- عرب: أستمتع بالتسوق قبيل رمضان
- الرفاعي: شراء أكبر قدر من الخضراوات
- ميكس: أتجنب شراء المواد النشوية
- راضي: لماذا التزاحم على الأسواق؟
- نجيب: المفروض أن رمضان شهر عبادة
- الشمري: ارتفاع الأسعار غير مبرر
- خلف: ميزانية خاصة للطعام تريحني
- الجميل: قرب عودة المدارس أربكنا
محمد راتب
«الغرابة»، هي الوصف الذي يمكن إطلاقه على نظرات المتابعين لحركة أسواق المواد الغذائية قبيل ساعات من السحور الاول في رمضان المبارك، و«الهلع المبالغ فيه» هو اللون الذي يميز الزاحفين إلى أبواب الجمعيات التعاونية والاسواق المركزية في هذه الساعات الاخيرة قبل بدء رمضان، ورغم أن السلع لا تزيد في رمضان على غيره من الشهور، غير أن الثقافة المجتمعية المختلفة عنه حركت الناس لجمع أكبر قدر ممكن من الأطعمة والمأكولات. «الأنباء» قامت بجولة في بعض الأسواق خلال ليلة امس، ورصدت ازدحام الشوارع واكتظاظ الأسواق بالمشترين «تجهيزا للشهر الفضيل» كما يقول البعض، واستشفت آراء متقاطعة حول شراء المواد التموينية في رمضان، فمنهم من يرى في الشهر المبارك فرصة لتواصل الأحبة والأرحام واجتماعهم على موائد الإفطار والتي تتطلب تنويعا في الأصناف، ومنهم من يعتبر هذا الشهر فرصة ذهبية للحد من الاسراف في الأكل، والشعور بالآخرين من المحتاجين، والظفر بالمعاني الروحانية التي شرع من أجلها الصيام، كما أن البعض انتقد وبشدة تلاعب بعض الجمعيات التعاونية في الأسعار والإعلان عن عروض ومهرجانات وهمية ليس لها من غاية إلا اقتناص ما في الجيوب واستغلال تزاحم المشترين خلال هذا الشهر، وذلك من خلال التحقيق التالي. فإلى التفاصيل:
البداية كانت من أحد أسواق المواد الغذائية في محافظة حولي، حيث التقينا عددا من المواطنين والوافدين الذين اكتظت «عرباناتهم» بألوان الأطعمة والحلويات والعصائر، فأحد هؤلاء ـ وهو حسين عرب ـ يؤكد أن شهر رمضان لا يختلف من ناحية تجهيز المواد التموينية والغذائية عن بقية الشهور، فالأمر بالنسبة له طبيعي 100%، مؤكدا أن جميع المواد متوفرة، غير أن موسم شهر رمضان يتميز بوجود سلع خاصة به.
ويضيف أن الخروج للتسوق له متعة وطعم خاص قبيل بدء الشهر الفضيل، لافتا إلى أن رصد ميزانية خاصة لشهر رمضان الكريم هو أمر مبالغ به ولا داعي له، فرمضان هو شهر الصيام والعبادة والسعادة الروحية، وليس شهر طعام، ومن الجميل أن يستشعر الإنسان الأجواء الرمضانية من خلال التنويع في بعض الأطعمة، ولكن من جهة أخرى، فإن الإفراط والمبالغة في المشتريات وصنع الأطعمة، ينعكس سلبا على الإنسان من الناحية الاقتصادية وكذلك الصحية، حيث نرى أن الكثير من الناس يصابون في شهر رمضان بالتخمة وزيادة الوزن، في حين أن المفترض هو التقليل من الطعام والسعي لتحسين الحالة الصحية خلال الشهر، وقال: أعتقد أن هذه ظواهر سلبية انقلبت إلى عادة، وغيرت الهدف السامي من الصيام، أما نحن والحمد لله، فإنا وأسرتي أحرص على التوازن سواء في رمضان أو غيره.
ويشير عرب إلى أن التركيز الأكبر في شهر رمضان يجب أن يكون على صيام الروح والتخلص من الأوزار والأمراض الاجتماعية والآثام، فرمضان شهر الصيام عن الخطيئة وتطهير الروح، وفي نفس الوقت شهر تطهير البدن وكذلك شهر التواصل الاجتماعي والمحبة.
