- «القارئ الصغير» مشروع ريادي على مستوى الكويت والدول الإسلامية ومراكز الشاطبي تمكّن منتسبيها من حفظ كتاب الله خلال 3 سنوات أو أقل
- ليس لدينا أي طلاب يحملون الفكر المتشدد فحلقات ومراكز تحفيظ القرآن تفجر طاقات الإبداع لدى الطلاب والطالبات وتؤهلهم ليكونوا قدوة حسنة لغيرهم في شتى المجالات
- الأندية الصيفية تساعد على تخريج أشخاص قادريــن على التعامل بإيجابية مع المحيطين بهم وقد حققت أكثر من 90% من أهدافها وإبداعـات ذوي الاحتـــياجات الخاصة خلالها بهرتنا
- 18 ألف طالب وطالبة في حلقات ومراكز تحفيظ القرآن سيزيدون إلى 35 ألفاً خلال الخطة الخمسية ونراعي الانتشار في جميع المناطق بما فيها الجديدة
- لا نريد أن نحرم أي شخص يريد حفظ كتاب الله لكن الأماكن المتوافرة لدينا في الحلقات تواجه إقبالاً كبيراً
مسعد حسني عبدالمقصود
شدد مراقب حلقات تحفيظ القرآن في إدارة شؤون القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف ناصر الكندري على أن طلاب وطالبات الحلقات لا يوجد بينهم من يحمل الفكر المتطرف، مؤكدا أنهم جميعا يتم تأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع وقدوة حسنة لغيرهم بأخلاقهم وسمتهم وثقافتهم في شتى المجالات كما ينبغي أن يكون حامل القرآن.
وأشار الكندري في لقاء خاص مع «الأنباء» إلى أن الإدارة وضعت قيما تربوية تعزز شخصية الطالب أو الطالبة، وهي قيم الإسلام الشامل، الذي يحقق جميع مظاهر الحياة ولا يهتم بجزئية ويترك أخرى، وهذه القيم تربوية وشاملة ومتنوعة تساعد الطالب على أن يخرج فاهما للإسلام على أنه دين الوسطية والسماحة والتعايش والمحبة والأخوة.
وتحدث عن مشاريع الإدارة لمواجهة الإقبال الشديد من المواطنين والوافدين على الالتحاق بالحلقات، مبينا أن هناك نحو 18 ألف طالب وطالبة يدرسون حالياً في الحلقات سيتم زيادتهم إلى 35 ألفا خلال الخطة الخمسية بشكل تدريجي. وزفّ الكندري بشرى إلى الجميع بأنه سيتم الإعلان قريبا عن حلقات إلكترونية تعقد بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ومقرها في جدة، وسيتمكن المسجلون فيها من الحفظ وهم في بيوتهم، وهذا المشروع سيسهم في مواجهة قلة عدد المراكز والحلقات مقارنة بالإقبال الكبير على الالتحاق بها.
وتطرق الكندري إلى مراكز القارئ الصغير، معتبرا أنها مشروع ريادي على مستوى الكويت والدول الإسلامية، وأشار أيضا إلى مراكز الإمام الشاطبي التي تساعد المسجلين فيها على حفظ القرآن كاملا خلال 3 سنوات أو أقل.
ثم كان الحديث عن جديد الإدارة في رمضان الكريم وحملة «اقرأها صح» التي أثارت فضول الجمهور فكانت الاتصالات الكثيفة للاستفسار عنها، وأيضا تناول أهم التحديات التي تواجههم، فإلى تفاصيل اللقاء:
في البداية ننطلق من تصريح لوكيل وزارة الأوقاف د.عادل الفلاح خلال لقاء له مع «الأنباء» نشر في 27 يوليو الماضي، حيث أشار إلى وجود نحو 300 شخص في الكويت يحملون الفكر المتطرف، لنسأل عن دور إدارة شؤون القرآن وحلقات التحفيظ في تعزيز الوسطية ومواجهة التطرف؟
إدارة شؤون القرآن تهتم بشكل مباشر بالنشء والشباب من المجتمع، وبفضل الله عز وجل وصل عدد المنتسبين في حلقاتها إلى 18 ألف طالب وطالبة، كما أن هناك إقبالا كبيرا على الالتحاق بها، إلا أننا مرتبطون بأعداد وأماكن محددة، أما فيما يتعلق بفكر الوسطية فإن الإدارة تمارس عدة برامج وأنشطة تعزز مفاهيم كثيرة لدى هؤلاء الشباب تجاه الإسلام والالتزام الصحيح بتعاليم الدين من قبل الشباب والفتيات، فدين الإسلام هو دين السماحة والوسطية، كما أنه كان السبب في إخراج البشرية من الظلام والتخلف والرجعية إلى نور وإشراقة الإيمان، وبث فيها الحياة والأمل.
