- الخطيب: أمضيت 25 عاماً ولا يعمل بـ «الإسعاف» إلا أصحاب القلوب القوية
هاني الظفيري
جنود مجهولون يؤدون واجبهم ويقومون بعملهم في مختلف الظروف وبجميع الأوقات وفي تخصصات مختلفة سواء في «الداخلية» أو «الإطفاء» أو في محطات التوليد والكهرباء والاتصالات وغيرها، وتقديرا لدورهم اتجهت «الأنباء» الى عاملي الإسعاف في مركز الصقر بمنطقة العديلية حيث التقت العاملين على الإسعاف للتعرف على كيفية وطبيعة عملهم في فترة الأعياد والمناسبات والطريقة التي يتعاملون بها مع المصابين وما هي المشاكل التي تواجههم خلال التعامل مع الحالات، فكان هذا الاستطلاع الذي كان في أول أيام العيد مع رجال الطوارئ الطبية والذي تناولنا فيه العديد من النقاط التي تحدث بها كل مسعف عما شاهده خلال رحلته في الإسعاف وإنقاذ المصابين في الحوادث المختلفة والمتنوعة.
في البداية تحدث فني الطوارئ الطبية رجا الخطيب الذي قال انه تم تعيينه فني إسعاف في عام 78 حيث اجتاز دورة تدريبية ميدانية على كيفية التعامل مع الحالات وجميع انواع الإصابات التي قد يتعرض لها الإنسان بحيث يتم اجراء الإسعافات الأولية في مكان الحادث وكذلك عملية إيصاله الى المستشفى، وأردف الخطيب ان الدوام بالنسبة لنا هو دوام وفق نظام «الشفتات» ولا شأن له بالمناسبات ويعتمد على جدول يسير عليه العاملون ونحن اعتدنا عليه.
وأكد الخطيب: ان هناك حالات عديدة تعاملت معها خلال الـ 25 عاما التي عملت بها كمسعف، منها تقطع أشلاء عامل آسيوي في بنشر انفجر به كمبروسر فكان منظر الجثة مريبا جدا خصوصا ان هذه الحادثة وقعت في بداية تعييني، كما انني شاهدت حالة ايضا وهي باص مواصلات صعدت عجلاته على رأس احد الأشخاص فكان المنظر خطيرا جدا ولا يدخل الإسعاف إلا أصحاب القلوب القوية، فالممارسة والتعامل مع الحالات يجعلك تتغلب على الرهبة والخوف ما وأوضح الخطيب: اننا نعاني من مشكلة واحدة هي عدم وعي الجمهور وذلك بالتجمهر حول الحالات وتجاهل دور الإسعاف وعدم إعطائنا المجال لإنقاذ أرواح البشر، بل ان أغلبهم يقومون بملاحقتنا لكي يتجاوزوا الإشارة الضوئية، واشار الخطيب الى ان العمل في المناسبات رائع جدا واكبر ما نواجهه هو الحوادث بين المركبات والدراجات النارية.
حالات متعددة
أما فني الطوارئ أحمد عبدالغني فقال: دخلت هذه المهنة بداية كممرض واتجهت من التمريض الى الإسعاف، حيث وجدت ان الإسعاف في الكويت متطور من خلال تهيئة جميع مستلزمات العمل لانقاذ الناس والتعامل مع الحالات.
وأردف عبدالغني: اننا فعلا نواجه مشكلة وهي اننا حينما نخرج الى حادث نجد ان الجمهور اقدم على إسعاف المصابين دون مبالاة بما قد يحصل للمريض من وراء هذه المساعدة التي قد تكون عكسية على المصاب فمن هذا المنطلق نطالب الوسائل الإعلامية بتوعية الجمهور خصوصا ان الدول الاوروبية تقوم بتعليم الناس كيفية التعامل مع الحوادث والحالات المصابة بتقديم الإسعافات الأولية.
وأردف عبدالغني ان هناك العديد من الحوادث المروعة التي شاهدناها ولكن كانت اخطر حادثة شاهدتها هي وفاة خالد البريكان رجل الأعمال، حيث اتجهنا اليه كمسعفين ودخلت عليه فاتضح انه ميت وتركته انا وزميلي لرجال الطب الشرعي لوجود شبهة جنائية.
