«البيوت أسرار» ..ولا يحق لأحد أن يدخل بيتا دون استئذان لكن إذا فتح البيت بابه وقلبه لأخيه الإنسان فقد يجد في ذلك راحة وتفهما
للتواصل
[email protected]
إعداد: محمود صلاح
لماذا لا يقول لي زوجي: أنا أحبك؟!
انا لا أشكو من زوجي ولا أجرؤ فهو انسان طيب معتدل، وانا أحمد الله على انه أعطاني هذا الزوج المخلص، منذ اليوم الأول لزواجنا وهو يعاملني أفضل معاملة وحتى بعد ان أنجبت له ثلاثة أولاد، ما زال يعاملني نفس المعاملة الطيبة، لم نختلف كثيرا، صحيح اننا كنا نمر ببعض المشاكل، لكنها كانت دائمة مشاكل عادية وتحدث في كل البيوت، وسرعان ما تزول وتمضي حياتنا الى سيرتها الطبيعية.
الشيء الوحيد الذي آخذه عليه، انه لم يقل لي انه يحبني كثيرا، مرات قليلة في حياتنا التي سمعت فيها هذه الكلمة منه.
لماذا لا يقول لي: أنا أحبك؟
هو لا يفهم سر هذه الكلمة، وماذا تعني لي!
وهل كل الأزواج هكذا؟
دون توقيع
ربما يكون معك بعض الحق يا سيدتي.. لكن!
الحب أصلا ليس مجرد كلمة ولا كلمات، الحب أفعال وتصرفات.
المهم ماذا يفعل معك وكيف يعاملك.
اذا كان يعاملك بمودة واحترام، واذا كان يتحمل مسؤوليتك ومسؤولية بيتك وأولادك، واذا كان لم يسيء اليك يوما، ولم يتجاوز بإهانتك بأي شكل من الأشكال فهو يحبك لا شك!
وأي امرأة تريد ان تعرف اذا كانت محبوبة من زوجها، وهذا طبيعي ومن حقها، لكن يجب ان تفهم ان الحب ليس بالضرورة بالكلمات، الحب احساس يدركه الإنسان بلا كلمات، وعلاقة روحانية وجسدية تعيش وتنمو بالعطاء المتبادل.
وعلى المرأة ان تدرك ان خلقة الرجل غير خلقة المرأة، الرجل يتحمل مشاق وأعباء مواجهة الحياة ومسؤولية أسرته، ويتحمل ضغوطا ومشاكل في عمله والسعي من أجل رزق أسرته.
وربما يكون الرجل في بداية زواجه قادرا وراغبا في الاعلان صراحة عن حبه لزوجته، لكن مشاكل الدنيا ومرور السنوات يجعله مشغولا ومهموما بما هو أهم وهو حياة اسرته ومصيرها.
ومع ذلك..
فإن اعتقادي ان الرجل يجب ألا ينسى طبع النساء، وان أي امرأة بحاجة الى ان تشعر انها محبوبة، بالطبع من زوجها، وان كلمة الحب عندما يقولها لزوجته لن تقلل أبدا من هيبته أو مكانته أو كرامته على العكس تماما.
والكلمة الطيبة صدقة.
وليس عيبا أو حراما ان يتصدق الرجل على زوجته.
والرجل عندما يصارح زوجته بأنه يحبها سوف يسعدها ويساعدها.
لكن ايضا.. على المرأة ان تفهم قيمة كلمة أحبك.. من زوجها!
ممكن سؤال.. ما الحب؟
أرجوك لا تتعجل يا سيدي. ولا تظن فيّ الظنون. أنا شاب جامعي وإنسان عادي لكنني من كثرة ما يتحدث اصدقائي عن موضوع الحب، ومما اراه حولي في الحياة، أو في الكتب و حتى في مسلسلات التلفزيون، أصبحت اسأل نفسي: ما هو الحب؟
هل هو حقيقة أو وهم؟
وهل يحب الإنسان بقلبه أم بعقله؟
وهل يحب الإنسان ليعيش أم يعيش ليحب؟
وما علاقة الحب.. بالجنس؟
وهل الحب مقصور على الناس الطيبين، ام ان الاشرار ايضا يعرفون الحب؟!
