«البغمة» و«المضعد» و«الترجية» و«الحجل» و«الخزامة» مسميات محلية لأشهر الحلي التي كانت تتزين بها المرأة الكويتية في الزمن الماضي الجميل عندما كان اقتناء الذهب والفضة «زينة وخزينة» كما يعتقد أهل ذلك الزمان.
وتتزين المرأة الكويتية سواء القادرة ماديا او غير القادرة بالحلي في مناسبات مختلفة في إطار العادات الاجتماعية المتسقة أساسا بأمر فطري عند الإناث.
ورغم اهتمام المرأة بشكل عام بالزينة والثياب على جميع البدن إلا أن الرأس يبقى مجمع التزين عند أي مرأة.
وفي هذا الصدد، أورد كتاب «البيت الكويتي القديم» للباحثين في التراث الشعبي محمد علي الخرس ومريم راشد العقروقة العديد من الحلي التي كانت تتزين بها المرأة الكويتية قديما ومن أشهرها (البغمة) وهي قلادة ذهبية تزينها وحدات زخرفية متنوعة تطوق بها المرأة عنقها في مناسبات الأفراح والأعياد.
وأفاد الباحثان بأن أشهر أنواع القلائد التي عرفتها النساء في الكويت قديما هي (بغمة أم السمك) و(أم العواميد) وبغمة (أم وردة - او موردة) و(مقمشة) و(مطوسة) وكلها أسماء مرتبطة إلى حد بعيد بالوحدات الزخرفية التي تزين هذه البغمات.
وتحمل «بغمة أم السمك» مثلا شكل سمكة صغيرة في حين تأخذ «أم العواميد» شكل المستطيلات والعواميد اي أعمدة البناء المعماري التي تزين فناء البيت فيما تزين «المقمشة» حبات من اللؤلؤ صغير الحجم «يسمى قماش» وترتسم على بغمة «موردة» شكل وردة.
وفي ذلك الزمن راج اقتناء النساء للبغمة التي ترجع تسميتها الى اللغة التركية (بغمغ) وتعني قلادة النساء اذ قلما وجدت امرأة لا تحتفظ بواحدة منها وخاصة إذا كانت هديتها يوم الزفاف.
ومن أدوات زينة المرأة قديما (الترجية) وهي عبارة عن أقراط ذهبية أو فضية منها الصغير ومنها الكبير تعلقها الفتيات والنساء في آذانهن للزينة بعد ثقب شحمتي الأذنين.
وللترجية أنواع وأسماء كثيرة مثل (أم برغي) و(أم حلقة) و(أم وردة) وترجية (دقة البيذانة) و(دقة الفرارة) إلى آخر هذه الأسماء التي تتجاوز الـ 15 اسما.
ويعد الحجل (وتنطق بتحويل الجيم الى ياء) او الخلخال من أدوات الزينة التي تلبسها النساء في الرجل سواء كانت ذهبية أو فضية وهي تنقسم الى نوعين المزخرف ويسمى (حجل تفخ) وغير المزخرف الذي يسمى (حجل صمت أو سادة).
وكانت للحجل مكانة وتأثير خاصين إذ ألهمت رنته الشعراء ومنهم الشاعر زيد الحرب الذي قال مترنما: «لي منه أقبل ثم رنت حيوله.. يسمعه الأول مع التالي».
ومن أشهر أنواع الحلي وأكثرها انتشارا بين النساء قديما (الخاتم) الذي يزين الأصابع حيث تفنن الصاغة في إنتاج نماذج عديدة من الخواتم بعضها بسيط خال من النقوش والزخارف وبعضها مزين بقطع من الأحجار الكريمة أو مرصع بحبات اللؤلؤ ناصعة البياض.
ومن بين الخواتم المتداولة قديما (المرامي) و(خنصر) و(بنصر) و(فتخة) الى جانب خاتم (الرشم) الذي كان يتخذ من نقوشه وكتاباته حماية لحاملته من الإصابة بـ (النزول) أي حلول الجن بالجسد وفق اعتقادات شائعة عند بعض الناس في ذلك الوقت.
كما عرفت النساء قديما (الخزامة - بتشديد الزاي) وهي حلية ذهبية كانت المرأة تضعها في أحد جانبي أنفها بعد ثقبه خصوصا لها ومن أنواعها (قرنفلة) و(أم درباحة) و(أم عروة) اذ يمكن ان تكون صغيرة بحيث لا تتجاوز طرف الأنف وقد تكبر فتصل إلى حافة الشفة العليا.
ومن الحلي التي كانت توجد قديما وتتزين بها المرأة البدوية على وجه الخصوص ما يسمى بـ (الخصور) وهي أساور منظومة من قطع متسقة الشكل متقاربة الحجم من بعض الأحجار الكريمة كالكهرمان والمرجان.
واستعملت المرأة الكويتية في زينتها قديما مشبكا ذهبيا صغيرا في الغالب مزدانا ببعض الأحجار الكريمة لدى الموسرات من النساء، حيث يتم تثبيته في أحد طرفي (ملفعها) أي غطاء رأسها لشده جيدا.
ومن الحلي القديمة التي وردت في كتاب الباحثين الخرس والعقروقة (المضاعد - جمع مضعد) وهو سوار ذهبي تلبسه النساء والفتيات في معاصمهن بعدد متعارف عليه بينهن اذ يتراوح عددها بين 6 و12 سوارا.
كما تعددت أسماء المضاعد وأشكالها تبعا لطريقة الصياغة أو الوحدات الزخرفية أو الأحجار الكريمة التي تزينه فظهرت آنذاك مضاعد (دقة الباجلة) و(دلق سهيل) و(سف الحصير) و(شحم ولحم) و(حط فخذه على فخذه).