موسى أبوطفرة ـ ماضي الهاجري
دعا نواب إلى اعتبار مهنة التعليم من المهن الشاقة.
النائب محمد هايف قال ان التعليم اكبر مشروع استثماري بشري يجب على الدولة ان تركز عليه وتستثمره بشكل كبير كون عوائده تعد أجيالا للمستقبل، موضحا انه يجب ان يتم دعم التعليم عبر إقراره كمهنة شاقة حتى لا تكون طاردة، حيث كثيرا ما نرى تحول المعلمين نتيجة التعب والإرهاق من طبيعة هذه المهنة الى وظائف إدارية.
وأضاف هايف في تصريح لـ «الأنباء» انه من الواجب دعم هذه المهنة حتى يستمر التعليم ويتم تهيئة كل السبل لهم سواء ماديا او نفسيا، مشيرا الى ان هذا القرار سيشجع الاستمرار في البقاء بهذه المهنة وتكون جاذبة.
ولفت هايف كذلك الى أهمية دعم مهنة الاخصائي الاجتماعي وإقرار كادر خاص لها حتى يتم تفعيل هذه المهنة بشكل سليم ومطلوب، وذلك لندرة الكوادر الوطنية العاملة بهذه المهنة، موضحا انها شق اخر لتوفير كل السبل في محيط المدرسة لتوفير الجهود لتحقيق الغاية المطلوبة من العلم والتعلم.
من جانبه، اكد النائب مبارك الوعلان ان اعتبار التعليم من المهن الشاقة اقل ما يمكن أداؤه لتكريم المعلمين العاملين في وزارة التربية كون كل المميزات التي أقرت لا ترتقي للمجهود المبذول لوظائف المعلمين.
واكد الوعلان في تصريح لـ «الأنباء» انه يدعم اي مقترح يقدم لضم مهنة التعليم للمهن الشاقة لتحقيق الاستقرار الوظيفي من جهة للعاملين في سلك التدريس ولتعزيز مهنتهم السامية كونهم بناة المعرفة وحاملي لواء العلم، متمنيا ان يتم الاستعجال في مناقشة هذا المقترح واقراره بتوافق حكومي - نيابي لحفظ مكانة المعلمين.
تأييد
من جهته، ايد النائب د.بادي الدوسري هذا المقترح قائلا ان التعليم رسالة قبل ان يكون مهنة لأن الانسان «المعلم» يحمل رسالة العلم ويوصلها الى الطلاب بكل امانة.
وقال الدوسري في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان المعلم يبذل جهدا بدنيا جبارا داخل وخارج المدرسة، مشددا على ضرورة دعم كل المعلمين في كل قضاياهم وتوفير سبل الراحة لهم ومعالجة قضية رواتبهم المتدنية والمشاكل الادارية التي يعانون منها.
واضاف الدوسري: يجب ان تتطور المناهج وفق متطلبات العصر واستخدام التكنولوجيا المتطورة مستشهدا بالمملكة البريطانية التي تحيل المعلم الى النواحي الادارية بعد 10 سنوات من التدريس، مؤكدا ان هذا الاقتراح اذا قدم في هذا الدور سأصوت معه.
ترحيب
وفي هذا الاطار رحب عدد من معلمي وزارة التربية بالدعم النيابي الواسع لإقرار مهنة التعليم من المهن الشاقة والذي اشارت له «الأنباء» في عددها الصادر امس، حيث اكد المعلمون الذين التقت بهم «الأنباء» اهمية هذا التوجه الذي سيصب في النهاية لمصلحة العملية التعليمية ويساهم بشكل كبير في إعلاء مهنة التعليم ووضعها في المكان الأنسب.