وهل يمكن للإنسان ان يحب اثنين؟
هل يجتمع الحب.. مع الانانية؟
وهل اذا وقع إنسان في الحب.. يذوب تماما في شخصية من يحبه.. ام يحتفظ بشخصيته المستقلة؟
ولماذا ترتبط مشاعر الغيرة بالحب؟
وهل الحب.. درجات وأنواع؟
(ن.ح)
اقول لك ما اعتقد، لكن ما اعتقده ليس بالضرورة حقيقة مطلقة ولك ان تفكر فيه قبل ان تصدقه!
الحب يا بني هو الذي يكشف للإنسان عن احتياجاته. وهذا ليس معناه ان الإنسان يحب لتلبية احتياجاته وانما تظهر هذه الاحتياجات عندما يلتقي بمن يحب، فالحب ليس منفعة أو مصلحة محقة، الحب اصله براءة وتلقائية. ونور يكشف للإنسان عن كنوز ذاته وكنوز الدنيا نور يكشف للإنسان عن معنى الحياة.
والحب ليس مهارة معنية ولا يمكن تعليمه ولكن فطرة نزل بها الإنسان، والحب ايضا تزاوج بين الأرواح تتناسل وتناسل الارواح غير تناسل الاجساد، والارواح ايضا عندما تتناسل تنتج اشياء اخرى، وتولد اجساما من نوع اخر، تولد حبا وقيما كلها خير.
والحب اسمى درجات الخير، وقمة السعادة الحب فهو يحقق اسمى معاني الإنسان الذي خلقه الله مختلفا عن بقية مخلوقاته.
والذي يحب بصدق لا بد ان يقول: لا إله إلا الله.. لانه بالحب يفهم ويدرك معنى الحياة.
نعم.. الحب منحة الهية، ينعم بها الله على بعض عباده، الذين بالحب يعرفون الطريق الى الله الذي هو اصل الوجود.
ولا بد لكي يحب الإنسان ان يكون مخلصا فالحب اخلاص وهو وسيلة الإنسان الى عالم الطهارة والخير والجمال والحق.
وفي الحب لا اختيار، فقد يحب الإنسان في لحظة صدفة، بلا شروط ولا اسباب، ولا مبررات، في لحظة تحب إنسانا معينا لماذا هذا الإنسان بالذات؟ لانه هو الذي كان يجب ان نحبه، لانه هو الذي كنا نبحث عنه.
وعندما نقع في حب هذا الإنسان نشعر بالدهشة ونمشي وكأننا مسحورون في عالم سحري نريد ان نعيش بقية العمر مع هذا الإنسان نريد ان نعطيه ونأخذ منه. وكلما مضى الوقت يزيد هذا الحب وتزيد الثقة ويزيد الاحترام.
الحب يا بني اروع ما في حياة الإنسان
والله.. محبة.
صديقتي.. تكره كل الناس.. وتكره نفسها!
رسالتي هذه ليست نميمة ولا غيبة.. أعوذ بالله منهما!
لكني أتعجب من شخصية إحدى صديقاتي. وهي جارة لي في نفس الوقت. وفي بعض الاحيان تأتي مجموعة من صديقاتي الى بيتي. نحتسي الشاي وبعض الحلوى، ونتبادل أطراف الحديث عن حياتنا. وهي جلسات جميلة أشعر فيها ببعض السرور والمتعة، حتى اللحظة التي تطرق فيها صديقتي وجارتي الباب وتدخل!
هي إنسانة غريبة بالفعل، لا يمكن أن أجد وصفا لشخصيتها سوى انها كارهة للناس، كل الناس بلا استثناء!
