- الخالدي: نحتسبهم شهداء عند الله وندعو للمصابين بالشفاء
- الداحس: المجتمع الكويتي أصيل ومعدنه يظهر في الشدائد
محمد الخالدي ـ فرج ناصر
عبر عدد من أهالي شهداء حريق «عرس العيون» عن اعتزازهم وتقديرهم للموقف الأبوي الكبير لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وعموم ابناء الشعب الكويتي الذين آزروهم في محنتهم وتعاطفوا مع مصابهم الجلل، وأثنى ذوو الضحايا على متابعة صاحب السمو الأمير للحادث منذ اللحظات الأولى لوقوعه وحرص سموه على تأمين كل ما يحتاجه المصابون من رعاية طبية وفي هذا السياق تجولت «الأنباء» على مقرات العزاء المنتشرة في منطقة الجهراء لتستطلع آراءهم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية قال عدد من أقرباء عائلة الداحس الذين فقدوا اثنتين من أقربائهما ولاتزال سبعة أخريات يتلقين العلاج في مركز البابطين ان اهتمام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يعبر عن لفتة أبوية كريمة وهي ليست غريبة على سموه، فسموه قريب من أبنائه دائما يشعر بآلامهم ويشاركهم أحزانهم وأفراحهم ونحن نعزي سموه بهذه الكارثة التي أصابت المجتمع الكويتي قبل أن نعزي أنفسنا.
وأضاف أن هذه المواقف المشرفة من أهل الكويت وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد خففت عنا الكثير من هول الكارثة والصدمة، وأثبتت أن تضامن أهل الكويت ووحدتهم أكبر من أي شيء فالمجتمع الكويتي مجتمع أصيل ومعدنه يظهر في الشدائد. وأكمل: اننا نحتسب أهلنا الذين توفاهم الله عز وجل في هذا الحادث الأليم شهداء عنده ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يعجل بشفاء جميع المصابين ويردهم إلى أهلهم وذويهم ردا جميلا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كما تحدث لـ «الأنباء» أحد أبناء عايد خليف الخالدي والذي فقد والدته وعمته في الحريق وهم سعوديون يعيشون في الكويت حيث قال ان الحادث يعتبر كارثة كبيرة لم يسمع أحد بمثلها في دول الخليج، فهي مصيبة كبرى أن يموت كل هذا العدد الكبير من النساء والأطفال وييتم ويترمل عدد كبير من أسرهم وأولادهم ويعاني المئات من الحروق والآلام والتشوهات بهذه الصورة الجماعية المفجعة، ونتساءل: ما ذنب كل هؤلاء الأطفال والنساء والأسر التي فقدت أحبابها؟ وهل يعقل أن تصل النزعة الانتقامية الى هذه الدرجة من الوحشية والقتل والتعذيب الجماعي بهذه الصورة؟! ولكننا لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على من تسبب بهذه الكارثة وقتل وعذب كل هذه الأنفس ويتم ورمل كل هؤلاء الناس بلا ذنب، كما أثنى على التضامن الاجتماعي بين أبناء الكويت والمملكة العربية السعودية قائلا إننا شعب واحد تربطنا علاقات الدم والقربى وما أصابنا هنا في الكويت يحزن له كل أبناء الخليج بلا استثناء، فشعب الخليج كله واحد وتربطهم علاقات الاخوة والقرابة، وكذلك اشاد بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أمر بنقل وعلاج المواطنات السعوديات اللائي أصبن في الحريق الى مستشفيات المملكة وأمر لهن برعاية طبية عاجلة وطائرة خاصة لنقلهن، كما أثنى على دعم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد وتضامن أهل الكويت جميعا مع أسر الضحايا ووقوفهم معهم في مصابهم الأليم الأمر الذي كان له أثر طيب في التخفيف من معاناتهم والشد من أزرهم قائلا المرء قليل بنفسه كثير بأهله وعزوته، واختتم حديثه بالدعاء لجميع الضحايا بالرحمة والمغفرة وأن يتقبلهم الله عز وجل شهداء عنده كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال «من مات حريقا فهو شهيد»، ونحن نحتسبهم شهداء عند الله بإذن الله وندعو لجميع المصابات بالفرج القريب والشفاء العاجل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبدوره، قال مطر الخالدي ان المكرمة الحقيقية هي تعزية صاحب السمو لنا نحن أهالي الضحايا وهي التي تزيدنا فخرا، فسموه بمنزلة الوالد والقائد لهذا الشعب وهذا ليس بغريب عليه وندعو الله له ان يطيل في عمره وان يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وهذا قدر الله.
واضاف ان سموه دائما سبّاق في تقديم يد العون ولا يتوقف ذلك على الصعيد المحلي بل يتعدى الى دول العالم الأخرى.
ومن جانبه قال راضي خليف الخالدي إن مكرمة صاحب السمو الأمير هي تاج على رؤوسنا فسموه ومنذ بداية الحريق كان اهتمامه منصبا على متابعة الحادثة.
واضاف ان المكرمة الأميرية لم تكن مفاجأة لنا فنحن نعرف سموه وما يأخذه على عاتقه وحرصه على متابعة شؤون المواطن والمواطنين.