وأكد فني الطوارئ احمد عبدالغني ان المسعف يجب ان يتحلى بحسن التصرف لأن المسعف يجب ان يكون حريصا وذا سرعة بديهة لكي لا يقع في الأخطاء ففي مهنتنا يجب التركيز لأن الأخطاء، لا سمح الله، تكون قاتلة.
واشار عبدالغني الى ان العمل في فترات المناسبات لا يختلف كثيرا عن العمل في الأيام العادية خصوصا اننا اعتدنا على ذلك.
بدل عدوى
أما الشاب محمد أحمد فقال إنني عملت كمسعف منذ 5 أعوام استطعت ان أتأقلم بسرعة فائقة لما وجدته من تعاون مع زملائي الذين مدوا يد العون لي واعطوني الثقة في كيفية التعامل مع المصابين.
وأردف احمد اننا كمسعفين نتعامل مع بشر وهذه وظيفة راقية جدا، خصوصا في العمل على بقاء هذه الروح ولكن هناك حالات تكون صعبة كتوقف القلب ودائما نحرص على ارجاع النبض اليه.
واضاف احمد اننا كمسعفين لا مانع لدينا من العمل في المناسبات وغيرها ولكن نطلب توفير بدل عدوى من وباء انفلونزا الخنازير وصرفه لطاقم التمريض.
مساعدة المسعفين
وكذلك تحدث مشعل الظفيري قائلا نحن نعمل على انقاذ الناس وهذا فيه اجر عند الخالق، خصوصا وان المسعفين يحاولون بذل اقصى ما لديهم في سبيل علاج الحالة فهناك حالات ترفض ان نقوم بانقاذها وهذا ما يحزننا ونستاء نحن من الاشخاص الذين يطلبون الاسعاف لخادمة مريضة بزكام ويطلبون نقلها بالاسعاف فـ «الاسعاف» التي تم طلبها الى الخادمة قد يكون هناك حادث اكثر خطرا وسيارات الاسعاف خارج المراكز فهو أبدى حيث ان اي شخص يستطيع نقل المريض العادي الى اي مركز صحي الا اذا كانت حالة المريض خطرة وتستدعي نقل المصابين بحذر او اذا كانت الحالة بحاجة الى اسعافات اولية.
واردف الظفيري بأن هناك حالة جد خطرة شاهدتها وحاولنا ان ننقذها لكن الاصابات التي لحقت بالمواطن كانت في جميع انحاء جسده من كسور فتوقف قلبه وهذه الحادثة التي لن انساها خصوصا ان الشاب كان وضعه جد صعب.
عدم التجمهر
وقال محمد عبدالله الباذر انني بدأت في هذا العمل منذ عام لانني احب ان انقذ الاشخاص وساعدني ودفعني الى هذا العمل افراد اسرتي رغم انني كنت في بداية الأمر اجد صعوبة وخوفا لكن الآن اصبحت لا اخشى شيئا لانني في النهاية اعمل على انقاذ ارواح البشر.
واشار الباذر الى انني اريد فقط ان اوجه رسالة الى الاشخاص الذين دائما ما يعرقلون عملنا كمسعفين اننا في الاعياد وغيرها نترك اهالينا واسرنا في سبيل العمل على انقاذ من يحتاجنا فلو تخيل هذا الشخص الذي يعرقلنا انه هو من كان في الواقعة لتمنى انه ذهب دون ان يتوقف لينظر الى المصاب او غيره لذلك نرجو عدم التجمهر في الحوادث لان هذا هو المعاناة في حد ذاتها.
دور بناء
وقال سلطان الهزاع ان ميولي هي العمل كمسعف ووجدت ان هذا العمل جد رائع فتدربنا في ثلاثة اعوام وقمنا باجتياز مرحلة الخطر وهي الربكة والخوف من شكل المصاب.
واردف الهزاع بأننا نعمل وفق جدول في المناسبات وغيرها ولكن نريد فقط ان يعرف دورنا ولا يهمش فنشكر وسائل الاعلام بشكل عام المطبوعات بشكل خاص على الاهتمام الذي يبادرون به من اجلنا حيث يسلطون الضوء على دورنا كمسعفين.