بعد أسابيع قليلة سوف يدخل علينا العام الميلادي الجديد 2016، فلا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم إليكم بخالص التهاني والتبريكات، راجيا من المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على بلدنا الحبيب بقيادته العليا الرشيدة أميرا وولي العهد وحكومة وجميع أفراد الشعب مواطنين ومقيمين، بالخير والمسرات وكل عام وأنتم بخير.
وتجدر الإشارة هنا، عزيزي القارئ، الى أننا مرتبطون ارتباطا وثيقا بالأولاد ومدارسهم وهنا ينقسم الأمر الى قسمين رئيسيين فالقسم الأول العوائل التي ترغب في قضاء الإجازة في السفر الى الخارج والقسم الثاني العوائل التي ترغب في قضاء الإجازة داخل الكويت وسوف نتكلم هنا عن القسم الأول وهو قضاء الإجازة بالسفر خارج الكويت ونتكلم عن قضاء الإجازة في الكويت في مقال جديد في وقت لاحق قريب إن شاء الله.
ونتكلم هنا عن الإجازات والعطلات التي نقضيها في الخارج أو في السفر، كما تعرف نحن ككويتيين شعبا بطبعنا ومنذ القدم وتاريخنا التجاري القديم يشهد بأننا شعب كثير السفر والترحال ولهذا كنا منذ القدم على اتصال تجاري بحري وبري مع آسيا وأفريقيا بل وحتى أوروبا ولا تستغرب من ذلك، فقد وصل التجار الكويتيون الى هناك في رحلات تجارية وخصوصا تجار اللؤلؤ، فقسم من تجار اللؤلؤ سافروا إلى أوروبا وبالتحديد الى مدينة باريس في فرنسا وكذلك مدينة لندن في بريطانيا في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي بالإضافة الى الرحلات السياسية مثل سفر الشيخ احمد الجابر الحاكم العاشر للكويت نيابة عن عمه الشيخ سالم المبارك الحاكم التاسع للكويت الى لندن، وذلك لتقديم التهاني الى الملك جورج الخامس ملك بريطانيا بمناسبة الانتصار في الحرب العالمية الأولى.
هاتان المدينتان وبمرور الزمن وتعاقب الأجيال التي أصبحت ثرية بفعل توزيع ثروة البترول على الشعب الكويتي، أصبحتا اليوم من المدن الرئيسية التي يتوجه إليها السياح الكويتيون والخليجيون في كل صيف.
ودعني أشير هنا إلى معلومة بسيطة وهي ان عادة السفر هذه انتقلت مع الأجيال التي تعاقبت على مر الزمن ومع ازدياد الخير وكثرة المال الذي أصبح بين ايدينا بعد اكتشاف البترول، أصبحنا شعبا يعشق بل يهيم عشقا بالسفر والترحال، فالسفر في عصرنا الحاضر هو متعة ونزهة وسياحة بينما كان السفر في الماضي تحوطه المخاطر من كل جانب فيه المشقة والتعب بحثا عن لقمة العيش الشريفة سواء كان ذلك في الهند او افريقيا.
اما سفر هذه الأيام فقد أصبح معظمه سفرات تسوق وتبضع في الأسواق العالمية كمدينة لندن التي أصبحت هدف السياح الكويتيين الذين هم الأكثر إنفاقا من بين سياح العالم، باعتراف هيئة السياحة البريطانية في بيانها.
فمتوسط إنفاق السائح الكويتي في لندن يبلغ حوالي 4000 جنيه استرليني بينما يبلغ متوسط ما ينفقه السائح الفرنسي في لندن 350 جنيها استرلينيا اي ان انفاق السائح الكويتي اكثر من 12 ضعفا من إنفاق السائح الفرنسي، هذا ما ذكرته هيئة السياحة البريطانية في أواخر شهر يوليو 2015.
وتذكرت ما قاله لي احد الأصدقاء منذ فترة غير قصيرة في احدى سفراته التي سافرها الى لندن مع العائلة، قال لي: عندما وصلنا الى الفندق قلت لبناتي لقد وضعت لكن جدول رحلات للتعرف على معالم لندن السياحية وسوف نبتدئ هذه الرحلات بزيارة الى المتحف التاريخي هناك فكان الرد متباينا من البنات بين قبول ورفض.