وقد وضعت الإدارة قيما تربوية تعزز شخصية الطالب أو الطالبة، وهي قيم الإسلام الشامل، فهذا الدين يحقق جميع مظاهر الحياة لا يهتم بجزئية ويترك أجزاء أخرى، وهذه القيم تربوية وشاملة ومتنوعة تساعد الطالب على أن يخرج فاهما للإسلام على أنه دين الوسطية والسماحة والتعايش والمحبة والأخوة، وقد بدأت هذه القيم بمحبة الله عز وجل ومحبة وطنهم الغالي، فنحن نحرص على تعزيز محبة الوطن لأن حافظ كتاب الله لابد أن يكون عنصرا فاعلا في المجتمع، يقدم الجديد النافع لمجتمعه ودينه، فنحن لا نريد أن نخرج حفظة بلا أثر، بل نريده رمزا يظهر وكأنه قرآن يمشي على الأرض من خلال أخلاقه وسمته وحبه للوطن ويكون منتجا ومحبوبا وليس منفرا.
وسطية الإسلام
وماذا عن معالجة من قد تظهر عليهم ملامح فكر التشدد أو التطرف، هل هناك نظام أو خطة واضحة ومحددة للتعامل معهم؟
بفضل الله عز وجل، لدينا 18 ألف طالب وطالبة في حلقات ومراكز تحفيظ القرآن، وجميع المنتسبين لهذه المراكز لم يحدث في يوم من الأيام أن ظهر أو خرج منهم من يحمل أو ينتمي لهذا الفكر المتشدد، لكن الحقيقة الواضحة أن جميع طلبتنا وطالباتنا يمثلون وسطية الإسلام، ويعكسون القدوة الحسنة للإسلام، حيث نحرص على تنشئتهم ليكونوا القدوة لغيرهم، وهذه هي الشخصية التي نعمل عل تعزيزها في المنتسبين لحلقات ومراكز التحفيظ، وبالتالي حلقاتنا تخرج المتفوقين دراسيا في جميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وكذلك المرحلة الجامعية، ويمكننا القول إن التفوق سمة في طلاب وطالبات حلقات تحفيظ القرآن، كما أنهم يبدعون في التغني بالقرآن والأعمال الحرفية، والأنشطة المختلفة.
تفجير طاقات الإبداع
قلتم إنكم تحرصون على تخريج طلبة مبدعين في شتى المجالات، فما أهم الأنشطة التي تحرص إدارة شؤون القرآن على توفيرها لتحقيق ذلك؟
في مراكز وحلقات تحفيظ القرآن الكريم لدينا عدة مشاريع لتفجير طاقات الإبداع لدى الشباب، منها مشاريع دائمة ومستمرة، وأخرى تكون خاصة فقط بفترة الصيف، ومن مشاريعنا المهمة مشروع التهجد الرمضاني الذي يتم من خلاله إحياء صلاة التهجد، ويؤم المصلين خلالها بعض طلابنا المتميزين في الحفظ والأداء، حيث يكونون من أصحاب الصوت الجيد، فضلا عن تميزهم في التلاوة ومراعاة أحكام التجويد، ونحرص حاليا على أن يخرج مشروع هذا العام بشكل متميز، وستكون هناك إصدارات خاصة تشمل مطبوعات وأسطوانات مدمجة عليها تسجيلات لتلاوات الطلاب خلال إمامتهم لصلاة التهجد في رمضان الماضي، وهذا أحد برامج تفجير طاقات الإبداع لحفظة كتاب الله، عندما يؤمون الناس ويمتعون المصلين بأدائهم وأصواتهم، فيكونون محل فخر من الجميع.