الشعور بالآخرين
فاطمة محمد ميكس، تؤكد أن شهر رمضان لم يتغير بالنسبة لها عن الشهور الأخرى، ولكنها قد تسعى إلى تغيير نوعية الأطعمة في رمضان حرصا على أن تخرج هي وعائلتها من هذا الشهر بصحة أفضل، فهي تتجنب شراء المواد النشوية والإكثار من اللحوم، وتحرص على الإكثار من الفواكه والخضراوات.
وتلفت فاطمة إلى أن من الواجب على المسلم الشعور بالآخرين الذين قد لا يجدون ما يأكلونه في رمضان، وليس أن يجعل رمضان شهر الإكثار من المأكولات والمشروبات والإفراط في شراء السلع فوق الحاجة، فهذا يشوه صورة الصائم أمام غير المسلمين، حيث إن الآخرين سينظرون لنا في رمضان وكأننا لا نفعل شيئا إلا التغيير في مواعيد تناول الطعام، والنوم في النهار والأكل في الليل، كما أن سيدة المنزل التي تجعل يومها كله في صنع الطعام والمكث في المطبخ إنما تضيع وقتها ونهارها، والأفضل أن تفكر في دينها وقراءة القرآن.
وتضيف أن الكويت تعاني من ارتفاع حالات السمنة والضغط والسكري، والأمراض قد تزيد في شهر رمضان، بسبب تناول المزيد من النشويات والسكريات وقلة الحركة.
الشويخ
كما كان لـ «الأنباء» جولة في أحد أسواق الشويخ الغذائية، والتقينا فيه أشرف محمد نجيب، الذي يرى أن الكثير من الناس يجعلون همهم الأكبر في رمضان هو جمع أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية، في حين أن المفترض أن يكون رمضان شهر عبادة، مشيرا إلى أن لكل عائلة فكرا خاصا عن هذا الشهر من حيث تنويع الأطعمة، وقال: المسألة ليست بزيادة السلع الغذائية وإنما بتنويع المأكولات والحرص على أن تكون مناسبة للصحة، والذي يحدث أن بعض العائلات تصنع الكثير من الطعام ثم ترميه في القمامة في وقت لا تجد فيه الكثير من العائلات ما يسد رمقها.
ويضيف نجيب أن تدافع الناس على الأسواق والمتاجر الغذائية قبل رمضان وأثناءه يفسر بازدياد الولائم خلال الشهر، وهو نوع من أنواع صلة الرحم، وهذا ما يجعل العائلة تحسب حسابا لذلك. ولكنه يؤكد أن من غير الضروري رصد ميزانية خاصة لشراء السلع في رمضان. لافتا إلى أن الأسعار في شهر رمضان لا تختلف عن بقية الشهور، بل على العكس قد نجد عروضا أكثر في الجمعيات التعاونية.
لرمضان «طعم خاص»
من جهته يؤكد سعيد خلف أن الاستعداد لشهر رمضان وتسوق الأطعمة والمواد الغذائية يختلف عن أي شهر آخر، والسبب في ذلك تجمع الأهالي وكثرة دعوات الطعام، مما يتطلب التنويع في الأطعمة، فشهر رمضان له طعم ولون خاص. وقال: هذا الأمر بات عادة موروثة عن أجدادنا، ويوضح خلف أنه رصد ميزانية خاصة بالمواد الغذائية لشهر رمضان، لافتا إلى أن أسعار المواد الغذائية لا تختلف في رمضان، ولكن فاتورة الشراء تزيد تبعا لزيادة المواد وتنوعها.
ويضيف خلف أنه يسعى إلى شراء كم كبير من المواد الغذائية قبل دخول الشهر لأن ذلك يريحه ويوفر عليه الذهاب للجمعية والسوق بين اليوم والآخر، حيث إن فرص الخروج للسوق تقل خلال الشهر.
تعويد الأبناء على الصيام
أما كفاية الرفاعي، فترى أن من الضروري في مثل هذه الأيام الحرص على تعويد الأبناء والبنات على الصيام وأداء العبادات لاسيما صلاة التراويح، معتبرة شهر رمضان فرصة ثمينة جدا، يجب أن تستغلها المرأة المسلمة في طاعة ربها وليس في ملء بطنها وإتخام أسرتها بأنواع الطعام، ومن ثم تعريضهم للإصابة ببعض الأمراض بطنها وإتخام أسرتها بأنواع الطعام، ومن ثم تعريضهم للإصابة ببعض الأمراض.
وتضيف كفاية أنها تحرص خلال الشهر الفضيل على شراء أكبر قدر من الخضراوات والفواكه الطازجة والتمر والأسماك، في حين أنها تتجنب في صنع أطعمتها خلال رمضان الإكثار من الدهون والسمن والزيوت واللحوم الحمراء والحلويات والنشويات.
