- ميتشيلي: «القرينية» إحدى المستوطنات المعروفة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين
- الموقع المكتشف عبارة عن قرية مهجورة تقع في منتصف الساحل الشمالي الغربي للجزيرة
عادل الشنان
أقامت سفارة جمهورية إيطاليا في الكويت بالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية، محاضرة عن مكتشفات بعثة الآثار الإيطالية في جزيرة فيلكا، حاضر فيها رئيس بعثة الآثار الإيطالية البروفيسور دي ميتشيلي، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع الإيطالي في الكويت في الفترة من 27 نوفمبر الماضي حتى 4 ديسمبر الجاري.
بداية رحب البروفيسور دي ميتشيلي بالحضور في الأمسية ثم قدم سيرة موجزة عن تاريخ التعاون بين الكويت وإيطاليا فيما يتعلق بالتنقيب عن الآثار تحديدا في جزيرة فيلكا، وبعض المناطق التاريخية الكويتية الأخرى، إلا أنه أكد أن أهم مكتشفات بعثة الآثار الإيطالية بجزيرة فيلكا هي تلك المكتشفة في موقع القرينية، وهي قرية مهجورة تقع في منتصف الساحل الشمالي الغربي لجزيرة فيلكا وإحدى المستوطنات المعروفة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
وأضاف أن أعمال التنقيب فيها بدأت منذ عام 2010 وحتى عام 2012، مشيرا إلى ان بعثة جامعة فينسيا الإيطالية تعد من أولى البعثات الإيطالية التي عملت في الكويت (جزيرة فيلكا) عام 1976 ونفذت أعمالها الميدانية من مسح وتنقيب، حيث قامت بالمسح الجوي للمواقع الأثرية في فيلكا اضافة الى المسح العلمي لمواقع الآثار والتنقيب الاثري في موقع تل الخزنة وموقع القصور ونشرت أعمالها في عام 1984 ويعتبر هذا الإصدار أهم المراجع الرئيسية للمواقع الأثرية في جزيرة فيلكا.
وأكد البروفيسور ميتشيلي انه تم عقد اتفاق تعاون أثري بين المجلس الوطني وجامعة بروجيا الايطالية في العام 2010 لتنفيذ أعمال المسح والتنقيب الأثري في تل القرينية الذي يقع في وسط الساحل الشمالي لجزيرة فيلكا، وهو تل طوله 600 متر وعرضه 35 مترا وتنتشر على سطحه شواهد ولقى أثرية، مشيرا إلى أن أول ذكر لهذا الموقع ما ذكره كارستين نيبور في النصف الثاني من القرن الثامن عشر حيث قال «ان هناك قلعة برتغالية قرب القرين» تقع الى الشرق من التل الأثري وتبعد عنه مسافة 100 متر تقريبا، كما ورد ذكرها عند ديسكون بأنها قرية صغيرة تقطنها بضع عائلات، وورد ذكرها عند جيوفري بي عضو البعثة الدنماركية عام 1957 حيث ذكر ان «القرينية تنسبط من واد غير عميق على الساحل الشمالي للجزيرة، وأظهرت أحجارها المنهارة وكسر الفخار الخشنة المزججة باللون الفيروزي التي تميز المائتي سنة الأخيرة» كما ورد في المصادر التاريخية أن هناك خرافة تقول ان القرينية مكان للطاغية الذي كان يرتدي أحذية من الذهب وقد دمر الله مدينته لأنه قطع طفلا قسمين ليختبر حدة سيفه، كما ورد في المصادر أن البرتغاليين عندما احتلوا الجزيرة أخذوا يتاجرون من هناك في «القرينية» مع بر الكويت وأنه كان يقطنها بضع عائلات في بداية هذا القرن، وتوجد إلى الشرق منها أطلال مسجد كبير كان عاليا حتى عام 1839.
وحول أعمال البعثة الكويتية - الايطالية في موقع القرينية 2012/2010، قال ميتشيلي: تعتبر القرينية احدى المستوطنات المنتشرة في جزيرة فيلكا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي فهي معاصرة لمنطقة خرابت الدشت وقرية السعيدة وأم الدخان ومنطقة الصباحية وذلك لتشابه اللقى الأثرية المنتشرة على سطح تلك المواقع.
وأضاف ان أعمال التنقيب الأثرية في هذا الموقع كشفت عن عدد من الوحدات السكنية بنيت جدرانها من الحجارة البحرية ورصفت أرضياتها بالطابوق اللبن المجفف بالشمس، وتغطي هذه الوحدات سطح التل وجانبه الجنوبي وغالبية هذه الوحدات تتكون من فناء وغرف للسكن والخدمات التابعة لها كما استخدم الجص في تكسية بعض الجدران، وتمثل الهندسة المعمارية للوحدات التي كشف عنها البناء التقليدي لتلك الفترة الزمنية، اما من ناحية المعثورات فقد تم جمع كمية من الكسر الفخارية التي ترجع الى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، منها ما هو مرجج وآخر من البورسلان.
وبعد انتهاء المحاضرة افتتح البروفيسور دي ميتشيلي ورشة عمل خاصة بأعمال التنقيب أيضا في مكتبة الكويت الوطنية.