- حسونة: تبرع راحيل مبعث فخر وهي موهبة تستحق الرعاية الكاملة
- زكريا: 13 ألف طفل مريض سنوياً بالقلب في مصر ينقصهم العلاج والجراحات اللازمة
أسوان - هناء السيد
أصبحت زهرة الكويت ذات السنوات الأربع راحيل الياسين أصغر طفلة في الوطن العربي تضرب مثلا حيا في التواصل الاجتماعى والدعم الإنسانى حين تبرعت بدخل معرضها الفني الأول لمصلحة الأطفال مرضى القلب في مؤسسة د.مجدي يعقوب.
وحرصت راحيل الياسين «على الذهاب الى اقصى جنوب مصر في محافظة اسوان بحمل ريع المعرض - الذي أقامته بساقية الصاوي الشهر الماضي والذي يعد أول معرض فني تشكيلي لطفلة خليجية محققا نسبة عالية من الإيردات لمبيعات لوحاتها - لتتبرع به الى مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في اسوان».
«الأنباء«» رافقتها وأسرتها في زيارتها الى اسوان حيث تم استقبالها بشكل رائع من قبل المدير التنفيذي لمؤسسة د.مجدى يعقوب انيسة حسونة ومدير المركز د.محمد زكريا وطاقم المؤسسة الذين حرصوا على ارسال برقية شكر وتقدير للكويت اميرا وحكومة وشعبا.
في البداية، أعربت المدير التنفيذي للمؤسسة انيسة حسونة عن انبهارها الشديد بما تقوم به أول طفلة عربية خليجية كويتية من خلال تبرعها المادي وعدد من لوحاتها الفنية وتوزيع الحلوى على مرضى القلب بالمؤسسة، معتبرة راحيل «مبعث فخر للأمة العربية وليست للكويت فقط، وأنها موهب تستحق الرعاية الكاملة».
ورأت حسونة «أن هذا التصرف الإنساني الذي قامت به راحيل لم يأت من فراغ، وإنما من قائدها صاحب السمو الأمير الذي مر عام على حمله لقب «قائد الانسانية» والذي هو مصدر فخر واعتزاز لكل الأمة العربية»، لافتة الى أنه «هكذا تربى أبناء الكويت على العطاء الإنساني».
ووصفت ما قامت به راحيل بأنه «شعور نبيل أن تفكر في مساعدة الآخرين والإحساس بهم خصوصا المرضى منهم» معتبرة ان ذلك «نوع من الترابط الإنساني والتراحم والإحساس بالأطفال خصوصا في ظل مايشهده العالم العربي من مآس انسانية»، مشيرة الى أن تصرف راحيل «بارقة أمل من طفلة بريئة تشارك وتتفاعل مع الأطفال من مرضى القلب، وتقدم لهم تبرعا ماديا وعددا من لوحاتها والحلوى وتحمل همومهم فهذا شعور نسعد به لأنها أول مبادرة وأول زيارة لفنانة بهذه السن».
وفي حين لفتت الى تكريم المؤسسة في الكويت في احتفالية مجلة العربي واعتبرته ليس بغريبا على الكويت وأهلها، تحدثت عن الدور الذي تقوم به المؤسسة حيث استعرضت حسونة للطفلة راحيل وأسرتها نشأة المؤسسة، مشيرة الى أنها تأسست عام 2009 وهي مؤسسة خيرية للعلاج المجانى لمرضى القلب، تقوم على التبرعات، لافتة الى أن تبرع راحيل يعد أول تبرع من طفلة، موضحة في الوقت عينه انه سبق أن تبرع المكتب الكويتي للمشاريع الخيرية بالقاهرة لمؤسستهم.
وأضافت أن «الكويت من أولى الدول التي تهتم جدا بالعمل الخيري والإنساني»، مشيرة الى أنها ستزور الكويت «لاستعراض الدور الطبي للمؤسسة وما تقوم به لمرض القلب غير القادرين من جميع الدول وليس من مصر فقط»، معربة عن تفاؤلها بزيارة راحيل، معتبرة اياها «فاتحة خير على المركز».