مسابقات دولية
ومن البرامج أيضا المشاركة في المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم، حيث تشارك حلقات ومراكز التحفيظ في 11 مسابقة دولية سنويا، وفيها يحمل الطلاب اسم الكويت وعلم الكويت في مجال يفتخر به كل مسلم، ووضع طلابنا في هذه المشاركات متميز، ويحصدون مراكز متقدمة باستمرار، وليس أدل على ذلك من حصول إحدى بنات الكويت على المركز الأول لحفظ نصف القرآن الكريم من بين 31 دولة مشاركة في مسابقة دولية تقام حاليا في الأردن. وطبعا هذه النتائج جاءت من خلال برامج متنوعة منها الاعتكاف الرمضاني، بالإضافة إلى البرامج المصاحبة الثقافية منها والعلمية والرحلات الترفيهية ورحلة العمرة السنوية والأندية الصيفية، اقرأ للبنين وروح ورياحين للبنات، وهذه البرامج تكون فيها ورش لتنمية هوايات الطلاب والطالبات وتفجر إبداعاتهم، سواء في مجال الخط، أو التغني بالقرآن، أو الحرف اليدوية، كما تنمي ثقافاتهم، باعتبار أن حافظ القرآن الكريم يجب أن يكون صاحب شخصية مميزة ومتنوعة وشاملة في مجالات الثقافة والقيادة.
وهناك مشروعان آخران أحب أن أسلط عليهما الضوء لدورهما في تنمية إبداعات الطلاب والطالبات، أولهما مشروع القارئ الصغير، وهو مشروع ريادي على مستوى الكويت والدول الإسلامية، وقد بدأنا فيه منذ عام تقريبا، وأصبح لدينا 3 مراكز للقارئ الصغير 2 للبنين وواحد للبنات، وهذا المشروع يهتم بالفئة العمرية من 5 إلى 8 سنوات، وهو يعتمد على شيئين: تعزيز حب القرآن لدى الطفل، وتأسيسه بشكل قوي في اللغة العربية، وهو مشروع وطني سيساهم في تقوية طلابنا في اللغة العربية، خاصة أننا نعاني من ضعفها في كثير من المدارس.
ونحن نهتم بهذا الأمر لأن «العربية» هي لغة القرآن كما أنها الركيزة الأساسية لتفجير طاقات الطلاب في الحفظ، وقد أعطى هذا المشروع نتائج متميزة جدا أبهرت كل من قام بزيارته من الخبراء والمسؤولين، ونحن مقبلون على تطويره ليلتحق به الطالب في عمر 5 سنوات ويتخرج منه في عمر 10 حافظا للقرآن الكريم كاملا. ومن التحقوا بمشروع القارئ الصغير ظهر عليهم الأثر الإيجابي بشكل لافت في مدارستهم حيث تفوقوا على أقرانهم في اللغة العربية.
أما المشروع الآخر فهو مشروع مراكز الإمام الشاطبي الذي يعتمد على أن من ينتسب إليه من الطلبة يجب أن يخرج حافظا للقرآن الكريم كاملا خلال 3 سنوات، ومن الآثار الطيبة له أن معظم من يمثلون الكويت في مسابقات خارجية هم من خريجي هذا المشروع، كما أنه يؤهل خريجيه ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع من خلال توليهم الخطابة والإمامة أو التصدي لمهمة تحفيظ القرآن للأجيال المقبلة في المستقبل القريب، وعدد مراكز الإمام الشاطبي 5 مراكز.
وحلقات التحفيظ العامة المستمرة على مدار العام في المساجد والمراكز تنقسم إلى 3 دورات هي: الشتوية والصيفية والربيعية، ومن يتخرج فيها يلتحق بمراكز الإمام الشاطبي.
