- «الأنباء» تصدت بكل شجاعة لمواجهة أفكار العنف والتطرف والإرهاب
- «داعش» استخدم 9600 موقع إلكتروني و46.000 ألف حساب على «تويتر»
- تنظيم مؤتمر عربي إسلامي عالمي لعرض تجارب الدول التي استطاعت تأهيل التائبين من الفكر الضال والمنحرف
- عدم نشر ما يطلقه «داعش» في أجهزة إعلامنا المرئية والمسموعة لضمان موت «الخبر» المتطرف
أسامة أبوالسعود
أكد مستشار الإدارة العامة الزميل يوسف عبدالرحمن ان صحيفة «الأنباء» تصدت بكل شجاعة لمواجهة أفكار التطرف والغلو والإرهاب سواء من خلال اجراء الحوارات مع قادة الفكر المعتدلين أو اجراء التحقيقات وإعداد استبيانات للقراء أو من خلال مقالات الرأي لكل أفكار الغلو والتطرف التي اصبحت وباء تعاني منه الأمة الإسلامية والعالم اجمع.
جاء ذلك خلال تعقيب اعده الزميل خلال مشاركته في الجلسة الثالثة من فعاليات ندوة مستجدات الفكر الإسلامي الثالثة عشرة التي تقيمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وعقدت صباح امس بحضور وكلاء وزارة الأوقاف والباحثين والمهتمين وحملت عنوان «المبادرات الإعلامية والتشاركية والحوارية» وذلك ضمن مجالات التجارب والمبادرات وطبيعتها. و
في تعقيبه على البحث الأول الذي قدمه د.حسين محمد ربيع مدرس الإعلام بالمعهد الدولي العالمي للإعلام بأكاديمية الشروق بالقاهرة، قال الزميل يوسف عبدالرحمن: يطيب لي بداية أن اشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على أدوارها الدعوية الشاملة والشكر موصول لوزير الأوقاف وجميع الاخوة الوكلاء.
واضاف قائلا: اطلعت على البحث القيم الذي أعده د.حسين محمد ربيع عثمان والذي ناقش خطورة التطرف الفكري وتعرض لبعض المبادرات الإعلامية والحوارية العربية في مواجهة هذا التطرف الفكري مرورا بالتجارب في «السعودية والإمارات ومصر والمغرب والأردن» في هذا المجال.
واضاف عبدالرحمن: حاول د.حسين عثمان جاهدا مشكورا ان يقيم هذه المبادرات الفكرية والحوارية في مجال التطرف الفكري، وانا استسمحه بمداخلة وتعقيب على تجربة الكويت في مجال مواجهة التطرف الفكري حيث ان هناك جهودا كبيرة قامت بها الكويت مشكورة لمكافحة التطرف وتجفيف منابعه، وايضا دورها لا ينكر في مجال تعزيز الوسطية ومحاربة كافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف عبر مؤسسات ووزارات الدولة خاصة الأدوار والجهود المبذولة من «وزارة التربية - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - جامعة الكويت - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».
وأنا أرى اضافة الجهات التي سأذكرها أدناه لإثراء الورقة المقدمة وهي كالتالي:
1- وزارة الإعلام بكل قطاعاتها المرئية والمسموعة وقنواتها المشاهدة.
2- وكالة الأنباء الكويتية «كونا».
3- جمعيات النفع العام والاتحادات العمالية والطلابية.
4- الدواوين.
5- وسائل الاتصال الاجتماعي في الكويت.
6- الجرائد والصحف والمجلات.
وتابع الزميل يوسف عبدالرحمن: كان لابد من اعطاء الصحف اليومية دورا اكبر في المؤتمر لانها تشكل رافدا قويا لمحاربة الفكر المتطرف لانها بالفعل قامت بأدوار تصحيحية ونقد خاصة الصحف التي التزمت بالحياد واخلاقيات المهنة في تناول المعلومات الخاصة بالتطرف الفكري.
واستعرض في هذا الصدد تجربة صحيفة «الأنباء» الكويتية ودورها المهم في مواجهة الأفكار المتطرفة من خلال جهد وعمل دؤوب لإظهار وسطية الإسلام وسماحته ومحاورة قادة الرأي والفكر والمسؤولين في وزارة الأوقاف وابراز الدور المهم الذي تقوم به كوزارة أو من خلال مركز الوسطية واستضافة العلماء والباحثين والمهتمين والخبراء في مواجهة تلك الأفكار الهدامة.
وزاد قائلا: من يتابع اصدارات الصحف والمجلات الكويتية حتى ما قبل الاحتلال العراقي الغاشم يجد ان تلك الصحف قد طرحت في منتهى الجرأة كل أنواع التطرف الفكري وكان هناك ايضا دور لا ينكر لكتاب الزوايا في محاربة التطرف لكن مع بروز الميديا ـ ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم وفر ذلك للجميع فرصة السؤال والحوار المباشر مع أطراف العلاقة.