احدى البنات كان جوابها: «يوبا انت مسفرنا معاك علشان نشوف صخر قديم شنو نقول حق صديقاتنا اذا سألونا عن آخر صيحات في الأزياء والملابس نقول لهم والله ما نعرف عنها شيء لأن احنا كنا مع الوالد في المتاحف نتطمش على الصخر القديم؟!» أما الجواب الآخر فكان على العكس والنقيض تماما: «حلو يوبا وممتاز جدا انك حطيت لنا جدول علشان الواحد يقدر يتثقف ويشوف ثقافة الشعوب وحضارتها القديمة والحديثة مو كله سوق، سوق، سوق ملينا من كثر ما شرينا» فجاءني جواب آخر وهو الذي يشكل عبئا على ميزانية الأشخاص ذوي الدخل المحدود «إحنا حبايبنا وأهلنا كثار وكلهم اذا سافروا يجيبون لنا صوايغ تبونا نرد من السفر ايد ورا وايد جدام ما نعطيهم شيء؟ لازم نشتري لهم صوغة مثل صوغتهم او احسن منها بعد».
فيكمل كلامه، تقبلت هذه الإجابة وبلعتها ولسان حالي يقول: «ان عطينا الصوغة فهي بلوه تكسر الجيب وان ما عطينا الصوغة فهي بلوه تكسر وجه بناتي» وعليكم انتم الباقي.
هذه صورة بسيطة من احدى صور السفر التي تواجه السياح الكويتيين في الخارج غير ما يواجهونه من سرقات ونصب واحتيال وجرائم متعددة الأنماط والأشكال التي لا تعد ولا تحصى، بالإضافة الى سوء المعاملة التي يلقاها الكويتيون والخليجيون وخصوصا في المطارات على انهم مشتبه بهم كإرهابيين يحملون الموت والدمار لهذه الدولة وشعبها وليسوا كسياح يريدون قضاء وقت يستمتعون به مع أهلهم أو أصحابهم.
ومع كل هذه البلاوي التي يمكن ان تحدث لنا او نشاهدها ونسمع عنها في الأسفار نبقى ولانزال كشعب يحب الإجازات والعطل والسفر، فما ان تنتهي عطلة او اجازة حتى يكون السؤال الذي يطرحه العديد من الناس: متى العطلة القادمة؟
وبما اننا قريبون جدا من الدخول في العام الجديد 2016 وبما اننا شعب نحب العطل ونعشق السفر وخصوصا اذا كانت هناك عطل طويلة فسرعان ما نشد فيها الرحال ونصبح كطيور مهاجرة تطير الى خارج الكويت ولا يهم اين تكون وجهتنا، المهم هو ان نطير خارج الكويت في جيوبنا تذاكر السفر والجواز والخروجية ونطير الى اي بقعة في العالم الى دول مجلس التعاون مثلا او الدول العربية او الدول الأجنبية او حتى جزر الواق واق، اذا كانت موجودة، المهم ان نتمسك بجناح الطائرة بكل قوتنا ونطير بالسماء وكأننا شعب عدد سكانه مئات الملايين بل وكأننا نفوق في العدد تعداد سكان الصين او الهند او كليهما معا بينما نحن الكويتيين في واقع الحال لم يصل عددنا مليونا واحدا بعد، فلا تحط رجلك في أي بلد مهما بعدت المسافة بيننا وبين هذا البلد فتقول في نفسك ما أعتقد اني راح اشوف او الاقي كويتيين هنا في هذا البلد وما ان تمر لحظات من ذلك التفكير الا وأنت تسمع من يناديك او ينادي احدا ممن معك (يا فلان او يا بو فلان) وتتعجب انت نفسك من اين يأتي هذا الصوت؟ فأنت في بلد غريب لا يعرفك فيه احد او من الذين معك فمن أين يأتي هذا الشخص الذي ينادي؟ فلا تلتفت يمينا او يسارا الا وتجد الكويتيين، سواء كنت تعرفهم او لا تعرفهم، أمامك فهم منتشرون في أصقاع العالم فلو ذهبت الى القطبين فرضا فبدون أدنى شك سوف تجد الكويتيين قد وصلوا قبلك هناك.