لا تمييز
يشكو عدد كبير من أولياء الأمور من قلة الحلقات والمراكز، وقلة عدد الأماكن في كل حلقة أو مركز، ناهيك عن شكواهم من وجود نسب محددة لأبناء المواطنين في مقابل أبناء الوافدين، فما ردكم على ذلك؟
كما ذكرت في البداية أكرر أن الإقبال كبير جدا على الالتحاق بحلقات ومراكز التحفيظ، وهذا يدل على وعي الناس وحبهم لكتاب الله عز وجل وحرصهم على حفظه، وبالتالي فإنه لا توجد مقارنة بين نسبة الإقبال والأماكن الموجودة لدينا، فالحلقات محددة والمراكز المخصصة للتحفيظ أيضا محددة حسب الميزانية وأوامر التكليف للمعلمين والموظفين، ولذا لكي تكون العملية منظمة في هذه الحلقات والإنتاجية أيضا جيدة لابد من تحديد الأماكن، ولا شك في أن زيادة عدد الطلبة لدى كل محفظ في الفصل على عدد معين يتم تحديده وفق معايير تزيد العبء عليه وتقلل من جودة الإنتاج، وكلما زاد الكم في الفصل الواحد قلت الجودة، خاصة أن تحفيظ القرآن يعتمد على التلقي، والمعلم يحتاج إلى أن يعطي كل طالب حقه ويصحح أخطاء كل منهم على حدة.
أما ما يتعلق بتحديد نسب القبول بين المواطنين والوافدين فهذا أمر طبيعي في أي مؤسسة سواء تعليمية أو غيرها، وهو أمر لابد أن تحكمه قواعد محددة لتحديد نسب المقبولين بين الفئات المختلفة، ونحن لا نريد أن نحرم أي شخص يريد حفظ القرآن الكريم، ولكن في المقابل إذا كان لدينا مجال لفتح مراكز جديدة أو التوسع فنحن لن نتأخر في استقبال الجميع، وأعيد التأكيد على أنه لا يوجد إنسان يمنع الخير أو يقيد هذا الخير، ولا شك في أن الإقبال على حفظ القرآن من أفضل أعمال الخير، وفي النهاية الأمر متعلق بالأماكن المتوافرة.
خطة توسعية
إذن ألا توجد لديكم خطة لزيادة عدد المركز والحلقات لاستيعاب الأعداد المقبلة على الالتحاق بالحلقات؟
كما قلت لك سابقا لدينا حاليا نحو 18 ألف طالب وطالبة وفي الخطة الخمسية سيزيد العدد ليصل إلى 35 ألف طالب وطالبة بمشيئة الله، وسيتم ذلك بشكل تدريجي وفق الخطة الموضوعة، ونحن مقبلون على افتتاح 7 مراكز جديدة خلال شهر أكتوبر المقبل، وهذه المراكز متنوعة منها ما يخص القارئ الصغير ومنها مراكز الشاطبي ومراكز عادية، كما أن الإدارة مقبلة على فتح 24 مركز تحفيظ للبنين في المساجد، والخطة الخمسية للتوسع روعي فيها أن تشمل جميع مناطق الكويت بما فيها المناطق الجديدة.
منهج ومراحل الحفظ
ما المراحل التي يمر بها الطالب من بداية التحاقه بالحلقات لكي يتم حفظ كتاب الله؟
في الحلقات العامة ومراكز التحفيظ المنهج المقرر على الطلاب والطالبات، يشمل الربع الأخير من القرآن أي سبعة أجزاء ونصف الجزء، مع وجود المنهج المصاحب وهو التجويد وكذلك الجوانب التربوية المستخلصة من القرآن، ومنهج الحفظ يتفاوت زمن حفظه حسب الفروق الفردية التي نراعيها بين الطلاب، وهناك طلبة تحفظ هذا المنهج خلال سنة وبعضهم يحفظه خلال سنتين وأقصى مدة 5 سنوات.
