بشرى شعبان
مجمع الوزارات ارتدى امس ثوبا غير ثوبه فقد ظهر على غير عادته هادئا ساكنا، يئن من الفراغ، الموظفون في مختلف الوزارات ارادوا ان تكون العشر الاواخر من الشهر الفضيل اجازة كل منهم حسب ما يريد «عرضية، مرضية، دورية».
الهدوء كان السمة البارزة خلال الايام الماضية اما امس وقبل بدء اجازة العيد بيوم واحد فشعرنا ان الاجازة بدأت ونحن لا نعلم، ممرات فارغة وهي التي كانت قبل ايام تعاني ازدحاما لا يطاق، وقد علا المكاتب طبقات من الغبار تنتظر عودة الموظفين الذين اشتاقت لهم خلال هذا الشهر الكريم.
والمراجعون قادهم حظهم العاثر لمراجعة الوزارات امس فرحوا بخلو المواقف من السيارات وعدم معاناتهم لايقاف السيارة لكن هذه الفرحة سرعان ما بددتها خيبة الامل لعدم تمكنهم من انجاز معاملاتهم واضطرارههم الانتظار عشرة ايام اضافية.
هذا الوضع الذي تشهده مؤسسات ووزارات الدولة قبل اجازة اي عيد اصبح عرفا يسبق اي اجازة.
مصدر مسؤول في احدى وزارات الدولة قال من حق الموظف الحصول على اجازة في اي يوم يريد ولا احد يستطيع ان يمنعه من هذا الحق وبالتالي عندما يتقدم للحصول على اجازة لا يستطيع مديره ان يرفضها.
واكد ان جميع الموظفين حاصلون على اجازات مسببة علما ان نسبة الغياب دون مبالغة تخطت الـ 70%، فلا مدير في مكتبه، ولا مراقب ولا رئيس قسم، كل 10 مكاتب تشاهد موظفا واحدا.
لكن الفراشين والمراسلين كانوا الاكثر التزاما، ظهرت عليهم علامات «الملل على وجوههم من قلة العمل»، اخذوا مكاتب الموظفين وكراسيهم، وهواتفهم، وقد بادرنا احدهم بالقول «شنو ماما انا حق لي يوم بالسنة اجلس هني، انا مو انسان».