- هيا: العمل أخرجني من عزلة عشتها لمدة أربع سنوات
- حسن: أملنا كبير في زيادة فرص العمل أمام المعاق
- خداد: إدخال برامج جديدة ومتنوعة تناسب احتياجات سوق العمل
- أحمد: نظرة المجتمع تغيرت بفضل جهد ذوي الإعاقة وإنجازاتهم
هيا، احمد، حسن والعديد غيرهم تدربوا وتم تأهيلهم وتوظفوا في مركز التأهيل المهني للمعاقين والذي يعمل فيه ما يقارب 232 معاقا من الاعاقات المختلفة منها الاعاقة الجسدية والبصرية والذهنية الخفيفة، استطاع حسن ان يصبح مسؤول ورشة الكمبيوتر داخل المركز، وهيا سكرتيرة ادارية في قسم التوجيه الفني، واحمد في ورشة النجارة ويتدرب في قسم الكمبيوتر، «الأنباء» دخلت الى الورشة الفنية وعايشت عمل المعاقين داخل مكان عملهم.
هيا احمد اعاقتها ضعف شديد في البصر وانطواء على النفس، قالت بالبداية كنت ادرس في المدارس العادية حتى وصلت الى الصف الرابع متوسط ولكن بسبب ضعف النظر الشديد الذي يؤثر على تركيزي وبعدما اكد الاطباء لاهلي انه لا مجال لمعالجة نظري اطلاقا فلم استطع متابعة التحصيل العلمي للمرحلة الثانوية، وجلست في المنزل 4 سنوات زادت حالة الانطواء لدي وعندما علم اهلي بوجود مركز لتأهيل المعاقين مهنيا دخلت المركز وخضعت لدورات تدريبية، البداية كانت في الاشغال الفنية اليدوية ثم انتقلت الى ورشة الحاسب الآلي خاصة انه كان لدي المام به لوجود جهاز في المنزل، تدربت لمدة سنتين ونصف السنة وبعدما تمكنت من العمل على الكمبيوتر تم تعييني عبر ديوان الخدمة المدنية في المركز في قسم التوجيه الفني سكرتيرة والآن مضى على وجودي في رأس عملي خمس سنوات، والحمد لله الجميع هنا يرعوننا ويتعاملون معنا كأننا اخوانهم وابناؤهم ولا يوجد اي تمييز بين موظف من فئة المعاقين وآخر سوي، الجميع سواسية.
وقالت ان دخولي الى المركز غير مني الكثير بعدما كنت انطوائية اخجل ان اتكلم مع الناس ولا استطيع ان اعبر عما يجول في خاطري، الآن اصبحت اتكلم مع الناس ولا اخجل من اعاقتي بل اكثر من ذلك رزقني الله بزوج يعمل في المركز ايضا وهو ذو اعاقة جسدية وتغيرت حياتي كليا.
وتقول هيا الفضل في التغيير اولا لاهلي الذين شجعوني كثيرا لكي التحق بالمركز واتدرب واعمل، وللمقيمين على المركز الذين وفروا لنا كل العناية والرعاية.
واتمنى ان يحذو حذو المركز جميع المؤسسات الحكومية والاهلية وينظروا الى المعاق كانسان قادر على العطاء ويمنحوه فرصة للعمل واثبات الذات.
واضافت: الحمد لله دولتنا لم تقصر مع ابنائها المعاقين يوما في تقديم الدعم والمساعدة والمساندة لكن نحن نحتاج الى فرص عمل ونتمنى على ديوان الخدمة المدنية اعطاء المعاقين اولوية بالتوظيف وفرض نسب على المؤسسات لتشغيل المعاقين اسوة بالعمالة الوطنية، والجميع يشهد ان المعاق يستطيع أن يعطي الكثير اذا ما منح الفرصة الفعلية، أما حسن فمن المبدعين فعلا في عالم الكمبيوتر، تحدى اعاقته والجميع واستطاع خلال عشر سنوات من العمل داخل مركز التأهيل المهني ان يتطور ليصبح المسؤول عن ورشة الكمبيوتر، قال: قبل 10 سنوات توظفت في مركز التأهيل المهني وبدأت أجد وأعمل وأنا لدي طموح كبير في ان أسجل اسمي بين المبدعين في الحاسوب، ابتكر برامج وتصاميم، والحمد لله الجميع في المركز متفهمون ويوفر لنا كل ما نحتاجه.
لم أواجه أي عقبة في التعامل مع المجتمع، والحمد لله فرضت حالي بفضل قدراتي وعطاءاتي، كما اني لم أواجه مشاكل في التوظيف لأني من المتفوقين في الدراسة بفضل الله عز وجل وتشجيع الاهل ووقوفهم الى جانبي.
وعن عمله في المركز، أوضح حسن: أشارك في تنظيم الدورات التدريبية والتأهيلية للمعاقين والعاملين في الادارة في مجال الحاسب الآلي، ونحرص على مواكبة اي تطور في عالم الكمبيوتر وادخاله.
والدورات منها تصاميم برامج وديزاين وادخال معلومات وكل حسب قدراته وامكانياته.
ورأى ان المجتمع بدأ يتقبل المعاق اكثر من السابق وتقبله لهذه الفئة يزداد يوما بعد يوم نتيجة لجهود المعاقين أنفسهم وابداعاتهم وتميزهم في شتى الميادين الرياضية والعملية والفكرية واستطاعوا ببطولاتهم رفع اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية.
