|
يعقوب الشاروني |
يعقوب الشاروني.. عميد أدباء الطفولة
حاوره: د. طارق البكري يعتبر الكاتب المصري يعقوب الشاروني من أبرز وأهم كتاب الأطفال المعاصرين، بل يعتبر عميد أدباء الطفولة في مصر والعالم العربي، وقصصه تنتشر في أنحاء العالم العربي، وحقق خلال تجربته الطويلة في عالم الكتابة للطفل الكثير من الإنجازات الكبيرة، وكان لقاء جميل جمعنا معه للحديث عن تجربته المتميزة في أدب الأطفال:
من هم الأشخاص الذين كان لهم تأثير في حياتك؟
٭ لما كان المسرح هو هوايتي وأنا صغير، فقد اكتشفت روعة حوار الأستاذ توفيق الحكيم.. حوار متصاعد يعبر عن الشخصيات ويكشف عن المواقف، لذلك أعتبر توفيق الحكيم أستاذي في صياغة الحوار الذي أهتم به كثيرا في قصصي ورواياتي. وبعد ان حصلت على جائزة الدولة الخاصة في مصر عام 1960، وكان عمري 29 سنة بدأت ألتقي كثيرا بالأستاذ توفيق الحكيم عندما كان رئيسا للمجلس الأعلى للفنون والآداب، فقد قرأ مسرحيتي التي فازت بالجائزة وأعجب بها كثيرا، وكنت أعمل قاضيا في وزارة العدل.
وكانت قصص (هانز كرستيان أندرسون) نموذجي الأعلى عندما بدأت أكتب للأطفال، لما وجدت فيها من عمق إنساني يتساوى تماما مع ما فيها من جاذبية وتلقائية وتشويق.
ما أول كتاب قرأته وتأثرت به؟
٭ قرأت كثيرا من الكتب وأنا في المرحلة الابتدائية، لكني أذكر كتاب (التلميذة الخالدة) لابنة العالمة الكبيرة ماري كوري التي اكتشفت (الراديوم) وحصلت على جائزة نوبل في العلوم مرتين، وترجمها أحمد الصاوي. وكانت مدام كوري تقدم نموذجا للإخلاص للعلم، والتضحية بكل شيء في سبيله. كما تقدم أيضا أروع المواقف الإنسانية عندما رفضت أن تستغل اكتشافها ماليا، وتركته مجانا لمن يستخدمه في علاج المرضى.
حدثنا قليلا عن مشوارك في عالم الكتابة؟
٭ بدأت الكتابة للمسرح وأنا في الثانوية، إلى أن حصلت سنة 1960 على جائزة الدولة الأولى للرواية والمسرحية في المسابقة التي طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إقامتها لتخليد أيام انتصارات مصر. ثم فزت مرة ثانية سنة 1962 بالجائزة الأولى أيضا لمؤسسة المسرح في مسابقة لكتابة مسرحيات الفصل الواحد.
وفي مجال قصص الأطفال نشرت أول كتاب عام 1959. وكان ذلك أثناء عملي قاضيا بالمحاكم المصرية.
وفي عام 1967 طلب د.ثروت عكاشة وزير الثقافة انتدابي للإشراف على العمل الثقافي في محافظة بني سويف، حيث أشرفت لمدة سنتين على الأنشطة الثقافية والفنية المقدمة للكبار مساء كل يوم من أيام الأسبوع في قصر الثقافة هناك.
وفي صباح يوم الجمعة من كل أسبوع، كنت أقيم حفلا للأطفال يحضره حوالي 1000 طفل من مختلف الأعمار مع بعض الأمهات والآباء، أحكي لهم القصص مستعينا بصور البروجيكتور وشرائح الفانوس السحري. وفي يوم قالت لي إحدى الأمهات: «لم يسبق أن تحدث ابني معي عن أي شيء يحدث في مدرسته، لكنه يظل طوال الأسبوع يتحدث عما سمعه منك في حفل صباح الجمعة». وأدركت أن موهبتي الحقيقية هي في الكتابة للأطفال، فقررت من عام 1967 أن أتجه بكل مواهبي للكتابة للأطفال، وترك العمل القضائي لأتولى رئاسة المركز القومي لثقافة الطفل.
|
الشاروني مع الزميل طارق البكري |
ما تأثير دراستك للحقوق وعملك في القضاء في الكتابة للطفل؟
٭ العمل بالقضاء يعطي الكاتب مجالا واسعا للتعرف على مختلف المواقف الإنسانية، وعلى الدوافع العميقة التي تتحكم في مختلف تصرفات الإنسان، وهذه خبرة مهمة جدا للأديب الذي يكتب القصة أو الرواية. كما تدربت خلال عملي في القضاء على أنه قبل أن أكتب لا بد أن أعايش بدقة كل ما يتعلق بما أريد أن أكتب عنه، أعايش البشر والزمان والمكان والوثائق حتى أعيش في جو العمل الأدبي من حيث البيئة والعصر.
كما دربني القضاء على الصبر والتأني قبل أن أصدر حكمي على الشخصيات التي تظهر في كتاباتي، وأن أدرك أن لكل إنسان عناصر قوته وعناصر ضعفه، وأن كل تصرف تكمن خلفه أسباب تعود إلى التربية والبيئة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يجعلني أتعاطف مع شخصياتي ولا أقف منها موقفا متصلبا. وقد ساعدني هذا على أن يصبح لأعمالي الأدبية دور في أن يتعرف الطفل على نفسه وعلى حقيقة الآخرين على نحو أفضل.
