- مصر لا تتخلى أبداً عن دورها في حلّ القضية الفلسطينية وفى محاولة التقريب بين الفصائل
- افتتاح مكتب إعلامي في بغداد مستبعد حالياً والتركيز على إعادة فتح السفارة
القاهرة ـ خديجة حمودة
تقوم الهيئة العامة للاستعلامات بدور بارز ومهم في تنسيق عمل المراسلين العرب والأجانب داخل مصر، حيث تشرف على ما يقرب من 1200 مراسل ومصور عربي واجنبي. وقد أنشأت عام 1954 عقب عامين على قيام ثورة يوليو 1952 تحت اسم مصلحة الاستعلامات ثم عدل اسمها الى الهيئة العامة للاستعلامات بعد عدة سنوات. وقد أكد مدير الهيئة السفير اسماعيل خيرت في حديث لـ «الأنباء» على دورها في اتخاذ بعض القرارات المهمة، مشددا على دور مصر في الساحة العالمية وما تقوم به الهيئة من اجل تحقيق الهدف الإعلامي المصري في العالم من خلال مكاتبها والمراسلين المعتمدين من قبله. وفيما يلي نص الحوار مع السفير خيرت:
ما آليات العمل في الهيئة؟
تقوم الهيئة بمهمة قومية وهي إيصال الحقائق حول ما يدور في مصر لدول العالم المختلفة سواء عربية أو أجنبية وذلك من خلال 31 مكتبا اعلاميا خارجيا. بالاضافة الى 1200 مراسل يعملون داخل مصر لصحف وتلفزيونات ومحطات اذاعية على مستوى العالم.
ويتضاعف هذا العدد أثناء المؤتمرات العالمية التي تعقد في مصر. وفى أثناء الأحداث السياسية المصرية المهمة سواء كانت انتخابات رئاسية او برلمانية او زيارات لزعماء عالميين. وقد أسست الهيئة في منتصف الخمسينيات. ومنذ بداية عملها وحتى الآن يشاهد المترددون على دور السينما الحكومية في مصر قبل عرض اي فيلم جريدة مصر السينمائية والتي تؤرخ للحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وتتناول اعدادها المختلفة اهم ما يدور في مصر واخبار المهرجانات والمؤتمرات والزيارات الرسمية لرؤساء مصر منذ عام 1954 وحتى الآن. وجدير بالذكر ان الباحثين والفنانين يستعينون بهذه الجريدة كوثائق ناطقة ومصورة في دراساتهم واعمالهم الفنية.
وهل تلعب الهيئة دورا في الحياة السياسية المصرية؟
دون شك لها دور مهم من خلال المعلومات التي توفرها للجهات الرسمية لأنها معلومات حقيقية وضرورية ولا أبالغ إن قلت انه في بعض الأحيان يتم اتخاذ قرارات مهمة بناء على هذه المعلومات. كما تصدر الهيئة كتابا سنويا حول مصر يضم احدث المعلومات عن النظام السياسي والسياسة الخارجية والأمن والعدالة والتنمية الاقتصادية والاستثمار والزراعة والري والصناعة والتجارة الخارجية والطاقة والنقل والمواصلات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعاون الدولي والتضامن الاجتماعي والرعاية الصحية والسكانية والتعليم والبحث العلمي والإسكان والمرافق والتنمية المستدامة والثقافة والفنون والإعلام والسياحة والشباب والرياضة والمرأة. ويوزع هذا الكتاب على الجهات البحثية والعلمية داخل مصر وخارجها ولمن يطلبه كمرجع حديث يضم جميع المعلومات الخاصة بمصر.
وهل توجد خطة لزيادة عدد المكاتب الإعلامية المصرية في هذه الفترة؟
لدينا حاليا 32 مكتبا إعلاميا على مستوى العالم بعضها في دول أوروبية وأميركا وبعضها في افريقيا وآسيا ومن اهم المكاتب الموجودة في الدول العربية الكويت والبحرين وسلطنة عمان والرياض وبيروت وعمان وابوظبي والخرطوم وتونس والجزائر والمغرب ويخضع تعيين الملحقين الإعلاميين في بعض الدول لقرارات سياسية عليا نظرا لوجود توازنات دولية مهمة لابد من الحفاظ عليها ودعمها.
