 سنوات من اقرارها نظرا لأهميتها كونها مرتبطة بكل مخرجات البلد البيئية.
ولفت الصرعاوي ايضا لضرورة التعامل مع ملوثات الهواء في المنطقة الجنوبية وبالاخص الناتجة عن المصانع الخاصة ومصافي البترول وكذلك التعامل مع مخارج الطوارئ التي تصب في جون الكويت لانها تلوث البيئة البحرية، وكذلك التعامل مع مجرور الغزالي الذي تخرج منه مواد خطرة تؤثر على البيئة بشكل عام وبحاجة الى التعامل معه بكل حذر.
تفعيل الضبطية القضائية في القضايا التي يجب التعامل معها بالنسبة للصرعاوي يجب اعطاء العاملين عليها حوافز مادية لكي يقوموا بعملهم على اكمل وجه.
المناهج التربوية
واضاف يجب الاهتمام بالمناهج التربوية فيما يتعلق بالبيئة وعلى المدير الجديد الاستفادة من البرامج المعروضة من الفرق اليابانية من طريق اللجنة البيئة اليابانية الكويتية المشتركة بهدف تطوير نظم التعليم البيئي وادراج المفاهيم البيئية في المناهج التربوية بالاضافة الى توسيع المحميات وخصوصا في الجزر.
بدوره بارك رئيس المجلس العربي الاوروبي للبيئة د.صالح المزيني للمدير الجديد متمنيا التوفيق له في ادارة العمل البيئي، لافتا الى انه واضافة الى تحريك قضية اقرار القانون البيئي في مجلس الامة فإن ابرز ما يجب العمل عليه هو ادارة المخلفات الصلبة لانها من ابرز المشاكل التي تواجه العمل البيئي في البلاد وتهدد المصلحة البيئية للبلاد بسبب تزايد هذه النفايات وعدم وجود سياسات واضحة من قبل الحكومة وهذا ما يفرض وجود هذه السياسات من اجل ايجاد ادارة متكاملة وواضحة من الخطط التي يمكن تنفيذها في هذا الشأن.
ولفت المزيني ايضا الى انه على المدير الجديد مسؤولية الدفع باتجاه رفع الوعي البيئي الذي مازال دون المستوى المطلوب، لان تعزيز الوعي البيئي من شأنه ان يحل مشاكل بيئية متعددة، لافتا الى ان المطلوب تنفيذ برامج خاصة بالتوعية البيئية على المستوى الفردي وعلى مستوى الشركات، مؤكدا على اهمية تعزيز الجهات الرقابية وقدرات العاملين فيها بهدف مواكبة التطور في مجال الوعي البيئي.
كادر الموظفين
اما الباحث والاكاديمي في علوم البيئة د.مبارك العجمي فلفت الى ان القضايا المطروحة امام المدير الجديد للهيئة تنقسم الى مستويين داخلي وخارجي فعلى المستوى الداخلي يجب اولا العمل على اقرار كادر الموظفين في الهيئة ومساواتهم بالجهات الحكومية الاخرى والعمل على اعادة الهيبة للهيئة على المستويين الشعبي والاعلامي حيث ضاعت هوية الهيئة فلا هي جهة علمية ولا هي جهة بحثية بعد ان فقدت دورها المرسوم لها بالقانون 95/96.
الدراسات البيئية
واشار الى اهمية دعم المشاريع البيئية داخل وخارج الهيئة حيث ان الدراسات والمشاريع التطبيقية هامة لكل المجتمعات لحل المشاكل العالقة بالاضافة الى دعم وتأهيل الكفاءات العلمية والمهنية داخل الهيئة. واكد على اهمية عودة مشاريع التوعية والاعلام البيئي حيث رسم للهيئة في قانون انشائها دوران مهمان الاول بيئي علمي والآخر اعلامي تثقيفي، وذلك لتفعيل دور المشاركة الشعبية داخل اطياف المجتمع.
المستوى الخارجي
اما على المستوى الخارجي فرأى العجمي ان هناك خللا كبيرا في عمل الهيئة خلال الفترة الماضية مما انعكس على جميع الاعمال في ابعاد البيئة الثلاثة، البيئة البحرية والبيئة البرية والبيئة الهوائية. لذلك يرى العجمي انه يجب العمل على ايجاد حلول لمشاكل تلوث الهواء وتأهيل الكفاءات العلمية فلابد من حل مشكلة تلوث الهواء في ام الهيمان متسائلا، هل من المعقول ان تكون الكويت بهذه الوفرة المالية وتعجز عن حل مشكلة عمرها الآن اكثر من 30 عاما؟!
ولفت الى ضرورة العمل على ايجاد حلول لمشاكل البيئة البرية وخاصة التصحر وهو السبب الرئيسي في جميع ملوثات البيئة البرية وعلى رأسها التلوث بالغبار متسائلا عن الخطة لمكافحة التلوث الصحراوي حاليا، هذا عدا العمل على اعادة تأهيل البيئة البحرية والساحلية والعمل على دعم الشراكة العلمية والمهنية مع الجهات الحكومية الاخرى.