في الوقت الذي أعلن فيه رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي عن سحب الطلب النيابي الخاص بعقد دورة برلمانية طارئة لمناقشة مرض انفلونزا الخنازير.
أعرب النائب مسلم البراك عن أسفه وحزنه أن يصل الحال بمجلس الأمة لهذه الدرجة فيما يتعلق بإفشال طلب عقد جلسة طارئة لدور انعقاد غير عادي بشأن مرض انفلونزا الخنازير. واشار البراك في تصريح صحافي الى انه امر مؤسف ومحزن ان يتم التعامل مع الطلب بهذا الشكل في ظل الحاجة الملحة لمناقشة وسماع ما لدى الحكومة من خطة واجراءات استعدادا لمواجهة هذا المرض ومحاولة طمأنة الناس وهم يعيشون في حالة من الهلع والخوف.
وانتقد البراك تساؤل احد الاطراف النيابية عندما قال: ما الفرق بين ان يبحث الامر في لجنة برلمانية عنه في جلسة علنية؟ ثم علّق بقوله ان الفرق هو «الكاميرا»! واضاف: كيف يصور الامور بهذا الشكل وبعد ذلك يقول انها فترة وسيغيب الدستور؟
وقال البراك مخاطباً من يقصده: ان هذا ما تريده انت وهذا ما يختلج في قلبك والذي تعتقد معه ان مصالحك حسب الظاهر لا تنمو الا في غياب الدستور.
وأشار الى ان مجلس الامة وصل الحال به في هذه المرحلة الى التجاوب مع الحكومة في تعطيل عقد الجلسات لمناقشة قضايا ملحة وخطرة كوباء مرض انفلونزا الخنازير وتفشل الجلسة دون ان يحصل المجلس على اي معلومات حقيقية، مبينا انه اذا كانت الحكومة وحسب ادعائها سواء في وزارة التربية او وزارة الصحة بأنهم مستعدون وفقا لخطة معدة لمواجهة هذا المرض مع بدء العام الدراسي فلماذا الاصرار على عدم طرح هذه الخطة بشكل علني وبالكثير من الشفافية ومخاطبة الناس من خلال نواب الأمة لطمأنتهم وتخفيف قلقهم وهلعهم على أبنائهم الطلبة؟! واذا كان بعض النواب ممن يرون عدم الحاجة لعقد الجلسة والاكتفاء باجتماع اللجنة السري حيث يقولون انهم استمعوا للحكومة وأثنوا على خطتهم، فلماذا لا يعلن النواب هذه الخطة للناس؟ والآن وبعد ان تم إفشال الجلسة للاجتماع غير العادي لماذا لا تستخدم الحكومة اذا كانت واثقة من خطتها وسائل الإعلام الرسمية مثل التلفزيون والإذاعة من خلال وزيرة التربية ووزير الصحة ومساعديهما ليشرحوا خططهم في مواجهة هذا الوباء عند افتتاح المدارس حتى تطمئن نفوس الناس ولا يخلق شعور لديهم بالمشهد المأساوي الذي سيحدث، لا قدر الله، لو أصيبت مجموعة من الطلبة والمدرسين في احدى مدارس الكويت.
وعبر البراك عن أنه من المؤسف ان يصل الحال بمجلس الأمة الى هذه الدرجة فيما يتعلق بالطلب لعقد جلسة طارئة لدور انعقاد غير عادي لمناقشة وسماع ما لدى الحكومة من اجراءات واستعدادات لمواجهة مرض انفلونزا الخنازير، مشيرا الى ان الكل يعلم ان طلب الحكومة الاجتماع مع اللجنة الصحية البرلمانية كان الهدف الاساسي منه إفشال الجلسة والا اذا كانت الحكومة تملك المعلومة التي تريد ان تقولها داخل اللجنة لماذا لا تقولها داخل القاعة في جلسة علنية لتخاطب فيها الناس لتهدأ النفوس؟! فالهلع والخوف لدى الناس سببه غياب المعلومة، وهذا ما نواجهه يوميا في الدواوين.
وقال البراك ان الحكومة عندما اتخذت قرار عدم تأجيل الدراسة كان يفترض عليها ان تأتي للجلسة ليقتنع الناس بهذا القرار، مستغربا انه بعد كل ذلك يأتي من يقول ويحاول ان يبرر عقد مثل هذا الاجتماع والاكتفاء به بالرغم من انه دائما ما يطالبون بتطبيق اللائحة بعدم مناقشة اي موضوع الا بموافقة المجلس واحالته للجنة المختصة لكن يبدو ان هناك من يحاول ان يستخدم اللائحة لتبرير مواقفه. وقال البراك انه لمن المؤسف ان تأتي الحكومة من خلال بعض الاعضاء لتجهض عقد مثل هذه الجلسة المهمة والتي نعتقد انها جزء من دور مجلس الامة والرقابة على اعمال الحكومة وعلى استعداداتها لمواجهة هذا المرض الخطير وأنا احد الذين لديهم شك ان ليس هناك استعدادات ولو 10% لدى الحكومة ولدينا تجارب سابقة ولكن يبدو انها لم تتعلم من تجاربها مبينا ان هذا ما حصل بالضبط في محطة الصرف الصحي بمشرف.