وقالت: أحرص على ألا تزيد ميزانية الأطعمة خلال شهر رمضان، ورغم ان سيارتي ستمتلئ هذه الليلة بالسلع الغذائية، إلا انها تحتوي في معظمها على أهم العناصر المفيدة للجسم، والتي تساعدني مع أسرتي على الخروج من رمضان بصحة وعافية.
لا استعداد خاصاً
نادر راضي، من جانبه، يؤكد أنه يتعامل مع رمضان بشكل طبيعي دون ان يجعل استعدادا خاصا للشهر، مستغربا من تزاحم الناس على الأسواق، وقال: من الممكن تبرير هذا الأمر بالحالة النفسية التي تعتري الصائم، حيث ان شهيته تنفتح لشراء مزيد من السلع، لافتا إلى ان كمية الطعام تخف في منزله خلال شهر رمضان مقارنة ببقية فترات السنة، وقال: من الضروري ان يركز الصائم على الخضروات والفواكه وليس التسابق على اللحوم والنشويات والحلويات، فرمضان فرصة للخروج بصحة سليمة. ويضيف انه يستغل رمضان لتحسين حالته الصحية وتخفيف وزنه وعلاج ارتفاع ضغط الدم الذي أصيب به، كما أنه أقلع عن التدخين في شهر رمضان الفائت وكان فرصة ممتازة.
ارتفاع الأسعار
فيصل الشمري، انتقد ارتفاع الأسعار في الجمعيات التعاونية، حيث ان العروض التي يقدمها القائمون على الجمعيات هي عروض وهمية، ويستغلون تزاحم الناس في رمضان، فالأسعار تزيد في رمضان، داعيا إلى أن تكون هناك رقابة من قبل وزارة التجارة، ومن قبل الناس أيضا للتنبه إلى الأسعار، فرمضان شهر خير، وما تفعله الجمعيات هو التربح على الناس، وقال: لقد اضطررت لرصد ميزانية خاصة لهذا الشهر.
ويؤكد فيصل أن بركة شهر رمضان، هي ما يفسر ازدحام الأسواق التجارية قبل وخلال الشهر، لافتا إلى أن وجود العروض التي تقدمها الأسواق في رمضان يفتح الشهية للتسوق أكثر. ويبرر فيصل شراءه للمزيد من السلع بأن رمضان شهر تكثر فيه المناسبات والولائم بين العائلات، كما ان رمضان يتميز بتنوع الأطعمة، فقد اعتدنا أن يكون لهذا الشهر لون خاص.
عودة المدارس
بسام الجميل ـ الذي التقيناه في إحدى الجمعيات التعاونية ـ يؤكد ان موسم شهر رمضان جاء متزامنا مع قرب عودة المدارس، وبالتالي، فإن الجمعيات والأسواق التجارية شهدت هذا الازدحام الكبير من الناس، لافتا إلى ان الثقافة المجتمعية والعادات الأسرية رسخت في أذهاننا الهلع إلى شراء المواد الغذائية والأطعمة قبل رمضان بيوم واحد، وهذا ما يعتبر خطأ، فعندما تتوازن حاجة الإنسان للسلع والمواد التموينية مع تسوقه، فإن ذلك سيجعل شهر رمضان مثل بقية الشهور لا يزيد عليها شيئا. ويضيف بسام انه يحرص في شهر رمضان الكريم على التواصل مع الأرحام ودعوتهم إلى ولائم الإفطار وهذا ما يستدعي منه رصد ميزانية خاصة لهذه الولائم، والتي تتطلب تنويعا في الأطعمة والمشروبات والحلويات. ونصح جميع الصائمين بالحرص على الحركة وممارسة رياضة المشي وعدم الركون إلى الراحة، تجنبا للإصابة بالتخمة والكسل والأمراض التي قد تكثر في رمضان مقارنة ببقية اشهر السنة.
أم محمد زوجة بسام، تنصح جميع ربات البيوت بعدم التقصير في واجباتهن المنزلية تجاه أسرهن وأطفالهن، وأن يحرصن على الزيادة في الطاعة والتقرب إلى الله تعالى.
لافتة إلى ان التخمة قد تكون مانعا من تحقيق السعادة الروحية التي تنتج عن الصيام، كما أنها قد تعيق الصائم عن أداء صلاة القيام والتراويح بشكل سلس ومريح.