هل ستقوم مصر بفتح مكتب إعلامي في بغداد قريبا؟
هذا أمر مستبعد حاليا الا انه يمكن ان يحدث فيما بعد حيث تركز الجهود حاليا على اعادة فتح السفارة المصرية ببغداد اولا وبدء العمل بها.
مصر لها دور محوري ومهم في القارة الافريقية خاصة مع المستجدات التي تحيط بالعديد من مناطق التوتر الأفريقية وهناك من يردد ان مصر تتعرض لضغوط في ملف مياه النيل فما تعليقكم؟
مصر لا تتعرض لأي ضغوط في ملف المياه لأن مكانتها اكبر بكثير، كمـــا ان هناك اتفاقية دولية تحدد حصص كل دولة من دول حوض النيل وعندما يتم اي تعديل في بنــــد منها تقوم الدول المشتركة فيها بالتوقيع عليه واعتماده.
وقد عقد منذ شهر تقريبا اجتمــاع بمدينة الاسكندرية شاركت فيه دول حوض النيل لمناقشة المشكلات المثارة حاليا. وتبعه منذ ايام اجتماع آخر في مدينة العاصم الاثيوبية اديس ابابا للهدف نفسه شاركت فيه مصر. خاصة ان هناك العديد من الدول التي تريد بناء سدود على أجزاء من النيل تمر داخل اراضيها مما قد يؤثر على حصص دول اخرى. وهو ما تتم مناقشته حاليا تجنبا لأي مشكلات بين دول حوض النيل.
موقفنا واضح من السودان
سألنا خيرت عن أزمة السودان والدور الذي تلعبه مصر قال: مصر موقفها واضح وصريح من الأزمة السودانية وهو ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار لأهالي السودان ومنع المعاناة عنهم، كما تعمــــل مصر من اجل تحقيق موقف افريقي موحد بالنسبة للسودان.
هذا بالرغم من الإيمان بأن هناك تغييرا قادما لا محالة. ومن اجل تحقيق الأجندة المصرية في السودان فإن هناك تحركات ديبلوماسية مكثفة وزيارات متبادلة مصرية ـ سودانية خاصة في ضوء التطورات الاخيرة التي شهدها جنوب السودان وبروز ظاهرة العنف القبلي التي اودت بحياة العديد من المدنيين الأبرياء. وفي هذا الإطار تتوافد على مصر العديد من الشخصيات السودانية من مختلف التيارات السياسية لتبادل وجهات النظر مع المسؤولين المصريين، كما تقوم مصر بحث المجتمع العالمي على القيام بالتزاماته تجاه السودان.
لا للانقسام الفلسطيني
وفيما يتعلق بالقضية قال: مصر لا تتخلى ابدا عن دورها في حلّ القضية الفلسطينية ولا في محاولة التقريب بين الفصائل الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني التي اثرت سلبا على عملية السلام.
ويظهر الدور المصري وأهميته في توافد القادة الفلسطينيين على القاهرة والزيارات المكوكية للوزير عمر سليمان والجهد الذي تبذله الخارجية المصرية ايضا. وكانت آخر زيارة لجبريل الرجوب للقاهرة منذ ايام قد تمت خلالها مناقشة المبادرة المصرية التي تدعو للحوار لإنهاء الخلافات الداخلية تماما حيث ترى مصر ان الانشقاق الفلسطيني في مصلحة اسرائيل وانه لن يكون هناك حوار مع الإسرائيليين في ظل هذا الانقسام. كما ان الجميع يعلمون اهمية الدور المصري وضرورة الاستفادة منه ومن اوراق الضغط التي تملكها مصر ويمكن تحقيق مكاسب بها للفلسطينيين.