عزيزي القارئ، كما ذكرت لك في مقدمة مقالي أننا مقبلون بعد أسابيع قليلة على عام ميلادي جديد فيه الكثير من العطل والإجازات الرسمية بالإضافة الى عطل المدارس والجامعات مثل عطلة نصف السنة والعطلة الصيفية، فدعني هنا أدرج لك العطل والإجازات التي سوف تكون في عام 2016 وهي كما يلي:
1 ـ رأس السنة الميلادية: والتي سوف تكون يوم الجمعة 1/1/2016 ومدتها 3 أيام والدوام سيكون يوم الاثنين 4/1/2016.
2 ـ عطلة نصف السنة الدراسية: تبدأ العطلة فعليا يوم الخميس 7/1/2016 ويكون الدوام يوم الاحد 24/1/2016.
ملاحظة مهمة: هناك احتمال كبير جدا ان تكون بداية عطلة نصف السنة مع بداية رأس السنة الميلادية لأن المدة الزمنية التي تفصل بينهما قصيرة جدا لا تتجاوز 5 أيام.
3 ـ المولد النبوي الشريف: سوف يتكرر في سنة 2016 مرتين 21/1 والثانية 11/12/2016 والمولد النبوي الشريف الأول سوف يكون في يوم الخميس 21/1/2016 والدوام سوف يكون يوم الاحد 24/1/2016 اي ان اجازته سوف تكون مدتها 3 أيام.
4 ـ العيد الوطني 25/2 ويوم التحرير 26/2/2016: عطلة مدتها 3 أيام والدوام يكون في يوم الاحد 28/2/2016.
5 ـ الإسراء والمعراج: ترحل هذه الإجازة الى يوم الخميس 5/5/2016 واجازة مدتها 3 ايام.
6 ـ نهاية العام الدراسي: تبدأ يوم الخميس 2/6/2016 وتنتهي يوم الاحد 18/9/2016 مع نهاية عطلة عيد الأضحى المبارك، عطلة نهاية العام الدراسي تشمل عطلة عيد الفطر ايضا.
7 ـ إجازة عيد الفطر: ومدتها 4 أيام تبدأ يوم الأربعاء 6/7/2016 ويكون الدوام في يوم الاحد 9/7/2016 وهذه الإجازة لا يستفيد منها قطاع التعليم لأنها تقع في العطلة الصيفية.
8 ـ إجازة الوقوف بعرفات وعيد الأضحى: تبدأ فعليا من يوم الجمعة 9/9/2016 الى يوم الثلاثاء 13/9/2016 ويكون الدوام في يوم الاربعاء 14/9/2016 ولكن هناك احتمالا كبيرا جدا ان تعطي الحكومة كعادتها اجازة لليومين الباقيين وهما الاربعاء والخميس 14 ـ 15/9/2016 فتكون إجازة طويلة مدتها 9 أيام.
9 ـ رأس السنة الهجرية: تبدأ هذه الإجازة يوم الأحد 2/10/2016 ولكنها تبدأ فعليا في يوم الجمعة 30/9/2016 ويكون الدوام يوم الاثنين 3/10/2016.
10 ـ المولد النبوي الشريف: يتكرر المولد النبوي الشريف في السنة كما ذكرنا وتكون إجازته مدتها 3 أيام تبدأ في يوم الخميس 15/12/2016 ويكون الدوام في يوم الاحد 18/12/2016.
لقد أدرجت العطل والإجازات الرسمية في الكويت عزيزي القارئ حتى تكون على علم ودراية بها وحتى يكون لديك الاستعداد من الآن اذا كنت ترغب في السفر الى الخارج لكي تقوم بترتيب أمورك خصوصا ان تذاكر الطيران سوف تقل أسعارها اذا حجزتها ودفعت ثمنها قبل السفر بمدة طويلة، متمنين لك إجازات ممتعة وسعيدة وكل عام وأنت بخير.