الصغار أبنائي
كويت المحبة
نقرأ في هذا العدد قصة جميلة للكاتبة المتميزة أمل الرندي بعنوان: (الأخوان رايت/ الكويت)، تتناول قضية مهمة جدا تعبر عن الحب والألفة بين جميع الأطفال في الكويت، وتبين أهمية الابتعاد عن الفرقة، وتؤكد أن الكويت دائما واحدة، لا يفرقها شيء.
فليس هنالك أجمل ولا أنبل من الاتحاد بين أبناء الشعب الواحد، فالحب الذي يجمع بين الناس يجعل من الوطن حديقة غناء مليئة بالسلام والأمن والعطاء والمحبة.. وهذه هي الكويت التي تقدم كل يوم للعالم دروسا في الأمل والإنسانية والسلام.
وكم يحتاج العالم اليوم يا أصدقاء إلى إشاعة الاحترام والمحبة بين الناس والابتعاد عن القسوة والعنف، فالمحبة هي التي يجب أن تجمع بين البشر.
إن الكويت سباقة دائما في كل مجالات الحياة، سباقة إلى الخير حيث نشرت خيرها في كل العالم، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فالله سبحانه وتعالى وعد الخيرين بالخير، وقال في سورة الرحمن: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
للتواصل مع الصفحة يمكنكم مراسلتي على الإيميل: [email protected]
شاعر وبطل كويتي
فائق عبدالجليل
هو شاعر كويتي له العديد من الإصدارات الشعرية بالعامية والفصحى، وله قصائد غنائية، اسمه الحقيقي فائق محمد علي العياضي، ولد عام 1948، واشتهر باسم فائق عبدالجليل نسبة لخاله الذي تولى رعايته، وقد بدأ حياته رساما، ثم اتجه لكتابة الشعر واكتسب شهرة ومحبة واسعة.
وخلال فترة الاحتلال الغاشم للكويت عام 1990 رفض الشاعر الخروج من البلاد مع عائلته، وبقي وحيدا في منزله إلى أن تم أسره من قبل قوات الاحتلال في الثالث من يناير1991، بعد أن انكشف أمره بأنه كاتب ومنتج ومروج لأغنيات وطنية قصيرة تحث المواطنين على رفض الاحتلال، وتهتف بمواقف الرفض والاحتجاج.
وكان عبدالجليل يعتبر أشهر أسير كويتي لدى الاحتلال، وتم العثور على رفاته في أحد المقابر الجماعية للأسرى الكويتيين في العراق في منطقة بحيرة الرزازة قرب مدينة كربلاء، وتم دفنه في الكويت في عام 2006 بمقبرة الصليبخات بمراسم رسمية، ويعتبر أول شاعر كويتي شهيد في تاريخ الكويت منذ استقلالها عام 1961. رحمه الله رحمة واسعة.
إصدارات جديدة
اليوم الصحي المفتوح
- كتبها: د. طارق البكري
- رسمها: أحمد فايد
أعلنتْ مَدرستي أنَّ مجموعةً من الأطباءِ سَتزورُنا لتعريفِ الطلبةِ في يوم صحي مفتوح بأهم الأمراض التي تُصيبُ الإنسان وكيفية الوقاية منها، وقضيت نهاية الأسبوع كله وأنا أقرأ وأدون ملاحظات صحية مختلفة. وعندما جاء اليوم الموعود ذهبتُ مبكراً، فوجدتُ أنَّ الجميعَ قد سبقني بِحماسةٍ كبيرة.
اقتربتُ من طبيب شاب، وسمعته يقول لمجموعة من الطلبة: «إنَّ الوعي الصحي للفرد ضروري من أجل رفع المستوى الصحي للمجتمع، والحد من انتشار الأمراض».
وبعد أن استمعتُ إلى ملاحظاته المُهمَّة استأذنته وقلتُ: «إنَّ الثقافة الصحية تحقق الهدفَ بنشر المفاهيم الصحية السليمة في المُجتمع، وتعريف الناس بأخطار الأمراض، وإرشادهم إلى وسائل الوقاية منها، ويُستعان على ذلك بوسائل مختلفة، مثل هذا اللقاء وكذلك المُحاضرات وَالنَّدوات، والأفلام، والنَّشرات الصِّحية والكتيبات والصحف والمجلات وغيرها».
فرحَ الطبيبُ الشاب بكلمتي القصيرة، فبادرَ مصفقاً ومهنئاً. وكنتُ فخوراً جداً بنفسي وأنا أشاهد فرحة المدرسات بي، وسمعتُ بعضهن يقلن: «إنَّه إبراهيم.. تلميذي».
