- «الأعلى للتخطيط» استطاع مواكبة المستجدات والمتغيرات خلال إعداده للخطط التنموية
- الروضان: التخطيط يجسّد إرادة التغيير والانتقال إلى آفاق جديدة من الإنجازات لدفع مسيرة التنمية
بشرى شعبان
أكدت وزيرة الشؤون ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح ان الكويت تفتخر برجالها الذين ساهموا في نهضتها التنموية على مدار الـ 65 عاما الماضية، مشيدة بأداء تلك الكوكبة خلال مختلف المراحل التي مرت بها البلاد.
جاء ذلك في كلمتها التي القتها خلال الاحتفال الذي نظمه المجلس الأعلى للتخطيط بمناسبة مرور 65 عاما على مسيرة التخطيط التنموي في الكويت، برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك نيابة عن سموه.
واضافت الصبيح: اليوم نلتقي بهذه الصفوة الطيبة من ابناء الكويت المخلصين الذين كان لهم فضل الريادة في عملية التخطيط على مر العقود الطويلة بفكرهم المستنير وارساء الأسس الراسخة للتخطيط والتنمية المستدامة منذ تأسيس المجلس بالقانون 47 لسنة 1960، مشيرة الى انه على رأس الهرم التخطيطي يأتي المجلس الأعلى للتخطيط والذي يذخر بكوكبة من الشخصيات من خيرة العقول الوطنية والتي لها القدرة على تشخيص الحالة الوطنية وتقديم انجح الحلول لتحدياتها، لافتة الى ان المجلس الأعلى للتخطيط يشكل في صميم عمله نواة للدور الاستشاري والتوجيهي للحكومة بمختلف جهاتها نحو تحقيق رؤية الكويت المستدامة.
واستعرضت التغيرات الايجابية التي طرأت في الكويت منذ انشاء المجلس منها على سبيل المثال تقرير رؤية الكويت 2035 التي شكلت منصة وانطلاقة نحو كويت جديدة مستدامة محققة رؤية سامية في دعم قيادة القطاع الخاص وتقليل المهام عن عاتق الحكومة وتمكين ملكية المواطن في المؤسسات الخاصة بعد نقل تبعيتها لتدار بفكر استثماري متطور فضلا عن اصلاح المخطط الهيكلي والذي رأينا باكورة تنفيذ توصياته في لجنة عليا لضمان حدوث التناغم بين التخطيط والبلدية، بالاضافة الى التقارير ذات الدور الحيوي للتنمية البشرية والمجتمعية والتي ارست دعائم لسياسات تنموية متطورة تهدف الى تعزيز رأس المال البشري والابتكار، وايضا التقارير المتعلقة بالشباب حيث وضع المجلس خطوطا عريضة لاستراتيجية ركز فيها على استثمار طاقاتهم وتعزير روح المبادرة والعطاء لديهم كما ان للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية دورا كبيرا في الاهتمام بالجوانب الادارية كتقليص الدورة المستندية وتعزيز الفكر التنموى لدى المواطنين.
وأوضحت: فخر الكويت بأنها من أوليات الدول في انشاء المجلس الأعلى للتخطيط ايمانا بأهمية تضافر الجهود لصنع خارطة طريق لدولة تسعى ان تكون في ركب الدول المتقدمة في العالم ومن هذا المنطلق توالت خلال الفترة من 1952 الى 2017 قيادات كان لها دورا بارزا في صرح العمل التخطيطي، والذي بدءا بالمغفور له الشيخ عبدالله السالم حيث تشكل في عهده اول مجلس للتخطيط والذي ترأسه المغفور له الشيخ صباح السالم عام 1962 لتنطلق العملية التخطيطية في البلاد ثم تولى المغفور له الشيخ جابر الأحمد رئاسة مجلس التخطيط في عام 1965 حتى عام 1978 حيث ارسى دعائم واسس النهج التخطيطي وحرص على اعداد خطة التنمية في البلاد بصورة مستمرة، في 1986 وحتى عام 2003 ترأس المغفور له الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله المجلس الأعلى للتخطيط وكان له دور مهم في دعمه المتواصل لعملية التخطيط وخلال هذه الفترة اعدت وزارة التخطيط الخطة الخمسية 85/1986 ـ 89/1990 وبناء عليه اصدر مجلس الامة ولأول مرة في تاريخ التخطيط قانونا بشأن التخطيط الاقتصادي والاجتماعي رقم 60 لسنة 1986.