واستطرد قائلا: «هذه الجريمة غاب فيها الضمير» واصفا اياها بـ «محطة غياب الضمير» تلك الكارثة الاخلاقية البيئية التي غاب عنها الضمير بكل تفاصيلها بدءا من التصميم مرورا بالتنفيذ الى التشغيل دون ان يراعوا الله والوطن وصحة الناس والتي يتقاذف المسؤولون عنها مسؤولية ما حدث من تلوث لان الكل يريد الهروب من المسؤولية.
واستغرب البراك اسلوب مسؤولي الاشغال في التعامل والتعاطي مع حجم الكارثة وهو اسلوب سيئ لدرجة اننا معه اصبحنا نقيس مدى تلوث مياه الشرب كل ربع ساعة متسائلا هل وصل بنا الحال الى ان نعيد «تناكر» المجاري لنقل مياه الصرف الصحي لمحطات اخرى مثل العارضية لتكون النتيجة اسوأ؟ وهي ظهور فيضان المجاري في منطقة جليب الشيوخ والرحاب وستظهر في مناطق اخرى اذا استمر هذا الاسلوب السيئ لدرجة انهم لم يعلنوا القدرة الاستيعابية لطاقة محطة العارضية.
وكشف البراك ان كتلة العمل الشعبي تتابع ما حصل من كارثة في محطة مشرف ولديها معلومات كثيرة ودقيقة ومازالت اجتماعاتها في هذا الاتجاه مستمرة مع اطراف مخلصة، مشيرا الى انه مع الأسف ان هذه الأطراف تحارب ورُفض الاستماع لرأيها ووجهة نظرها لأن الحكومة لا تريدها وعلى رأس هذه الأطراف «جماعة الخط الأخضر» التي سبق ان حذرت من خطورة اقامة هذه المحطة في مشرف قبل ان تنفذ عمليات البناء وقامت بمظاهرة في الموقع نفسه ولكن لا حياة لمن تنادي لأن الأمور وصلت الى الاستهانة بحياة وصحة الناس الى مستوى اللامبالاة وعدم الاهتمام. ونبه البراك الى ان ارتكاب الأخطاء الفادحة قد استسهل في البلد والدليل ما حدث في كارثة حريق الجهراء مرورا بمرضى انفلونزا الخنازير وانتهاء بكارثة محطة مشرف. وتساءل البراك هل تدرك الحكومة خطورة هذا الأمر بأن أي مسؤول من الممكن ان يرتكب خطأ جسيما طالما انه في الكويت فانه لن يحاسب ولن يعاقب؟
واكد البراك ان كتلة العمل الشعبي تعد ابناء الشعب الكويتي بأن تكون قضية كارثة مشرف حية كما هي قضية مرضى انفلونزا الخنازير كما مأساة حريق الجهراء التي اثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يوجد شيء اسمه خطة عامة للطوارئ لمواجهة اي كارثة وهذه المسؤوليات تجاه هذه القضايا نعد الشارع بأن نمارسها ونتابعها ونحاسب عليها ونلزم الحكومة بتقديم معلومات كاملة وواضحة تحدد فيها أوجه القصور والمسؤولية والأسباب والمعالجة.
معصومة: ما مدى خطورة ضخ مياه الصرف الصحي في البحر؟
قدمت النائبة د.معصومة المبارك سؤالا لوزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان جاء فيه: يرجى افادتي بالآتي: ما الخطورة التي يمثلها ضخ مياه الصرف الصحي الناجم عن محطة مشرف للصرف الصحي في البحر على محطات تحلية المياه. وهل استخدام مضادات التلوث في مياه البحر يؤثر على جودة مياه الشرب ومن ثم على صحة الانسان خاصة من ارتفاع معدلات تلوث مياه البحر الى عدة اضعاف.
«السلفية»: يجب تأجيل الدراسة.. وما المانع من عقد جلسة طارئة؟
قال عضو المكتب السياسي في الحركة السلفية مشعل المعلث ان على الحكومة تأجيل بداية العام الدراسي حتى تتم السيطرة على الوضع ويطمئن اولياء امور الطلبة على حياة اولادهم، واستنكر المعلث مكابرة الحكومة في موضوع تأجيل الدراسة مع ان الوضع لا يبشر بخير، وتساءل المعلث: هل ارواح الجيل القادم رخيصة عندهم؟ وطالب المعلث اولياء الامور بعدم التفريط في حياة اولادهم فهي امانة اودعها الله عندهم، وطلب منهم رفع شعار «لأن يتأخر ابني عاما خير من افقده بقية عمري» واستغرب المعلث استماتة بعض النواب في الدفاع عن الحكومة واستعدادتها، وما ترديدهم لجملة واحدة بتصاريحهم «وهي الحكومة مستعدة ولا داعي لعقد جلسة طارئة» الا دليل على توجيه الحكومة لهم وتحريكها لهم، والمانع من عقد جلسة طارئة يطمئن اهل الكويت فيها على مستقبل اولادهم واختتم المعلث تصريحه داعيا ان يرفع الله الوباء والبلاء عن المسلمين وان يحفظ الكويت ومن عليها من كل مكروه.