ناحت عليك القلوب والمُهجُ
ولا تزال الجفون تختلجُ
ضاقت حياةٌ علينا لا نزال بها
فهل لنا بعد ذاك الضيق مُفترجُ
قد بكّر القدَرُ القاسي فَرَّوعنا
فمالنا عن لقاء الهم مُنْعَرَجُ
يا غائبا بعد ان عمت فضائله
بين الأنام وفيها النور والوهَجُ
مازال بالخير مذكوراً بسيرته
كأنه في شغاف الناسِ ممتزجُ
يا جاسم الفضل والإنصاف ما برحت
أعمالك الغر مثل النور تعتلجُ
تَهدي محبيك مادامت، ويذكرها
عند التحدث عنها الناطق اللهجُ
من ذا يقوم بما قد قمت مقتدراً
لا يستكين ولا يدنو له حرجُ
مضيت في هذه الدنيا على سَنَنٍ
بالاستقامة لا ينتابُهُ عِوَجُ
تخوض كل غُمار في الحياة فلا
يردك الهول أو تمضي بك اللجَجُ
تقود بالعمل المضني أعنتها
إلى سبيل به يأتي لنا الفرجُ
فلم تقف حينما قام الحسود دُجىً
كما تُدَبر أفعالها الهَمَجُ
جاروا عليك وما جاريتهم أبداً
فخاب ما أملوا من فعلهم وَرَجُوا
قد قادهم شرهم للسوء قاطبة
وذاك نهجهم، يا سوء ما نهجوا
وقادك الخير للخير الذي غَرَسَتْ
آباء صدق مع الأيام قد درجوا
زال الظلام على رغم العِدا بِدَداً
وغادر الهم والتجريح والهرجُ
واستقبل الحق أهلُ الدار في فرح
وكل ليل له الإصباح ينبلجُ
****
يا راحلا غاب عنا لن يكون له
إلا الحضور مقيما ما مضت حِجَجُ
لك المودة منا والسلام على
قبر تقيم به، يعتاده الأرجُ
ورحمة الله أبقى ما يحيط به
قد فاز من كان للخيرات يَنْتَهجُ
بقلم: د.يعقوب يوسف الغنيم