وأخبرتني المعلمة بأنَّ هناك طبيبة مختصة بالصحة العامة، اسمها الدكتورة بدور. وعلى الفور قصدنا مكانها فوجدنا بعض الطلبة متحلقين حولها، اقتربنا منها وانتظرنا دورنا ثم قالت الأستاذة باسمة: «هذا تلميذي إبراهيم وهو تلميذ مجتهد، ولديه بعض الأسئلة».
قالت: «أهلا بك يا إبراهيم وبكل الأسئلة المهمة.. هات ما لديك؟».
شكرتها وقلتُ: «مَا المقصود بِكلمة صحة؟».
ابتسمت وقالت: «هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، وليست مجرد غياب المرض أو العجز، وصحة الجسم تنتج بشكل أساسي عن ممارسة الرياضة لأنها تؤدي إلى زيادة تدفق الدم من القلب وإليه. أمّا اللياقة البدنية فهي نتيجة للممارسة الصحية الطبيعية، والتغذية السليمة، والراحة عند الحاجة. وتشيرُ الصحة العقلية إلى صحة الإنسان نفسياً وفكرياً».
وبعد ذلك توجهتُ نحوَ قاعة المَسرح حيث كان مسؤولُ التوعية الصحيِّة وخلفه شَاشةَ عرضٍ مكتوبٌ عليها بخط عريض: «فوائد اكتساب المعلومات الصحية».
وبادر المسؤول إلى القول: «إنَّ اكتسابِ المعلومات يقضي على حَواجز الجَهل والمفاهيم الخطأ، لكن مجردَ معرفة الصحة العامَّة ليسَ كافياً، ويجبُ أنْ يوفرَ التثقيف الصحي التجاربَ التعليمية.. والوقاية من العدوى تقلل وتحد من انتشارها».
سألته: «وكيفَ تنتقلُ العَدوى؟».
قال: «أحياناً يكونُ العاملونَ في مجال الرِّعايةِ الصحية همْ قنَاة انتشار هذهِ العَدوى؛ ويمكن أن تحدث في صالات السينما والطائرات والمدرسة... وَتروي إحدى المدرِّسات أنَّها قامت بِمراقبة طالبات مُصابات بالجدري المَائي في امتحانٍ خاصٍ بهن، وَبعد أيَّام ظهرت أعراض المرض على أولادها الصغار».
وَهنا رفعت يدي وسألته: «وكيف أحمي نفسي من العدوى يا دكتور؟».
ابتسمَ وقال: «أولى الوسائل غسل اليدين بطريقة سليمة للقضاء على معظم الميكروبات التي تنتقل إلى أجسادنا عن طريق اليد إلى الفم أو بلمس العينين أو الأنف. كما أنَّ على كلِّ فردٍ أنْ يَحرصَ على سَلامةِ جِهازه المَناعي ويزيد من فاعليته».
جِهازُ المَناعة
سَألهُ أحدُ الطلبة: «ومَا مَعنى الجهاز المناعي؟».
كنتُ قد دونت في كراستي معلومات حول هذا الموضوع، فاستأذنتُ الدكتور لكي أقرأ مَا كتبت، فقال لي: «تفضل، أنا مسرور لأنك تريد ذلك، لنستمعْ جميعاً».
صَعدتُ خشبة المسرح العالية وبدأت أقرأ بصوت مرتفع عبر مكبرات الصوت، وقلتُ:
«يتمتعُ كلُّ إنسانٍ بجهاز مناعي يَحميهِ من كثير من الأمراض، وَلجهاز المناعة أهمية خاصَّة في تعزيز قدرات الإنسان على مقاومة عدوى الأمراضِ النَّاجمة عن الفيروسات والبكتيريا والفطريات والديدان والطفيليات. كذلك له أهميته الحيوية في مقاومة الجسم لتأثيرات العوامل البيئية الضارة، كالإشعاعات والتلوث، وإذا تَعرضَ جهاز المناعةِ لأيِّ ضرر، فإنَّ الأمراضَ الميكروبية ستهاجم الجسمَ لتنهشَ في قِواه وسَلامة أعضائه».
وَهنا ضَجَّت قَاعة المَسرح كلها بالتصفيق، وقررت مديرةُ المدرسة أنْ تمنحني شهادةَ تقدير، وقرَّر الفريقُ الطبي إهدائي سَمَّاعة طبية حقيقية ودعوتي لزيارة كلية الطب تَشجيعاً لِي عَلى مَا جَمعته مِنْ مَعلومات. واليومَ أنَا سَعيدٌ جداً، فقد أصْبحتُ طَبيباً مُتخصِّصاً في الأمراضِ المُعدية، وَأدرِّس في الكلية نفسها التي جِئتها صغيراً، وَغالباً مَا أحدِّث طَلبتي عنْ ذلكَ اليوم الصِّحي المَفتوح.