الحرب الإعلامية
وتعقيبا على البحث الثاني، قال الزميل يوسف عبدالرحمن: اشكر د.لطفي الزيادي ـ من جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية على بحثه القيم «الحرب الإعلامية سلاح المنظمات الإرهابية ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية ـ مثالا».
واضاف قائلا: أرى انه استطاع ان يعرج بنا الى نشأة الحرب الإعلامية ومفهومها ومبادئها واستعرض نماذج الاتصال والإعلام التي تخدم اليوم الإرهاب وتناول سلاح الحرب الإعلامية لدى المنظمات الإرهابية من حيث المزج بين الوسائل التقليدية والوسائل الحديث واتخاذها الرمزية على مستوى الشكل والمضمون والتسميات للعمليات الاجرامية والمرجعيات الدينية والتاريخية واعتماد الواقع الاجتماعي والسياسي، وتطرق مشكورا لواقع هذه الحرب الشرسة التي يقودها ما يسمى بـ«داعش» واستراتيجيته ووسائله الخاصة به من وكالات وأبواق، مستغلا الإعلام الالكتروني الحديث بمهنية عالية وايضا ذكر في ختام بحثه القيم أساليب التصدي للإعلام الارهابي في 13 وصية مفيدة.
واضاف: اننا بحاجة ماسة الى 3 توصيات عملية افصلها على النحو التالي: ان ترفع الى وزراء الإعلام العرب والمسلمين في كل الدول رسالة موحدة مفادها عدم نشر ما يطلقه ما يسمى بتنظيم «داعش» في اجهزة إعلامنا المرئية والمسموعة لضمان موت «الخبر» المتطرف، عمل مؤتمر عربي إسلامي عالمي تعرض فيه تجارب الدول التي استطاعت تأهيل التائبين من هذا الفكر الضال والمنحرف.
واضاف عبدالرحمن قائلا: تبني وزارات الأوقاف العربية والإسلامية جمع وانشاء وقف إسلامي يحبس اصله ويصرف من الريع على التوعية الشاملة بخصوص الوسطية في المجتمعات العربية والإسلامية.
احتياجات ضرورية عاجلة
وختم الزميل يوسف عبدالرحمن تعقيباته بوضع عدد من الاطر العلمية والأفكار لامكانية تنفيذ توصيات المؤتمر حيث قال: «نحن الآن بحاجة ماسة الى مركز استقراء للآراء لمعرفة تطلعات الشارع العربي الإسلامي تجاه هذه التنظيمات الفكرية المنحرفة من الفئات التالية: شرعيون، إعلاميون، تربويين، سياسيون، اكاديميون، نفسيون ...».
وتابع قائلا: ان توثيق تجارب الدول في محاربة الفكر المتطرف وعرضها على الناس لمعرفة كيفية التعامل مع هؤلاء المنحرفين، وهل يمكن توظيف من تاب منهم في دور الإصلاح «أهل مكة أدرى بشعابها».
واستطرد قائلا «ان تجديد الخطاب الديني ضروري لتأصيل الوسطية عن طريق استخدام الشبكة العنكبوتية «تويتر - فيسبوك - انستغرام»، فداعش استخدم 9600 موقع الكتروني و46.000 ألف حساب على تويتر».
وختم بالتركيز على قضية المناهج والمقررات الدراسية حيث شدد على ضرورة تأصيل مفاهيم الوطنية والاعتدال وتقبل الرأي الآخر وتحويل مفردات الوسطية الى ادوار تتحملها وزارة الإعلام والتربية والداخلية، ووزارة الأوقاف التي تعد وزارة الأمن المجتمعي واشراك قطاعات المجتمع المدني في كل هذه الجهود لنستطيع تحصين أبنائنا وبناتنا من اخطار هذه الآفات الخطيرة.
الأمن الفكري
وكانت فعاليات اليوم الثاني قد بدأت بجلسة حوارية حملت عنوان «المبادرات والمشاريع النمطية التقليدية» والتي استهلها الموجه الفني في وزارة التربية وعضو فريق التدريب والتأهيل في مركز تعزيز الوسطية د.سعود العجمي بقوله إن من اهم أنواع الأمن هي الأمن الفكري وهو الذي له ارتباط وثيق بجميع أنواع الأمن الأخرى فالإنسان يأسره فكره ومعتقده وسلوكه وعمله وتصرفاته ناتجه عن موروثاته الفكرية.
وأضاف أن الفكر والعقيدة هما الموجهان للسلوك والتصرفات فإذا ضل الإنسان في فكره ضل في اعتقاده.
من جانبه، قال إمام وخطيب مسجد السنة من النمسا أحمد الخشاب إن التطرف الفكري لم يكن قديما قدم التاريخ البشري بل منذ تطرف إبليس وعصيانه على أمر ربه فقد ظهر الغلو في الصالحين من قوم نوح حيث كان الغلو سببا في كفرهم وشركهم مع الله في عبادتهم غيره.
