-
اقتصاديون لـ «الأنباء»: فقدنا برحيل العم عبد العزيز البحر أحد مؤسسي الاقتصاد الكويتي
محمود فاروق - أحمد يوسف
احتضن ثرى الكويت جثمان العم عبدالعزيز أحمد البحر الذي شيع صباح أمس. ويعد العم عبدالعزيز أحمد البحر أحد أبرز الرموز الوطنية والاقتصادية واسما بارزا من جيل المؤسسين، ممن كانت له اسهاماته البارزة في تاريخ هذا الوطن. شغل بوعدنان «رحمه الله» منصب أول مدير للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. وكان من مؤسسي البنك التجاري الذي تبوأ فيه منصب رئيس مجلس الإدارة لنحو 14 عاما. كما يعتبر الراحل، رحمه الله، من مؤسسي شركة الكويت للتأمين وتولى مجلس إدارتها بالإضافة إلى تأسيس الشركة الكويتية للتجارة والمقاولات والاستثمارات الخارجية وأحد مؤسسي جمعية الخريجين. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم «الأنباء» التي آلمها المصاب إلى أهل الفقيد بأحر التعازي، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وقد أكد عدد من الاقتصاديين ان الكويت فقدت احد رواد الاقتصاد الكويتي برحيل العم عبدالعزيز البحر، وقالوا إن الراحل ترك أثرا كبيرا في الاقتصاد في مسيرة كبيرة تنقل خلالها بين البنوك الكويتية وكبرى الشركات الصناعية والتأمينية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.
كما كانت لفقيد الكويت إسهامات إنسانية عدة مازالت آثارها ممتدة على المجتمع الكويتي عموما.
اتحاد الاستثمار
وقال نائب رئيس اتحاد شركات الاستثمار صالح السلمي ان الكويت فقدت رائدا من الرواد المؤسسين للاقتصاد، وهو من الجيل الذي قامت على أكتافهم النهضة الاقتصادية الحقيقية للكويت.
وأشار الى انه كان يمتاز بفكر ورؤية واسعين جعلاه يقيم الكثير من المؤسسات الاقتصادية التي مازالت تؤثر في الاقتصاد الكويتي ويعيش الجيل الذي خلفه على أفكار وعطاء هذا الجيل المؤسس.
وقال: ان بفقده تلقى المجتمع الاقتصاد الكويتي خبرا حزينا، لكن عزاءنا يبقى فيما قدمه للكويت من إنجازات في مجالات كثيرة ستبقيه حيا بيننا.
اتحاد العقاريين
وقال رئيس اتحاد العقاريين في الكويت توفيق الجراح ان الفقيد خلف مسيرة عطرة مليئة بالعطاء الوطني بداية من تأسيس وترؤس جمعية الخريجين مرورا بالمساهمة في تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية، فالعم «بو عدنان»، رحمه الله، اشتهر بأخلاقه الرفيعة ومناقبه العالية ومعشره الجميل.
ويضيف ان الكويت فقدت أحد رجالات رعيلها الأول، وأحد بناة ومؤسسي الحركة الاقتصادية والتجارية في الكويت، فدوره وأعماله الاقتصادية لا تنسى والتي كان لها دور محوري في الحقبة الأولى للاقتصاد الكويتي.
ويزيد ان الفقيد قام بخطوات راسخة على الساحة المحلية والإقليمية، من خلال المواقع التي شغلها مثل البنك التجاري، حيث اتخذ قرارا مع مؤسسي البنك في عام 1973 بإدخال الكمبيوتر في كل أنشطة البنك بهدف تطوير وتحديث الأعمال المصرفية بالبنك، وإنشاء مركز للتدريب بهدف تأهيل الموظفين من كل أقسام البنك وتزويدهم بأحدث الأنظمة والتقنيات الجديدة المطبقة عالميا.
اقتصاديون
وقال الخبير الاقتصادي ورئيس شركة الشال للاستشارات الاقتصادية، جاسم السعدون ان الكويت فقدت بموت الاقتصادي الراحل عبدالعزيز البحر الكثير، فلقد كانت بصماته واضحة في عدة مجالات، وكان، رحمة الله عليه، يمتاز بعدة صفات منها الهدوء، حبه للعطاء والإنجاز، والبعد عن الأضواء الإعلامية في جميع أعماله.
وأضاف انه يعتبر من النماذج الفاضلة في المجتمع الكويتي، وقد قدم الكثير حتى وصل الى قمة العطاء الإنساني والأخلاقي التي أثرى بها المجتمع، وبفقده سنفتقد الكثير من العطاء الإنساني.
وأشار إلى ان للراحل مشاركات عدة في بناء نهضة الكويت الاقتصادية، وبفقده سيفتقد الاقتصاد لمؤسس حقيقي شارك في بناء الكويت الحديثة. وقال الخبير الاقتصادي محمد النقي ان الفقيد العم عبدالعزيز البحر ساهم في تأسيس وإدارة عدة كيانات تجارية واقتصادية، وان اعمال الفقيد لن تنسى وستظل راسخة في أذهان كبار الاقتصاديين نظرا لما ساهم فيه من دعم لاستكمال المسيرة الاقتصادية الناجحة للعديد من المؤسسات التي شارك في تأسيسها، ومازال العاملون في تلك المؤسسات يستكملون مسيرته التي وضعها وكان لها الأثر البالغ في استمرارية نجاحها.
رحلة الحياة
ويروي العم عبدالعزيز البحر في لقاء صحافي سابق مع الزميلة «القبس»: بعد عودتي إلى الكويت قدمت طلبا للشيخ فهد السالم الصباح، وكان رئيسا لدائرة الأشغال العامة وعملت مع المرحوم عبدالمحسن المتروك وكان رئيس الكتاب، ونقلت الى قسم المستودعات (نائب رئيس) بعد ذلك عينني الشيخ فهد السالم مديرا للإسكان، ومن ثم في مجلس الإنشاء الذي كان مسؤولا عن التخطيط في الكويت، وكان المجلس مشكلا من كل مديري الإدارات ومنهم: عبدالعزيز حسين ـ عبدالرحمن العتيقي ـ عبدالله العسعوسي ـ علي الداود مدير الصحة ـ عبدالله الفلاح مدير البلدية ـ خالد الغنيم مدير الأشغال، بقي هذا المجلس يعمل حتى استقال الشيخ فهد السالم الصباح، وبدأ الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت في تلك الفترة بحركة اصلاحية في البلد الذي كان نواة للحياة الديموقراطية، فجاء بسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، من حاكم الأحمدي الى رئيس لدائرة المالية فبدأت عملية التطوير من تلك الفترة.
وأضاف في حديثه الصحافي السابق: وبعد قضاء فترة من الزمن في دائرة الإسكان انتقلت للعمل كأول مدير عام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وقد تم انشاء هذا الصندوق للمحتاجين في البلدان العربية الشقيقة، وكان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، وزيرا للمالية، ثم عملت بعدها بالقطاع الخاص.
بهذه المناسبة الأليمة تتقدم «الأنباء» التي آلمها المصاب الى أهل الفقيد بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وان يلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.