٭ القصة (مختصرة)، وهي من إصدارات مجلة (التقدم العلمي) التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، عدد يوليو 2015.
حزايتنا
الأخوان «رايت» الكويت
قصة: أمل الرندي
نظمت إدارة المدرسة رحلة للمتفوقين في الصف السابع إلى بر الكويت في فصل الربيع، تكريما لهم على اجتهادهم وتميزهم الدراسي.
كانت الأجواء في البر ممتعة للطلاب، فتوافرت كل وسائل الترفية، من العاب رياضية والكترونية وأيضا جلسات السمر والتسلية.
أما الأنشطة فكانت جماعية شعارها «نعم.. نحن واحد» ليشارك فيها الجميع بروح الفريق الواحد.
سعد كثيرا الصديقان علي وعمر بانضمامهما لهذه الرحلة المتميزة، فكانا دائما متلازمين كعادتهما في كل مكان، لدرجة أن أصدقائهما أطلقوا عليهما «الأخوان رايت» نسبة إلى «اورفيلو ويلبر رايت» وهما الأخوان الأميركيان المخترعان لأول طائرة، كما انهما أول من قام بتجربة طيران ناجحة، في بداية القرن العشرين عام 1903.
رغم كل هذا الصداقة القوية والتصاقهما ببعض.. كانا يتفرقان في المسجد.
هذا ما انتبه له الأستاذ أحمد خلال السنوات السابقة لدراستهما.. وتمنى ألا يكون بينهما أي خلاف أو افتراق.
اليوم التالي كان بعنوان «رمز من بلادي» استضافت إدارة المدرسة شخصيات متميزة بعطائها وإبداعها في مجالات متنوعة كالرياضة والفن والأدب السياسة وفي مجالات كثيرة أخرى..
ثم بدأ كل ضيف يتحدث عن تجربته الناجحة في مجاله.
وقف أستاذ احمد وسأل الطلاب.. هل عرفتم سر نجاحهم؟
فبدأوا يجيبون إجابات متنوعة.. فمنهم من قال: الموهبة والثاني قال: الاجتهاد والمثابرة وآخر قال: تشجيع الأهل والاهتمام بهم.
ابتسم أستاذ احمد وقال أحسنتم إجاباتكم كلها صحيحة.. لكن هناك السبب الأهم
تحدث احد الضيوف وقال: هل تسمح لي أن أشارك طلابك النجباء.
فرد أستاذ احمد مسرعا: طبعا.. طبعا.. شيخ حسين.. يسعدنا مشاركتك.. فأنت من علماء الدين المعروفين برجاحة رأيهم ومرونتهم.
فنظر الشيخ حسين للطلاب وابتسم ثم قال: السبب الحقيقي لنجاح كل منا في مجاله.. حب هذه الأرض الطيبة، فالكويت تستاهل.
أما النجم الرياضي محمود فأضاف قائلا: نعم.. حب الوطن يحفزنا للعطاء والانجاز وبذل كل طاقتنا، في الملعب لا يفكر احد في نفسه بل نفكر جميعا في لحظة الفوز.. ورفع علم الكويت..
في هذه اللحظة رفع صوت الأذان لصلاة الجمعة، فدعا الشيخ حسين الجميع للصلاة في البر..
وقال بصوت كله حماس: هيا يا أبناء الكويت يا زهرة المستقبل، نصلي في بر أرضنا الطيبة، جنبا إلى جنب، فأرض الوطن مساجد للجميع سني وشيعي.. فكلنا أبناء وطن واحد.
نظر الأستاذ احمد إلى عمر وعلي وابتسم وهمس في نفسه قائلا: كم انا سعيد بهذا المشهد.. أتمنى دائما أن تجتمعا ولا تتفرقا.. فستكونان حقا متفوقين في العلم كالأخوان «رايت».
أضف إلى معلوماتك
الأوبئة والأمراض المعدية
حماية النفس من كل خطر مهمة أساسية مسؤول عنها كل فرد بلا استثناء، ومن كل النواحي الصحية، فالجسد للنفس مثل الوطن للمواطن، يحتاج إلى أسوار منيعة وسدود وأسلحة قوية.. وأسلحة الوطن تكون في جيشه «السور الحامي»، أما أسلحة الجسد فتكون في مناعته، وقيام كل شخص بحمايته من الأمراض، وبشكل خاص: الأوبئة والأمراض المعدية.. لدرء الأخطار عنه.