هي دائما مكشرة وممتعضة!
وملامح وجهها دائما غاضبة ومهمومة، لا تتحدث الا لتشكو من اي شيء وكل شيء.
تشكو من زوجها، وتشكو من اولادها، وتشكو من الناس، وتروي حكايات غريبة لا يعلم سوى الله مدى حقيقتها وصدقها، عن النكران والجحود والغدر والخسة وانعدام اخلاق البشر!
اذا تحدثت واحدة من صديقاتي عن صديقة اخرى بالخير، تعترض على الفور.
وتقول: انها انسانة سيئة، تبطن غير ما تظهر، ألا تعرفون انها كذا.. وكذا!
وحتى اذا تحدثنا عن شخصية عامة، عن فنان او فنانة مثلا.. تبدأ في الحديث بكل السوء عن هذه الشخصية.
واذا سألناها: ومن اين جئت بهذه الحكايات؟
تقول وهي تنظر لنا شذرا: انتم لا تعرفون شيئا!
وهكذا تظل طوال الوقت، تشيع جوا من الإحباط والاكتئاب في نفوس الجميع، ولا أظن ان احدا من صديقاتي يحبها، وفي بعض الاحيان وبعد ان تغادر البيت، اشعر بالصداع والأوجاع في جسدي، لانها تكون سامحها الله قد سحبت كل طاقتي الايجابية ونقلت لي ولغيري طاقة سلبية غاية في السوء!
ماذا أفعل معها، وهي لا تتغير!
(س. أ)
عندما يجاور الإنسان الحداد.. لا بد ان يكتوي بناره.. هكذا يقولون!
وبعض الناس فعلا على هذه الشاكلة.. شخصيات غريبة مضطربة ليس في نفوسهم سوى الاشواك والسواد، ولا يرون في هذه الدنيا ولا في البشر خيرا.. وهم ابدا لا يسعون بالخير.. وإنما يعيشون في بيننا وهم يتنفسون مشاعرهم السوداوية، والتي تثير الاحباط والاكتئاب بالفعل.
شخصيا تكره الغير.. وتكره نفسها!
وهؤلاء مرضى.. وقد يصيبون غيرهم بالعدوى.. والأفضل الابتعاد عنهم.
ابتعدي.. ولكن بحكمة وديبلوماسية.
أفضل لك!
عيبه.. أنه يمشي في الأرض مرحاً!
تقدم الى خطبة شقيقتي شاب من عائلة طيبة.
هو وسيم وله منصب مرموق، وعمره مناسب، ولكني اراه شخصا نرجسيا، يمشي في خيلاء، ويهتم بمظهره اهتماما ازيد من اللازم، ولا يعجبه احد، ويعامل الناس وكأن الكل اقل منه، وكأنه افضل الناس واكثرهم جمالا وغنى وقوة.
فهل انا على حق باعتراضي على زواج اختي من شخصية مثل هذه الشخصية التي لا يحبها كل من يقترب منها؟
الاهم، هل هو انسان متدين يعرف ربه، ويعرف دينه ويعمل بهذا الدين؟
الاسلام يقول للمسلم لا تمش في الارض مرحا.
والمسلم الحقيقي انسان بعيد عن الغرور والنرجسية والانانية والتعالي على الآخرين.
وفي علم النفس الشخص النرجسي انسان مختال فخور، يمشي في الارض مرحا، كالطاووس، كأنه قادر على ان يخرق الارض وان يبلغ الجبال.
والنرجسي هو المغرور المتكبر المتعالي، الذي يظن انه افضل الناس، انه الوحيد الذي يمتلك اندر الصفات واغلى المواهب وان احدا لا يضاهيه او ينافسه.
النرجسي يعشق نفسه، ويرى نفسه عملاقا فوق الناس، وان الناس الى جواره مجرد اقزام.