وتابعت: كان لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بصمات تاريخية في ترسيخ العملية التخطيطية بمراحلها المختلفة منذ ان كان سموه عضوا في اللجنة التنفيذية العليا لمجلس الانشاء عام 1954 كما ترأس سموه، عندما كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية، كلا من اللجنة الوزارية للخطة واللجنة الوزارية للمخطط الهيكلي والمشروعات الكبرى والتي كان من اهم أعمالها وضع الركائز الأساسية لاعداد الخطط التنموية كما تولى سموه رئاسة المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية خلال الفترة من 2003 م الى 2006 م والذي اختص بتخطيط استراتيجية التنمية للبلاد واعداد الخطط الانمائية الخمسية، وعقب ذلك ترأس سمو الشيخ ناصر المحمد المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وتم اعداد مشروع الخطة الانمائية الخمسية للسنوات 2009/2010 - 2013/2014 وصدر بشانها قانون رقم 9 لسنة 2010 وبناء على ذلك فان قواعد واسس العملية التخطيطية قد اكتملت برئاسة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك للمجلس الأعلى للتخطيط وانطلقت الخطة الانمائية الحالية 2015/2016 ـ 2019/2020 والتي صدرت بالقانون رقم 11 لسنة 2015 من رؤية طموحة للكويت غايتها ان تصبح الكويت مركزا تجاريا وماليا جاذبا للاستثمار مستعيدة بذلك دورها الاقليمي الرائد كما صدرت الخطة السنوية 2015/2016 بالقانون رقم 10 لسنة 2015 والخطة السنوية 2016/2017 بالقانون رقم 66 لسنة 2015 والخطة السنوية 2017/2018 والتي صدرت في ضوء احكام قانون التخطيط الجديد رقم 7 لسنة 2016 في شأن التخطيط التنموي.
وذكرت ان المجلس الأعلى للتخطيط استطاع خلال اعداده للخطط الخمسية ان يواكب المستجدات والمتغيرات والتطورات التي توالت على الكويت فانتقل من اسلوب التخطيط من اعلى الذي يتطلب التنسيق الشامل بين جهاز التخطيط والجهات التنفيذية بالدولة والذي يتسم بتحديد الاهداف الكلية استنادا الى ماهو مرغوب فيه وليس ما هو ممكن الى اسلوب التخطيط من الاسفل الذي قام على مبدأ مسح الحاجات الفعلية لمختلف القطاعات بالدولة ووضع برامج خاصة بالمشروعات الاستثمارية التي تحقق التنمية الشاملة في الدولة ثم الاخذ باسلوب التخطيط الاسترشادي وتحديد اتجاهات التنمية ومعدلات النمو المرغوبة على ضوء احتياجات المجتمع، وبذلك يكون المجلس الأعلى للتخطيط حلقة الوصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والمسؤول عن اعداد الخطط الانمائية وفق احدث الاساليب التخطيطية الملزمة لجميع الجهات في الدولة، كما ان الكويت ستحتفظ في سجل امجادها وفخرها بالرواد الاوائل واعضاء المجلس الأعلى للتخطيط في دوراته المتتالية بكل التقدير والامتنان لما قدموه لوطنهم من جهود صادقة ورؤى سديدة اسهمت في رسم خطط التطوير المحققة لتوجهات القيادة الحكيمة.
ومن جهته أكد رئيس لجنة التنمية الاقتصادية في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ناصر الروضان أن رعاية صاحب السمو وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء لهذه المناسبة المباركة يترجم اهتمام القيادة السياسية بأهمية التخطيط الفاعل الذي يقوم على الواقعية ووضوح الأهداف والغايات ويحقق الاستثمار الأمثل للامكانات والموارد ويختزل الجهد والوقت والمال ويعزز روح العمل الإيجابي وإشراك الجميع في تحمل مسؤوليته في مشروع البناء الوطني الشامل ويلبي آمال وتطلعات المواطنين نحو مستقبل زاهر مستقر.
وقال الروضان: لقد أدرك جيل القدوة أهمية التخطيط في تجسيد إرادة التغيير والانتقال الى آفاق جديدة من الطموحات والإنجازات التي تدفع مسيرة التنمية والتقدم والرخاء.
عقب ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة التخطيط في الكويت احتوى على عدد من المقابلات الشخصية مع بعض المسؤولين في المجلس الأعلى للتخطيط تحدثوا خلالها عن أبرز المراحل التي مرت بها مسيرة التخطيط في الكويت.