اهتمام الكويت بالصحة العامة
أولت الكويت الموضوع الصحي اهتماما بالغا، وخصصت الكثير من المال والجهد من أجل تطوير خدماتها الطبية، لصالح كل الأفراد القاطنين في الدولة من مواطنين ومقيمين، ليحظى الجميع بأفضل عناية صحية ممكنة.. ومن المعلوم أن وزارة الصحة الكويتية تحرص على تقديم كل مقومات الرعاية الصحية الملبية لاحتياجات الأفراد، وتسعى لأن تكون الأفضل على مستوى العالم في كل خدماتها.
ما المقصود بكلمة «صحة»؟
الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا، وليس مجرد غياب المرض أو العجز. وهذا التعريف، تم التصديق عليه خلال جمعية الصحة العالمية الأولى في عام 1948 ولم يعدل منذ ذلك التاريخ.
هل يمكن حمل العدوى دون أعراض؟
هذا بات أمرا مؤكد، بل ان كثيرا من المرضى ـ كما تقول منظمة الصحة العالمية ـ قد يحملون (ميكروبات) ولا تظهر عليهم أي علامات أو أعراض واضحة تدل على العدوى، وقد ينقلونها إلى غيرهم.
الأمراض المعدية
الأمراض المعدية أمراض يمكن انتقالها من شخص لآخر بوسيلة ما وتسبب هذه الأمراض أنواعا مختلفة من الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات، وتسمى مسبب المرض، فإذا دخل الجسم نوع من هذه المسببات فإنه يأخذ في التوالد والتكاثر إلى أن يتغلب على الإنسان، فتظهر عليه الأعراض المرضية الخاصة بهذا المسبب.
طرق العدوى
1 ـ الجهاز التنفسي: يدخل الميكروب عن هذا الطريق للجسم السليم مع التنفس وذلك عن طريق الرذاذ وهذا يحدث في التهاب المسالك التنفسية العلوية ـ الإنفلونزا ـ الالتهاب الرئوي ـ الحصبة ـ النكاف ـ السعال الديكي ـ الدفتيريا.
2 ـ الجهاز الهضمي: يدخل الميكروب مع الطعام أو الشراب الملوث كما يحدث في الكوليرا والتيفوئيد وشلل الأطفال.
3 ـ الجلد: تخترق الجراثيم الجلد ويحدث المرض كما في الملاريا أو من الجروح كما في التيتانوس.
4 ـ الدم: يدخل الميكروب عن طريق الدم الملوث، كما يحدث في الالتهاب الكبدي الفيروسي «ب» و «ج» ومرض نقص المناعة (الإيدز).
لقاء مع أديب
أحمد بن سعيد خادم الأطفال: كتابة حكاية واحدة تستغرق سنوات عديدة
حاورته: الطفلة ابتسام فاضي
الطفلة المغربية ابتسام فاضي (13 سنة)، من إعدادية باستور في مدينة وجدة التقت الكاتب القصصي والمسرحي المغربي الشهير أحمد بن سعيد الذي يعتبر نفسه «خادما للأطفال»، وكان حوارا شيقا شاملا عن أدب الأطفال من حيث التعريف والتأليف والقراءات المختلفة المتنوعة، وفيما يلي نص الحوار:
|
الكاتب القصصي والمسرحي المغربي أحمد بن سعيد . |
|
..ومع بعض الأطفال . |
أستاذ أحمد كيف تصف «كاتب أطفال»؟
٭ «كاتب كتب الأطفال» هو كل كاتب وهب جهده وقلمه، وكتاباته المختلفة من قصص وحكايات ومسرحيات وأشعار.. لعالم الأطفال. ومن الكتاب من ينجح في التواصل مع الأطفال في مختلف أعمارهم، ومنهم من يتقن الكتابة للصغار جدا، ومنهم من يتقن الكتابة للأطفال اليافعين.. وهكذا.
نريد منك ككاتب مغربي أن تعرف نفسك لأطفال الكويت؟
٭ أولا أحيي أطفال الكويت وأشكركم على هذا اللقاء، ثانيا أنا من مواليد مدينة وجدة شرقي المغرب سنة 1971 واعتبر نفسي خادما للأطفال، نلت الإجازة في الأدب من جامعة وجدة، ثم التحقت بجامعة فاس لأتابع دراساتي العليا.
منذ صغري أحببت عالم الطفولة والكتابة للأطفال وكانت لي محاولات في طفولتي، وصقلت موهبتي في الكتابة للطفل عبر سنوات طويلة بالقراءة المستمرة والتكوين والتفاعل مع الأطفال. ثم أصبحت عضوا في المجلس العالمي لكتب اليافعين منذ سنة 2007، ولا يزال عالم الطفولة يملأ حياتي كلها.