انه انسان يعشق ذاته، ويرى ان بقية الناس لا بد ان يكونوا معجبين به ومسخرين لخدمته وراحته، لكنه في النهاية ينكر جهودهم وعطاءهم.
والنرجسي تعرفه من ملابسه التي يبالغ في اناقتها وتعرفه من مشيته ومن صوته.
وهو غالبا انسان سطحي لا يهمه الا البريق الخارجي، يغضب ويثور اذا تجاهله الناس، ويهاجمهم ويؤذيهم اذا استطاع، فعلاقته بالناس قائمة على الاستغلالية والانتهازية، ولهذا لا يستمر له صديق طويلا.
والزوج النرجسي يجعل الحياة الزوجية صعبة.
انه لا يستطيع ان يحب بصدق ولا يعرف المودة والرحمة.
والناس لا يستطيعون احتمال مثل هذا الانسان طويلا.
زوج ابنتي.. يضربها!
تزوجت ابنتي منذ ثلاث سنوات من شاب من عائلة محترمة. وهو نفسه مهذب ومتدين، لكنه منذ فترة بدأ يضربها عندما تخطئ ولا يعجبه تصرفها. وعندما سألته لماذا يا ولدي تضرب زوجتك ولماذا لا تنصحها اولا اذا لم يعجبك تصرفها او حديثها، قال لي ان الاسلام يبيح للزوج أن يضرب زوجته.
فهل ضرب الزوج لزوجته رخصة دائمة اعطاها له الشرع؟
ولماذا لا يفهم بعض الرجال الذين يتحدثون باسم الدين حقيقة الدين وماذا يقول وحكمته؟
(أم)
بالطبع الضرب لا يجب ان يكون وسيلة الرجل الاولى في تعامله مع زوجته، فليس بالضرب تستقر الحياة الزوجية.
في بحثها «المرأة عبر العصور» تعرضت سامية ابو النصر لبعض الشبهات والمقولات الظالمة حول المرأة في الاسلام، مثل شبهة ان القرآن يأمر بضرب المرأة، والتي يستند من يقولونها الى الآية الكريمة في القرآن والتي تقول: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا).
وتقول سامية ابو النصر: ان هذه الآية المصرح فيها بضرب المرأة ليست منطبقة على كل النساء، وانما هي خاصة بالمرأة الناشز المشاكسة لزوجها، والخارجة عما ينبغي من الطاعة والمودة بين الزوجين، وانه اذا عادت المرأة الى ما ينبغي ان تكون العلاقة بينها وبين زوجها من الطاعة والمودة فيحرم اي ايذاء بدني لها، بصريح النص القرآني فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا.
وفي تفسيرها للآية التي تتعرض لنشوز بعض الزوجات، ترى الباحثة ان البداية في العلاج تكون بالموعظة الحسنة، يعني بالتفاهم الودي مع الزوجة، ومحاولة معرفة سبب نشوزها واذا كانت محقة فيما تبديه لزوجها، فعليه ان يغير سلوكه الذي ادى الى نشوزها.
لقد حرص الاسلام على ان تكون العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، وبالرغم من ان الاسلام يبيح الطلاق ويؤكد مشروعية، لكنه امراً بغيضاَ عند الله. لا يحبه ولا يشجع عليه.
وراء كل باب.. حكاية؟
وراء كل باب.. ناس.. وحكايات.
الناس قد يتشابهون.. والحكايات مختلفة.. كل حكاية تروي حياة.. ناسها.. لكن في البداية والنهاية.. الجميع بشر.. بني آدم.. وحياة كل منهم فصول تحمل في طياتها مختلف معاني الانسانية.. واحيانا ما نجد انفسنا في بعض حكايات هؤلاء الناس.. ونتعجب مما عاشوه ويعيشونه... وقد نجد في بعض هذه الحكايات جزءا من انفسنا او من لحظات عشناها مما عاشوها.
ألسنا جميعا بشرا؟!