غادر وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح مدينة نيويورك مساء امس الأول عائدا الى البلاد بعد مشاركته ضمن الوفد الكويتي في عدة انشطة ديبلوماسية متصلة بالدورة الـ 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشارك الشيخ د.محمد الصباح ضمن الوفد الكويتي الذي ترأسه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في عدد من الاجتماعات الثنائية والمتعددة الاطراف طوال الاسبوع الماضي مثل الاجتماع مع السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس العراقي جلال طالباني واجتماع الطاولة المستديرة التي شارك في رئاستها الشيخ ناصر المحمد.
كما شارك وزير الخارجية في عدد من الاجتماعات الاقليمية منها اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واجتماع ترويكا دول مجلس التعاون الخليجي وهي الكويت وسلطنة عمان والامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية مع اعضاء اتحاد دول جنوب شرق اسيا (اسيان).
وعقد الشيخ د.محمد الصباح اجتماعات عدة مع وزراء خارجية دول اوروبية وآسيوية وأميركية لاتينية وافريقية صديقة بالاضافة الى اجتماعه بعدد من المسؤولين في هيئة الامم المتحدة رفيعي المستوى مثل مفوض عام وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (اونروا) كارين ابوزيد والمستشار الخاص للامم المتحدة بشان العهد الدولي مع العراق ابراهيم غمباري.
وكان في وداع الشيخ د.محمد الصباح لدي مغادرته مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير عبدالله المراد وعدد من الديبلوماسيين واعضاء البعثة الكويتية لدى الامم المتحدة.
وأثار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح خلال اجتماع ضم نظراءه من مجلس التعاون الخليجي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عددا من القضايا شملت العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ومكافحة الارهاب وأنشطة الجمعيات الخيرية.
وقال الشيخ د.محمد الصباح لـ «كونا» اليوم انه ركز خلال الاجتماع الذي يعقد سنويا بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون ونظيرتهم الأميركية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على «ان ما تحتاجه الولايات المتحدة هو خلق نظرة ايجابية في العالم الاسلامي للطرح الجديد الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك اوباما وذلك بإغلاق معتقل غوانتانامو والسماح للجمعيات الخيرية بأن تساعد المجتمعات المعوزة والفقيرة لأن في ذلك تحصينا لها ضد الجماعات الارهابية».
وأوضح «أن ذلك يتطلب بشكل أساسي أولا اغلاق معتقل غوانتانامو الذي يشكل نقيضا لجميع القيم الأميركية التي تدعو الى العدالة وترجمة نظرة الرئيس أوباما الى واقع بالاسراع باغلاق ذلك المعتقل سيئ الذكر».
وأضاف انه ينبغي للولايات المتحدة في الوقت نفسه «ان تكسب عقول وقلوب الشعوب الاسلامية عن طريق التعاون معها وتقديم المساعدات الانسانية للمجتمعات الفقيرة».
ورأى «أن أقوى وأبلغ وسيلة للتواصل مع المجتمعات الفقيرة وتحصينها ضد استغلال المنظمات الارهابية لهذا العوز والحاجة هي السماح لمؤسسات العمل الخيري بالعودة والعمل وبقوة لتحصين هذه المجتمعات الفقيرة المحتاجة من السقوط في أيدي العناصر الارهابية».
وقال انه أكد في الاجتماع أن الجمعيات الخيرية الكويتية كانت رائدة في الوصول الى مجتمعات وقرى في أدغال افريقيا وحمتها من أن تكون مرتعا للحركات الارهابية ومنبعا لتمويلها وان محاربة هذه الجمعيات الخيرية وتقليص عملها يخلق فراغا يمكن أن تسده الجماعات الارهابية.
وبين أنه يجب لذلك «مكافحة الارهاب بتجفيف المستنقع الذي يستمد منه قوته وهو العوز والحاجة عند المجتمعات الفقيرة».
وذكر الشيخ محمد في الاجتماع بالدور الذي تقوم به الجمعيات الخيرية الكويتية التي تحظى بثقة المسؤولين في الكويت وتتعاون بشكل كامل مع الحكومة وتعمل تحت رقابتها.
وردا على سؤال حول مسعى العراق للخروج من تحت الفصل السابع أجاب الشيخ د.محمد الصباح بأن على العراق استكمال تطبيق القرارات ذات الصلة و«هذا هو المخرج الوحيد وسنساعده في ذلك».
كما اجتمع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح في لقاءين منفصلين مع وزيري خارجية سنغافورة وأوزبكستان لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها.
وقال وزير خارجية سنغافورة جورج يو عقب اللقاء «ان العلاقات بين البلدين ممتازة وناقشنا ماذا يمكن اتخاذه من اجراءات لتطوير هذه العلاقة».
وأكد ان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون الخليجي ستعقد اجتماعا وزاريا العام المقبل في سنغافورة في أعقاب الاجتماع «الناجح جدا» الذي عقد في البحرين قبل بضعة أشهر.
وذكر ان الكويت ستترأس هذا الاجتماع و«أتطلع للترحيب بالشيخ د.محمد الصباح في سنغافورة لمناقشة كيفية اعداد جدول الأعمال». وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية قال يو «لدينا لجنة مشتركة تتعامل في مجالات واسعة من العلاقات بين البلدين واتفقنا على أن يكون اجتماعنا الأول في الكويت العام المقبل».
يذكر ان دول الاسيان تضم بروناي ودار السلام وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلند وڤيتنام. وكان الشيخ د.محمد الصباح التقى في وقت سابق وزير خارجية أوزبكستان فلاديمير نوروف لمناقشة العلاقات الثنائية حيث بين نوروف للشيخ محمد ان بلاده تمتلك الكثير من الامكانات للاستثمارات المتنوعة.