وذكر المعلمون ان مهنة التعليم من المهن التي تتطلب جهدا بدنيا شاقا، وذلك لتنوع اعمال المعلمين بين التدريس والاشراف والمراقبة ومتابعة الطلبة سواء في الساحات والفصول وكذلك احتياجها لعمل جسماني يصل للوقوف لاكثر من 3 ساعات متواصلة، مبينين ان اقرار المهن الشاقة يأتي لتعزيز مهنة التعليم وتكريم العاملين بها، وفيما يلي تفاصيل اللقاءات:
في البداية، قال تركي الجريان ان إنصاف المعلمين عبر ضم مهنتهم ضمن المهن الشاقة هو مطلب قديم سبق ان نادى به عدد كبير من أعضاء مجلس الأمة إلا انه يتوقف في اللجان ولا يتم عرضه للتصويت، مؤكدا ان مثل هذا القرار في حال اعتماده فإنه سيسهم في خلق روح جديدة للعطاء للمعلمين والذين نشاهدهم في الميدان وهم يتعرضون للعديد من الأمراض كالضغط والسكر وآلام المفاصل بسبب هذه المهنة الشاقة التي تأتي على الصحة في نهاية عمله الوظيفي.
وقال الجريان ان المعلم أحق بأن يتم الالتفات الى معاناته في طبيعة مهنته وان تتم تهيئة كل الظروف المناسبة لضمان أقصى درجات العطاء لديه كونه يقف تقريبا على رجليه طوال اليوم الدراسي وتراه متنقلا بين الحصص او الاشراف او المراقبة، موضحا ان «الأنباء» كانت ولاتزال صوت المعلمين وان اشارتها لهذا الدعم النيابي واعادة احياء الموضوع من جديد لهو جدير بالاهتمام، متمنيا ان يعي اعضاء مجلس الأمة والحكومة اهمية هذا المطلب المهم والذي يتفق ورغبات الـ 90 الف معلم ومعلمة.
بدوره اكد محيسن المطيري ان الكويت لم تغفل يوما الاهتمام بمهنة التعليم والتي تعتبر من المهن المفصلية والمهمة نظرا للعطاء والتفاني الذي يكون بها لأن المعلم يعطي المعرفة وينشئ جيلا، موضحا ان القيادات المسؤولة ترعى التعليم وتقدم له كل الوسائل المتاحة فلا أقل من ان يقر ضم التعليم الى المهن الشاقة تزامنا مع مرور يوم المعلم في الـ 5 من اكتوبر وهي مناسبة تأتي لإبراز جهود معلمي وزارة التربية.
وتمنى المطيري على نواب مجلس الأمة ان تتوحد مطالبهم في هذا القرار كونه يلامس الآلاف من العاملين في سلك التدريس وهم يعطون جهودا جبارة في خلق أجيال تحمل لواء المعرفة والعلم وان اقرار مطالبهم يكون عرفانا بما يقدمون ويبذلون.
انصاف المعلم
من جانبه، أكد نواف الكندري ان إنصاف المعلم يأتي من الاهتمام بما يقدم، وكذلك الاهتمام بالدور الذي يؤسسه في هذا المجال المهم، موضحا ان المطالبات النيابية جاءت نابعة من الرغبات التي مازالت تتواصل في الميدان التربوي وأهم أمر لابد ان يعيه المسؤولون عن هذا القرار كون مهنة التعليم من المهن الشاقة والتي يتم فيها بذل الجهد وتأتي على الصحة فكثير من الحوادث التي نشاهدها ونسمعها حول اصابة معلم وتعرضه لوعكات صحية بسبب الارهاق والتعب نتيجة للجهد المبذول داخل المدرسة.
واضاف الكندري ان اقرار هذا القرار لا يحتاج الى المرور عبر اللجان ولابد ان يكون بمبادرة حكومية تواكب الاحتفال بيوم المعلم الذي يصادف الخامس من هذا الشــهر وهو امر برأيي مستحق كونه يصب في صالح العملية التعليمية ويؤكد اهتمــام الدولة بهذه المهنة السامية، متمنيا ان يتم إنصاف المعلمين والمعلمات عبر اعتبار مهنتهــــم من المهن الشاقة التي تستحق ان يتم تعديل قوانــين الخدمة المدنيـــة لهــــم بحيث يتم لهم التقاعد المبكر وزيادة العلاوات وكذلك قانون حماية المعلم.
وحمل الكندري اعضاء مجلس الأمة امانة اقرارها ضمن المهن الشاقة لأهميتها لدى العامليـــن في سلك التدريس، مؤكدا ان 95 الف معلم ينتظـــــرون بترقب دور الانعقاد المقـــــبل لإنصافهم بعد ان أخذ البحث والدراســـة الكثير من الوقت حول هذا القرار.