وهل تكتب للأطفال المغاربة فقط؟
٭ أطفال العالم متشابهون في أشياء كثيرة، وخاصة في حبهم للقصص.. وأنا حين أكتب للأطفال ويستمتع الأطفال المغاربة بكتاباتي، فإنني أعلم أن أطفال العالم العربي كله يشعرون بنفس المتعة، وكذلك حين تترجم مؤلفاتي للغات أخرى غير العربية فإنني أظن أن أطفال العالم الآخرين سيشعرون بالمتعة نفسها .
من أين يأتي الكاتب بأفكار الحكاية أو المسرحية؟
٭ كاتب الأطفال يمر بحياة دراسية طويلة وقراءة مستمرة، يكتسب خلالها ثروة لغوية يشكلها تشكيلا جميلا لأجل التعبير عن مواضيع ينسجها نسجا متسلسلا لتصل الأطفال في قوالب تروقهم وتعجبهم وتأخذ بأشواقهم وتحبس أنفاسهم لتتحقق لديهم المتعة والاستفادة من تجارب الحياة وأخبار الدنيا وعوالم الجمال.. والجميل في أفكار الأطفال أنها قريبة من أفكار كاتب الأطفال، لأن أفكار الصغار حرة لا حدود لها تماما مثل أفكار الكاتب، يكلم الشجر والحجر ويركب الطيور العملاقة ويعلو فوق السحب ويلعب مع الشمس والقمر، ويصارع التنين، وينتصر على العمالقة.
كم تستغرق من الوقت في كتابتك للحكاية الواحدة؟
٭ كتابة حكاية واحدة للأطفال مهما كانت تبدو للقارئ صغيرة وسهلة فإنها تستغرق مني سنوات طوالا.
لماذا؟
٭ لأنني حين أكتب أستحضر كل ما تعلمته منذ سنتي الأولى بالمدرسة حتى اليوم، أستحضر ذكريات طفولتي، قراءاتي المختلفة حول الأطفال، تفاعلي مع الأطفال، خبرتي معهم، احتكاكي بهم، مستوى لغتهم، مستويات إدراكهم للأشياء، أستحضر عالمهم وعوالمهم، آمالهم وأحلامهم وواقعهم وخيالهم وأحزانهم وأفراحهم وغير هذا كثير جدا.
هل تعتقد أن الكتابة للطفل مفيدة للمجتمع؟
٭ الكتابة للطفل غذاء الكتب المدرسية وغذاء حكايات الرسوم المتحركة.. منها ينهل الموسيقي الأشعار التي يلحنها للطفل، ومنها يأخذ مخرج المسرحية مشاهد مسرحيته، ومخرج الفيلم السينمائي أحداث شريطه... كما أن الكتابة للطفل تحمل كنوز الاختراعات والاكتشافات.
وما قراءاتك الخاصة؟
٭ قراءاتي متنوعة، لأن التنوع يجعل من الكتابة أكثر شمولا، ونحن في عالم سريع التغير وإغراق في الإنتاج، فلا بد من متابعة الجديد في عالم التأليف بكل أشكاله.
لكن ما أكثر ما يجذبك في قراءاتك الخاصة؟
٭ ما يجذبني بشكل خاص كتب الخيال العلمي والخرافة والأساطير والحكايات الشعبية والموروث الإنساني الشفوي بمختلف أشكاله، وأعتبر كل ذلك مصدرا للإلهام والاكتشاف والاختراع.
كلمة أخيرة لقراء جريدة (الأنباء) من الأطفال؟
٭ من خلال صفحة الأطفال هذه بجريدة الأنباء الكويتية يمكننا الاطلاع على الإنتاجات من منابعها وعلى الأحداث من مصادرها، ولقد حصل لي شرف متابعة عدد كبير من مثل هذه الحوارات مع العاملين لأجل الطفل في مختلف ربوع وطننا العربي، وتعرفت عليهم وعلى أعمالهم.. واستفدت من خبراتهم وتجاربهم الكثيرة والمتنوعة والمهمة.. وأشكر جزيل الشكر أطفالنا الأعزاء بالكويت، والأستاذ الغالي طارق البكري «رائد العمل الطفولي» على هذه الاستضافة الكريمة، وأشكر كذلك كل الطاقم الفني والأدبي لجريدة «الأنباء» الرائعة.
الاختلافات
بين الرسمين عشرة اختلافات حاول العثور عليها في أقل مدة ممكنة
المتاهة
لون