من جانبه، قال عضو الأكاديمية الأميركية للطب الشرعي د.عبدالرزاق المرجان إن العالم عانى كثيرا من قدرة الجماعات الإرهابية على توظيف التقنية وبرامج التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافهم الإرهابية بالقتل والتفجير والانتقام والتحريض على العنف.
من جانبه، قال أستاذ قسم التفسير والحديث في كلية الشريعة د.نور الله كورت إن المرحلة تحتاج لاتحاد مواطني مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الإرهاب الالكتروني عن طريق تشكيل مجلس أعلى من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي لكي يتناغم مع أهداف واستراتيجيات مجلس التعاون الخليجي لمكافحة الإرهاب.
من جانبه، قال مدرس الإعلام بالمعهد الدولي العالي للإعلام في القاهرة د.حسين عثمان ان قضية الإرهاب والتطرف الفكري باتت تشغل جميع دول العالم في الوقت الحاضر رغم ان الإرهاب كجريمة ليس بالقضية الجديدة إلا أن الجديد في الموضوع ان الإرهاب في الوقت الحاضر أصبح ظاهرة عالمية.
وحول جهود الكويت في تأهيل أصحاب الفكر المتطرف من خلال لجنة المناصحة بوزارة الداخلية قال عضو لجنة المناصحة لتأهيل أصحاب الفكر المتطرف بوزارة الداخلية وعضو اللجنة العلمية في مركز تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف د.فراج الرداس إن عمل لجنة المناصحة بوزارة الداخلية في تأهيل أصحاب الفكر المتطرف يتضمن تأهيل أصحاب الفكر المتطرف عن طريق تدريس المواد الشرعية العامة كشرح الأربعين النووية وشرح أصول السنة للإمام أحمد وشرح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب وفقه العبادات وفقه المواريث ودروس متفرقة في التفسير وما يتعلق بلزوم الصراط المستقيم وترك الشبهات ومحاضرات حول الأمن والأمان وطاعة ولي الأمر والتعامل مع الولاة.
وأضاف كما تم تدريس المواد التي تناقش الفكر المتطرف كضوابط التكفير والكتاب المقرر والرد على شبهات الجماعات المتطرفة والكتاب المقرر وضوابط الجهاد والكتاب المقرر وضوابط التعامل مع الحكام والكتاب المقرر والولاء والبراء والكتاب المقرر.
من جانبه، قال المستشار بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ومملكة البحرين د.عبدالله الدناصوري إن التطرف يؤدي إلى الغلو وإذا كان التطرف هو الانحياز إلى أحد الطرفين إفراطا أو تفريطا ايجابيا أو سلبا زيادة أو نقصا فإن الغلو مجاوزة الحد الطبيعي في اتجاه النقصان أو الزيادة، ومع التقصي نجد أن كلمة الغلو في الأغلب تكون مصاحبة لكلمة التطرف فهما متلازمتان تلازما كاد يكون بمعنى الترادف.
وحول تجربة رابطة العالم الإسلامي في مكافحة التطرف الفكري قال المستشار والمشرف على شؤون الهيئات والمؤسسات رابطة العالم الإسلامي د.عبدالله بن صالح العبيد إن التعريف برابطة العالم الإسلامي كونها منظمة إسلامية شعبية عالمية لها ثقلها الدولي من بين المنظمات والهيئات الإسلامية الدولية ولها تاريخ طويل وتجربة عريقة ومسيرة حافلة دامت أكثر من نصف قرن وتناولت خلالها بحث ومعالجة الكثير من القضايا التي تهم المسلمين والأقليات المسلمة في العالم.
وحول تجربة الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مواجهة الفكر المتطرف قال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي د.صالح بن سليمان الوهيبي إن أسباب انتشار التطرف في المجتمعات الإسلامية ترجع إلى الأمية والجهل وسوء الفهم واتباع المتشابه والأوضاع السياسية التي تعيشها المجتمعات المسلمة ووجود جماعات متطرفة نشطة والصحبة والرفاق وأجهزة الإعلام ووسائل الاتصال التي تستفز المشاعر الدينية.
وزير الأوقاف: للخطيب دور بارز في نبذ التطرف وفق منهج شرعي وسطي
أسامة أبوالسعود
أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري أن الإمامة والخطابة والأذان مهمات شرعية محل فخر وتقدير واعتزاز، مبينا أن منابر المساجد لها دور بارز في إصلاح المجتمع ونبذ التطرف وفق منهج شرعي وسطي.
وأشار الوزير الجبري خلال استقباله نقابة الخطباء والأئمة والمؤذنين أن دور المساجد لا ينتهي عند الصلوات وخطبة الجمعة، بل يكتمل بحلقات الذكر والدورات العلمية والدروس الدينية والثقافية.
وحول اقتراحات قدمتها النقابة، بين الجبري اهتمامه وحرصه على تعزيز دور الإمام والخطيب والمؤذن لتمكين المسجد من دوره الريادي في المجتمع الكويتي.
وفي ختام اللقاء اشاد الجبري بجهود النقابة في متابعة الأمور التي من شأنها تحفيز الشباب على الالتحاق بالوظائف الدينية.