وقال إن الذين فقدوا في الحريق هم ابناء القيادة السياسية قبل أن يكونوا أبناءنا.
ومن جانبه قال مشعل الخالدي نتشرف بالمكرمة الأميرية التي أمر بها صاحب السمو الأمير لذوي الضحايا، مؤكدا أن سموه يعتبر كل ضحية فقدت بمنزلة الولد أو البنت او الأخت.
واضاف ان مشاركة القيادة السياسية في البلد هي بحد ذاتها تعزية لنا جميعا نحن ذوي الشهداء.
مستشفى الجهراء.. ألم ومعاناة!
محمد الخالدي
الحديث عن مستشفى الجهراء حديث آخر ذو شجون كما قال بعض أهالي الجهراء، فإضافة الى صغر حجم المستشفى وعدم قدرته على استيعاب الحالات الحرجة وقدرته المحدودة والتي لا تتناسب على الإطلاق مع وجوده في أكبر محافظات الكويت وأكثرها كثافة سكانية، إضافة الى ذلك كله يعاني أهالي الجهراء من صعوبة الوصول الى المستشفى الذي تجري فيه حاليا أعمال الترميم والتوسعة والتي تسبب كل يوم المزيد من المعاناة لأهالي المنطقة، وأشار كثير من أهالي الجهراء الى أن سيارات الإسعاف التي جلبت المصابين من الحادث ظلت متوقفة خارج المستشفى لفترات طويلة وهي عاجزة عن الوصول الى بوابة الحوادث وإدخال المصابين بسبب ضيق المكان وعدم وجود مواقف ومدخل ضيق ووحيد يصعب تجاوزه، وقالوا ان حريق «العيون» جريمة كبرى، ساهم في زيادة عدد الضحايا والمصابين والحالات الخطرة لها عدة عوامل منها تأخر عمليات الإنقاذ ووصولهم لتلقي العلاج المناسب نتيجة تكدس الناس وصعوبة الحركة ونقص الاستعدادات اللازمة، ولايزال مسلسل نقص الاستعدادات قائما حيث يعاني مركز البابطين وهو المركز الوحيد المتخصص في علاج حالات الحروق من نقص أدوات العلاج وأولها الجلد الصناعي الذي يفترض توفره بكثرة. وقال أحد أهالي الضحايا: إذا كانت الزوجة الأولى للعريس قد سكبت البنزين وأشعلت النيران في الخيمة وتسببت في مقتل هؤلاء الأبرياء من النساء والأطفال وإصابة هذا العدد الكبير بإصابات وحروق بالغة، فإن هذه الجريمة البشعة يشترك فيها عشرات المسؤولين عن هذا التقصير والإهمال والتفريط في حياة الناس بهذه الصورة التي لا تتناسب على الإطلاق مع إمكانات الكويت المادية، فنحن ولله الحمد في دولة غنية وصغيرة الحجم وقليلة السكان فكيف يعاني الناس كل هذه المعاناة بسبب نقص المواد والأجهزة ومراكز العلاج.
رسالة «للفضوليين»
أجمع أقارب الضحايا الذين التقتهم «الأنباء» في أكثر من مقر للعزاء على أن تجمهر الناس وتجمعهم أثناء حدوث الحريق كان سببا مباشرا في تعطيل عملية إنقاذ النساء والأطفال، وقالوا: ان الموت حق وكل إنسان سيموت في يومه وموعده ولكن الله عز وجل أمرنا بالأخذ بالأسباب وهؤلاء «الفضوليين» الذين تجمهروا كانوا سببا مباشرا في تعطيل حركة مرور سيارات الإطفاء والإسعاف، وعليهم أن يدركوا أنهم محاسبون على ذلك أمام الله عز وجل، وأن يدركوا أنهم تسببوا في موت العشرات من الأبرياء كان من الممكن إنقاذهم لولا وجودهم، واستغربوا من هذه «العادة السيئة» لدى البعض ممن يعشقون «الفرجة» على مصائب الآخرين قائلين: ان كثيرا منهم تجمعوا للفرجة ليس أكثر وبلا مبالاة أو شعور بالمسؤولية وكان كثير منهم يوقف سيارته في عرض الطريق ويقف ليتفرج على ما يحدث، فعلى ماذا يتفرجون؟! على نساء وأطفال يحترقون؟ أين ضمائرهم وهم يعلمون أنهم تسببوا في إغلاق الشوارع وإعاقة المسعفين عن إنقاذ أرواح اولئك الأبرياء؟ وأكد كثير من أهالي الضحايا أن كثيرا من النساء والأطفال الذين ماتوا في الحريق قد ماتوا أثناء عملية نقلهم الى المستشفى والتي تأخرت كثيرا بسبب حشود «المتفرجين»، وعليهم أن يعرفوا وهم يعرفون أنفسهم أنهم تسببوا في موت كثير من الأبرياء وزيادة معاناة كثير من المصابات بسبب تجمهرهم وفضولهم غير المبرر، وإذا كانت القوانين لا تجرم فعلتهم فليعلموا أن عقاب الله عز وجل لا مفر منه.