ما رأيك في حكايات التراث؟
٭ الحكايات التراثية عاشت عصورا كثيرة، وفي كل عصر تعاد رواية هذه الحكايات بما يتناسب مع ما حدث من تغير في البيئة والعادات والتقاليد. فالحكايات الشعبية لأنها غير مكتوبة وغير معروفة المؤلف ويتم تداولها شفهيا من جيل إلى جيل، فإنها مرنة يمكن إعادة تشكيلها مع تغير الزمان والمكان. لذلك اتفق مع أساتذة الأدب الشعبي على أن الحكاية الشعبية عبارة عن مادة خام بين يدي كاتب الأطفال. ومن حق كاتب الأطفال أن يعيد صياغتها بما يتناسب مع أعمار أطفالنا الذين يكتب لهم.
«بلقيس ملكة سبأ»
كتبها: د.طارق البكري
بلقيس ملكة حكيمة.. ورثت حكم مملكة قديمة اسمها (سبأ)، تقع في بلاد اليمن عن أبيها الملك قبل ثلاثة آلاف عام تقريبا وتعتبر سيدة نساء عصرها، وحكيمة زمانها. ازدهر حكمها واستقرت بلادها، وتمتع أهلها بالرخاء والحضارة.
كانت بلقيس تعبد الشمس والنجوم مثل سائر أفراد شعبها. وذكرها القرآن الكريم في قصة جميلة مع نبي الله سليمان عليه السلام. أرسل لها النبي سليمان عليه السلام يدعوها للإيمان بالله بدلا من عبادة الشمس، فعرضت الأمر على عقلاء قومها. فاقترحوا عليها المواجهة والحرب لكنّها كانت ذكية.. فقد عرفت أن سليمان عليه السلام وجنوده من الإنس والجن والحيوانات والطيور المختلفة أقوى منها.
قررت إرسال هدية عظيمة له.. لكن النبي سليمان عليه السلام غضب منها، فهو ليس بحاجة للهدايا. عندها أيقنت بلقيس خطأها وقررت التوجه للحديث مع سليمان مباشرة حتى لا تقوم الحرب بينهما. وفيما هي في الطريق أمر النبي سليمان عليه السلام عفريتاً من الجن بأن يحضر عرش بلقيس إليه قبل وصولها. وعندما وصلت فوجئت بأن عرش ملكها عنده.
كما أعد لها سليمان الحكيم مفاجأة أخرى كانت قصراً من زجاج فوق الماء. ولما قال لها ادخلي حسبت أنها ستخوض الماء، فرفعت ثوبها كي لا يتبلل بالماء. لكن ثوبها لم يتبلل.. لأنها كانت تمشي فوق الزجاج.
أدركت بلقيس بذكائها أن قوة سليمان ليست قوة إنسان عادي، فأعلنت إيمانها بالله الواحد الأحد، وآمن معها العديد من أبناء شعبها.
ويحكى أن النبي سليمان عليه السلام تزوج الملكة بلقيس بعد ذلك، وكان يزورها في مملكتها بين الحين والآخر، حتى وفاتها بعد نحو سبع سنين.
لقد كانت بلقيس امرأة عظيمة في التاريخ.. وقد روى القرآن الكريم قصتها دون أن يذكر اسمها.. وذكرها بلقب (امرأة).
قصة مصورة: من مجلة «كونا الصغير» .. وهي مجلة تصدرها وكالة الأنباء الكويتية «كونا» فصلياً .. ويتم توزيعها مجاناً في كل أنحاء الكويت ..واخترنا منها هذه القصة الجميلة والممتعة:
رِيْشَة
كتبها: د. طارق البكري
رسمها: إياد عيساوي
الاختلاف بين الرسمين عشرة اختلافات حاول العثور عليها في أقل مدة ممكنة
كاركتير
لون |
المتاهة |
|
|
|
د. طارق البكري |
أبنائي الصغار
كونا الصغير
مجلة «كونا الصغير» التي تصدرها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) فصليا كل ثلاثة أشهر تقريبا، باتت تنتشر في كل أنحاء الكويت، حيث يبلغ عدد نسخ كل عدد 40 ألف نسخة، وصدر منها حتى الآن خمسة أعداد، وكان آخرها سبتمبر الماضي. هذه المجلة، دليل متجدد على أهمية الرسالة الإعلامية المقدمة للطفل، وقد رأينا كيف كان الإقبال كبيرا على هذه المجلة، حيث سارع عدد كبير من المدارس والأندية وأولياء الأمور للحصول على نسخ من المجلة، حتى انتشرت في كل الكويت، بل ووصلت نسخها إلى بلاد كثيرة، عربية وأجنبية. إننا نتأكد يوما بعد يوم من أهمية الدور الذي تؤديه صحافة الطفل، ورغبة الأطفال في القراءة تزداد، ولكنهم يحتاجون إلى توفير مصادر القراءة الهادفة، وتشجيعهم عليها. ولعل مجلة «كونا الصغير» أحد المصادر القرائية المهمة الموجهة للأطفال، كما هي صفحات الأطفال في جريدة «الأنباء» ومجلة «العربي الصغير» ومجلة «براعم الإيمان» وغيرها من المجلات والصفحات الورقية والإلكترونية الهادفة.. وندعو الأصدقاء الصغار إلى القراءة المتواصلة بكل جهد ممكن. على أمل النجاح المستمر.
للتواصل مع الصفحة يمكنكم مراسلتي على الإيميل: [email protected]