أما بالنسبة لمراكز الشاطبي ففيها تقسيم والطالب المناسب لابد أن يحفظ القرآن خلال 3 سنوات، حيث يخصص للطالب 10 أجزاء في كل عام لابد أن يحفظها، وله الحق في أخذ 5 أجزاء إضافية خلال الصيف، حيث يقام معتكف يتم فيه التحفيظ بشكل مكثف، وبذلك يمكنه اختصار مدة حفظ القرآن كاملا إلى سنتين فقط.
والمسألة كما تعتمد على الدقة والإتقان تراعي المرونة والتشجيع لتحفيز الطالب أو الطالبة على بذل المزيد من الجهد للحفظ مع التأكيد على المراجعة المستمرة، ليخرج الطالب متقنا للحفظ.
استغلال الفراغ
قامت الإدارة خلال الأيام الماضية بعمل أندية صيفية، فماذا كانت أهدافها؟ وما مدى تحقيق هذه الأهداف؟
الأندية الصيفية تنقسم إلى قسمين أحدهما للبنات تحت شعار «روح ورياحين» والآخر للبنين بعنوان «اقرأ»، أما أهداف هذه الأندية فقد تركزت في المقام الأول على شغل أوقات الفراغ وتعزيز المفاهيم الإيجابية لديهم بشكل مفيد، وكذلك من الأهداف تنمية الطاقات الإبداعية للمشاركين، من خلال أنشطة الخط والرحلات الترفيهية والتعليمية والمسابقات الثقافية، التي كانت منها مسابقة حفظ متن تحفة الأطفال التي لاقت إقبالا كبيرا من المشاركين تجاوز الـ 500 طالب وطالبة، ومن الأهداف أيضا الارتقاء بالعلاقات بين الطلاب بعضهم البعض وكذلك بين الطالبات، لتخريج شخص قادر على التعامل بإيجابية مع المحيطين به، وما أجمل الصداقات التي تبنى على القرآن الكريم والحمد لله الأهداف تحققت كاملة بنسبة لا تقل عن 90%، وقد لمسنا ذلك من خلال استبيان تم توزيعه على الدارسين والدارسات وأولياء أمورهم وكذلك العاملين في هذه الأندية.
وكان هناك اهتمام كبير بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أقمنا أندية صيفية خاصة بهم بالتعاون مع نادي الصم، اشتملت على رحلات ترفيهية وعلمية وبحرية، ومسابقات ثقافية وترويحية، وأنشطة متنوعة لدمجهم بشكل كامل مع المجتمع، وفي الحفل الختامي كان هناك معرض مصاحب لما تم إنجازه خلال الصيف، وقد انبهر جميع الحضور بما أبدعته أيدي هؤلاء الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء من رسومات ولوحات ومطبوعات ومنسوجات وسجاد للصلاة ومفارش وأعمال يدوية وحرفية وفنية متنوعة، وأهم شيء السعادة الكبيرة التي كان يشعر بها هؤلاء الطلبة خلال ممارسة الأنشطة المختلفة، وقد تم تكريم هؤلاء الطلبة.
قدوة حسنة
يدفعنا ذلك للسؤال عن دور إدارة شؤون القرآن في توعية الطلبة بكيفية التعامل مع الواقع الحديث، سواء من جهة ترشيد الاستهلاك أو التعامل السليم مع الإنترنت، وكذلك احترام القوانين المختلفة ومنها قوانين المرور على سبيل المثال؟
دور إدارة شؤون القرآن حيوي جدا ويركز على القيم، بمعنى أننا مثلا نركز على تعريف الطلاب بقيمة حب الوطن بكل ما يعنيه هذا الحب من احترام للقوانين واتباع آداب الطريق وحفظ الممتلكات العامة، ونحن نعتبر طلابنا وطالباتنا قدوة لغيرهم، فنحن نعلمهم أن حامل القرآن لابد أن يكون على خلق فلا يؤذي غيره بأي شكل. أما بخصوص الإنترنت فللإدارة موقع على شبكة الإنترنت يوضح أنشطتها وعناوين الحلقات ومواعيدها، والمسابقات المختلفة وكل ما يتعلق بالإدارة، بالتنسيق مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن ومقرها في جدة بالمملكة العربية السعودية وسنعلن عن عقد أول حلقة تحفيظ إلكترونية، من خلال اتفاقية بين وزارة الأوقاف وهذه الهيئة، وسيحفظ المشارك فيها وهو في بيته من خلال فصل إلكتروني عن طريق الإنترنت وستكون هذه الحلقات محددة بمواعيد ومنهج، وستكون مفاجأة ممتازة للراغبين في الحفظ وسيعلن عن فتح باب التسجيل فيها قريبا، وستعزز هذه الحلقات الإلكترونية في حال نجاحها من وصول الإدارة إلى أكبر شريحة ممكنة من الراغبين في حفظ كتاب الله.