واضاف حسن: أملنا كبير في زيادة فرص العمل امام المعاق واعطائه حقه في الانتاج والابداع، ونتمنى على المؤسسات الحكومية والخاصة ترجمة ايمانها بقدرات المعاقين الى واقع عبر فتح مجالات العمل لهم.
أما أحمد عيسى من ذوي الاعاقة الحركية فيعمل في المركز منذ 12 سنة كان تخصصه في المعاهد الخاصة تجليد فني، ويقول: في المركز خضعت لعدة دورات تدريبية: نجارة، وكمبيوتر وطباعة الاوفست. وشاركت في معارض للمعاقين في اول عام دخلت فيه الى المركز.
واضاف: الحمد لله حاليا متزوج من فتاة من فئة الاعاقة البصرية ولم يعارضني احد من اسرتي، بل شجعوني على الزواج وبناء اسرة.
وعن المشاكل في العمل قال: لم نواجه أي مشاكل، بل الجميع متعاونون معنا ويقدرون ظروفنا الخاصة ويمنحونني الفرصة لتطوير ذاتي. وعلى الرغم من عملي في ورشة النجارة والاوفست، الا انني طورت نفسي في الكمبيوتر وأساعد الزملاء في تدريب اخواني المعاقين.
ويرى احمد ان المجتمع الآن افضل من السابق بكثير في نظرته للمعاق، اغلبية الناس تتقبل المعاق وتنظر اليه على انه انسان، وهذا بفضل الجهود المبذولة سواء من المعاقين انفسهم أو أولياء امورهم أو الجمعيات الاهلية والمؤسسات الحكومية المعنية بذوي الاعاقة.
وعن توظيف المعاقين، رأى احمد انه مازال هناك قصور في مجال التوظيف نأمل أن يتغير الوضع للافضل ويفسح المجال أكثر للمعاق للعمل سواء في القطاع الخاص أو العام.
ونحن في المركز لدينا فرص كبيرة لتطوير ادائنا العملي وقد أثبت العديد من المعاقين قدراتهم العملية، وأصبح منهم من هو مسؤول عن ورشة عمل وهذا امر جيد نأمل ان يعمم على بقية المؤسسات.
وكان لـ «الأنباء» لقاء مع مشرفة ورشة الكمبيوتر المدربة روعة التي اكدت ان العمل داخل ورشة الكمبيوتر قوامه ثلاثة مدربين، انا بالاضافة الى مايسترو الورشة الزميل حسن والزميل حافظ، ننحن نعمل كفريق عمل كلنا واحد، والحمد لله استطعنا ان نخرج العديد من ابنائنا المعاقين سواء في تصاميم البرامج أو الديزاين أو ادخال المعلومات، وقد لمسنا لديهم الماما غير متوقع بالتعامل مع الحاسوب وصراحة يمتلكون قدرات احيانا يعجز عنها الانسان السوي.
أما المشرف على ورشة النجارة براك والذي يعمل في المركز كمدرب حرفي للمعاقين منذ عام 1983 يقول: بدأت عملي كمدرب ورشة الخيزران لمدة خمس سنوات ثم انتقلت الى ورشة الحدادة وما زلت فيها حتى اليوم تخرج العديد ومنهم من هو عامل في الورش، يتم التدريب على الاعمال غير المؤذية وحسب نوع الاعاقة ومستواها.
ولكن جميع الذين دخلوا الورشة تخرجوا فيها فنيا، لكن نأمل التوسع في تقبلهم ومنحهم فرصا اكثر للعمل لأنهم يستحقون ذلك.
اما رئيسة قسم التوجيه الفنــــي فوزية خداد فكشفت عن توجـــــه في المركز للتوسع في الــــورش بما يتناسب مع احتـــــياجات سوق العمل، وانها حالــــيا تعمل على اعداد برامج عملــــية جديدة سيتم البدء فـــــي تنفــــيذها مع بداية الموسم الدراسي لهـــــذا العام لأن المركز حاليا لا يستقــــبل المتدربين بناء على قرار مجلــــس الوزراء الخاص بتأجيل الدراسة في مدارس ومراكز ذوي الاعاقة.
ونستغل الوقت حاليا بإعادة تأهيل وتدريب العاملين بالمركز من ذوي الاعاقة سواء في دورات كمبيوتر أو تطوير قدراتهم العملية في الورش الفنية.
واما مدير الادارة حمد الخالدي الذي كشف لنا ان في المركز 420 موظفا في مركز السالمية وجنوب الصباحية منهم 231 موظفا من ذوي الاعاقة في مجمع جنوب الصباحية يعمل 31 موظفا و11 موظفة، اما في السالمية 106 موظفين و58 من الاناث.
يعني لدينا ما يقارب الـ 50% من الموظفين من ذوي الاعاقة واننا في المركز نستقبل الموظفين من المعاقين من خريجي المركز وخريجي معاهد التربية الخاصة عن طريق ديوان الخدمة المدنية.
واشار الخالدي الى ان توجه وزارة الشؤون هو التوسع في انشاء الورش الفنية للمعاقين وادخال ورش جديدة تتناسب مع احتياجات سوق العمل، كما ان القسم الفني يتابع مع جهات في القطاع.