واشارت الى أن «المؤسسة تهدف الى تقديم العلاج المجاني لمرض القلب وفقا للمستويات العالمية، كما تستقبل المرضى من الدول العربية الشقيقة، بالاضافة الى خلق صف ثان من الأطباء والجراحين والعلماء والباحثين، وتهتم جدا بالبحث العلمي، كما اجريت آلاف الجراحات اضافة الى القلب المفتوح»، موضحة أنه «يزور المؤسسة سنويا وبالعيادات الخارجية نحو 12 ألف مريض، وخلال الـ 6 سنوات تمت مضاعفة الطاقة الاستيعابية 3 مرات ومع ذلك يوجد قوائم انتظار كثيرة جدا».
وأعربت حسونة عن فخرها واعتززها بالعمل مع البروفيسور مجدي يعقوب، مشيرة الى أنه «الوحيد الذي لا يتقاضى أجر جميع الجراحات التي يقوم بها».
وحول احتياجات المؤسسة، أشارت الى أنهم يعالجون المرضى بالمجان، لافتة الى أن «الجراحة الواحدة تحتاج الى مايقارب 10 آلاف دولار وفقا للصمامات والتدخلات الجراحية للجراحات الدقيقة، ونقوم بإجراء أكثر من 1000 جراحة في العام، ويمكن لمن يرغب في التبرع أن يرعى جراحة شاملة للمريض أو يقدمها كصدقة جارية»، مشيرة الى وجود «مؤسسات ترعى أجهزة طبية أو غرف عمليات وغيرها مما يحتاج اليه المرضى بالإضافة الى تكفل البعض بالبحث العلمي، فلدينا اطباء يتم تدريبهم بالخارج، وهناك من يرعى برامج البحث العلمي والبعثات الدراسية حتى أطقم التمريض بالمؤسسة تم تدريبهم بالخارج ولدينا ممرضات من بريطانيا يشرفن على ممرضات جناح العلمليات».
وأوضحت «أن المؤسسة تسير على مبدأ د. مجدي يعقوب وهي تقديم الخدمات الطبية على أعلى مستوى وبشهادة الأطباء الزائرين من الخارج الذين أكدوا أن مستشفى مجدي يعقوب يضاهي أحدث المستشفيات والأجهزة العالمية بالولايات المتحدة الأميركية»، مشيرة الى أنه «تعد أسعد لحظات للمؤسسة خروج الأطفال مع ذويهم بعد إجراء جراحة ناجحة» مبينة أنه «من خلال المؤسسة تم توفير 500 فرصة عمل وبهذا فالمشروع ليس طبيا فقط بل تنموي وثقافى ايضا».
وبالعودة الى مبادرة الطفلة راحيل وجهت حسونة رسالة اليها ولأسرتها «بأن تظل هكذا على الطريق الإنساني والعطاء اللامحدود لتفوز بحب الله وحب الناس، وانها نموذج يجب أن يتم تكريمها ليعرف العالم أن لدينا براعم تعشق العمل الخيري والإنساني».
من جانبه، قال مدير المركز د. محمد زكريا: «أشعر بالفخر والفرحة وأنا أشاهد طفلة في عمر الزهور تحرص على التبرع لمرضى القلب خصوصا ان الكويت عودتنا دائما على العمل الخيري والإنساني ونرسل عبر جريدكم «الأنباء» تحية تقدير واحترام لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد لتهنئته بمرور عام على منحه قائدا للعمل الانساني»، مشيرا الى أن «راحيل شعاع نور في سن صغير جدا».
ولفت زكريا الى أنه «يولد سنويا في مصر نحو 25 الف طفل مريض بالقلب، وتجري مستشفيات مصر بالإضافة الى مؤسسة د مجدي يعقوب عمليات جراحية تصل الى 12ألف جراحة خلال السنة وبالتالي يتراكم نحو 13 ألف مريض سنويا ينقصهم العلاج والجراحات اللازمة».