إبراز العمل القرآني
هل تواجه الإدارة تحديات تحول دون تحقيق كامل أهدافها؟
هناك تحديان رئيسيان، الأول كيفية استيعاب الإقبال الكبير من الراغبين في الالتحاق بالحلقات بالجودة المطلوبة والنتائج المتميزة، حتى لا يكون هناك راغب في الحفظ ولا نستطيع تلبية رغبته، وهذا تحد كبير. أما التحدي الثاني فهو كيفية إبراز العمل القرآني في الإعلام، بمعنى كيفية جعل وسائل الإعلام تتبنى المساهمة في ترغيب الناس في حفظ كتاب الله عز وجل، وتتبنى رعاية وتشجيع الحافظين.
هل تأثرت أنشطة الإدارة سلبا بتخفيض ميزانية الوزارات؟
موضوع تخفيض الميزانيات أمر عام، ولا شك في أنه يؤثر ولكنه ليس بالشكل الذي يعوق عملنا، فالقائمون على العمل القرآني يحولون أي أمر إلى تحد، وكتاب الله لا شيء يقف أمامه، وإذا تعسر أمر تتيسر أمور، وكما قال الله عز وجل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، كما أن المسؤولين في الوزارة من وزير الأوقاف ووكيل الوزارة والوكلاء المساعدين يدعمون بكل قوة كل ما يتعلق بحفظ القرآن، ولا يدخرون جهدا في هذا الأمر، لذا فالوزارة ربما تقلل الإنفاق على مجالات أخرى أما مجال القرآن فيحظى بكل الدعم.
وماذا عن الدعم من أهل الخير؟
الباب مفتوح أمام كل من يرغب في الدعم، ولكن من خلال القنوات الرسمية والقانونية، وهناك الأمانة العامة للأوقاف تستقبل الراغبين في الوقف لصالح تحفيظ كتاب الله، وكذلك لمن يرغب في أن يتبنى تشجيع أو رعاية الحافظين المجال أيضا مفتوح والقنوات القانونية موجودة.
- «اقرأها صح» جديدنا في رمضان
كشف مراقب حلقات تحفيظ القرآن ناصر الكندري عن أن مشروع حملة «اقرأها صح» سيكون جديد إدارة شؤون القرآن الكريم خلال رمضان الكريم إن شاء الله، لافتا إلى أن هذه الحملة تستهدف تصحيح تلاوة وقراءة سورة الفاتحة، من خلال عقد حلقات في 35 مسجدا في جميع المحافظات خلال أوقات محددة، وسيكون هناك إعلان بهذه المساجد وساعات الحلقات، مؤكدا أن المجال مفتوح لكل من يرغب في الالتحاق بها، وستكون هناك أماكن خاصة للرجال وأخرى للنساء.
خلال اللقاء وجه مراقب حلقات تحفيظ القرآن ناصر الكندري رسالة إلى أولياء الأمور، حيث طالبهم بالحرص على إلحاق أبنائهم بحلقات التحفيظ، وإذا تعذر الأمر فعليهم ألا يتركوا كتاب الله، بل يشجعون أبناءهم وبناتهم على الحفظ. وأضاف: إذا تم ربط الأبناء بالقرآن منذ صغرهم أبشروا بالخير لأن خير ما يحفظهم كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، وبهذا نحافظ على هويتنا الإسلامية.